من (وعي وقيم ومشروع) محاضرات وخطاب السيد عبدالملك لإحياء المولد النبوي

 

عبدالفتاح حيدره

المحاضرات التمهيدية التي ألقاها السيد عبدالملك الحوثي لإحياء ذكرى مولد خير البشرية النبي (محمد) عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، كانت بالنسبة لي شخصيا كمواطن يمني، هي المفتاح الذي كنت أبحث عنه لفهم كيفية دمج وعي وقيم ومشروع القائد بوعي وقيم ومشروع الإنسان او المجتمع او الشعب او الأمة كلها في وعاء واحد..
فكانت تلك المحاضرات الأربع التي توجها السيد اليوم بخطاب تعبوي روحي وديني وإنساني ووطني أمام اليمنيين بميدان السبعين، هي عبارة عن مفاتيح لكل يمني ذي عقل وبصيرة ، إذ كان حديث السيد عن أسس ثلاثة وشروط ثلاثة وأعمدة ثلاثة هي النواة لنصرة سنن الله في الكون على أجندة الشيطان وأدواته ، الأساس الأول هو (الوعي)، و الأساس الثاني هي (القيم)، و الأساس الثالث هو (المشروع)..
جاءت محاضرات السيد وخطابه عن (وعي وقيم ومشروع) الأنبياء والرسالات السماوية لتوضح ان كل أساس من الأسس الثلاثة لانتصار الحق على الباطل يحمل مسارين متلازمين وأساسيين، المسار الأول هو النبي والرسول نفسه والمسار الثاني هو الإنسان والمجتمع والشعب والأمة التي اتبعت الرسالة السماوية تلك..
فتحدث السيد بداية عن أساس (الوعي) المسار الأول فيه هو (وعي النبي والرسول نفسه ووعي الرسالة نفسها) الوعي الإيماني المطلق بأن الذي انتصار قضية النبي أو القائد هو إيمانه بمهمته ومسؤوليته وواجبه ودوره في نشر وعي الرسالة السماوية نفسها والتكليف السماوي نفسه، والمسار الثاني هو (وعي الإنسان والمجتمع والشعب والأمة) الذين اتبعوا وعي الإيمان بهداية الله والحق والخير في تلك الرسالة، والذين شكلوا بعد ذلك هيبة الهوية الشعبية والوطنية والقومية والإنسانية الواحدة والقوية والصلبة، المدافعة لانتصار سنن الله في التغيير على فساد أدوات ودول وجيوش وإمبراطوريات وممالك الشيطان ..
وتحدث ثانيا عن أساس وعمود (القيم) المسار الأول في أساس القيم هو (قيم الأنبياء والمرسلين أنفسهم وقيم الرسالة السماوية نفسها) القيم والمُثل العليا، قيمة الإيمان والتقوى والهداية، قيمة الكرامة والشرف والعزة، قيمة الانتصار للحق أمام الباطل، قيمة نشر الخير ومحاربة الشر، القيم والأخلاق التي انتصرت لقضية الأنبياء والرسل وهزمت قيم أدوات الشيطان من فساد وإفساد وقتل وظلم وجور وقهر واستكبار وعبودية وانتهاك حرمات ، والمسار الثاني هو مسار (قيم الإنسان والمجتمع والشعب والأمة) الذين لديهم أصلا تلك القيم والأخلاق كإنسان وفرد وكمجتمعات وكشعوب وأمم لها تاريخها، ولكنهم افتقدوها بسبب سيطرة فساد وجبروت أموال وسلاح أدوات الشيطان، وعندما عرف هذا الإنسان وهذا المجتمع وتلك الشعوب والأمم ووعوا أنهم بعودة هذه القيم وهذه الأخلاق ، سوف تعود لهم إنسانيتهم وآدميتهم وتطورهم، وسوف تتشكل بهم قوة الهوية الشعبية والوطنية والقومية والإنسانية الواحدة والصلبة ، لانتصار أدوات الله على أدوات الشيطان وانتصار الحق والخير على الباطل والشر)..
وتحدث ثالثا عن أساس وعمود (المشروع) المسار الأول في أساس المشروع هو (مشروع الأنبياء والمرسلين أنفسهم ومشروع الرسالة السماوية نفسها) مشروع دور وواجب ومهمة الإنسان الأولى والتي خلقه الله من اجلها، لإحقاق الحق ونشر الخير والوعي والقيم السامية وإعمال العقل والتفكير ، وتعمير الأرض ونشر الخير، مشروع التحرر والسيادة والاستقلال، مشروع رفض الهيمنة والتبعية والارتهان والإذلال والإهانة والفساد والإفساد ، والمسار الثاني هو مسار (مشروع الإنسان والمجتمع والشعب والأمة) مشروع الدولة والكيان الحافظ على وعيه وهدايته بسنن الله في كونه، مشروع الدولة والكيان الضامن لاستمرارية قيم الإنسان العليا والسامية التي منحه الله أيها من صفاته أمام ملائكته، وبسببها تكبر الشيطان ولعنه الله، مشروع الهيبة والقوة والعزة والكرامة والعدل والحرية والعلم والابتكار والمعرفة لكسر مشاريع وخطط أدوات الشيطان ودوله وجيوشه وإمبراطورياته وممالكه..
الخلاصة هي ان كل الديانات السماوية نصرها اليمنيون واحتشد لها اليمنيون منذ البداية بالإسلام الحنيف لسيدنا إبراهيم، فكانت قبيلة جرهم اليمنية هي من انتصرت لنبي الله إبراهيم واستقبلت زوجته هاجر ونبي الله إسماعيل، والديانة اليهودية، التي اعتنقها اليمنيون على يد النبي سليمان الذي ملك الجن والرياح و الحيوانات، ولكنه أصر ان يكون اليمنيون معه، لماذا هذا الإصرار من النبي سليمان وهو من ملك ما لا ملك أحدا من قبله أو بعده،ولكنه أصر على ان يأتوه مسلمين.. ؟!! والديانة المسيحية، اعتنقها اليمنيون وانتصر الله بهم بثبات أصحاب الأخدود، الديانة الإسلامية، اعتنقها اليمنيون وانتصرت قبيلتا الأوس والخزرج اليمنية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله ودخلت اليمن كلها الإسلام برسالة، ونشر رجال اليمن الإسلام لكل بقاع الدنيا ..
لماذا.. لأن اليمنيين هم (المجتمع) الذين يملك (المقاتل) منه نقاء (الوعي) بهدى الله، وهم (الشعب) الذي يملك (المواطن) فيه طهارة (قيم) الكرامة والعزة والشرف، وهم (البلد) الذي يملك (القائد) له عدالة (المشروع) بناء الدولة ذات السيادة والاستقلال والرافضة للاستسلام والتبعية والارتهان لقوى ودول وجيوش وشركات وإعلام وإرهاب وسياسة الشيطان وأدواته، لان اليمنيين هم النواة الأولى لنصرة كل حركات التحرر والاستقلال في العالم والوقوف مع الحق ضد الباطل ونشر الخير ومحاربة الشر..

 

قد يعجبك ايضا