المحارب اليمني

عبدالرحمن الكبسي
كانت ولا تزال القبيلة اليمنية هي صمام الأمان وبوابة النصر إلى الفتوحات , والتاريخ الاسلامي مليء بقصص الأدوار التي كانت القبيلة عضواً فيها فهي في الحروب كانت تأتي في الصدارة وليس أدل على ما نقول من الحالة الراهنة التي تعيشها اليمن في ظل العدوان البربري الغاشم الذي تقوده أمريكا وآل سعود وإسرائيل والإمارات.
برز المجتمع ممثلا بالجيش واللجان الشعبية (أنصار الله ) صفا واحداً في وجه العدوان كأنه البنيان المرصوص, حيث تجده في مختلف الجبهات العسكرية شجاعاً , ولا تزال المعارك جارية بكل قوة وصلابة حتى أننا بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على بدء العدوان على اليمن نجد العدو رغم قدراته العسكرية المتقدمة والحديثة وجيشه وطيرانه ومرتزقته من “الدواعش ” و»الإصلاحيين» لم يحقق أي تقدم يذكر, وهذا بالنتيجة يرجع إلى قوة وعقيدة المحارب اليمني المقاوم , وخاصة القبيلة التي خبرت الحروب في تاريخها وتحت كل الظروف .
الشعب اليمني كما هو معروف عبر التاريخ مجبول على التسامح والتعايش ولكم حين يغدر به ويتأبط الآخرون به شراً, فإنه شديد البأس في النزال , فها هو يلقن العدو المجرم دروساً بليغة في فنون القتال وساحات المعارك الضارية .
وأكبر شاهد على ذلك تلك المشاهد الحية التي ينقلها إلينا الإعلام الحربي» لأنصار الله, لهذا فالقبيلة اليمنية في التاريخ اليمني على وجه خاص معروفة بنجدتها ومبادراتها في أوقات الشدة وما نشاهده من الدعم الذي تقدمه القبيلة في مختلف القطاعات والجبهات سواء بالرجال أو بالمال أو بالغذاء عبر القوافل الدورية التي يعدونها وما أكثرها إلا دليل عميق ودامغ على قوة العادات ومتانة الرابطة الاجتماعية الأصيلة المتجذرة في عروق أبناء القبائل , فهؤلاء كالأجداد والآباء مشهورون بالشجاعة والإقدام والنصرة .
وبمقدار الخطر الذي يتهددهم أياً كان مصدره داخلياً أو خارجياً , تكون العدة ويكون العتاد, فهي بهذا تقدم مثالا ناصعا على حقيقة هويتها القبلية بأعرافها وعاداتها وتقاليدها وأحكامها وتشريعاتها باختلاف انتماءاتها وأماكنها وأنسابها بهدف حفظ أهم مقومات الشرف ومواثيق العزة والكرامة الوطنية كما هي العادة في التاريخ اليمني .

قد يعجبك ايضا