عدن في ظل الاحتلال .. تفجيرات في الصباح واغتيالات في المساء

 

 

الثورة / مجدي عقبة

منذ أكثر من عامين على احتلالها تشهد مدينة عدن وضعا أمنيا مترديا وتصفيات واغتيالات شبه يومية وواقعا انفلاتيا مؤسفا يؤكد أن مشاريع الصغار لا تتواءم مع اطماع المحتلين.
وهاهي عدن تدفع اليوم ضريبة المتمصلحين من ابنائها وأبناء العمالة ممن تسلقوا إلى الدينار والدرهم فوق رؤوس الأبرياء وبادلوا عروس البحر بالمأتم والغرق.
وما أفعال دويلة الإمارات في أرجاء الجنوب اليمني إلا دليل قاطع على وجود خفايا ذات ارتباطات استعمارية تتبع أسيادهم الأمريكان والإنجليز على وجه الخصوص.
حيث باتت عدن اليوم أشبه ببرميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة وبمجرد ضغطة بسيطة عليه وهو ما ينذر بكارثة قد تفضي إلى تكرار لسيناريو الاحداث الأليمة التي حدثت في عدن آنذاك كيف لا وسلطات الاحتلال القديم الجديد تنتهج نفس النظرية السابقة ” نظرية فرق تسد “واكبر دليل على ذلك ما نشاهده اليوم من هجمات انتحارية ، واغتيالات ، وصراعات ، وسطو ، وسلب ، ونهب لمقدرات وثروات الوطن , حيث باتت المجريات تحكي عن احتدام الصراع الجنوبي المتصل بالماضي تناحرا وتقسيما والمهرول نحو نيل رضوان الاحتلال من أجل الحصول على حيز سلطوي تابع إلا أن الجديد في الأحداث أن هذا الصراع الجنوبي المتجذر الذي كان بالأمس صراعا من اجل الاستقلال ومن اجل الوحدة قد تحول اليوم بفعل تجاذبات المال من صراع على السيادة إلى صراع على العمالة حيث بات كل فصيل منهم اداة في يد التشكيلة الاستعمارية المتسابقة على الاستحواذ إذا ما استثنينا الفصيل الحراكي الذي يقوده باعوم الذي اصدر قبل أيام بيانا هاما في ختام المهرجان الحاشد الذي أقيم في عدن حيث اعتبر البيان التواجد الاماراتي والسعودي في عدن وبقية المحافظات الجنوبية بانه احتلال داعيا الى رحيل المحتلين, وبناء على كل ما سبق أصبح التوتر هنالك هو سيد الموقف صراع حراكي حراكي وآخر حراكي إخواني، إلى جانب بروز الصراع السعودي الإماراتي إلى الواجهة ، أضف إلى ذلك وجود بعض الكيانات المتطرفة التي تم الاستعانة بها قبل عامين ونصف أثناء المواجهات ضد الجيش اليمني ولجانه الشعبية ومن المرجح أن يتجه الوضع نحو زيادة العنف .
فالإمارات تقود الواقع نحو مصالحها فقط من باب تعميق الصراع والزج بأبناء الجنوب للموت بالنيابة عنها بل وتتعدى ذلك إلى تمزيق ممنهج للنسيج الاجتماعي اليمني بشكل عام وبوجه خاص النسيج الاجتماعي لأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة
تارة ينفجر الوضع في معسكر جبل حديد، حيث يسيطر على جزء منه اللواء الثالث حماية رئاسية بقيادة إبراهيم السياري “موال للجناح الإخواني”، وبين المليشيات المسلحة المحسوبة على عيدروس الزبيدي الموالي للإمارات.وتارة في مطار عدن وفي كل يوم دراماتيكية الصراع تزداد ضراوة حيث تتواتر الأحداث ويتوسع الخلل,وما حدث من عمليات اغتيال خلال الأيام القليلة الماضية لهو خير شاهد فقد اقدم مسلحون مجهولون يوم أمس الاثنين 27 تشرين الثاني على اغتيال ، مواطن في مديرية المنصورة، ووفقاً لمصادر محلية اغتال مسلحون كانوا على متن سيارة بيضاء اللون الشاب خلدون مداح في بلوك 22 بالمنصورة، مؤكدين بأن مداح قتل على الفور برصاصات مسدس كاتم للصوت.
وتعتبر عملية اغتيال مداح هي السادسة من نوعها التي تنفذ بنفس الأدوات خلال أسبوعين في مدينة عدن التي تشهد انفلاتا أمنياً غير مسبوق منذ قرابة العامين .
وفيما لم يعرف سبب اغتيال مداح ، إلا أن عمليات قتل مماثلة يلفها الغموض وفي صباح الاثنين ايضا 27 تشرين الثاني قتل وأصيب أربعة أشخاص في إطلاق نار على تجمع شبابي بحي صلاح الدين بعدن، وقال مصدر أمني إن المشتبه به في واقعة إطلاق النار، سلم نفسه للسلطات، مشيراً إلى أنه «يعمل حارساً لمدرسة حكومية» دون تقديم مزيد من التفاصيل ، وكان الضابط في البحث الجنائي بعدن العقيد حمود محمد الحميدي قد قتل بمسدس كاتم الصوت قبل أيام في جولة القاهرة .وبث تنظيم داعش صوراً للحظة اغتيال العقيد الحميدي.
وتشهد مدينة عدن التي تديرها الإمارات وضعا أمنياً مترديا, اغتيالات شبه يومية منذ قرابة العامين ، يضاف إلى ذلك تصاعد ظاهرة نهب الأراضي والسطو على المحلات التجارية والبنوك وشركات الصرافة

 

قد يعجبك ايضا