اليمن يتعرض لمؤامرة كبيرة وعلى الجميع أن يتحدوا ويسعوا إلى لملمة الشتات

لا يمكن أن يقبل الشعب اليمني بأي غاز على أرضه

 

أصبح اليمنيون يدركون حقيقة المحتل

الجديدحاوره/مصطفى المنتصر

بعد 50عاماً من جلاء المستعمر البريطاني عن أرض اليمن الحبيب سيكون واهماً وغارقاً في سبات عميق من يظن انه سينجح في  إعادة استعمار الوطن وشق صف اليمنيين، فقد كانوا في مختلف مراحل التاريخ  أشد تضامناً وتماسكاً ومحبة وتآخياً وتسامحاً وسيجددون ذلك العهد ويعلنوها للعالمين أن اليمنيين أخوة وسيتغلبوا على كل المؤامرات والصعاب وسينجوا ببلدهم من هذه المحنة الطارئة إلى أفق رحبة من الإخاء والاستقرار.وبهذه المناسبة الغالية أجرت “الثورة “حواراً مع الأستاذ عادل المسعودي أمين عام رئاسة الجمهورية..فإلى التفاصيل :في البداية ونحن نعيش الذكرى الـ50 لعيد الجلاء..ما الذي تعنيه لكم هذه الذكرى؟- تهل علينا الذكرى الخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م بفضل تضحيات شعبنا اليمني العظيم الذي اجترح ببطولات  أبنائه وثواره العظام ، دروب الحرية والاستقلال من قوى الغزو والاحتلال و الاستعمار والوصاية ومشاريع الفرقة والتشرذم.لا شيء يضاهي عظمة هذه اللحظة التاريخية في حياة شعبنا وامتنا ونحن نرى قوى التشرذم والغزو والاحتلال تصوب وجهتها إلى غير رجعة من أرضنا ويغادر آخر جنودها المحتلين تراب وطننا الطاهر لينعتق هذا الوطن ويكتمل النصر العظيم لليمنيين بعد سنين طويلة وشاقة من الكفاح والنضال في وجه الغزاة.يأتي احتفالنا بهذا اليوم وبلادنا تواجه مؤامرة قذرة يسعى من ورائها ضعفاء النفوس إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال الاحتلال الجديد التي تقوده قوى دولية وإقليمية أبرزها السعودية والإمارات؟ ما موقفكم تجاه ذلك؟- الأقدار هي من تصنع الرجال وتختبر عزيمتهم وقد شاءت الأقدار ان تقوي من عزيمة اليمنيين ومواجهة الصعاب بأن شابه الوضع في جنوب اليمن ما كان يعيشه في الماضي من احتلال واستعمار غاصب مع اختلاف المسميات إلا أن الأهداف واحدة , لكن المعادلة التي يعرفها العالم اجمع واليمنيون على وجه الخصوص أن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بوجود أي غاز على أرضه مهما كانت قوة ومهما بلغ تحالفه.فالشعب اليمني سيمضي في طريق الكفاح والاستقلال  من  قوى العدوان والغزو والاحتلال الجديد، وسيخلد التاريخ بأحرف من نور  كل المناضلين والشرفاء الأحرار الذين سيظلون شامخين في الذاكرة الوطنية للشعب من خلال  تصديهم لقوات الاحتلال الجديد كما خلد المناضلين الأوائل وسيسير اليمنيون في موكب التحرير رافعي الرؤوس وسيطرد الغزاة إلى غير رجعة.برأيكم ما العوامل التي ساهمت في دحر قوى الغزو والاحتلال من جنوب الوطن بعد 129 عاما من الاحتلال البريطاني لها؟ – لولا نضالات  أبناء الوطن اليمني شمالاً وجنوباً ضد المستعمر البريطاني لما تم هذا الاستقلال فالمستعمر البريطاني الذي كانت إمبراطوريته لا تغيب عنها الشمس اهتزت صورته وقوته أمام المناضلين اليمنيين الذين اجبروه بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح ممثلاً بالمقاومة الشعبية أن يرحل من عدن بعد أن سقطت كافة المناطق الجنوبية والشرقية بيد الثوار أضف إلى ذلك واحدية النضال التي اتسمت بها تلك الثورات والتي بدأت بانطلاق شرارة ثورة الـ26من سبتمبر في شمال اليمن لتليها بعد ذلك بقترة وجيزة ثورة الـ14 من أكتوبر في جنوب الوطن وشرقه  وصولا إلى تحرير اليمن الحبيب واكتمال سيادته في الـ30 من نوفمبر المجيد. ما رسالتكم لقوى الغزو والاحتلال الجديد أمريكا والسعودية والإمارات ومن سار في فلكهم؟- اليمنيون معروفون على مر الأزمان بصلابتهم وبأسهم الشديد وان عزيمتهم الفولاذية لن تنال منها هرطقاتهم وأسلحتهم المتطورة , كما يمتاز اليمنيون بأنهم الأرق قلوبا والألين أفئدة، في نفس الوقت فهم متحابون مع من يبادلونهم المحبة والإخاء لكنهم لا يقبلون بأن تستباح أرضهم وعرضهم دون أي ردة فعل حيال ذلك  وما عليهم إلا أن يستذكروا تاريخ هذا الشعب جيداً كم من قوة وإمبراطورية طردت ودحرت رغم إمكانياتها الضخمة وارتالها العسكرية الكبيرة.نحن شعب متعايش ومسالم ويحب العيش بسلام وبساطة لاحاجة لنا بأن نعادي جارة أو نكيل الحقد والكراهية ضد طرف فاليمنيون متعايشون على مر الأزمان , فقط دعونا نحل مشاكلنا السياسية إن وجدت فيما بيننا واتركوا تحالفكم في حماية امن بلدانكم.جميعنا يدرك أن الغازي هو غاز مهما كانت جنسيته..مابين حقبة الستينيات وتحديدا الثلاثين من نوفمبر كيف يمكن إسقاط واقع ذلك الكفاح والنضال الوطني آنذاك على يومنا هذا الذي تعيش فيه بعض المناطق الجنوبية تحت وطأة الاحتلال السعودي الإماراتي؟- لو أخذنا ذلك من منظور سياسي سيكون الوضع معقداً بعض الشيء..لكن الأهم هو جانب الوعي المجتمعي وقد استغل العدو هذا التصحر في الفكر والوعي المجتمعي بمدى خطورة بقاء تلك القوات الغازية على ارض الوطن , واستطاع أن يتمدد في بعض المحافظات إلا أن الحقيقة بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً وأصبح الناس يدركون حقيقة هذا العدو المحتل وأهدافه الدنيئة ابتداء بتوسعه في السيطرة والتملك غير الشرعي  أو عمل السجون السرية واعتقال كل من يخالفهم في الرأي أو اغتيال الشخصيات الدينية والعسكرية ونهب ثروات ومقدرات الوطن كل تلك العوامل سيكون لها الدور الأكبر في تعزيز الوعي المجتمعي والسعي  نحو التصدي لهذا العدو المتربص باليمن أرضا وإنسانا. أين يمكن أن نلقى الروح الوطنية السابقة لأبناء اليمن وهم من يستدعون الأجنبي لاحتلال وطنهم ومن يستقوون بدبابات الأجنبي لقتل اخوانهم وأبنائهم؟- الروح اليمنية هي نفسها لن تتغير..هناك بعض المتمصلحين وضعفاء النفوس من استطاع العدو الاستحواذ على حياتهم واستغلالها من اجل مصالحه ضد وطنهم , لا اعتقد أنهم بكامل وعيهم فهم يقتلون أبناء وطنهم ويساعدون الأجنبي في احتلال وطنهم ويمكنونه من كل مقدرات الوطن ومكتسباته  ونحن من هنا ندعوهم إلى أن يعودوا إلى رشدهم وان يتقوا الله في هذا الشعب.الجميع يدرك أن اليمنيين هم أكثر الشعوب العربية وفاء وإخلاصا وتديناً لا يقبلون بالظلم ولا يرضون بالمهانة شعب عزيز كريم تربأ على القيم والمبادئ الإسلامية , نحن الآن ندفع ثمن كرامتنا وعزتنا ولن نتراجع عن مبادئنا مهما كلفنا ذلك وندعوا كل من تسبب في إيذاء هذا الشعب العودة إلى جادة الصواب وان يغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية.مقارنة بالمدة الزمنية التي مكثها الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن 129 عاما بالواقع المعاش في ظل الاحتلال السعواماراتي والذي  له أكثر من عامين ونهب ودمر ما لم يقم به الاحتلال السابق؟ ما هي قراءتكم لمستقبل اليمن في ظل هذا الاحتلال والنهب المنظم لمقدرات الوطن؟- يمكنني وصف ذلك بأنه تخبط سياسي وحالة من الضياع تعيشها قوى الغزو والاحتلال لجنوب الوطن المحتل..فعلى مدى عامين فقط عمل السعوديون والإماراتيون ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل ما لم تجرؤ على فعله أي قوى غازية..فلم يحدث ان تحتل بلداً بذريعة تحريره من أبنائه حتى  تتمكن أنت وأنت الأجنبي من الاستحواذ على كل مقدرات ذلك الوطن وتنهب ثرواته..بل من المعيب جداً أن تطرد الناس من مساكنهم بحجة انك جئت لحمايتهم من أبناء وطنهم وعندما أرادوا العودة إلى بيوتهم منعتهم من العودة بل أن النهب المستمر لثروات جزيرة سقطرى وكذا محافظات الجنوب المحتل من قبل الاحتلال الإماراتي لن يسكت عنها اليمنيون وسيستعيدون كل شبر تم نهبه من هذا الوطن مهما بلغ أمد هذا المحتل.ثورة 14 أكتوبر يليها 30 نوفمبر سعت لتحقيق الوحدة اليمنية؟هناك تداعيات خطيرة على الوحدة اليمنية؟ برأيك هل ترى ان الوحدة اليمنية في مأمن في ظل هذا الاحتلال؟- لا خوف على الوحدة فالوحدة وجدت لتبقى ولم تكن الوحدة مشروعاً يتبع فئة أو حزباً أو حتى دولة خارجية بعينها , ما ينفذه المحتل في الجنوب من شرخ في النسيج الاجتماعي ومحاولة زعزعة اللحمة الوطنية ليست إلا مفرقعات تتطاير في الجو لا اثر لها على الواقع.سيكون واهماً وغارقاً في سبات عميق من يظن انه سينجح في شق صف وحدة اليمنيين لأنهم في مختلف مراحل التاريخ كانوا أشد تضامناً وتماسكاً ومحبة وتآخياً وتسامحاً وسيجددون ذلك العهد ويعلنوها للعالمين ان اليمنيين أخوة وسيتغلبوا على كل المؤامرات والصعاب وسينجوا ببلدهم من هذه المحنة الطارئة إلى أفق رحبة من الإخاء والاستقرار.كيف تنظرون إلى الملاحم البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية في مواقع الشرف والبطولة؟- في حقيقة الأمر إننا نعجز عن وصف ما يقوم به أبطال الجيش واللجان الشعبية من تنكيل مستمر وتصد لكل تلك القوى الغازية ومرتزقتها في جبهات الشرف والبطولة , نقف إجلالا وإكبارا لأولئك الأشاوس فرداً فردا الذين يذودون عن تراب هذا الوطن ويقدمون أنفسهم رخيصة في سبيل الله وفي عزة هذا الوطن وان نعيش نحن في سلام وأمان أي شيء أعظم من هذه التضحية وهي عمل صالح أفضل من الجهاد.كلمة أخيرة؟- رسالتي لليمنيين بمختلف مشار بهم ومكوناتهم..اليمن يتعرض لمؤامرة كبيرة وعلى الجميع أن يتحدوا ويسعوا إلى لملمة الشتات وترميم البيت الداخلي والعمل على إرساء دعائم السلام في هذا الوطن المكلوم , كما أوجه رسالة إلى كل مواطن يمني أن يحافظ على نسيج التلاحم والتكافل المجتمعي وان يعملوا جميعا من اجل حماية الوطن وصونه من المتربصين.وهاأنا اليوم أجدد دعوتي لكافة الفرقاء السياسيين اليمنيين ان يتقوا الله وان يعودوا إلى طاولة الحوار وينظروا إلى الوطن ومعاناة الشعب بعين يمنية خالصة وينقذوا البلاد مما وصلت إليه.

قد يعجبك ايضا