رئيس الوزراء يزور وزارة الثقافة ويلتقي قيادتها

صنعاء / سبأ
اعتبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الثقافة وفنونها واحدة من أهم المجالات المعبرة عن مدى تطور ورقي شعوب العالم .. موضحا أن بيئة اليمن بتنوعها الثقافي وإرثها التاريخي غير طاردة للثقافة ولكنها افتقدت إلى العناية اللازمة التي تنسجم ومكانتها وأهميتها البالغة في ماضي وحاضر ومستقبل الوطن وتقدمه .
جاء ذلك لدى زيارة رئيس الوزراء أمس وزارة الثقافة ولقائه الوزير الدكتور عبدالله الكبسي ونائبة الوزير هدى أبلان ووكلاء الوزارة ورؤساء الهيئات التابعة لها ومدراء العموم فيها .
حيث جرى مناقشة أوضاع الوزارة ومنتسبيها في ظل العدوان السعودي وحصاره المستمرين منذ أكثر من ألف يوم وسبل تطوير دورها تجاه الأدباء والمفكرين والفنانين واستيعاب وإبراز كافة إبداعاتهم في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والفنية بما في ذلك تأكيد دورهم النوعي في مواجهة العدوان ومشاريعه التدميرية والتمزيقية عبر مختلف الوسائل المتاحة .
وأكد اللقاء أهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية لحماية المدن التاريخية والأثرية وفي المقدمة مدن صنعاء وزبيد وشبام حضرموت، من كافة المظاهر المسيئة والمشوهة لطابعها المعماري الفريد ومكانتها الإنسانية العالمية، بما يضمن بقاءها في قائمة التراث الإنساني المعتمدة من قبل منظمة اليونسكو.
وأكد رئيس الوزراء على الوظيفة الهامة لوزارة الثقافة في رعاية وتطوير هذا القطاع والنهوض بأدواره القيمة في واقع الأمة اليمنية وإبراز الموروث الثقافي الزاخر لها الممتد عبر أكثر من ثلاثة آلاف عام.
وقال ” إن الثقافة هي عنوان الماضي والحاضر والمستقبل لأية أمة، بل وأضحت إشارة رئيسة لمعرفة وقياس مدى تطور المجتمعات البشرية ” .. مضيفا ” نحن نستطيع بما لدينا من كنوز ثقافية وتاريخية أن نباهي كل العالم وبما قدمناه من عطاء كبير مع الذين سبقونا في بناء الحضارة الإنسانية “.
كما أكد الدكتور بن حبتور أن اليمن لديه تراث ثقافي كبير تزخر به جميع المحافظات اليمنية .. مشيرا إلى أن الوزارة والهيئات التابعة هم المؤتمنون والمعنيون عن هذا التراث الموروث من الأجداد بمدلولاته العميقة ومسؤولون عن نقله سليما معافى إلى الأجيال.
وأوضح أن قيمة ما ينتجه المثقف والفنان شيء معنوي لا يقاس بمعطيات السوق لأن الجهد الإنساني الإبداعي في عمله كبير وحتما سيتحول إلى إرث وطني لأجيال المستقبل .
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن مدينة صنعاء ومدينتي زبيد وشبام كوكبان بأحيائها وشوارعها وأسلوب الحياة فيها هي عناوين بارزة للثقافة اليمنية كغيرها من المدن التاريخية التي تعج بالحياة والتنوع الآسر الغني بعبق الأجداد وإبداعاتهم الحضارية والإنسانية.
وقال ” ينبغي أن نحافظ على ما هو متاح حاليا من تراثنا وأثارنا ومخطوطاتنا الأثرية وأن لا نفرط فيها لأنها رمز هويتنا، وأن لا نسمح بتهريبها إلى الخارج “.. موضحا أن متاحف السعودية والإمارات تزخر بالمخطوطات والآثار اليمنية بسبب ضعف الوعي الوطني العام بقيمتها الكبيرة وانعدام الضمير وضياع الأمانة عند من يعمل على إخراجها من وطنه.
وأشار إلى ضرورة التفكير الجماعي في الآلية المناسبة التي تساعد قطاع الثقافة على القيام بأدواره القيمة إزاء صون التراث الثقافي والتاريخي والنهوض في الوقت نفسه بواقع مختلف الفنون الثقافية ورعاية المبدعين على النحو الذي يليق بإسهاماتهم الهامة في واقع الأمة وتطورها .
وتطرق الدكتور بن حبتور، إلى المستجدات المتعلقة بالعدوان السعودي وحصاره الشامل على وطننا منذ أكثر من ألف يوم .. مبينا أن المعتدين الذين لم ينجحوا في الإمعان بسفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني وتعميق الجراح، يسعون بكل جهد لإنجاح محاولاتهم شق الصف الوطني .
ولفت بهذا الخصوص إلى سعي المقيمين في الخارج لإنشاء مؤتمر شعبي عام خاص بهم وسلخ هويته الوطنية بتمويل إماراتي .. مؤكداً أن المؤتمريين الحقيقيين هم المتواجدون في الداخل والذين شاطروا شعبهم آلامه وأحزانه في ظل العدوان والحصار .
وشدد على أن مسؤولية الجميع في الداخل هي تطبيع الأوضاع وعدم السماح للأعداء بقلب كل شيء على رؤوسهم .. مؤكدا أن حجم التضحيات الجسمية وقوافل الشهداء والجرحى التي قدمها الشعب اليمني في مواجهة العدوان علاوة على شهداء مجازره اليومية بحق المدنيين الأبرياء الآمنين في منازلهم لا تنسى.
وقال ” علينا أن لا نكافئ العدوان أو نقدم لهم أي شيء يجعلهم يحققون أهدافهم الخبيثة يحق شعبنا ووطننا ” .
وكان وزير الثقافة قد ألقى كلمة ترحيب برئيس الوزراء في زيارته الأولى للوزارة .. مستعرضا أوضاع الوزارة وما تواجه من تحديات بسبب تداعيات العدوان السعودي وحصاره المفروض على الشعب اليمني منذ أكثر من ألف يوم .
ولفت إلى دور الوزارة الهام والكبير عبر مختلف قطاعاتها تجاه كافة الاختصاصات والفروع الثقافية الفكرية والتاريخية والأثرية .. موضحا أنه ورغم الظروف المعيشية القاسية التي يكابدها كوادرها إلا أنهم مصرون على مواصلة جهودهم والقيام بمهامهم اليومية .
ونوه بالرعاية الكبيرة التي يوليها رئيس الوزراء للوزارة، وحرصه على استمرار دورها ونشاطها رغم الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن والاقتصاد الوطني.
حضر اللقاء وزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد بن حفيظ .

قد يعجبك ايضا