في أسبوع

زينب الشهاري

جاءوا ليغمرونا بعطايا خيرهم، ها هم المنقذون المخلصون قد أتوا ليحررونا ويمدوا لوطننا أيادي البناء والنهضة والعمران، جاءوا مع كل الخير الذي يحملونه وكل النوايا الطيبة ومشاعر الأخوة العربية الإسلامية الصادقة!
لن استعرض كل تلك الخيرات التي انهالوا بها علينا على مدى ثلاث سنوات طوال وأكثر من ألف يوم و لكني سأذكر فقط تلك الهبات التي منحونا إياها في آخر أسبوع من نهاية هذا العام وهي كفيلة ليتعرف العالم على أخلاقهم والقيم الإنسانية والدينية التي يحملونها لجيرانهم وأشقائهم في العروبة والإسلام.
ها هم كالعادة يفتشون عن الأسر الفقيرة المحتاجة ليكرموها بهداياهم، كان بيت المواطن علي الحربي حارس النصب التذكاري المصري في العاصمة صنعاء بعصر هو الهدف الدسم لتحط الطائرات الحربية حملها عليه وأجزلت هذه المرة العطاء بخمس غارات وحشية.
هو الخير الذي ما فتئ النظام السعودي يوزعه في كل محافظة ومنطقة وحي في ربوع هذا الوطن الغالي ليلاً نهاراً على دولة أنهكها الفقر والفساد على مدى سنوات طوال كانت هي السبب الرئيس لما عاناه ويعانيه منذ البداية إلى أن جاء الوقت ليمارس النظام السعودي حقده ووحشيته مباشرة بدون قيود ومن غير لائم أو زاجر و بغطاء دولي وأممي وينشر الموت والدمار في كل مكان وبحرية تامة منذ الـ26 من مارس 2015 حتى اللحظة.
أحد عشر مدنيا من أسرة الحارس علي بينهم 4 أطفال وامرأتان وما زالت الطائرات تحوم وتفتش والتعطش للدماء يسري في عروق تلك المسوخ البشرية، ها هم يجدون مكاناً آخر مكتظاً بالمواطنين ليفرغوا عليه حقدهم ويترجموا حقيقة نفوسهم السوداوية، وكانت مصلحة الجمارك بذمار هدفاً آخر ليرتكبوا جريمة أخرى ليحصدوا أرواح 4 شهداء و55 جريحاً وما زالت الطائرات المسعورة تفتش عن أماكن أخرى لترمي بالموت عليها ودائما تختار الأسواق المكتظة بالباعة والمتسوقين لتصب عليها الصواريخ وتحيل أجسادهم إلى أشلاء ممزقة مبعثرة.. ثلاث جرائم حرب في محافظة تعز وحدها أوقعت أكثر من 150 مواطنا” بين شهيد وجريح غالبيتهم سقطوا إثر استهداف سوق شهرة بالتعزية واستشهد الباقون وجرحوا في قصف سوق النجيبية في الهاملي ومدرسة بمنطقة الوجيز بمديرية موزع وغيرها من الغارات التي طالت محافظات أخرى استشهد فيها الكثير من الأبرياء…
هذا هو النظام السعودي الدموي المتستر بالعباءة الأمريكية يحصد في أسبوع واحد أرواح 400 يمني بريء وليتصور من كان لا يعلم ما قام به من وحشية خلال ثلاث سنوات.. هذا هو العالم المتطور الحديث الذي ننتمي إليه اليوم.
لكن اليمني و ان تخاذل العالم في نصرته سيتكفل برد الضيم عن نفسه وسيثأر لكل قطرة دم سقطت وها هو يفرض معادلة جديدة بالصواريخ اليمنية التي يذوق حرها المعتدون في عمق أراضيهم وفي عواصمهم وفوق قصورهم وما النصر إلا من عند الله.

قد يعجبك ايضا