مسيرات حاشدة في مختلف دول العالم تنديداً بالقرار الأمريكي حول القدس الشريف

 

 

 

الثورة نت/..
شهدت العديد من مدن العالم اليوم الجمعة مسيرات حاشدة تنديداً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك ضد هذا القرار .

ففي باكستان خرجت مسيرات حاشدة اليوم في عدد من مدن البلاد بينها كراتشي وبيشاور ولاهور ندد خلالها المشاركون بقرار ترامب الأخير وذلك في أعقاب مطالبة إسلام أباد الولايات المتحدة بإعادة النظر في أي تحرك يغير الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف .

وفي العاصمة المصرية القاهرة خرج آلاف المتظاهرين عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات تستنكر القرار الأمريكي ومؤكدين أن القدس ستبقى عربية وأن قرار ترامب ليس إلا تكريساً للاحتلال الغاصب .. داعين إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية.

كما احتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم تنديدا بالقرار الأمريكي بينما شددت السلطات إجراءات الأمن خارج السفارة الأمريكية وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للولايات المتحدة وأحرقوا دمية تمثل الرئيس الأمريكي.

وشهدت العاصمة الإيرانية طهران وسائر المدن الإيرانية الأخرى اليوم مسيرات حاشدة تنديداً بقرار ترامب بشأن القدس المحتلة ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ مواقف حازمة ضد هذا القرار المشووم .

وأكد المتظاهرون أن القرار الأمريكي لن يغير من واقع مدينة القدس عاصمة أبدية لفلسطين ومهبط الوحي رافعين لافتات كتب عليها (القدس ستتحرر والقدس لنا والموت لأمريكا والموت لإسرائيل) .

وفي أندونيسيا خرج آلاف المتظاهرين الذين ارتدى معظمهم ملابس باللون الأبيض خارج السفارة الأمريكية فى العاصمة جاكرتا وحملوا الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة.

كما تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة اسطنبول التركية تنديدا بالقرار الأمريكي ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها (القدس شرفنا ولتسقط أمريكا وتسقط اسرائيل).

وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة ارتفع عدد المتظاهرين المصابين برصاص جيش الاحتلال الصهيوني الى 200 مصاباً في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة .

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان نشرته عصر اليوم الجمعة “إن نحو 200 إصابة تعاملت معها الطواقم الطبية، منها 50 جرى نقلها إلى المستشفيات في مختلف محافظات الوطن حتى الساعة الثالثة والثلث من بعد ظهر اليوم”.

وأضاف البيان ان جميع الإصابات بالرصاص الحي مطمئنة ولا خطر عليها، باستثناء إصابة واحدة بحالة الخطر في الرقبة في قطاع غزة.

وأوضح أن جروح المصابين تنوعت بين إصابات بالرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط، وأخرى بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأشار بيان الصحة الفلسطينية الى الطواقم الطبية في قطاع غزة تعامل مع 23 إصابة منها 13 في شرق غزة، وواحدة منها حرجة، إضافة إلى 8 مواطنين أصيبوا بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة، بالإضافة إلى اصابتين وضعها متوسط في منطقة شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة.

من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر في غزة إن طواقمها تعاملت مع نحو 40 إصابة بالاختناق خلال مواجهات قطاع غزة، وتم علاج العديد منهم ميدانياً.

الى ذلك تواصلت ردود الافعال الرسمية والشعبية في مختلف دول العالم تنديداً بقرار الرئيس الامريكي بشأن اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها.

ففي بروكسل عبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، عن إدانة بلاده لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وضعية القدس المحتلة .

وشدد ميشيل في مداخلة له اليوم أمام مجلس النواب الفيدرالي، على ضرورة تقوية دور الدبلوماسية الأوروبية في الشرق الأوسط.

كما تحدث عن نيته إعادة مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى واجهة النقاش والعمل الدبلوماسيين، وقال “إن الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية يجب أن يتم في إطار أوروبي”، على حد قوله.

وكان البرلمان البلجيكي على غرار عدة برلمانات أخرى قد أصدر قراراً قبل سنوات يحث الحكومة على الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.

إلى ذلك، تحدثت بعض الأوساط الأوروبية المطلعة أن الحديث عن إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية بدأ يعود تدريجياً إلى المناقشات في دوائر القرار في الاتحاد.

وكان وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، قد عبر صباح اليوم عن شعوره بالمرارة جراء القرار الأمريكي.

وفي جمهورية التشيك اعتبرت وزارة الخارجية التشيكية أن موقف ترامب يقوم على قرارات مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.

وشددت الوزارة على أن مسألة نقل البعثة الدبلوماسية التشيكية من تل أبيب إلى القدس لا يمكن النظر فيها، إلا على أساس نتائج المباحثات مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة وفي العالم.

وفي باريس اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس يتعارض مع القانون الدولي وأن واشنطن بهذا القرار تكون قد استبعدت نفسها كوسيط في علمية السلام.

وقال لودريان في حديث لإذاعة (فرانس انتر) اليوم الجمعة إن “فرنسا لا تؤيد هذه المبادرة… أولاً هي تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.

وتابع: “ثانياً هي تتعارض مع التوافق القائم الذي يسمح بإيجاد حل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وهذا توافق دولي، حيث يجمع الكل على ضرورة وجود دولتين لهما حدود آمنة، تعيشان بسلام، وتسمحان لكل فئة في المجتمع بأن تعيش بحرية وأمن”.

وأضاف: “وثالثاً، تعرقل هذه المبادرة عملية السلام”.

وأكد الوزير الفرنسي أن الولايات بهذا القرار استبعدت نفسها كوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط، قائلاً “أسمع البعض، ومنهم السيد تيلرسون (وزير الخارجية الأمريكي) يقولون إن الأمور ستحدث في وقتها وإن هذا هو وقت المفاوضات.. حتى الآن كان بوسعها (الولايات المتحدة) أن تلعب دور الوساطة في هذا الصراع لكنها استبعدت نفسها بعض الشيء. الواقع أنها تقف بمفردها وبمعزل في هذه القضية”.

 

من جانبه أكد الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس سيدفع بالكيان الصهيوني إلى هاوية المواجهة مع الفلسطينيين.

وكتب قاديروف على صفحته الرسمية في الشبكة الاجتماعية (كونتاكتي) “أستطيع أن أقول بثقة إن ترامب يدفع (باسرائيل) إلى هاوية مواجهة دامية من شأنها الآن أن تهدد كيانها بانتفاضة فلسطينية جديدة أكثر قوة وتنظيما أي ستكون حربا واسعة النطاق”.

وأضاف قاديروف إن قرار ترامب يشكل “طعنة في الظهر للدول التي حاولت حل الوضع في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية” .

وقال “ان من السهل فهم سياسة الرئيس الأمريكي الحالي ولا سيما بعد ان زالت الشكوك الأخيرة في أن الولايات المتحدة هي من خلق القاعدة الإرهابية في العراق وسورية لإقامة نظامها العالمي”.

من جهتها طالبت اللجنة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء قرارها الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة.

وقالت اللجنة في بيان اعتمدته الليلة الماضية إثر اجتماع طارئ لها نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا إن “هذه الإجراءات أحادية الجانب انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بما في ذلك القراران 476 و478 الصادران عام 1980 والقرار 2334 الصادر عام 2016 إضافة إلى عدد من قرارات الجمعية العامة ولاسيما القرار 181”.

وأعادت اللجنة التأكيد على دعمها وتضامنها طويل الأمد مع الشعب الفلسطيني في سعيه إلى تحقيق حقوقه غير القابلة للتصرف وتطلعاته الوطنية المشروعة خاصة حقه في تقرير المصير والحرية في دولة فلسطين المستقلة.

وأعربت اللجنة في بيانها عن قلقها العميق من القرار الامريكي بشأن القدس محذرة ان من شأن هكذا قرارات تشجيع كيان الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة إجراءاته غير القانونية بما في ذلك الضم غير الشرعي للقدس الشرقية وزيادة التوتر مع تداعيات بعيدة المدى في منطقة الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم.

وأكد البيان إدانة المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة لكل الإجراءات التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967م بما فيها القدس وهويتها ووضعها وعدم اعترافه بالتغييرات على خطوط العام 1967 بما فيها القدس إلا في حدود ما يتفق عليه الطرفان.

وجددت اللجنة في بيانها التأكيد على أن مدينة القدس المحتلة التي تعد نقطة ارتكاز لقضية فلسطين لها أهمية خاصة وتحمل ابعادا روحية ودينية وثقافية فريدة من نوعها”.

وشددت على ضرورة بذل جهود جماعية عاجلة لتعزيز الأمن والسلام من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي داعية إلى تكثيف جميع التعهدات الإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك تلك المتعلقة بالحفاظ على حل الدولتين .

كما دانت منظمة التضامن مع شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية (أوسبال) بشدة قرار ترامب مؤكدة أنه انتهاك خطير للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وأكدت المنظمة في بيان أن هذا القرار “التعسفي والاستفزازي” يشكل اعتداء على جميع الشعوب العربية والإسلامية وستكون له عواقب سلبية جداً على الاستقرار والأمن في المنطقة.

ووجهت الأمانة التنفيذية للمنظمة نداءً عاجلاً إلى جميع أعضائها والمنظمات الصديقة وإلى الروابط والأشخاص “التواقين للسلام والعدالة” للتعبير عن رفضهم القاطع لهذا القرار الخطير مشددة على تضامن قارات العالم مع حق الشعب الفلسطيني المشروع في قامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي تطور لاحق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شاب اصيب خلال المظاهرات الرافضة لقرار الرئيس الامريكي ترامب بشأن مدينة القدس المحتلة .

وقالت الوزارة في بيان لها ان المواطن محمود المصري (30 سنة) استشهد متأثراً بجروحه التي أصيب بها في اعتداءات جيش الاحتلال على المتظاهرين الفلسطينيين شرق محافظة خان يونس.

سبأ

قد يعجبك ايضا