تحول استراتيجي في ميزان المعادلة والرد على العدوان

عبرت عن القدرات العلمية للقوة الصاروخية ووحدة التصنيع العسكري:

اطلاق الكثير من الصواريخ الباليستية بينها 97 صاروخا باليستيا متوسط المدى على السعودية

الثورة / ماجد الكحلاني
ضربات باليستية كثيرة وجهتها بلادنا باتجاه عمق أراضي المملكة العربية السعودية، صنعت تحولا استراتيجيا وتغييرا ملموسا في ميزان القوى والردع العسكري لقوى التحالف ردا على استمرار عدوانهم وحصارهم الغاشم على بلادنا منذ 1000 يوما للآن.
وقال العميد عزيز راشد، نائب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة والجيش “إنه تم اطلاق أكثر من 97 صاروخا باليستيا ما بين متوسط المدى مثل “قاهر1” و”قاهر-m2” و”سكود” و”توشكا” و”زلزال 3”، على السعودية.
مشيرا الى أن أهداف الصواريخ التي تم إطلاقها وأنواعها بين “بعيدة المدى من نوع بركان 1 في قاعدة السليل جنوب الرياض وفي الطائف مطار فهد الدولي وفي جدة مطار الملك عبدالعزيز وصاروخين من نوع بركان 2h الأول على منطقة ينبع الصناعية والآخر في مطار الملك خالد شمال شرق الرياض”.
منظمة صواريخ بركان
ترسانة وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية المتقدمة محليا بأياد يمنية عكست مدى التطور الصناعي الحاصل حتى وصل مداها الى أكثر من 1400 كيلومتر فكانت وما تزال حاضرة وفاعلة، في توجيه ضربات عديدة في العمق السعودي منذ عام 2015م، وأوقعت عدداً كبيراً من الخسائر المادية والبشرية موجهة ثمة رسائل الى الإمارات التي باتت هي الأخرى في مرمى الصواريخ الباليستية اليمنية .
دشنت القوة الصاروخية بضمها لمنظومة صواريخ بركان H2 طويلة المدى الى الخدمة وخط المواجهة مستهدفة مصفاة نفط قرب مدينة ينبع الساحلية،الواقعة على بعد 300 كيلومتر شمال غربيّ جدة، وعن الحدود اليمنية 1300 كيلو متر مرحلة جديدة ضمن الخيارات الإستراتيجية وترجمة لما أعلن عنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “ حفظه الله”.
رسائل كثيرة
وقرأ مراقبون الحدث الصاروخي الجديد في 22 يوليو 2017م، بكونه يأتي منسجما مع تلويح قائد الثورة عن بدء مرحلة التصعيد التي قال إنها ستستمر حتى نهاية العام الحالي 2017م، فيما اعتبر محللون وسياسيون أن وجهة الصاروخ الى (ينبع الساحلية) تحمل رسائل كثيرة، أبرزها أن هذا المدى الذي يزيد عن المديات التي عبرتها صواريخ سابقة قد يزداد ليصل في نفس الاتجاه الى الكيان الإسرائيلي.
انجازات إستراتيجية نوعية
وبذلك دخل التطور الصاروخي اليمني مرحلة جديدة بعد استهداف مصفاة “ينبع” لتصيب صواريخ “H2” مواقع وأهدافاً إستراتيجية وحيوية سعودية هامة أخرى، بينها قاعدة الملك خالد في العاصمة الرياض في السبت ٤ نوفمبر ٢٠١٧م عشية وصول الرئيس الأمريكي ترامب لترؤس ما أسموها بالقمة الإسلامية الأمريكية.
كما أعلنت القوة الصاروخية في الأثناء وتحديدا الخميس 30 نوفمبر، إجراء تجربة أخرى ناجحة لصاروخ باليستي متوسط المدى على هدف عسكري في السعودية.
وضمن انتصارات شعبنا اليمني أعلنت القوة الصاروخية في وقت سابق تطوير صاروخ باليستي أطلقت عليه “بركان واحد”، يصل مداه إلى 800 كيلومتر ويزن 8 أطنان ولديه مواصفات طول 12 متراً ونصف وكذلك وزن الرأس المتفجر طن واحد.
مرحلة ما بعد الرياض
بعد أكثر من عامين على بدء عمليات تحالف العدوان السعودي الأمريكي في اليمن تأتي مرحلة الرياض وما بعد الرياض وهي مرحلة كانت خارج معادلة التحالف حققتها القوة الصاروخية بدقة عالية، كتجربة ناجحة في الأربعاء 30 أغسطس 2017م معلنة دخولها مرحلة ما بعد الرياض وأكدت أن الإمارات هي ثاني محطة من دول تحالف العدوان التي باتت في مرمى الصواريخ.
ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من قبل السعودية والإمارات وحليفتهما أمريكا لاتخاذ التدابير المكثفة للدفاع عن اراضيهما، ونشر عشرات البطاريات لصواريخ الباتريوت في الأماكن الحيوية، إلا أنها عجزت عن ذلك ولن تؤثر في اعتراض عشرات الصواريخ الباليستية التي نجحت في إصابة أهدافها .
مواجهة التقنية الأمريكية
هجمات صاروخية ذات تكنولوجيا متطورة سبق وأعلن عنها قائد الثورة في أحد خطاباته المتلفزة وأنها جاهزة لضرب أهداف في دولة الإمارات وعاصمتها أبو ظبي، محذرا رجال الأعمال والشّركات الغربيّة بعدم الاستثمار فيها وأن ينظر إليها كبلدٍ غير آمنٍ بعد اليوم”.
وأشار قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الى أن إمكانية بلادنا في مواجهة التقنية الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية والإمارات فحسب، الأمر الذي دفعهما لعقد صفقات تسليح ضخمة مع الأمريكيين كان آخرها صفقة القرن أثناء زيارة ترامب إلى الرياض، باعت فيها الشركات الأمريكية أسلحة بأكثر من 100 مليار دولار في حين وصلت قيمة العقود الإجمالية في القطاعات المختلفة إلى نصف تريليون دولار تقريبًا.
كروز مجنح
وفي يوم السبت الموافق 3 ديسمبر 2017م أعلنت القوة الصاروخية عن إطلاق صاروخ مجنح من طراز كروز على هدف استراتيجي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أصاب هدفه بدقة عالية فكان المستهدف “مفاعل براكة” بأبو ظبي بعد التجربة الناجحة للصاروخ نهاية شهر أغسطس الماضي.
وشكل دخول صاروخ مجنح من طراز “كروز مجنح” الخدمة واستهدافه لمفاعل براكة النووي بعد يومين من تحذير قائد الثورة “حفظة الله” من ضرب أهداف حساسة – تحولا نوعيا في مسار مواجهة تحالف العدوان الذي تحتل فيه الإمارات موقعا متقدما في ارتكاب جرائم الحرب بحق اليمنيين واحتلال أجزاء شاسعة من اليمن.
عنصر المفاجئة
وحسب محليين وخبراء عسكريين فإن خارطة الأهداف الإستراتيجية التي ترسمها القوة الصاروخية تؤكد أن الطريق نحو استهداف عواصم العدوان بات على المنظور القريب، وعلى صافرات الإنذار أن تدوي في هذه العواصم.
كما يكمن عنصر المفاجئة في ترجمة وعود القوة الصاروخية بتطوير منظومتها الباليستية والإيفاء بوعيد وتهديد القيادة الثورية والسياسية للبلد المتمثل بتوسيع رقعة الرد على العدوان لزجره عما يرتكبه من جرائم ولكي يرفع الحصار المطبق عن الشعب اليمني.
ولعل العنصر الأهم هو الهدف المتمثل بمفاعل براكة النووي كهدف استراتيجي اختير وأصيب بعناية بغية توجيه رسالة قوية لقيادة العدوان مفادها أن لدى القوة الصاروخية بنك أهداف كبير جدا في عمق بلدانهم، ولديها الخبرات اللازمة لضبط الإحداثيات الدقيقة على هكذا نوع من الأهداف، والاهم أيضا أن سقف اليمنيين مرتفع وبلا حدود للرد على جرائم هذه الدول التي أطلقت ما أسمتها “عاصفة الحزم” في مارس 2015م وعلى رأسها السعودية التي باتت في موقف الدفاع وغير قادرة على إنهاء الحرب أو حسمها لصالحها بل أنها فشلت في تحقيق أهدافها المزعومة فحسب.
لم تفلح في اعتراض الصواريخ
وكانت الإمارات قد تسلمت مطلع العام الجاري 2017م أول بطارية من نظام الدرع الصاروخية “ THAAD “ التي اشترتها من الولايات المتحدة بمبلغ 1.135 مليار دولار، غير أن تلك الوحدة العسكرية للدرع الصاروخية التي تحدثت وسائل إعلامية إماراتية أنها سترابط على شاطئ الخليج في منطقة متاخمة للحدود بين إمارتي دبي وأبو ظبي لم تفلح في اعتراض الصواريخ اليمنية، بل وعاجزة عن التعامل مع أهداف منخفضة وأخرى صغيرة الأبعاد مثل الصواريخ المجنحة حسب محللين.
وأكدوا أن توجيه الصواريخ اليمنية إلى الإمارات كفيل بزعزعة استقرارها وتهديد البيئة الاستثمارية والأمنية والسياحية ومكانة دبي الإقليمية والعالمية التي بنتها خلال السنوات الماضية، كما لن تكون الشركات العاملة وميناء جبل علي بمنأى عن تلك الضربات.
نبذة عن مصافي ينبع
يذكر ان مصفاة ينبع هي مصفاة بترول تابعة لشركة أرامكو السعودية وشركة سينوبك، وتقع في مدينة ينبع،بطاقة تكرير تبلغ 400 ألف برميل يومياً، (64000 م3 / يومياً) و بدأت تصدير منتجاتها في يناير 2015م.
صممت المصفاة على مساحة تقدر بحوالي 5.2 مليون متر مربع في مدينة ينبع الصناعية بطاقة تكريرية تبلغ 400 ألف برميل يومياً من حقل منيفة، وتزودت بعناصر تشغيلية صناعية فائقة التطور. تم التوقيع على عقود أنشاء المشروع في شهر يناير2012م، وفي شهر يناير 2015م جرى نقل الشحنة الأولى والبالغة 300 ألف برميل من وقود الديزل النظيف.
محطة براكة النووية “أبو ظبي”
وتضم أربعة مفاعلات نووية وتقع في المنطقة الغربية لإمارة أبو ظبي وتطل على الخليج الفارسي وتبعد نحو 53 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس.
ارتياح شعبي كبير
ما حصل من تطورات كثيرة في مجال تطوير الصواريخ الباليستية وغيرها جسد مدى حرص واهتمام الدولة وقيادة الثورة بهذا الجانب لمواجهة العدوان الغاشم على بلادنا وردعه عن ارتكاب المزيد من الجرائم التي أوغل في ارتكابها بحق المواطنين الأبرياء والانتصار لمظلوميتهم، وما شهدته السعودية والإمارات ما هو إلا غيض من فيض ما ستشهده وقادتها الواهمون بأن الصواريخ اليمنية لن تطال أراضيهم”.

قد يعجبك ايضا