القدس.. استثمار اللحظة التاريخية الراهنة

الثورة / عادل محمد
يدرك الجميع أن من يدير الحرب والحصار على اليمن هي الأدوات ذاتها التي مهدت لاحتلال الأرض العربية وتدنيس المقدسات الإسلامية.
اليوم يقع على عاتق الأمة الإسلامية استثمار هذه اللحظة التاريخية وتحشيد الطاقات لمواجهة مشاريع الاستبداد العالمي الهادفة إلى احتلال الأوطان وتدجين الشعوب.. عن أهمية القدس في المنظور الإسلامي وخطورة التطبيع مع الكيان الصهيوني التقت “الثورة” بالعديد من الشخصيات.. هنا المحصلة:
أوضح الأستاذ فؤاد ناجي نائب وزير الأوقاف والإرشاد أن الاحتلال الصهيوني ليس مجرد احتلال أرض، بل هو بدء مرحلة كاملة وشاملة من التهويد والتزييف لهوية الأمة وخصوصيتها الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، كما قال الله سبحانه “وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيراً”.
وأضاف فؤاد ناجي قائلاً: إن احتلال فلسطين لم يكن ليحدث لولا أنه قد أخذ ضمانات من خلال الأنظمة التي ارتمت في أحضان الانجليز في ذلك الوقت كالنظام السعودي وقد تسربت بقلم الملك عبدالعزيز وثيقة بخط يده تثبت موافقته منح الأرض الفلسطينية للكيان الصهيوني.. والذي يثبت ذلك أن النظام السعودي منذ انعقاد “وعد بلفور” يسعى لتهميش القضية الفلسطينية وإلهاء العالم العربي والإسلامي بالصراعات الداخلية عن قضيتهم المركزية.. وكذلك جرجرة الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية.. حتى وصل به الحال اليوم أن يقاتل كل من يحمل شعار “الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل.. كما هو حاصل في قتاله في سوريا والعراق وكذلك عدوانه الظالم على اليمن.
وتابع نائب وزير الأوقاف فؤاد ناجي قائلاً: لا يمكن أن يتم تحرير المسجد الأقصى إلا بتحرير المسجد الحرام الذي يقع تحت وصاية حكام السعودية مصداقاً لقوله تعالى “ومن يتولهم منكم فإنه منهم. إن الله لا يهدي القوم الظالمين” وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يتحقق الوعد الإلهي من هنا من اليمن، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن” وكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “اللهم بارك في يمننا وشامنا، قالوا ونجدنا يا رسول الله، قال من هنا تظهر الزلازل والفتن، ومن هنا يطلع قرن الشيطان” فعندما اعتدي علينا من قبل النظام السعودي.. إنما أراد الله أن يحرر المسجد الأقصى بدءاً من تحرير المسجد الحرام على أيدي اليمانيين .
واختتم الأستاذ فؤاد ناجي حديثه قائلاً: جربنا طيلة مائة عام المفاوضات والآليات السياسية والدبلوماسية وعمليات السلام لكنها لم تحرر شبراً من أراضينا المحتلة، ولم يتحرر ما تحرر من أراضي المسلمين كغزة وجنوب لبنان إلا بسلوك درب الجهاد والاستشهاد.. مما يدل على أن الأمة لا يمكن أن تحقق الوعد الإلهي إلا عندما تعود إلى الجهاد في سبيل الله.. وهو ما يسلكه يمننا وشامنا اللذان دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما بالبركة، وعلى أيديهما سيكون تحرير المسجد الحرام والمسجد الأقصى.. الذي ربط الله بينهما في سورة الإسراء.
الأستاذ عبدالملك الشرفي أشار إلى أن فشل العدوان على اليمن سيمتد إلى القدس الشريف لإيجاد صحوة إسلامية عربية تتبنى النهج المقاوم وقال:لابد أن نعلم أولاً أن العدوان على اليمن ومحاولة تهويد القدس تسيران من نفس الوجوه وعلى ذات الأهداف.. لأن الغرفة التي تدار منها المؤامرات على القدس هي نفسها التي تدير العدوان على اليمن.. والطابع الإسلامي المشوه الذي يطبع لليهود ويؤيد لها قراراتها هي نفسها الأداة التي اتخذتها أمريكا لتنفيذ العدوان على اليمن وهي السعوأمريكا.
وبالتالي فإن فشل العدوان على اليمن سيمتد بإذن الله إلى القدس لإيجاد صحوة إسلامية عربية تتبنى مقاومة كل المخططات الأمريكية السعودية على الأراضي الإسلامية والمقدسات الإسلامية. ولذا فبوصلة اليمنيين في مقاومة العدوان إنما تتجه إلى تحرير القدس وإنقاذها في البراثن الإسرائيلية وأذنابهم في الداخل.
العلامة أحمد صالح الضيعة تحدث عن أهمية فلسطين في المنظور الإسلامي مؤكداً أن مدينة القدس من الأماكن المقدسة والمعظمة عند الله وجميع الناس ويجب أن تكون دائماً محل أمن واستقرار وطهارة، وقال: الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلاّ على الظالمين إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فضل الأنبياء بعضهم على بعض فجعل أولي العزم أفضل الأنبياء على الإطلاق واختار من بين أولي العزم محمداً بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وفضل الأرض بعضها على بعض فجعل مكة أفضل البلدان وأزكاها، وجعلها محل أمن واستقرار ثم جعل بيت المقدس محل الإسراء والمعراج ومهبط الأنبياء والمرسلين وبارك فيها وما حولها وعظمها بقوله تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” لهذا فإن بيت المقدس من الأماكن المقدسة والمعظمة عند الله وعند جميع الناس ويجب أن تكون دائماً محل أمن واستقرار وطهارة.
وتابع العلامة أحمد الضيعة قائلاً: ومما يحزن المسلم أن يشاهد قطعان الاحتلال يدنسون المسجد بأقدامهم القذرة وأفكارهم الهدامة ويعتدون على المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف وقد بلغ الإجرام الصهيوني الحد الأعلى من الإجرام والاعتداء وانتهاك الحرمات وسفك الدماء وزج النساء والشبان والرجال في السجون والمعتقلات ولانجد من ينكر ذلك ويغير على أهلنا في القدس إلا القليل من المخلصين وصدق رسول الله إذ قال” لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة لايضرهم من خذلهم” فالذين هبوا لنصرة فلسطين بأموالهم وأنفسهم هم الطائفة الصادقة أما من سكت على هذه المؤامرة فهم الخاسرون في الدنيا والآخرة وسيندمون حين لا ينفع الندم على ما فرطوا في جنب الله وضيعوا أوطانهم ورعيتهم فلا ضمير أنبهم ولا قانون يردعهم عندما صاروا مع الأعداء يتآمرون معهم ضد الإسلام والمسلمين وصدق الله القائل” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق” فماذا سيكون جوابهم يوم القيامة وقد خالفوا هذه النصوص الصريحة الواضحة التي لا تقبل التأويل؟!.
وأشار العلامة أحمد صالح الضيعة إلى أن حماية الأوطان ولاسيما الأماكن المقدسة من أعظم الواجبات الملقاة على عاتق الأمة الإسلامية ولاسيما الحكام وأن التقصير في ذلك فيه ضرر كبير وخطر جسيم/ وقال: إن من أهمل سيندم حين لا ينفع الندم وأضاف: على الجميع أن يهب بنفسه وماله وسلاحه للدفاع عن الدين وردع المؤامرات والدسائس ضد الأقصى الشريف ولنا في المسيرة القرآنية أسوة حسنة وحزب الله في لبنان كذلك إذ وقفوا وقفة رجل واحد ضد القرار الأمريكي الجائر.

قد يعجبك ايضا