اليمن .. إنسانية مذبوحة على نعش الحقوق والحريات

تحقيق / أسماء البزاز

العاشر من ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان .. غير أنه في بلادنا ذكرى مأساوية مريرة لحجم الانتهاكات الانسانية التي لحقت بأبناء شعبنا اليمني العظيم جراء العدوان بقيادة السعودية للعام الثالث وأهلك الحرث والنسل وأكل الأخضر واليابس وفرض قيوده وحصاره وبطشه على كل يمني حر ليخلف وراءه كارثة إنسانية هي الاسوأ على مستوى العالم أجمع .. بشهادة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. وبالمناسبة نستعرض سجل حقوق الإنسان في اليمن.. نتابع:

• وزير حقوق الانسان بحكومة شباب اليمن المستقل عبدالحميد الكهالي يقول : يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان , لكن هذا اليوم وهذه المناسبة حذفت واسقطت على الإنسان والمواطن اليمني الذي يعيش أكبر إلغاء لحقوقه الإنسانية جراء الحصار والحرب والعدوان وافتقاده لأهم مؤشرات حقوقه المكفولة في كل الدساتير السماوية والعالمية للعيش .
وتابع : والواقع اليمني الذي نعيشه بعيداً جداً عن حقوق الإنسان الذي وخلال ثلاثة أعوام تم اختراق كل تلك الحقوق , فلا يوجد شعب في العالم يعيش حالة حرب وحصار مثلما يعيشه المواطن اليمني أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وورود أكثر من تقارير حقوقية من عدة منظمات اقليمية وعالمية تؤكد انتهاك حقوق الإنسان من قبل دول العدوان واستهدافها الإنسان وموارده وطرق عيشه بشكل مباشر في تحد صارخ وفاضح لمواثيق حقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي الإنساني .
وأضاف الكمالي : إن واقعنا الحقوقي داخل اليمن سيئ جدا أمام آلة الحرب التي تكسر قواعد الاشتباك والحروب رغم توقيع دول العدوان وفي مقدمتها السعودية على مبادئ وقوانين حقوق الإنسان خاصة تلك التي شرعت أثناء الحروب , وبهذا اليوم ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإعادة النظر في قرارها وفتح تحقيق دولي مستقل وعاجل وإيقاف المجازر التي تقوم بها دول العدوان على اليمن المستهدفة للإنسان والأرض والأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ أمام عيون العالم والاخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني الكارثي الذي سببه العدوان والحصار على اليمن .
قتلى وجرحى
• من جهته أوضح المحامي حميد الحجيلي الحائز على جائزة التحدي البلجيكية للعمل الحقوقي لعام ٢٠١٦م ان المدنيين الذين يسقطون ما بين قتيل وجريح جراء استهدافهم من قبل طيران التحالف التي تقوده السعودية ، والاعتقالات التي تتم من الاطراف لازلت تتصدر مشهد انتهاكات حقوق الإنسان باليمن ناهيك عن اغلاق مطار صنعاء الدولي والإضرار التي لحقت بالمواطن اليمني البسيط .
وأضاف :إنه وفي خلال الفترة ما بين شهر سبتمبر ٢٠١٦ م ، إلى شهر أغسطس ٢٠١٧ قمت انا شخصيا بتوثيق ١٧ هجمة لطيران التحالف خلفت ٣٠٠ شهيد و ٨٣٠ جريحاً كلهم مدنيون وليسوا عسكريين .كما إن القيود التي تفرضها قوات التحالف على الواردات إلى اليمن أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي للمدنيين اليمنيين نتيجة القيود التي تؤدي إلى تأخير السفن التي تحمل الوقود و السلع المنقذة لحياة السكان من الدخول إلى ميناء الحديدة والموانئ الأخرى.
نقل الحقيقة
• ويرى المحامي الحجيلي أن الدعوة إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان أمر إيجابي، لا تتولى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال فترة الحرب الدائرة في اليمن أمر تستدعيه الضرورة من منطلق الاستقلالية، وألا يكون لأعضائها أي انتماء لأي طرف من أطراف الصراع والحرب في اليمن. لأن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان التي تم تشكيلها في اليمن من قبل حكومة هادي تتأثر سلبا بالقيود السياسية بالإضافة إلى إن اللجنة الدولية ستعمل تحت راية الأمم المتحدة وهذا سيلزم كل الأطراف على التعاون معها في مهامها والوصول إلى مختلف مواقع الانتهاكات, بالإضافة إلى أن أعضاء اللجنة من ذوي الخبرات الدولية في مجال الرصد وجمع المعلومات.
لجنة حقوقية
• وطالب الحجيلي رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء بتشكيل لجنة للنزول الى السجون لمقابلة السجناء التي تم احتجازهم على ذمة الأحداث التي شهدتها اليمن منذ مارس ٢٠١٥ وإيجاد حلول للإفراج عنهم خصوصا الذين أمضوا عاماً على احتجازهم وأن يكون أعضاؤها هذه اللجنة من الجانب الحكومي ومحاميين وناشطين حقوقيون واقترح أن يكون أعضاء اللجنة المحامي علي العاصمي والمحامي عبدالله علاو والمحامي طه أبو طالب والمحامي ماجد الديلمي والمحامي عبدالله الماخذي فهذه الأسماء اصحاب خبرة في العمل القانوني والحقوقي ومحل ثقة لدى عامة الناس .
سلبها العدوان
• الدكتور أحمد حميد الدين أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء بين أن حقوق الإنسان اليمني تتمثل في حقه في الحياة بأمن وسلام حقه في الماء النظيف والدواء وحقه في أن يعيش في أرضه حرا وحريته في التنقل. وكل الحريات العامة والحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية سلبها العدوان بقصف طائراته بمساعدة امريكا وأدواتها في المنطقة.
صمت العالم
• وأرسلت الناشطة الحقوقية والاعلامية وفاء الكبسي رسالة قالت بأنها رسالة لهذا العالم المنافق والمنظمات الحقوقية والإنسانية الذين لطالما تشدقوا بالحرية وحقوق الإنسان.
وتابعت متسائلة : ألا يكفيكم ثلاثة أعوام من التواطؤ وهذا الصمت المخزي إن هذا العدوان هو نقطة سوداء في جبينكم؟ لقد سقطت كل شعاراتكم الزائفة التي لطالما تشدقتم بها من رعاية حقوق الإنسان ، وحماية حقوق الطفل بل إنكم دستم عليها ورميتوها وراء ظهوركم في اليمن .لقد كشفت عنكم اليوم الأقنعة فما هذه الشعارات الزائفة إلا أكذوبة لتنفيذ مخططات هذا العدوان الغاشم الوحشي الاجرامي على بلادي اليمن .
واستطردت الكبسي : إن الوضع الانساني أصبح كارثياً جدا وتجاوز كل الخطوط الحمراء ، فهناك الملايين من أبناء الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر المدقع و الأطفال يعانون من سوء التغذية حتى حليب الأطفال والغذاء والدواء يمنع عنهم بسبب هذا الحصار الخانق علينا فمن لم يمت بصواريخ هذا العدوان السعو أمريكي الصهيوني مات جوعا ومرضا!
ومضت تقول : لقد اشترت مملكة الشر السعودية ضمائر جميع العالم بمنظماته ودوله وجمعياته بل وأخرست ألسنتهم بالريال السعودي ! فيا أيها العالم المتمدن المتحضر أين الحرية ؟ وأين حقوق الإنسان والحيوان؟! أين أنتم من اليمن؟! فلقد صمت هذا العالم المنافق عن ألآمنا ومعاناتنا وجوعنا وحصارنا وقتلنا وخرابنا فتبا لهم . ولكنا لسنا معولين عليهم فالشعب اليمني صامد جبار وسيستمر في جهاده ومشوار نضاله حتى يتم النصر بإذن الله، فلا سبيل لنا سوى مواصلة الصمود حتى يفتح الله بيننا وبين هذا العدوان نصرا وفتحا قريبا .
آلية نفعية
• وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبداللطيف في هذه المناسبة الانسانية العالمية تقول : في اليمن نحتفي بهذه الذكرى في ظل واقع أكثر بؤساً ومرارة يسوده العديد من التناقضات والانتهاكات الفظيعة التي حولت تلك المبادئ السامية إلى مجرد شعارات زائفة معزولة عن واقع الشعوب ، ويعكس حقيقة جوهر الصراع بين المعسكرين الإنساني والنفعي في المجتمعات الغربية التي باتت تسخر كافة الإمكانات لنسف منظومة القيم الإنسانية وتحويلها إلى وسائل لخدمة أجندتها السياسية والاقتصادية دونما أي اعتبار للقيم والمعاني الإنسانية السامية ” .
مؤكدة بأن تلك الدول التي تغنت لعقود طويلة بالحرية والعدالة شريكة في انتهاك حقوق الإنسان اليمني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وأصبح سجلها التاريخي متخماً بالدعم والمساهمات المخجلة كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا .
وأشارت إلى أن دول تحالف العدوان بقيادة السعودية ومعها الدول الكبرى أنشأت تحالف المال والقوة العسكرية الذي أصبح القوة الحقيقية المهيمنة على الهيئة الدولية وقراراتها وأصبحت تتعاطى مع حقوق الإنسان في العالم بآلية نفعية متجردة من كافة القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة وتشكل غطاء لكافة الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وإن العدوان على اليمن انتهاك سافر لكافة المبادئ والمواثيق الدولية ، و الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها تعد جرائم وحشية ترتقي إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، ناهيك عن الحصار الجائر برا وبحرا وجوا ومنع وحرمان ملايين اليمنيين من الحصول على حاجياتهم الأساسية من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية” .
62 منظمة
• هذا وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية ذكرت أن عشرات المنظمات الحقوقية طالبت بإطلاق تحقيق مستقل بشأن الانتهاكات الحاصلة في حرب اليمن، والتي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأفادت الصحيفة أن 62 منظمة حقوقية وجهت رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حذرت فيها من أنه يتم ارتكاب انتهاكات جدية للقانون الدّولي لحقوق الإنسان من دون عقاب، وقالت المنظمات في رسالتها إنّ “التحالف الذي تقوده السعودية شن عددًا من الضربات الجوية، غير القانونية، التي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين، وأصابت المدارس والمستشفيات والأسواق”.
ومن بين الموقعين على الرسالة منظمات دولية ومحلية، بمن فيها العفو الدولية والفدرالية الدّولية لحقوق الإنسان ومنظمة ريبريف والمنظمة الدولية لمناهضة التّعذيب والمنتدى الإنساني اليمني ومشروع السلام في اليمن.
وفي السياق نفسه، لفت مدير قسم العمليات الدولية في منظمة أطباء حول العالم جان فرانسوا كورتي وهو أحد الموقعين على الرسالة، الى أنه “من شأن تحقيق مستقل أن يزيد الضّغط على المملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الدّول التي تدعم القوات السعودية”، مضيفًا أنّ “فرنسا والمملكة المتحدة تدعمان تحالفًا لا يحترم حقوق الإنسان. ومجلس حقوق الإنسان هو فرصة أخرى لنشر المعلومات وتذكير العالم بأن ما يجري في اليمن خطير جدا”.
وقد تحقق مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من مقتل أكثر من 5000 يمني منذ بدء العدوان ضد اليمن في مارس 2015، على الرّغم من أنَّ العدد الفعلي قد يتجاوز هذا الرقم بكثير، وقد دمرت الحرب البنية التّحتية والاقتصاد في اليمن، وأدّت إلى إصابة ما لا يقل عن 8719 شخصاً، مع وجود 7 ملايين شخص على حافة المجاعة، وقرابة 540000 شخص يعانون من الكوليرا.
وزير الخارجية
• وقد بعث وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن المهندس هشام شرف، برسالة عاجلة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، ورئيس مجلس حقوق الإنسان “خواكين ألكسندر مازا مارتيلي”، وممثلي الدول الأعضاء الـ47 في مجلس حقوق الإنسان، نقل من خلالها صورة عن الأوضاع المأساوية والانتهاكات التي تقوم بها دول تحالف العدوان العربي على اليمن بقيادة النظام السعودي للعام الثالث على التوالي، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وأكدت الرسالة التي سلمها الوزير شرف للممثل المقيم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بصنعاء “العبيد أحمد العبيد”، خلال استقباله له في مكتبه، أن السعودية وحلفاؤها يتعمدون وبشكل صارخ انتهاك القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الانسان، بارتكابهم جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، إلى جانب الوضع الإنساني الذي لفتت الرسالة إلى أن الحرب والحصار أديا إلى تدهوره في هذا البلد، حيث يعتبر الأسوأ على مستوى العالم، واستشهدت رسالة وزير خارجية صنعاء في هذا السياق ، بقيام ما اسماه “بدول العدوان” على اليمن، بتدمير 85 % من المنشآت الصحية، اضافة إلى عدم تسلُّم العاملين في هذا القطاع وغيره لمرتباتهم منذ أشهر عديدة.
وأشار بأن تقارير الأمم المتحدة، تفيد بوجود نحو 18٫8 مليون شخص، أي ثلثي السكان، بحاجة للمساعدات الإنسانية، كما أن 14 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسبعة ملايين معرضون لخطر المجاعة وأكثر من ثلاثة ملايين آخرين نزحوا من منازلهم، فضلاً عن أن اليمن يواجه أسوأ حالة لتفشي الكوليرا في العالم.
وأشار المهندس شرف إلى أن السعودية سعت بعد فشلها العسكري إلى استخدام التجويع كسلاح من أجل تحقيق الأهداف التي عجزت عن تحقيقها بالقوة العسكرية، وعملت على إغلاق مطار صنعاء الدولي الأمر الذي حال دون تمكن المرضى من السفر للعلاج والطلاب من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية.
من ناحية أخرى تطرقت رسالة الوزير شرف، إلى أن تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حول حالة حقوق الإنسان في اليمن المقدم إلى الدورة الحالية الـ36 لمجلس حقوق الانسان، لم يذكر جميع الانتهاكات التي ارتكبها التحالف غير أنه تضمن نتائج مثيرة للقلق حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
ولفت إلى أن استخدام الأسلحة المحرمة لا يزال مستمراً، وأن التحالف الذي تقوده الرياض منع الأمم المتحدة من توفير مقاعد للصحفيين في رحلاتها إلى اليمن، إلى جانب منظمات حقوق الإنسان الدولية ابتداءً من شهر أيار 2017م، وأن تلك القيود، بالإضافة إلى الحظر المفروض على الرحلات الجوية التجارية، أدت إلى الحد من تغطية الأحداث في وسائل الإعلام الدولية.
وحمل وزير الخارجية مجلس حقوق الإنسان المسؤولية في إيقاف انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن من خلال إنشاء هيئة دولية مستقلة للتحقيق في ذلك باعتباره أمراً ضرورياً، لا سيما بعد الفشل الذريع لما يسمي بـاللجنة الوطنية التي شُكلت للحيلولة دون تشكيل هيئة دولية، وتجنب الملاحقة الدولية لمرتكبي جرائم الحرب في اليمن، ناهيك عن أنها ليست محايدة ويتم دعمها مالياً من السعودية.
وتمنت الرسالة بأن لا يستجيب مجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية، لضغوط دول تحالف العدوان ومعهم المملكة المتحدة.

 

قد يعجبك ايضا