الخونة أساس المشكلة

أحمد يحيى الديلمي
في تغريده للصحفي العربي المعروف عاطف عبد الجواد ، فند أساس مشكلة هذا البلد المظلوم من جيرانه وأقرب الناس إليه فقال : مصيبة اليمن و اليمنيين الكبرى تكمُن في أبنائه الذين يتاجرون بالبلد ، ويغلفون بضاعتهم المقيتة بوسائل دعاية فاسدة يعضدها ويشد أزرها إعلام المعتدين الممنهج مدفوع الثمن مسبقاً ، بحيث تجد مسؤولا منتحلا للصفة أو محللا سياسيا تابعا للشرعية المزعومة يتباكى ويذرف دموع التماسيح على المآسي التي تحدث في اليمن ثم فجأة يبرر الأعمال العدوانية ، وجرائم حرب الإبادة الشاملة للطائرات التابعة لما يسمى بدول التحالف .
لا أخفي أننا انخدعنا بهذه الدعايات الزائفة ردحاً من الزمن ، إلى أن تجلت أمامنا الحقيقة واكتشفنا زيف تلك الدعايات الخادعة ، توجهنا إلى بعض الأشخاص الذين نشاهدهم على الشاشات المستنسخة أو العربية السائرة في فلك العدوان المتواجدين في القاهرة أو من يترددون عليها ، قلت لأكثر من شخص بالفم المليان :
ما هذا التناقض السخيف تنسبون كل المآسي والجرائم البشعة التي تحدث في اليمن إلى من تسمونهم الانقلابيين وتجتهدون لتبرير جرائم المعتدين خلافاً لما نسمعه منكم في لقاءات خاصة عن هول ما يجري في اليمن نتيجة العدوان الهمجي، وما رافقه من حصار جائر ، وجهت نفس السؤال لأكثر من شخص، الجميع لاذ بالصمت، فأيقنت ومعي آخرون أنهم مجرد موظفين ارتضوا العمالة وخانوا الوطن وهم سبب البلية والمشاكل الكبيرة التي تعاني منها اليمن .
كلام الصحفي العروبي بقدر ما كشف عن بعض الحقيقة، فإنه يحتم علينا في اليمن أصحاب القضية، أن نكثف الجهود ونستخدم كل الوسائل المتاحة لكشف زيف ما يروجه مثل هؤلاء الأدعياء المرتزقة النصابين، ليعرف العالم أنهم مجرد خونة عملاء يتاجرون بالوطن وأبنائه من أجل الكسب الرخيص، والحصول على المال المدنس. مع التركيز على نقل الصورة وكشف حقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم غاية في البشاعة وحرب إبادة شاملة ، فرضت عليه التحدي وتفعيل إجراءات الردع في إطار مشروعية الدفاع عن النفس التي يحاول أعراب اليوم تشويهها وإسنادها إلى عدو وهمي لا وجود له إلا في أذهانهم .
بيرق وغول الفساد
ونحن نتحدث عن الفساد وأساليب مواجهته لابد أن نُمعن النظر في الظروف التي سمحت باستشراء الظاهرة كأهم مدخل للمعالجة في كل مجال من المجالات على حدة ومن خلال خبراء يعرفون ببواطن الأمور .
في هذا الجانب تحدث إلي المقاول المعروف محمد أحمد بيرق عن الأسباب التي دفعته إل تجميد أنشطته في المقاولات، بعد أن كان له باع كبير وخبرة طويلة في نفس المجال، اختزل الأمر قائلاً في فترة من الفترات تهاوت قيم العمل الشريفة فاختل نظام المقاولات والإنشاء والتعمير، بعد أن استشرى الفساد، وغدت العمولات والكميشنات أفعالا مألوفة على حساب الكيف ودقة التنفيذ، القصة طويلة.. لكني أكتفي بما أسلفت كمؤشر للدلالة على مواقع الخلل، خاصة أن شواهد الإثبات موجودة في الطرقات والشوارع التي تحفرت بعد شهور من السفلتة، والسدود التي تشققت والمباني التي مسها الضرر، ولا يزال المجال ممكنا للإصلاح كون بعض المستخلصات لم تصرف والدولة مطالبة بمئات المليارات كبقية أقساط أو تعويض.. لا يعلم إلا الله مدى صحتها ، وهنا يمكن لوزارة الأشعال إعادة تصنيف المقاولين ومعرفة من سار على الخط السليم ومن انحدر إلى منزلق الفساد، لتجنب مثل هذه الأعمال في المستقبل .. أرجو أن تؤخذ هذه الأمور بعين الاعتبار من قبل الجهات المختصة .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا