بعد زوال الإرهاب هل تساق المنطقة نحو الحل السياسي؟

 

 

 

 

زين العابدين عثمان

هناك مؤشرات كثيرة وفعلية توحي بأن الخيار والحسم السياسي هو الذي سيكون حلة المرحلة التي ستعقب زوال المشروع الارهابي التكفيري من سوريا والعراق والذي ربما سيكون له تأثير فعال قد ينهي الازمتين السورية والعراقية وباقي الازمات الإقليمية بالمنطقة ..
خلال فرز الاحداث الاخيرة التي جرت وما تتضمنه من تقاربات وتفاهمات سياسية بين الولايات المتحدة وروسيا ازاء ازمات المنطقة وبالأخص في الشأنين السوري والعراقي، حيث تمايزت بشكل كبير في خضم الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى موسكو مطلع الشهر الجاري حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تناول الجانبان خلالها مبادئ التسوية وفرض منصات سياسية حقيقية لإنتاج حلول جذرية للازمات الإقليمية وفي طليعتها ازمة سوريا .
لا اريد ان نسبق الاحداث أو الاجحاف بسيناريو التسوية المرتقبة ولكن باعتقادي الشخصي أرى ان اللقاء الروسي الامريكي الذي جرى قد كشف النقاب عن نوايا حقيقية بينهما حول جعل هذا اللقاء ارضية صلبة لإجراء مفاوضات تسوية جامعة مع كل القوى الإقليمية والدولية النافذة في شبكة ازمات الشرق الاوسط .
فما يحصل اليوم واقصد بالذكر” قمة سوتشي” التي جمعت مثلث القوى الفاعلة في الشأنين العراقي والسوري ايران- روسيا-تركيا، التي كانت بمثابة تأكيد يعزز فكرة إيجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة واستجابة لداعي انهاء فتيل الحروب المدمرة الذي تحتضن مساراته روسيا حاليا.
ما يجب الاشارة اليه هو ان قمة سوتشي اتت بعد لقاء بوتين- ترامب حيث أن لذلك دلالات توحي بالتقارب والتفاهم الحاصل بينهما والذي يعكس في نفس الوقت ابعاد جيبولتيك ازمتي سوريا والعراق من منظور تقاسم الهيمنة ورسم حدود النفوذ بين روسيا وأمريكا بما يحقق التوازن الاستراتيجي بهذين البلدين، نظرا لظلوع دول اقليمية ودولية أخرى في ذات الشأن حتم على روسيا عقد قمة اقليمية في سوتشي تجمع إيران وتركيا من أجل وضع صيغة لحلول سياسية اكثر تماسا واكثر فاعلية وبما يتواءم مع تطلعات كل الاطراف المستفيدة.
في الأخير ورغم كل هذه التحولات والتقارب الدبلوماسي الكبير بين القوى المهيمنة إلا اننا لا نستطيع الجزم بشكل قاطع بأن المنطقة وازماتها الاقليمية تساق نحو باب الحلول السياسية والحوارية التي ستعالجها بشكل جذري والسبب هو عدم ابداء أمريكا نية مطلقة لهذا المسار إضافة الى التصعيد الاسرائيلي السعودي تجاه ايران ولبنان لذا ان كان هناك تفاوض امريكي روسي اقليمي لإيجاد حلول ستحصل مستقبلا فهي لن تخرج عن حدود ازمتي العراق وسوريا ومعالجتمها سياسيا اما باقي الازمات كاليمن وباقي دول المنطقة فهي تعتمد على مخرجات المفاوضات فإن حققت وادرجت حيز التنفيذ دون اي صدامات فاحتمال كبير بأن تلتحق اليمن وباقي الدول بركب التسوية وانهاء الحروب والتصعيد العسكري ..

قد يعجبك ايضا