الى قيادة حزب الإصلاح .. لقاء الرياض سيقودكم الى الجحيم و”استدارة بن زايد ملغومة”

صلاح القرشي

مشهد الرياض الذي جمع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد ابوظبي محمد بن زايد ولأول مرة مع قيادة حزب الإصلاح منذ بداية الحرب على اليمن بحضور رئيس التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي والأمين العام للحزب عبد الوهاب الآنسي ، هذا المشهد اختصر كل ما تفكر به دول تحالف العدوان في رسم خريطة تحالفية جديدة على ميدان المعركة في اليمن ، وجهودهم في إعادة توحيد جبهة العدوان المنهارة والذي أملت عليهم الظروف الجديدة بعد خروج صالح من المشهد السياسي في اليمن بمقتله في الاحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء.
في البداية لقاء الرياض أكد بما لايدع مجالا للشك أن دول العدوان فقدت كل خياراتها العسكرية الخارجية نهائيا المرتكزة على جيوشها والجيوش الأجنبية في حسم الحرب لصالحها في اليمن، وأصبحت تعول كثيرا والى أبعد الحدود في احداث خرق في صف الجيش واللجان الشعبية على القوى والأحزاب اليمنية الداخلية الموالية لها.
# المعادلة العسكرية والسياسية الجديدة (في صنعاء) أملت على محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بل أجبرتهما على العودة والاستدارة لفتح خطوط التواصل والتحالف مع حزب الإصلاح الذي تم استبعاده من قبل محمد بن زايد ومحمد بن سلمان من المشاركة في “الانتصار” ضد أنصار الله كما كانوا يعتقدون ويمنون أنفسهم خلال الثلاث السنوات السابقة من الحرب ، بسبب علاقة الحزب التحالفية مع محور قطر وتركيا والاخوان المسلمين، وهذه العلاقة ألقت بظلالها على التعاون بينهم وبين حزب الإصلاح . بحيث أصبحت علاقاتهم بحزب الإصلاح سيئة وتصادمية.
فهم عملوا ومن خلال قواتهم وقوات محلية داخلية موالية لهم على ضرب الحزب في حضرموت وعدن والجنوب عموما وصولا الى تعز ، فقد عملوا على إحراق مقراته واعتقال قاداته واغتيال الكثير من قيادات حزب الإصلاح ناهيك عن اعتقال الكثير منهم ، خلال سنوات الحرب السابقة.
# وكوننا من المتابعين لمواقف كل الأطراف في الحرب على اليمن نحذر حزب الإصلاح من ابتلاع الطعم الذي يعده له تحالف المحمدين عبر ما شاهدناه في لقاء الرياض، والذي ستكون نهايته رميه في مستنقع عميق ومظلم ومميت لن يخرج منه أبدا.
– نقول لحزب الإصلاح عليكم ان تتذكروا قبل الذهاب بهكذا تحالف عدواني، السياسة التسامحية وغير انتقامية التي يمارسها أنصار الله معكم ومع كل القوى السياسية في اليمن ، فكل كوادركم بمؤسسات الدولة لم تمس وظلت في وظائفها إلى الآن ، وكذلك لم تمس كل القيادات الكبيرة والقيادات الوسطى وكل قواعدكم في كل المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش واللجان الشعبية، بعكس ما حدث لكم في الجنوب وفي كل المناطق المحررة التي يصطلح تحالف العدوان على تسميتها بهذا الاسم ؟ ، وهي في الواقع تحت الاحتلال الأجنبي ،بل ان الكثير من القيادات الإصلاحية الكبيرة تم إخلاء سبيلها مثل القيادي محمد دماج محافظ عمران السابق، ووزير التربية السابق الأشول وغيرهما الكثير، ولم يبق إلا عدد قليل ومحدود متحفظ عليهم.
يجب ان تتذكروا أن كل استثماراتكم الاقتصادية ظلت مصانة وتعمل كما كانت من قبل، من مستشفيات وشركات ومؤسسات تعليمية وبنوك وغيرها والكثير الكثير من استثمارات حزب الإصلاح وقياداته.
عليكم مراعاة كل هذا وانكم تنعمون بالأمن وكرامة الجميع مصانة، ولم يتبق إلا عقد التسوية المشرفة بين الجميع في الوطن. هذا من ناحية.
#- ومن ناحية أخرى نحذر حزب الإصلاح من الذهاب بعيدا في هذه “الاستدارة” والتحالف مع المحمدين فهو فاشل بكل ما تعنيه الكلمة وسيكون فخاً لكم .
أولا- لأن هذه الدول، الإمارات والسعودية قد أحرقت كل أوراقها وسمعتها وأصبحت مكروهة وعدوة لشعب اليمني بعد هذه الحرب المدمرة لـ3 سنوات فالإمارات خلال الثلاث سنوات السابقة من تواجدها الاحتلالي في المناطق الجنوبية والجزر قد مارست سياسة عدوانية احتلالية تجاه الشعب اليمني وأصبحت مرفوضة من قبلهم ، وتذكروا السجون السرية ، ومعاملتها الاستعلائية مع شعبنا وبحيث كشفت كل أقنعتها العدوانية وأنها أداة أمريكية ، وبالتالي فإن الشعب اليمني لن يبارك هذا التحالف ولن تحققوا أي انتصار بهذا التحالف بل سيكرهكم الشعب أكثر وستفشلون.
ثانيا – الشعب اليمني لن يتساهل أو يتجاوب أو يكون حاضنا شعبياً لأي حزب يتحالف مع السعودية، وخاصة بعد ان قامت السعودية بارتكاب أبشع الجرائم ضد هذا الشعب وأصبح في كل بيت وكل أسرة شهيد من جراء هذا العدوان ، ولن يتعاون أو يتسامح هذا الشعب مع أي حزب يتحالف مع السعودية ويخوض الحرب معها لاحتلال اليمن ، إذا ستفشلون كما فشل الآخرون لأن الشعب اليمني لن يتعاون معكم لا في الشمال ولا في الجنوب.
#_ يجب أن يعلم الجميع في حزب الإصلاح ان عودة محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لدعمكم وإقامة تحالف معكم جاء بعد ان منيوا بفشل ذريع وأحرقت كل أوراقهم أو معظمها في الداخل اليمني، وأصبحتم كبش المحرقة الذي يعتقدون انهم سيقلبون به المعادلة لصالحهم في اليمن ومن ثم سيتخلصون منكم بعد ذلك ،
# بقي ان نقول للقيادة السياسية في صنعاء عليكم ان تطبعوا الأوضاع اكثر وخاصة بعد الاحداث الأخيرة في صنعاء، وان يتم التعامل بكل حذر وتسامح ، وان تحفظ وتصان كل الكرامات حتى مع الذين غرر بهم، وان يستمر حزب المؤتمر الشعبي كما كان سابقا شريكاً وفاعلاً، لانه حزب عريق ومعظم كوادره وطنية وشريفة ، ومتواجد في كل مؤسسات الدولة ومنتشر على طول الوطن وعرضه، وان نتعالى عن الجراح وان تكون المصلحة الوطنية العليا هي المعيار في سياستكم وان تحافظوا على كل الحريات وحقوق الإنسان ، وان لا تعطوا أي مبرر لأي شخص سواء فرد عادي أو شيخ أو ضابط ووالخ بأن يفكر ويذهب للارتماء بأحضان الاعداء .
كما قال وأكد عليه رئيس المجلس السياسي الأعلى الاستاذ صالح الصماد وشدد على كل ما ذكرناه فما ذكرناه إلا بعض مما قاله ، وذلك خلال خطابه الأخير الذي ألقاه امام تجمع حاشد لمشايخ ووجهاء محافظة صنعاء.
# الجميع يعلم ان أنصار الله يتحملون الأعباء الكبيرة في قيادة معركة الدفاع عن الوطن وفي الحفاظ على مؤسسات الدولة وامن هذا الشعب ، الا اننا نقول لهم يجب ان تكونوا أنتم المبادرون في وصل خطوط التواصل مع كل القوى الداخلية وكل الوطنيين الأحرار في الدعوة والمشاركة والمصالحة وفي إعادة الحوار والمفاوضات تحت سقف الثوابت الوطنية في الحفاظ على الجمهورية والاستقلال، والسيادة، والحفاظ على وحدة الوطن، والتخلص من الوصاية الخارجية، وعدم ارتهان القرار اليمني السياسي لأي دولة خارجية ، والتوحد جميعا في اخراج كل الجيوش الأجنبية من ارضنا وجزرنا كونها جيوش احتلال.
ولنتذكر جميعا ان قائد الثورة شدد كثيرا على تنفيذ مخرجات الحوار عندما أعلن اللاءات الثلاثة قبل الإطاحة بحكومة باسندوة، لكنه شدد على رفض موضوع الاقلمة وفرض دستور تقسيمي اعدته القوى الخارجية لنا ،
وهذا يعني أن حركة أنصار الله وكل القوى والأحزاب اليمنية تتقاطع جميعها وتشترك في معظم الأهداف باعتبارنا جميعنا يمنيين والوطن للجميع ، والاتفاق بيننا نسبة نجاحه عالية جدا في ظل وشرط عدم الارتهان بقرارنا كقوى سياسية للخارج ، وعدم التحالف العسكري مع دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية والإمارات ومن فوقهم وخلفهم أمريكا وإسرائيل.

قد يعجبك ايضا