أكاديميون لـ»الثورة«:ما فشل العدوان في تحقيقه بالمواجهة لن يناله بالتجويع

أكدوا أن الحصار الاقتصادي الخانق سينكسر أمام صمود الشعب ..

¶تصعيد الحصار محاولة لصرف الأنظار عن الصراع السعودي الداخلي

محاصرة الشعب اليمني تغطية لفشل العدوان عسكريا وميدانيا

تدمير جهاز الملاحة بمطار صنعاء استهداف للإنسانية وللأمم المتحدة

الحصار يحاول عبثا إضعاف إرادة الشعب اليمني الصامد والصابر

استطلاع: محمد مطير

حذر عدد من الأكاديميين قوى العدوان من عواقب خطورة استمرارها في غيها وتعنتها من خلال اللعب على جوع وجراح اليمنيين بتشديد الحصار الاقتصادي واستمرار فرضها للحظر على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة ومنع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية ومنع المرضى من السفر, سوف يؤدي إلى تصعيد وتطورات أكثر خطورة..
ولفتوا إلى أن استمرار تعنت العدوان في عدم رفع الحضر رغم الدعوات والضغوطات عليه من قبل المنظمات الإنسانية والدولية التي ضرب بها عرض الحائط له العديد من الدلالات والإيحاءات الهامة, والانعكاسات الخطيرة إقليميا ودوليا.. لنتابع:

البداية مع الدكتور خالد المطري –أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء- الذي أوضح أن إصرار تحالف العدوان على إغلاق ميناء الحديدة ومطاري صنعاء والحديدة يندرج بوضوح في عملية استخدام العامل الاقتصادي كوسيلة لفرض ما لا يمكن قبوله من الشروط من قبل القوى المقاومة للعدوان.. فعندما وجد أن الحرب التي شنها لم تحقق الحد الأدنى من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ركن إلى العامل الاقتصادي لعله من وراء ذلك يحقق ما لم يتحقق بالقوة والسلاح..
وأوضح أن تمادي العدو السعودي في استخدام هذه الوسيلة القذرة, وكذا رفضه الاستجابة لدعوات وضغط المنظمات الإنسانية والحقوقية التي تطالب برفع الحصار عن ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء سوف يستمر لاحداث مزيد من الضغط على القوى اليمنية المقاومة للعدوان, لأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خاضعان لنفوذ أمريكا والقوى الغربية الأخرى الداعمة لتحالف العدوان..
يزيل الحرج
ولفت الدكتور المطري إلى أن العدو قد استثمر ضرب القوة الصاروخية اليمنية لمطار الملك خالد في الرياض في تشديد الحصار وإغلاق ميناء الحديدة في وجهة السفن المحملة بالغذاء والمشتقات النفطية وكذا سفن الإغاثة بحجة منع أنصار الله من تهريب الأسلحة إلى داخل البلاد .. ولكي يزيل الحرج المتزايد على الأمم المتحدة فأنه في الآونة الأخيرة أقدم على ضرب أجهزة الإرشاد الملاحي في مطاري صنعاء والحديدة لإحداث قدر اكبر من الخنق الاقتصادي وأوجد حجة للأمم المتحدة أنها لا يمكن أن توصل المساعدات ما دام هناك خطر على سلامة هبوط طائراتها في مطار صنعاء ..
وختم حديثه: إن إصرار العدوان على فرض الحصار الكلي على البلاد لن يكتب له الاستمرارية لأنه بشكل أو بآخر سوف يؤدي إلى تصعيد وتطورات أكثر خطورة وهو ما سوف تحاول القوى الداعمة للعدوان عدم الوصول إلى تلك التطورات الخطيرة لأن ذلك يزيد موقفها حرجا ويدفعها إلى التورط في مزيد من الجرائم.
رداً على الفشل
وفي نفس السياق تحدث الدكتور عبد الكريم زبيبة –نائب رئيس جامعة ذمار- قائلا: يعد الحصار المفروض على اليمن من قبل السعودية ودول العدوان أحد أهم أدوات الحرب التي تشن على اليمن واليمنيين، والتي يأمل المعتدون من خلاله تحقيق ما لم يستطيعوا عليه في الميدان العسكري وقد تزايد هذا الحصار في الأشهر الماضية بعد أن تزايد شعورهم بالفشل العسكري وخاصة بعد تطوير منظومة الصواريخ البالستية والتي يمكنها الوصول إلى عاصمة آل سعود الرياض ، وكرد فعل لهذا الفشل العسكري يلجأ العدوان السعودي لهذا الخيار اعتقادا منه بأنه سوف يضغط على الشعب أو يزيد السخط الشعبي ويضعف الإرادة لدى الصامدين والصابرين في وجه العدوان الغاشم .
فعل العاجز الجبان
وبنبرة الاستغراب تحدث الدكتور أمين الجبر -رئيس قسم التاريخ في جامعة ذمار- قائلا: الحصار في حد ذاته جريمة كبرى لا تغتفر ولا تسقط بالتقادم وفعل همجي مدان من جميع البشر .. وحصار شعب بأكمله لا ذنب له سوى رفضه للخضوع والخنوع لعربدة المال المدنس والإجرام الممنهج لأمراء النفط, فهو بكل المقاييس والأحوال فعل العاجز الجبان الذي لم يستطع تحقيق أي شيء على أرض الواقع, لذلك يلجأ إلى فرض الحصار الشامل والعقاب الجماعي كنوع من الهروب والذريعة لتغطية فشله وتبرير إخفاقاته المتواصلة أمام صمود الشعب اليمني المناضل ..
وبحزن شديد مضى الدكتور الجبر يشكو أحد الأضرار التي أصابته مع بعض زملائه من الأكاديميين بسبب الحصار الظالم مؤخرا, لأن إغلاق المنافذ والموانئ البرية والبحرية والجوية من قبل العدو حال بينهم وبين سفرهم للخارج للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الثاني حول اليمن الذي دعوا إليه من قبل جامعة اسطنبول, وأنهم قد حرموا من لذة المشاركة العلمية وضياع فرصة طرحهم لقضية اليمن العادلة في المحافل الدولية .. وذهب يتساءل بقوله: فأي إجرام هذا الذي يحول بيننا وبين إمكانية حضورنا فعالية علمية دولية؟ وبأي بشاعة يتم منع العديد من الحالات الإنسانية والمرضية العالقة من السفر جراء جريمة الحصار؟
مؤشر فشل
وفي استعادة لرباطة الجأش والصمود قال الجبر: هكذا علمنا منطق التاريخ أن الحرب كفعل وحدث إذا انعدم لدى أحد طرفيها الجانب الأخلاقي والإنساني فإن ذلك يعد، بأي حال من الأحوال، مؤشر فشل وتخبط .. وما قرار زيادة الحظر بالإغلاق جميع المنافذ وبالأخص مطار صنعاء وميناء الحديدة وغيرهما الذي اتخذته السعودية وتحالف العدوان إلا دليل واضح على ذلك, فضلا عن هلعها الشديد من صواريخ الجيش اليمني التي ضربتها في العمق وباتت تشكل لديها هاجساً أمنيا ..
ودعا إلى التصرف من منطلق الرد الرادع وإلى عدم الانتظار لموقف الأمم المتحدة التي لا تجيد سوى إصدار بيانات الإدانة والشجب في أكثر الأحوال, لأنها أصبحت أداة طيعة بيد رأس المال العالمي ومطية لعربدة وإجرام قوى الاستكبار والظلم.. وأنه لا رهان لنا إلا على العدالة الإلهية وصمود شعبنا وتضحياته..
عمل العاجزين
وفي بسالة تحدثت الدكتورة نجيبة مطهر –مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة- قائلة: ما يعمله العدوان هو عمل العاجزين عن مواجهة الرجال فتحالف العدوان كل يوم يمر عليهم مثل سنة في الصمود الأسطوري للشعب اليمني الذي يواجه دول الاستكبار والطغيان العالمي .. وما يقوم به العدوان هو آخر ما بأيديهم وبعدها عليهم أن يرفعوا الراية البيضاء واستسلامهم للواقع الذي فرضه عليهم الشعب اليمني الذي أذهل العالم, وسيجرون مجرمي الحرب من الخونة وقيادات التحالف إلى المحاكم اليمنية والدولية عاجلا أم آجلا لنيل جزائهم ..
باع إنسانيته
فيما ذهب الدكتور علي إسماعيل الحاج -أستاذ الأدب والنقد جامعة إب- إلى أن السعودية تعيش اليوم وبقية دول الخليج حالة مركبة، وصراعا داخليا مزدوجاً، أفقدها صوابها، فتمادت في طغيانها وفجورها، إلى وعمدت على تضييق الخناق على اليمن وزيادة معاناة أبنائه.
ومضى يقول: فبعد أن بذخت بسخاء غير محدود لشراء الضمير العالمي الذي باع إنسانيته، فكان لها ما أرادت، حيث صمت الجميع عن الجرائم البشعة والمجازر المريعة التي ترتكبها بحق اليمن وأبنائه، وأكثر من ذلك أن السعودية حصلت على الدعم، والغطاء السياسي لجرائمها من قبل تلك الدول وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، إلى جانب تلك الدول المأجورة المساندة لها في العدوان. وهو الأمر الذي لم تكن السعودية تحلم به أو تتخيل حصوله على هذا النحو، فتملكها الغرور، بأنها أضحت في مصاف الدول الكبرى التي تقود التحالفات، ولو على المستوى الإعلامي، متناسية عن قصد أو دون قصد أنها مجرد أداة بيد الآخر، وأن التكنولوجيا المتطورة من طائرات وصواريخ وأسلحة حديثة التي تمتلكها وتصوبها على الشعب اليمني، صناعة أمريكية وغربية، ليس لها فيها من الأمر شيء يذكر. ولكن إحساسها بالعظمة، والغرور الذي اعتراها، بأنها قادرة على شراء الذمم، وأنها غدت من الدول التي تخوض المعارك، وتقود التحالفات، اصطدم بالواقع العملي، حيال شعورها بالعجز والفشل قي تحقيق نصر مؤكد وملموس على أرض الواقع، رغم الصمت والغطاء السياسي الذي حصلت عليه، والثقة التي منحت لها، والمليارات التي أنفقتها.
أصابها الإحباط
وأضاف الحاج: إنه طوال ألف يوم من العدوان المتواصل، لم تنجز شيئاً مما أعلنته من أهداف، سوى القتل والدمار، فأصابها الإحباط، والشعور بخيبة الأمل، الذي يزداد يوما عن يوم، مما ادخل السعودية ومن معها، في حالة هستيريا وتخبط وإرباك، وقد ظهر ذلك جليا في الخلافات القائمة بين دول تحالف العدوان فيما بينها، وداخل الأسرة المالكة نفسها. وبأن هذا يعد مؤشراً أوليا لمرحلة من التصدع والانهيار داخل الكيان الخليجي، وداخل الأسرة الواحدة, وقطر مثال للحالة الأولى، والأسرة السعودية مثال للحالة الثانية. وبأنه كان لهذا الصراع داخل الكيان الخليجي بوجه عام، والأزمة السياسية السعودية على وجه الخصوص، الأثر السلبي على اليمن وشعبه..
مؤكدا أن القرارات الجديدة الصادرة عن العدوان الداعية إلى تشديد الخناق في الحصار وإغلاق جميع الموانئ والمطارات، وفي مقدمتها مطار صنعاء ، وميناء الحديدة الشريان الحيوي والوحيد الذي يمد الشعب اليمني بما يقارب 70 % من المواد الغذائية، والمساعدات الإنسانية والطبية، وتكثيف الضربات الجوية على المدن اليمنية والبنى التحتية، إلا محاولة لشد الانتباه، وصرف الأنظار، عما يجري من صراع داخل الأسرة السعودية، ومن جهة أخرى إحداث أكبر خسائر بشرية ودمار مادي، فهمجية العدوان، تدرك أن الحصار سيفتك بأرواح اليمنيين بما يوازي فتك القنابل والصواريخ، نتيجة لانتشار الأمراض والأوبئة .. وإلا ما الداعي لإغلاق المطارات أمام الآلاف من المرضى الذين يحتاجون للسفر لتلقي العلاج بالخارج.
أمر خاطئ
من جهته أكد الدكتور مجاهد الشعبي –جامعة صنعاء- أن اعتقاد العدوان وتعامله مع اليمن واليمنيين من خلال استخدام سلاح تضييق الخناق قد يحقق له بعض التقدم السياسي والضغط على سلطة الأمر الواقع هو أمر خاطئ ..
ونوه إلى ضرورة أن يكون التعامل اليمني مع المواقف السياسية بنوع من سعة الأفق والاحترافية في التعامل مع بعض الملفات ومن أهمها ملف المطارات والمنافذ البحرية والبرية.. مع مراعاة حجم المعاناة التي يرزح تحتها الإنسان اليمني لأكثر من عامين ونصف.. وبأنه يجب التعامل مع الأمر انطلاقا من أبعاده الإنسانية.
ولفت إلى أن ما يتم الحديث عنه من اختراق للسيادة اليمنية.. فهو أمر حاصل ولم يعد المساس بالسيادة محصورا في إغلاق مطار أو اثنين أو منفذ بري أو بحري .. فالسيادة اليمنية قد انتهكت بل أن جزءاً من الأراضي اليمنية قد احتل من قبل القوات الإماراتية والسعودية في كل من عدن وسقطرى..
ودعا القائمين على الأمر في الداخل بالتعامل مع كافة المواقف والأحداث بنوع من التفكير والتخطيط والإدارة السياسية والاستراتيجية التي من شأنها تعظيم واستثمار اﻷخطاء السياسية الفادحة التي ترتكبها السعودية وحلفاؤها .. ومنها استمرار إغلاق مطاري صنعاء والحديدة .. وغيرهما من الملفات التي لو تم إدارتها باحترافية سياسية لحققنا تقدما وتأييدا دوليا لمظلوميتنا في كافة المستويات ودوائر صنع القرار الدولي, ولاكتسبنا تعاطفا دوليا من شأنه الدفع والضغط على السعودية وقوات تحالفها في اتجاه إنهاء العدوان ومساندة الشعب اليمني وإخراجه من هذا المأزق وإحلال اﻷمن والسلام في أرجاء الوطن اليمني..

قد يعجبك ايضا