فورين بوليسي: التدخلات العسكرية الخارجية انهكت الجيش الامريكي

 

كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الولايات المتحدة تواجه مشكلة حقيقية جراء نقص كبير في الميزانية العسكرية لدرجة أن القوات الأمريكية ستصل إلى مرحلة ستكون فيها عاجزة عن الإيفاء بالالتزامات المطلوبة منها في العالم.
وقالت المجلة في مقال لها أمس إن “وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس فوجئ بالحالة المتردية من الجهوزية التي يعانيها الجيش الامريكي في السنوات الاخيرة بعد أن عمدت الادارات الامريكية المتعاقبة إلى زجه في دخلات عسكرية في الكثير من دول العالم و يعود هذا الوضع المتردي بنسبة كبيرة إلى شح الميزانية العسكرية”.
ونقلت المجلة عن المحلل العسكري الأمريكي دان غور قوله “نواجه الفعل مشكلة كبيرة حيث لا يملك الجيش الأمريكي سوى ثلاث فرق قتالية مجهزة ومدربة لخوض معارك وعمليات عسكرية من أصل 50 فرقة موجودة حاليا ” مضيفا: “إن نصف المقاتلين والمجندين المجهزين يتبعون لفرق المارينز والبحرية أما البقية فيعانون من سوء التمويل إضافة إلى أن الكثير من العربات والآليات والعتاد العسكري المخصص لهم بات بحاجة إلى الصيانة”.
وتحدثت المجلة أيضا عن الواقع الذي تعيشه البحرية الأمريكية في الوقت الراهن مقارنة بالسنوات السابقة حيث تراجع عدد السفن التابعة لسلاح البحر بشكل كبير بينما يضطر عناصر المارينز للعمل أكثر من 100 ساعة في الأسبوع.
ولفتت المجلة الى انه وفق مؤشر /هارتيج/ للتصنيفات العسكرية فإن تصنيف الجيش الأمريكي هامشي ويتجه نحو الضعيف وهذه الحقائق تثير القلق خصوصا مع تزايد قوة الجيوش الأخرى التي تتطور بشكل سريع ومنها جيوش روسيا والصين وإيران وكوريا الديمقراطية وترساناتها العسكرية، مشيرة إلى أن هذه المشكلة يعيها تماما ويعترف بها قادة الكونجرس والإدارة الأمريكية لكن من غير المرجح ان يتخذوا اي خطوة حيال هذه المشكلة .
ولفتت المجلة إلى أن ميزانية الانفاق العسكري التي أعلنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في شهر آذار الماضي بعيدة جداً عن الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية مضيفة: إن موافقة الكونجرس على الـ 700 مليار دولار لميزانية الانفاق العسكري لن تسهم بحل هذه المشكلة إذ ان تمرير مشروع القانون هذا ليس سوى خطوة رمزية لا أكثر وان المال الذي تحصل عليه وزارة الدفاع الامريكية /البنتاجون/ مصدره الاعتمادات الإضافية “التي لا تكون عادة سخية نظراً لتعدد الأولويات”.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قد كشفت في أغسطس الماضي نقلا عن دراسة أجراها مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية أن واشنطن انفقت على الحروب التي قادتها بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001م في كل من أفغانستان والعراق وسورية مبلغا يصل إلى 2000 مليار دولار وبلغت نفقات وزارة الدفاع الأمريكية وحدها في أفغانستان 840 مليارا .
وأشارت إلى أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً عن زيادة للدعم العسكري للقوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان يعتبر تراجعا جذريا عن الشعارات التي رفعها مع انطلاق حملته الانتخابية ووعوده بالتوقف عن جعل بلاده “شرطي العالم” وبإعادة تركيز جهوده على الولايات المتحدة .

قد يعجبك ايضا