قرار العفو عن المحتجزين على ذمة الفتنة تسامح واحترام وإنسانية ..

مطهـر يحـيى شـرف الـدين
التسامح والتعايش مع الآخر وصفاء القلب من الغل والحقد وحب السلام من أجل السّلام وليس من أجل الاستسلام ونسيان أي ماضٍ أليم، مبادئ إنسانية وإسلامية اتصفت بها القيادة السياسية الحكيمة وعلى رأسها قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس صالح الصماد وذلك إنما هو دليل الحرص والإدراك لجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم وشعورهم بالأهمية والأبعاد الايجابية لتلك المسؤولية وأثرها على التوجهات والقناعات المغلوطة لبعض الأطراف التي ما زال لديها شك في سماحة ورحابة الصدر التي يتحلى بها أولئك الذين ضحوا وجاهدوا وبذلوا من أجل أمن وسلامة هذا الوطن ومن أجل كرامة وعزة اليمنيين وخلاصهم من الارتهان والعمالة لدول جارة أضحت أداة رخيصة لدول الاستكبار العالمي الطامعة في الاستيلاء على ثروات اليمن واستبداد الشعوب العربية والإسلامية ، وهنا تتجلى الحكمة والإنسانية والضمير الحي في شخصية الرئيس الصماد المدرك يقينا بأن أولئك المغرر بهم والمخدوعين إنما هم ضحية لاستبداد وتجبُر قيادات وأركان النظام السابق من في قلوبهم أمراض وأحقاد على مكون أنصار الله الذين طالما ترفعوا وسامحوا وصافحوا وسالموا ومدوا أيديهم عوناً وإخاءً وعهداً وميثاقاً لجميع المكونات السياسية إيمانا منهم بالثوابت الدينية والوطنية والغيرة والحمية للأرض والعرض والإنسان بغية وحدة صف اليمنيين ولم الشمل وتقوية أواصر الود والإخاء دفاعاً وحمايةً للمجتمع اليمني ، إن الحفاظ على تلك الثوابت الدينية والوطنية بإخلاص ونية صادقة إنما هو نتاج التأييد الإلهي للانتصارات العظيمة لشعب ضحى بالغالي والنفيس من أجل إحلال السكينة والطمأنينة في أوساط المجتمع دفاعا عن الحقوق والحريات وحفاظا على الممتلكات العامة والخاصة ، ولذلك فإن من أولويات المرحلة ومواجهة للتحديات الراهنة بعد عناية الله ورعايته لهذا الشعب الكريم ودفعه لمكروه كاد أن يحل ويستشري ويفتك في معظم أنحاء الوطن بسبب الفتنة التي تم وأدها في ظرف قياسي كان للقيادة السياسية الحكيمة اتخاذ قرار العفو العام وتوسيع دائرته ليشمل مجموعة من المعتقلين والمحتجزين على ذمة فتنة الخيانة وذلك بغية حل مشكلة متعلقة بأشخاص في الداخل والخارج وتطمين من تبقى بأنه سيتم الإفراج عنهم ، وكما رحب اللقاء المشترك والحراك الجنوبي بقرار العفو العام وصفت التنظيمات والأحزاب السياسية هذا القرار بالتاريخي الذي سيعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وهي خطوة إيجابية حكيمة على طريق بناء اليمن الجديد ، ولذلك وكما تحدثنا آنفاً فإن استشعار المسؤولية وإدراك القيادة السياسية الحكيمة لمهامها ومسؤولياتها الوطنية هو ما يؤكد صدق نوايا أصحاب القرار السياسي ويؤكد التسامح واحترام الآخر الذي سيكون بلا شك بمثابة بذرة لنمو الوازع الوطني وصحوة للضمائر التي ستعيد للنسيج الاجتماعي مصداقية وموضوعية الروابط الأخوية الصادقة والعلاقات المتينة الجادة بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية وبين جميع أبناء اليمن وقبائلها المناهضة للعدوان وقطع الطريق أمام كل عابث أو عميل أو مأجور ومعاقبة من تسول له نفسه لأن يكون معول هدم خدمة للطامعين والمحتلين أو باعث فتنة أو من يحاولون تمزيق اللحمة الداخلية و الجهود الرامية لنيل الاستقلال الحقيقي والسيادة اليمنية على الأرض والقرار وتثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار ..

قد يعجبك ايضا