الوعي الشعبي.. ركيزة الانتصار الأهم على الفتنة

الحاضري:
إدراك السكان بالمخاطر جعلهم يساهمون بايجابية في عودة الحياة إلى طبيعتها
مطهر:
العدوان والحصار على مدار 1000 يوم لم يزد اليمنيين إلا تماسكاً وصلابة
تحقيق/ محمد مطير
كما شكل الوعي الشعبي والمجتمعي خلال ما يقرب الثلاثة الأعوام من العدوان والحصار محور الصمود اليماني، شكل أيضاً منطلق الانتصار على أحداث الفتنة والخيانة التي شهدتها العاصمة صنعاء، في الثلاثة الأيام لها، ما عزز ثقة المجتمع بالأجهزة الأمنية وقدرتها على إطفاء شرارة الفتنة في مهدها..
صحيفة (الثورة) سلطت الضوء في لقاءات سريعة على أساسات هذا الوعي في منظومة البناء الثقافي للمجتمع اليمني .. وكيف شكل هذا الوعي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها مؤامرات العدوان خلال ثلاثة أعوام متتالية.. إلى التفاصيل:
لقد تمثل الوعي الشعبي لدى المجتمع اليمني عموماً وسكان العاصمة صنعاء بصفة خاصة من خلال الامتحان الصعب الذي شهدته الجبهة الداخلية والمتمثل في إفشال أحداث الفتنة والخيانة التي شهدتها العاصمة صنعاء قبل أسبوعين.. وتمثل ذلك الوعي في عدم الاستجابة للفتنة حين انطلقت من صنعاء.. كما تمثل هذا الوعي بعد وأد الفتنة, في مسار تعاون الجميع في رفع مخلفات الفتنة والمساهمة في عودة الحياة اليومية إلى طبيعتها رغم الجراح والمأسي التي طالت الأحياء المجاورة للمناطق التي دارت فيها الأحداث.. هذا ما ألمح إليه المواطن رضوان المطري, أحد سكان العاصمة, في مستهل هذه اللقاءات مستشهدا بوصف نبينا محمد -عليه وآله الصلاة والسلام – بأننا أهل الإيمان والحكمة..
وأكد المطري أن هذا الوعي يأتي من منطلق فطرتنا السوية التي مرتبطة بمسببات الإيمان والحكمة ومنها (اعتصامنا الدائم بحبل الله وحبنا له ونبذنا للفرقة والتفرق ).. وأضاف: الآن وقد زال أهم وأخطر سبب من مسببات الفرقة والذي زرع وأسس الفرقة والشتات المجتمعي والمذهبي والطائفي والمناطقي, لذا فقد وجب العودة للأصل الفطري للإنسان اليمني عبر نفض ما أعترى بعض القلوب من غبار الشحن النفسي الخاطئ وإعادة توجيه مؤشر البوصلة نحو العدو الحقيقي العدوان وأزلامه ومرتزقته خاصة ونحن قاب قوسين أو أدنى من النصر..
وطالب الجميع بأن يكونوا أكبر من كل الخلافات, وبأن نتوحد أمام العدو (السعو- أمريكي) وبأن يسعوا إلى المحافظة على الأمن والاستقرار التي لا يعرف قدرها إلا من قد جرب فقدانها..
مشاهد مؤسفة
الدكتور يوسف الحاضري –كاتب وباحث سياسي- مسترجعا أحداث تلك الفتنة قائلا: استيقظنا صباح السبت الموافق 2 ديسمبر على أحداث متسارعة جدا زاد من حدتها ووقعها الآلة الإعلامية التي يمتلكها صالح ودول العدوان واللتان أتحدتا لأول مرة منذ 1000 يوم بعد أن جعلوا انصار الله العدو الأول ، فانتشرت أخبار جزء منها صحيح وغالبيتها تهويل وأكاذيب وحرب نفسية فسقطت إعلاميا المدن اليمنية والمنشآت الخدمية والقرى بيد أنصار صالح وجامع الصالح ، وأصبح موضوع انتهاء شيء اسمه (أنصار الله ) مسألة وقت زمني ليتلاشوا من الوجود ، فصعد الساعة 11 قبل الظهر لنفس اليوم السيد عبد الملك الحــــــوثي فـي التلفــاز مــلقيا خطــابا ظاهره الاستـــــــجداء لصالح والضعف والانهزامية ولأول مـــرة يستخدم الـــــــسيد (الزعيم) فـي ذكره لاسم صالح (وهذه صفة يطلقها دائما عليه مناصروه بعد أن سقط عليه اسم الرئيس عندما سلمها للخائن هادي في (21 فبراير2012م) ، ليصعد صالح بعده مباشرة وتحديداً الساعة 12 و15 دقيقة ظهرا ليلقي خطاب الانتصار(كما تصوره وتصوره الجامع وتصوره مناصروه وتصورته دول العدوان) رافضا دعوة السيد للاحتكام والتفاهم والتقارب داعيا الجماهير التابعة له للانتفاضة ضد أنصار الله في كل شبر من اليمن (والذي يعني فتنة ) ومرسلا رسالة تبعية وخضوع لدول العدوان على رأسها السعودية والإمارات ، لتمضي الساعات بأخبارها الكثيفة العاجلة تتلو عجالة حتى مساء نفس اليوم وبالتحديد الساعة7 ونصف مساء، فيلقي السيد كلمة الانتصار الحقيقي بعد أن افتضح وأنكشف صالح نافيا في ذلك أن يكون احد من الأمن أو من لجانها الشعبية قد مست الجامع بأدنى سوء أو أعتدت عليه ، فأطلق مسمى (زعيم المليشيا) على صالح بعد أن كان قد أطلق عليه صفة محببة إلى نفس صالح(زعيم) في صباح نفس اليوم ولكن صالح رفضها بكلمته ، ولم تمض ساعتين من كلمة السيد وبالتحديد الساعة 10 مساء الا ويعلن رئيس المجلس السياسي صالح الصماد عن تمكن الأمن واللجان الشعبية من وأد الفتنة والسيطرة على الوضع ، وما هي إلا 24 ساعة إلا والفتنة متقلصة في أدنى مستوياتها الجغرافية والبشرية وفي صباح الـ4 من ديسمبر يفر (زعيم المليشيات صالح) من شارع إلى شارع مطاردا من الأمن حتى تمكنوا من إيقافه عند حده في قرية الجحشي بمديرية سنحان وهو يحاول الهروب إلى مارب حيث ينتظره أسياده الأماراتيون والسعوديون ويتم قتله في تمام الساعة الـ12 والنصف ظهرا الـ4 من ديسمبر 2017م في نهاية مخزية ومذلة..
وأشاد الحاضري بدور المواطنين اليمنيين الذين هبوا لوأد الفتنة والمساهمة في عودة الأمن والاستقرار خاصة في العاصمة صنعاء.. وكان للسكان الدور الايجابي في عودة الأمور إلى طبيعتها لما يمتلكونه من وعي وإدراك لما يحيط بالوطن من مخاطر.. داعياً الجميع إلى توحيد الصفوف لتوحيد الجبهة الداخلية لدحر العدو الخارجي ومرتزقتهم في الداخل.. وبأنه يجب على كل مواطن اليقظة والانتباه من أجل حفظ الأمن داخل المدن والقرى والطرقات..
تماسك غير مسبوق
من جهتها أكدت الدكتورة -نجيبة مطهر- مستشار رئيس الجمهورية لشؤون المرأة- أن الشعب اليمني بمعاناته منذ بدء العدوان والكم الهائل من الشهداء والجرحى والبطون الفارغة والحصار الخانق والجرائم التي ارتكبت في حق الشعب اليمني جعل الشعب بكامله في شماله وجنوبه وشرقه وغربه لا يفكر في شيء إلا بشيء واحد فقط هو تماسك صفوفه وتوحده في مواجهة العدوان لماذا؟ لأن الجراح متخمة في قلب كل مواطن يمني فالحصار الخانق والعدوان الغاشم قد اثر بين جميع أفراد الشعب , كذلك الشعب اليمني مهما حدث من مشاكل داخلية لكنه يضع نصب عينيه أن هذا عدوان وجرائم في حق الشعب فيجب محاسبته ومحاسبة أولئك المجرمين لينالوا جزاءهم الرادع عاجلا أم آجلا. فالأشخاص زائلون والوطن باق..

قد يعجبك ايضا