القطاع الصحي و1000 يوم من التدمير والحصار

 

¶ 75% من المنظومة الصحيّة خارج العمل بسبب العدوان

ارتفاع معدلات انتشار الأمراض الوبائية أضعافاً عن المعدلات السائدة

الصمت الدولي شجع تحالف الشر على ارتكاب المجازر والدمار بلا رقيب ولا حسيب
تحقيق/ رجاء عاطف

0001 يوم من التدمير الممنهج لآلة الحرب الأمريكية السعودية لكل مقومات الحياة في اليمن وعلى رأسها أساس الحياة في القطاع الصحي وما آلت إليه الأوضاع في جميع الجوانب الصحية، ولم يكتف العدوان خلال الـ 0001 يوم بتدمير البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن عبر القصف المباشر والذي أخرج ما يقارب 57% من المنظومة الصحية عن العمل، بل أيضا أنهك ما تبقى منها والذي لا يتجاوز الـ 52 % عبر حصار خانق ولا يستند إلى أي مبررات دينية أو قانونية أو إنسانية، حصار لا إنساني جعل 25 مليون يمني على حافة كارثة إنسانية مروعة, فكيف سيكون الوضع اليوم ونحن نتكلم عن 0001 يوم من التدمير لهذه البنية وحصار ما سلم منها ؟.. المزيد في البقية:

 

75 % من القطاع الصحي في اليمن طالته آلة الدمار للعدوان، وما سلم من التدمير المباشر أنهكه الحصار( مستشفى ومستوصفاً ومركزا صحيا ووحدة صحية) تم تدميرها تدميرا كليا وفق خطة تدميرية ممنهجة الهدف منها القضاء على مقومات الحياة الصحية في اليمن وإيصالها إلى مرحلة العجز التام والفشل الكلي ليجبر الإنسان اليمني في نهاية المطاف إلى الخنوع والخضوع والاستسلام التام لقوى الاستكبار العالمي.
اليوم وبعد 1000 يوم من العدوان والحصار الأمريكي السعودي على اليمن والذي مازال مستمرا بنفس الهمجية خاصة في جزئية الحصار فإن المستشفى لا يستطيع أن يتحمل تقديم الخدمات الاعتيادية اليومية التي في الأساس أسست هذه المستشفيات لهذا الغرض عوضا عن المهام الطارئة التي اضيفت إليها من جرحى الجبهات وجرحى المدنيين، فأصبحت المهمة الإنسانية والمسؤولية الصحية في نطاق الاستحالة وفقاً للمقاييس العامة لمثل هذه الأوضاع.
مفارقات هامة
رغم هذا الوضع الصحي الذي يعانيه القطاع الصحي منذ 1000 يوم، ورغم أن كثيراً من المنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة العفو الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود وغيرها أصدرت عدداً من التقارير تحذر من تفاقم الوضع الصحي في اليمن وتندد بهذه الإجراءات العدوانية التي أقدمت عليها دول التحالف إلا أن هذه الدول لم تلتفت إطلاقا لا إلى الوضع الصحي الإنساني في اليمن ولا إلى هذه التقارير التي تأتيهم من أرض الواقع بل استمرت في همجيتها التدميرية واضعة نصب عينيها قتل الإنسان اليمني بشتى الطرق والأساليب والممارسات، فهذه أمريكا وهذا أسلوبها الذي تنتهجه.
مضاعفة الأعباء
إن العنجهية الأمريكية ما زالت مصممة على الفتك بأبناء اليمن بشتى الطرق والأساليب، (الحصار) البري والبحري والجوي على اليمن، والتي أوصلت معظم القطاعات الصحية العلاجية والدوائية والخدمية إلى وضع سيئ جداً للغاية، فهذه المستشفيات تفتقد للمستلزمات الطبية التي تتطلبها لتقديم خدماتها، وهذه الوحدات تفتقد للمشتقات النفطية التي منعتها أمريكا من الدخول إلى اليمن، وهذه المراكز تفتقد إلى الأدوية المنقذة للحياة لإنقاذ مرضى السرطان أو زراعة الكلى أو الثلاسيميا أو غيرها، حتى القطاع الخاص أفقده الحصار توازنه خاصة ما نتج عن الحصار الاقتصادي وشحة العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد الأدوية والمستلزمات من الخارج، فارتفعت قيمتها وارتفع معها أسعار الأدوية والخدمات الصحية التي تقدم للمواطن اليمني لتضاف أعباء عليه فوق الأعباء الأخرى كأعباء انقطاع الراتب عن الموظف عامة والموظف في القطاع الصحي خاصة منذ أكثر من 15 شهراً جراء نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن فتراكمت أعباء المواطن اليمني بعضها فوق بعض في ظل صمت عالمي مخز يكشف سوءته وأكاذيبه التي كان يتغنى بها فيما مضى.
حجم التردي
أدى الحصار بطبيعة الحال إلى وفاة آلاف اليمنيين لضعف الخدمات في المنشآت الصحية وأيضا لإغلاق مطار صنعاء الذي منع وصول أدوية عديدة ومحاليل تحتاج ظروف تخزين خاصة وسرعة نقل وشحن لا يمكن أن يتم ذلك عبر الشحن البحري والذي أيضاً تتأثر الأدوية التي يتم شحنها بحريا عندما يتم إيقافها فترات طويلة في موانئ جيبوتي بداعي التفتيش فلا يتم إطلاق معظمها إلا وهي منتهية أو مشارفة على الانتهاء أو حتى تالفة كما رأينا تلك الأدوية المقدمة كهبات من منظمات عالمية وعندما أطلقت منظمة الصحة العالمية بياناً إنسانيا في (16 فبراير 2016م) مفاده ان العديد من المستشفيات في اليمن تغلق أبوابها بسبب نقص الوقود والأدوية والكوادر الصحية، لم نجد أي تحرك دولي أو لمنظمات حقوقية وإنسانية رغم أن النداء هذا كان بعد حوالي 300 يوم من العدوان والحصار، فكيف يمكن أن نصف الوضع اليوم بعد ثلاث أضعاف تلك المدة، أي 1000 يوم؟.
وضع اقتصادي وصحي صعب نتاج طبيعي للحصار الأمريكي على اليمن ومازال هذا الحصار بنفس الآلية ونفس المنهجية ونفس الأهداف الشيطانية، الضحية فيه هو (الإنسان اليمني).
إحصائيات الألف يوم
في احصائيات لحصيلة القتل خلال 1000 يوم من العدوان بلغت إلى (21,812 جريحاً و 13,603 شهداء) من المدنيين وهذه حصيلة غير نهائية لآلة القتل الأمريكية الجوية والبحرية والبرية منهم من كان في منزله آمنا مطمئنا، ومنهم من كان في عمله ومنهم من كان يقود سيارته كممارسات طبيعية للحياة اليومية الاعتيادية، جاءهم القتل من أطراف الأرض ومازال القتل مستمرا حتى اللحظة، إلى جانب أعداد هائلة من الجرحى جزء كبير منهم جراحهم بالغة تتطلب الرعاية الدائمة وبعضهم رعاية صحية خاصة وبعضهم تتطلب حالاتهم العلاج في الخارج في وضع اقتصادي صعب جدا وبنية تحتية شبه مدمرة نتيجة العدوان والحصار منذ 1000 يوم كما انه أضيف إلى القطاع الصحي مسئولية إضافية طارئة نتيجة هذا العدوان تتمثل في العناية الكاملة والشاملة للجرحى والمصابين من الجيش واللجان الشعبية الذين يذودون عن حمى الوطن في الجبهات المختلفة سواء الداخلية أو الخارجية، وهذا عبء إضافي يضاف إلى أعباء القطاع الصحي في ظل الوضع الحالي.
غياب الرعاية الصحية
كما بلغت الاصابات والخسائر البشرية التي استقبلتها المراكز الصحية خلال 1000 يوم من العدوان ( 35415 )، حيث والمرافق الصحية المدمرة والمتضررة وصلت ( 415 ) مرفقا صحيا خرج عن الخدمة موزعة ما بين ( 216 ) مرفقا صحيا مدمراً كليا أو جزئيا، ( 199 ) مرفقا صحيا توقف عن العمل لانعدام الوقود ولنزوح الكادر هربا من الحرب، كما أن (70) سيارة إسعاف دمرت، ونتج عن ذلك تعرض 15,2 مليون يمني للمرض او الموت بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية الاساسية والعلاج.
وفي تقدير أولي بلغت الخسائر المادية المباشرة ( 500,000,000 ) دولار توزعت في خسائر البنى التحتية في المباني والمنشآت وخسائر في مجال الأجهزة الطبية والمعدات وكذلك الخسائر في مجال وحدات الاسعاف، وأما بالنسبة للكادر الطبي فكانت الحصيلة من الشهداء 75 والجرحى 212 والمغادرة من الاجانب بنسبة 70 % أي 3000 ، والمهاجرة ( يمني) 40 % ، وأن الأضرار في جانب الأدوية نتيجة للحصار لم يتم السماح الا بدخول النسب التالية من الأدوية إجمالي الاحتياج مقارنة بعام 2014م على الرغم من زيادة الاحتياج ( الأدوية بشكل عام 25% وأدوية السرطان 20% ومحاليل الغسيل الكلوي 43% وأدوية القلب والسكر 20% ) .
نتائج أخرى
كان أيضا من نتائج العدوان والحصار ارتفاع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية بشكل كبير خلال 1000 يوم عدوان وحصار ، كما ارتفعت معدلات انتشار الأمراض المعدية الوبائية عن المعدلات السائدة ( حمى الضنك ( 20120 ) حالة توفي منها 30 % ، الملاريا (369056)، الحصبة (4980)، الإسهالات والكوليرا (1000000) حالة توفي منها 2230 ، التهابات تنفسية (1300000) طفل، الدفتيريا (300)حالة توفي منها 34 .
وقد نتج عن العدوان الأمريكي على اليمن آثار نفسية وقلق على الأطفال أثرت بشكل كبير على نمط تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم وعلاقتهم بمن حولهم وقد تم تسجيل أعداد متزايدة من الحالات النفسية والتي وصلت إلى المستشفيات والمراكز والعيادات النفسية بلغ أكثر من (30,000) حالة.
تأثر الحياة العامة
ونتيجة الحصار أدى إغلاق مطار صنعاء بمنع 95 ألف مريض من السفر إلى الخارج لتلقي العلاج يموت منهم كل يوم 32 مريضاً، 700 ألف مريض بأمراض مزمنة مختلفة ( السكري – الضغط – القلب وغيرها ) لا يحصلون على الدوية جراء الحصار ( وفق للمسح الوطني للأمراض المزمنة 2017م ).
وكانت الآثار الناجمة عن العدوان والحصار على الحياة العامة ذات الأثر السلبي على الصحة حيث والمواطنون الذين تعرضوا للنزوح بسبب العدوان عددهم (2,500,000) شخص، والأشخاص المهددون بانعدام المياه الصالحة للشرب (20.400.000) شخص، وبلغ عدد المواطنين الذين يعانون من انعدام الغذاء بسبب العدوان والحصار (14,400,000) شخص.
الصمت الدولي
أخيراً .. إن ما قامت به وما زالت تقوم به دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية من مئات الجرائم في اليمن وحتى اللحظة تعتبر جرائم حرب خاصة في الجانب الصحي منذ 26 مارس 2015م وحتى اللحظة مئات الجرائم من جرائم الحرب إن اعتبرنا استهداف منشأة صحية واحدة أو سيارة اسعاف واحدة أو عامل صحي واحد أو مصنع دوائي واحد جريمة حرب فكيف عندما نسرد للجميع وبالتوثيق مئات من المنشآت والكوادر الصحية التي تم استهدافها خلال فترة العدوان .
وهذا الدمار والقتل والحصار أنتج لليمن معاناة إنسانية صحية لم يشهد لها العالم مثيلا، معاناة وصلت ذروتها وما زالت في تفاقم وتزايد معاناة أوجدتها أمريكا في اليمن لا هدف لها ولا رؤية منها إلا انها تسعى لإبادة الشعب اليمني في ظل صمت المجتمع الدولي وتخاذل من الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة.

قد يعجبك ايضا