صنعاء القديمة .. استنكار العالم لم يوقف حقد العدوان ومخططاته التدميرية لمعالمها

الثورة / عبدالباسط النوعة

تتوالى الإدانات التي لا تخرج عن نطاق الكلام والشجب والإدانة لما تتعرض له مدينة صنعاء القديمة من قصف مستمر طال مبانيها ومعالمها التاريخية العريقة ؛ لم تستطع تلك البيانات أو الإدانات أن تفيد أو توقف هجمات العدوان وطائراته الحاقدة على استهداف هذه المدينة التي لم تشفع لها مكانتها التاريخية أو أصالتها الحضارية لدى تلك القوى الاستكبارية الاستعمارية الحاقدة التي حصدت أرواح الأبرياء بالآلاف، فما بالنا بالمواقع والمعالم الحضارية .
توالت البيانات والإدانات، فها هي وزارة الثقافة تواصل إصدار بيانات الشجب والإدانات للجريمة الأخيرة التي طالت عددا من المواقع والمعالم والأحياء التاريخية في مدينة صنعاء القديمة .
وكذا هو الحال، حيث واصلت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية سلسلة بياناتها التي أصبحت تداوم عليها عقب كل استهداف تتعرض له المواقع والمدن التاريخية في اليمن .
فهاهي الهيئة وعلى لسان رئيسها الأخ محمد فارس تعتبر الاستهدافين الأخيرين إضافة إلى الاستهدافات السابقة لمدينة صنعاء القديمة وتدمير منازلها ومعالمها التاريخية بالمئات تدل دلالة أكيدة على النوايا الخبيثة والاستهداف الممنهج والمقصود للحضارة اليمنية والتراث ؛ فهم يدركون جيدا القيمة التي لا تقدر بثمن لمدينة صنعاء القديمة كواحدة من مدن التراث العالمي التي تستهوي الكثير من محبي التاريخ والحضارة حول العالم .
وأشارت الهيئة إلى أن العدوان بهذا القصف المستمر على صنعاء القديمة يسعى إلى محو هذه المدينة من خارطة اليمن بل ومن خارطة التراث العالمي حتى لا يظل لهذا الشعب ما يمثل قيمة يتفاخر بها بين سائر الأمم والشعوب تدل على عراقته وأصالته وعظمة تراثه وتاريخه .
وعن دور الهيئة في مواجهة الحالات الطارئة جراء العدوان أجاب رئيس الهيئة قائلا: دور الهيئة للأسف الشديد ضعيف جدا بالنسبة لمواجهة الخراب أو سرعة المعالجة للحالات الطارئة فلا يمكنها بناء أو ترميم منزل واحد فقط يتركز العمل برفع خطابات للجهات المعنية ومنظمة اليونسكو وبيانات التنديد ؛ وحاليا بدأت الهيئة بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي عبره المشاريع ولكن وما يؤسف له أن المنظمات الدولية لا تتعامل مع حكومة الإنقاذ بصنعاء ولا مع حكومة المنفى أو ما تسمى بالشرعية .
طمس الهوية الحضارية
إما وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي فقد أصدرا بيانا بخصوص القصفين الأخيرين على صنعاء القديمة حيث قال البيان : بينما سجلت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في العام 2015م مدينة صنعاء القديمة كموقع تراث إنساني عالمي في قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، تم استهدافها يومي 5 و 11 نوفمبر 2017م وللمرة الخامسة مقاتلات “تحالف العدوان” بقيادة المملكة العربية السعودية، بخمس غارات جوية، مخلفة أضرارا جسيمة بما يقارب 200 مبنى سكني تاريخي.
وعبرت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي عن إدانتهما واستنكارهما الشديدين للاستهداف المتكرر والممنهج لهذه المدينة العريقة والذي كان آخره استهداف “باب اليمن، وحارة جامع البكيرية، وحارة المدرسة وصلاح الدين ، وحارة الصعدي” في مدينة صنعاء القديمة – التي تمتلك إرثا تاريخيا يعود للقرن الخامس قبل الميلاد على الأقل، كما ونحمل المملكة العربية السعودية التي تقود هذا التحالف كافة المسؤولية.
وحمل البيان قوى العدوان والمجتمع الدولي كامل المسؤولية تجاه الأضرار والخسائر التي ألحقتها مقاتلاتها وصواريخ العدوان بمدينة صنعاء القديمة، وغيرها من المدن التاريخية السياحية مثل مدينة شبام القديمة، وكذلك مدينة تعز القديمة – التي أدرجها الصندوق العالمي للآثار منتصف نوفمبر 2017م في قائمة المواقع المعرضة للخطر – وغيرها من المواقع التاريخية والأثرية، والمنشآت السياحية، في مختلف المدن والمناطق اليمنية.
وأكدت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي أن ما تقوم به السعودية من استهداف، يعد مخططا وممنهجا لتدمير متعمد يهدف من خلاله إلى طمس هوية وثقافة شعب تعود حضارته إلى آلاف السنين قبل الميلاد..
واعتبرت الوزارة والمجلس تمادي قوات التحالف بقيادة السعودية، واستمرارها في استهداف المدن والمواقع التاريخية والأثرية، تعدياً صارخاً، وعدم احترام للمعاهدات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لعام 1972م، ومعاهدة لاهاي والبروتوكولين الإضافيين اللذين يحرمان استهداف المواقع التاريخية والتراث في أثناء النزاعات المسلحة .
ودعا البيان منظمة اليونسكو، ومنظمة السياحة العالمية، والمنظمات الدولية ذات الصلة والهيئات الاستشارية الدولية، والمجتمع الدولي، القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه حماية المواقع والمناطق التراثية في اليمن وفي مقدمتها مواقع التراث العالمي، واتخاذ الإجراءات الحازمة والمناسبة من أجل إيقاف استهدافها، وتشكيل فريق دولي محايد ومتخصص للتحقيق وتقصي الحقائق فيما يتعلق بكافة الانتهاكات والمخالفات.

قد يعجبك ايضا