قتل زوجة أخيه ليُسدد ثمن المخدرات

 

عادل بشر

الإدمان يبدأ بـ”مزحه” .. هكذا يقولون وفي ذلك إشارة إلى أن الشخص حين ينخرط بأصدقاء مدمنين ويرفض الانجرار معهم في هذا الوحل بداية الأمر يقومون بإطلاق النكت عليه والسخرية منه ووصفه بأنه مازال طفلا ولا يحتمل تصرفات ” الكبار”..!!
هذا ما حدث مع الشاب عمر ابن العشرين عاما الذي لم يحتمل مزاح أصدقائه عليه فأدمن تناول الحبوب المخدرة وحين سيطر الإدمان على عقله وروحه وجسده أقدم على قتل زوجة شقيقه وسرقة مجوهراتها لشراء المخدرات , فإلى التفاصيل:
خديجة امرأة في السابعة والعشرين من عمرها ,فتاة جميلة ومثقفة عاشت وسط أسرة منفتحة بشكل لا بأس به في تعاملها مع الآخرين.
بعد تخرجها من الجامعة قادتها الأقدار إلى الزواج بأحد الأشخاص ينتمي إلى أسرة أخرى من نفس منطقتهم ويعمل في إحدى دول الجوار ,ورغم أن والده يمتلك منزلا كبيرا يسمح لجميع أبنائه بالعيش مع زوجاتهم في ذلك المنزل, إلا أن خديجة اشترطت على زوجها الاستقلال في شقة او بيت منفصل عن منزل والده مع علمها بطبيعة عمله وانه سيكون في أكثر الأوقات مسافرا خارج الوطن وسيتبقى لوحدها في المنزل الجديد وما يمثله ذلك من خطورة على حياتها ,إلا أنها أكدت للزوج قدرتها على العيش في أي مكان لأنها فتاة عصرية ومتحضرة وليست منغلقة على نفسها وتستطيع التعامل مع أي ظرف ,وفعلا وافق الزوج على طلبها واستأجر لها شقة في عمارة أخرى.
لم يستطع الزوج البقاء مع زوجته كثيرا فتركها بعد أشهر من الزفاف وغادر إلى خارج الوطن ,حيث يعمل هناك ,لتجد الزوجة نفسها وحيده فكانت تمضي أكثر أوقات النهار عند والدتها وفي المساء تعود إلى منزلها.
كان لدى الزوج أخ يصغره بعشر سنوات هو “عُمر” وكان يوليه جل اهتمامه كونه اصغر أفراد العائلة ومازال في ريعان شبابه .
اعتمد الأخ الأكبر المغترب خارج الوطن على شقيقه عمر في تفقد أحوال زوجته خديجة ومساعدتها في أي شيء تريده.
تعاملت خديجة مع شقيق زوجها وكأنه أخاها الصغير وكانت تهتم به وتشاركه أسراره وتساعده على حل مشاكله وتدعمه ماديا ومعنويا وجل همها ان يكون ناجحا ومتفوقا في دراسته ويرفع رأس أخيه الذي يرى فيه نفسه.
مع الأيام تعرف عمر على مجموعة من الأصدقاء ممن يكبروه في السن قليلا وكانوا مدمنين تناول الحبوب المخدرة, فحاولوا أكثر من مرة جره معهم إلى هذا المستنقع ولكنه كان يرفض ويكتفي بالسهر معهم دون أن يشرب أو يتناول أي من المُسكرات , ثم لجأوا إلى أسلوب آخر وهو الاستهزاء به والسخرية منه ووصفه بالميوعة وانه لا يستطيع تحمل التغيير الذي ستحدثه فيه الحبوب المخدرة و و و الخ.. وأمام هذه السخرية وهذا الاستهزاء قرر عمر أن يثبت لأصدقائه انه عكس ما يصفونه به وتناول أول حبة مخدر, حينها عاد عمر إلى المنزل – وفقا لاعترافاته في محضر التحقيق- وهو يشعر بنفسه يطير في السماء .
مضت الأيام وعمر على هذه الحال حتى أدمن تناول المخدرات ولم يعد المصروف الذي يأخذه من أخيه المغترب يكفي لتغطية تكاليف الإدمان فكان يلجأ إلى خديجة زوجة أخيه ويطلب منها مبلغا من المال ويختلق لها أي أعذار تجعلها تدفع له المال.
في إحدى المرات ذهب عمر إلى زوجة شقيقه وكالعادة طلب منها مبلغاً من المال يفوق ما يطلبه كل مرة , فاعتذرت خديجة وأخبرته أنها علمت برسوبه في دراسته رغم كل الدعم المقدم له سواء من شقيقه المغترب او منها واصفة إياه بأنه شخص مهمل لا يتحمل المسؤولية ولا يقدر دعمهم له.
كان الوقت ظهرا وكانت خديجة قد استعدت لمغادرة شقتها والذهاب لتناول الغداء عند والدتها , فطلبت من عمر مغادرة المنزل لأنها ستذهب في الحال.
خرج عمر من الشقة ووقف أمام الباب في سُلم البناية وكانت خديجة قد استدارت لإغلاق باب شقتها ,بينما عمر يقف وراءها , فأمسك برأسها من الخلف وضرب به عرض الحائط فسقطت مغشياً عليها ,ثم قام بسحبها الى داخل الشقة وانطلق مباشرة نحو غرفة نومها واخذ كل ما لديها من مجوهرات , وقبل أن يفر بفعلته أراد التخلص من خديجة والقضاء عليها تماما حتى لا تفضح جريمته ولا يعرف احد من سرق المجوهرات , فقام بلف خمارها حول عنقها وشده بقوة حتى فارقت الحياة ثم غادر بكل بساطة.
حينما تأخرت خديجة بالوصول إلى منزل والدتها كما وعدتها بدأ القلق ينتاب الأم خصوصا وأنها تتصل بتلفون ابنتها ولا احد يرد , فما كان منها سوى الذهاب إلى شقتها لمعرفة ما يحدث وفوجئت هناك بابنتها ملقاة على الأرض جثة هامدة.
علم جميع الأهل بمقتل خديجة ولكن الجاني ظل مجهولا وأثناء قيام الشرطة بأخذ أقوال أقارب المجني عليها ذكرت حماتها “والدة زوجها” اسم ابنها عمر وقالت انه في ذلك اليوم اخبرها بأنه سيذهب الى زوجة أخيه لتفقد أحوالها ..فطلب رجال الشرطة إحضار هذا الشاب لأخذ أقواله وقال لهم انه فعلا ذهب إلى منزل المجني عليها وكانت في عجلة من أمرها وتهم بالمغادرة إلى والدتها فتركها وذهب ولا يعلم ما حدث لها بعد ذلك.
بدأت الشكوك تحوم حول هذا الشاب باعتباره آخر من التقى بالمجني عليها وبدأ رجال البحث بالتحري حول عمر ” أخلاقه ,, تصرفاته,, أصدقاؤه …. الخ” ليكتشفوا في نهاية الأمر انه مدمن مخدرات وكان هذا سببا كافيا لجعله المتهم الأول في قتل وسرقة المجني عليها زوجة شقيقه .. وبالضغط عليه خلال التحقيق من خلال محاصرته بالأسئلة والدلائل انهار عمر واعترف بكل شيء.

قد يعجبك ايضا