مبادرات الجاليات.. بين حجم الكارثة وقيود الحصار الجائر

 

*بعد عام هو الأسوأ في الأوضاع الإنسانية والطفولة اليمنية جراء الدمار الذي خلفه العدوان:

تحقيق/ محمد محمد إبراهيم

بشهادة الواقع الموجع والملطخ بالدماء والدمار وصفت منظمات مدنية عربية ودولية وأممية العام 2017م بأنه أسوأ عام مر على اليمن. حيث تؤكد المنظمات الحقوقية الدولية والأممية أن نحو 75% من سكان اليمن يحتاجون الى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 11.3 مليون طفل، كما أن ما لا يقل عن 60% من اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و16 مليون شخص لا يحصلون على المياه المأمونة والمرافق الصحية المناسبة، بالإضافة إلى افتقارهم للخدمات الصحية الأساسية..
هذه الأوضاع الكارثية، لم تقصر ارتدادتها على الداخل فقط، بل القت بظلالها القاتمة وتبعاتها القاسية على المغتربين اليمنيين خارج الوطن، حيث وجدوا أنفسهم -الى جانب كونهم سجناء خارج الوطن بسبب العدوان والحصار- امام واجب وطني واخلاقي ومسؤولية تاريخية تجاه الاسهام ، الفاعل في تخفيف، معاناة الشعب اليمني.. حيث قدمت الجاليات اليمنية -رغم كل الصعوبات -مبادرات جيدة وملموسة إغاثية وخيرية وحقوقية وإعلامية على الصعيد الخارجي لمكاشفة الرأي العام العالمي والدولي بحقيقة ما يجري في اليمن..
صحيفة الثورة في هذا السياق سلطت الضوء على بعض هذه المبادرات وجدواها مقارنة بحجم الكارثة.. والتحديات التي تواجهها، وكذلك الرؤى التي تصب مجملها في تعزيز دور الجاليات في المجالات الحقوقية والإعلامية للضغط باتجاه إيقاف العدوان ورفع الحصار عن المطارات والموانيء اليمنية.. إلى التفاصيل:
منذ بداية العدوان والحصار صبيحة 26 مارس 2015م ورغم الانقسام تجاه قضايا الداخل الذي ألقى بقتامته على المغتربين اليمنيين في الخارج إلا أن الجاليات كانت وما تزل تقف إلى جانب الوطن وإلى جانب الإنسان – المتضرر الأول من رحى هذه الحرب وأغلال هذا الحصار الظالم- أينما وجد في خارطة اليمن التي طالها العدوان بالشتات والدمار والتمزيق، والحصار والفقر والعوز والمرض والأوبئة.. هذا ما لفت إليه الأخ محمد عبد الحافظ ابو المجلي أحد المغتربين اليمنيين في ولاية ميتشجن الأمريكية.. مؤكداً أن الجاليات اليمنية كانت وما تزال قطبا محوريا في التنمية والمشاريع الخيرية والانسانية خارج أطر السياسة وصراعاتها منذ ما قبل تاريخ هذا العدوان والحصار الظالمين بحق الشعب اليمني.. ولكن الجاليات في هذه الفترة العصيبة عززت وزادت وتيرة عملها باتجاه الأعمال الإغاثية والإنسانية لأبناء الوطن الأم، خصوصا الجاليات في أمريكا..
وأضاف: ما يخصنا كمغتربين في ميتشجن الأمريكية قدمنا حاوية مساعدات طبية تم ارسالها إلى اليمن، ومساعدات أخرى من المواد الغذائية ولأعداد كبيرة في الأوضاع الاعتيادية أما في المناسبات خلال سنوات الحرب والحصار فإن المغتربين نفذوا برامج أضاحي وذبائح وكساوي العيدين.. وقبل أسابيع دعمنا مشاريع خيرية داخل الوطن منها فتح مخبز خيري بدعم من المغتربين للاسر المعدمة ومن لا يوجد لهم دخل شهري.. كما قدم المغترب اليمني مساعدات مختلفة في دعم حالات طارئه وتكفل بنقل المرضى الذين يعانون من أمراض السرطان والقلب والفشل الكلوي والامراض الخبيثه الى الخارج.. كما ان المغترب قلبه متعلق بالوطن وبرز في هذه الظروف على مستوى عال من التراحم الاجتماعي.. فنلاحظ أن كل مغترب يمني له جيران وأصدقاء لم ينسهم في ظل هذه الأوضاع الكارثية..
دور بارز
من جانبه قال صلاح النهَّام أحد أبناء الجالية اليمنية في الصين: الجالية اليمنية في الصين من ابرز الجاليات في الخارج في تقديم العون والمساندة لأبناء شعبنا الكريم، الذي يتعرض للعدوان البربري والحصار الظالم الذي منع دخول الدواء والغذاء واسباب الحياة.. حيث تبذل الجاليات في الصين جهودا حثيثة في الوقوف مع أبناء الوطن الواحد حيال هذه الظروف الكارثية التي فرضها العدوان والحصار.. واكد النهاّم أن أكثر من خمس جمعيات خيرية شهريه وأسبوعية تتبع جالياتنا في الصين، هدفها تقديم المساعدة للأيتام تتمثل في رعايتهم ومنها في الجانب الصحي حيث تعمل هذه الجمعيات على مساعدة ذوي الاحتياج، أيضا منها ما يختص في الجانب الاجتماعي حيث توفر الملبس والمأكل والمشرب للعديد من المحتاجين.. لافتا الى أن كل مغترب لديه أكثر من عائلة في اليمن وأصبح هو الشخص الوحيد الذي يُعيل تلك الأسر بعد تفاقم الأوضاع المعيشية داخل البلد، وانقطاع جميع الموارد والمساعدات والرواتب، جراء استهداف العدوان لموارد البلد الاقتصادية ونقل البنك المركزي إلى عدن..
واضاف: كان لنا كجالية في الصين مبادرة عالمية تتمثل في تنفيذ حملة الكترونية طالبت بفكك الحصار عن مطارات اليمن.. كون هذا الحصار هو أحد الصعوبات التي تواجه وصول المساعدات إلى اليمن او تطيل مرحلة النقل إلى أشهر عديدة في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية والصمت العربي والعالمي حيال ما يتعرض له الشعب اليمني من حصار وتجويع.. وناشد النهام جميع الجاليات والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة أن يكون لهم موقف إنساني مشرف تجاه قضية الشعب اليمني ورفع الظلم عنه، وايقاف الحرب ورفع الحصار.. مؤكدا أن تهميش القضية اليمنية امميا ودوليا سوف يتسبب في أزمة عالمية وكوارث لا تحمد عقباها..
مساعدات لم تصل
الكابتن فائز العمّاري المسؤول الرياضي في الجالية اليمنية بألمانيا.. أكد من جانبه أن هناك مبادرات قيمة تقدمها الجاليات بسخاء كبير وخادم لكل انسان يمني خارج الحسابات السياسية، لكن هذه المبادرات تقف حبيسة الحصار المطبق وبعضها لا يصل خصوصا شحنات الأدوية والمساعدات الطبية بسبب تعنت دول تحالف العدوان والحصار.. حيث تواجهنا مشكلة عدم وصول المساعدات الي اليمن وتأخرها في الدول العربيه لشكهم في مرسليها وتحقيقات من والي..؟ وإلى أين..؟! هذه المأساة بحد ذاتها تؤكد ان العراقيل امام المساعدات بحد ذاته عمل اجرامي لا تبرره القوانين والأعراف الإنسانية، إذ أن هذه مساعدة لكل إنسان يمني متضرر من الحروب العدوانية الخارجية والصراعات والنزاعات والفتن التي تنشأ بين فترة وأخرى .. وأكد العماري أن هناك مبادرات ليس فقط من الجاليات وإنما من الشعوب الصديقة سواء فرادى أو جماعات فقد ذكر لي صديق وهو رجل أعمال فرنسي زار اليمن وعلى حب كبير للشعب اليمني وأنه أرسل قبل سنة حاويتين من المساعدات كلها مواد غذاءيه للأطفال اليمنيين ولم تصل حتى اللحظة.. وكلما سأل عنها في مراكز النقل المعنية بإيصالها يردون عليه: “أنه جار البحث عنها وعن سبل إيصالها.. لا تخف. ستصل”..
وأضاف للأسف الشديد أن الأمم المتحدة تعاملت مع شعب الحكمة والحضارة والتاريخ تعاملاً لا يليق بموقعها الأممي والإنساني الذي من أجله أنشئت، فهي تدرك تفاصيل هذه التحديات والتعقيدات التي تقف في طريق أي مساعدة ترسل إليى اليمن، كما أنها تدرك جيدا ان هذا الحصار غير قانوني ولا اساس له في قرار مجلس الامن 2216 وإنما هو تصرف أهوج وعدواني من قبل دول التحالف السعودي الإماراتي الامريكي.
الجرحى والمرضى العالقون
في الظروف الحالكة تجد أبناء الوطن في الخارج يعيشون القلق والأسى على ما يجري داخل الوطن، وفي سنوات الحرب والحصار الجائرين اللذين يقودهما الأشقاء للأسف الشديد على اليمن.. تجد الجاليات اليمنية نفسها أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية في الهبة باتجاه مبادرات الإغاثة والأعمال الخيرية التي تسهم بقدر المستطاع في تخفيف الأعباء الكارثية التي تقع على الشعب اليمني.. ناهيك عن مساهمتها في دعم معالجة الجرحى خصوصا جرحى الصالة الكبرى ودعم العالقين من المرضى والطلاب والمسافرين عبر سلطنة عمان الشقيقة كمنطقة خضراء ونقط سلام وحوار وتعايش رفضت المشاركة في الحرب على اليمن من منطلق ايمانها بأن الحروب لا تحل المشكلات..
هذا ما أشار إليه رئيس الجالية اليمنية بسلطنة عمان الأخ اكرم اليمني.. موضحاً أن ما قامت وستقوم به الجالية اليمنية في السلطنة من أعمال خيرية ومساعدات إغاثية واستضافات للمسافرين عبر ترانزيت السلام والتعايش في سلطنة عمان يأتي في إطار واجبها الوطني والديني والأخلاقي تجاه المتضررين من الحرب والحصار.. مضيفاً: وقد قدمت الجالية اليمنية في السلطنة مبادرات متواضعة ما كان لها أن تنجح وتصل إلى الشريحة الأكثر تضررا لولا دعم وحكمة وإنسانية جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان حفظه الله ورعاه، حيث وجه مبكرا السلطات المعنية في السلطنة الشقيقة بتسهيل كل الصعاب لليمنيين عامة ومنهم الجرحي والمرضى والطلاب وجميع المسافرين إلى اقطار العالم عبر عمان التي تعد المتنفس الوحيد لجميع اليمنيين..
وأكد اليمني: أن الجالية في السلطنة ترسل بين فتره أخرى معونات انسانيه وتبرعات الى شريحة واسعة من المواطنين في داخل الوطن خصوصا للتدفئة والملابس والغذاء دون أن يكون هناك إعلام وتغطية حرصا على الأجر لا الشهرة.. داعياً قيادات الجاليات اليمنية في الخارج إلى أن يكونوا يداً واحدة وأن يصبوا جهودهم وعلاقاتهم الدولية والانسانية بالمهجر باتجاه حملات خيرية واغاثية واسعة توفر ما ينقص الشعب اليمني من احتياجات إنسانية يحتاج اليها الفقراء والمساكين والأطفال في اليمن.. وبالأخص المناطق المفروض عليها الحصار الجائر والخارج عن الأعراف الانسانية.. مناشدا الأمم المتحدة العمل بمسؤولية انسانية باتجاه إيقاف الحرب العبثية على اليمن، ورفع الحظر على المطارات والموانئ اليمنية، وإنهاء الحصار الجائر على الشعب المضطهد.. وعلى جميع اليمنيين اللجوء للحوار والتصالح وتوحيد صفوفهم، ولا سبيل غير ذلك للخلاص من هذه الأوضاع الكارثية..
المبادرات.. وحجم الكارثة
تبعاً لحجم الكارثة الانسانية المؤطرة بالأرقام المؤسفة- المشار لها في المقدمة- فإن حملات وتبرعات المغتربين في أنحاء العالم، تظل متواضعة مهما كان حجمها وتعدد روافد تلك المبادرات الخيرة، التي تقدمها الجاليات او المنظمات المدنية الإغاثية والخيرية المرتبط معظمها بدعم رجال الخير من أبناء الجاليات المنتشرة في بلدان الشرق والغرب، والتي أصبحت أرقاماً حقيقية في معظم تلك البلدان، خصوصا بعد تزايد أعداد المهاجرين في السنوات السبع الأخيرة التي شهدت فصول الصراعات السياسية السلطوية اليمنية والتي أفضت إلى التدخل أو العدوان الخارجي على اليمن فارضاً حصارا جائراً ضرب عوامل الاقتصاد وموارد البلد المالية ومعايش ومصادر حياة الناس اليومية، فانقطعت المرتبات وارتفعت الأسعار، وقفزت مؤشرات البطالة، مفضية إلى وضع كارثي يدفع بكل مغترب أن يتقاسم لقمة عيشه في المهجر مع أهله وأقاربه في الوطن المكلوم والمحاصر كواجب انساني وديني واخلاقي..
يقول رئيس الجالية اليمنية في السويد عبد الرحمن الحبابي في هذا السياق: لقد بذلنا جهداً مضاعفاً خلال العام الماضي حيث قمنا بجمع التبرعات عبر المراكز الإسلامية والمنظمات الإغاثية المتواجدة في السويد.. واستطعنا بالتنسيق مع جمعية الصداقة اليمنية الاسكندنافية إرسال حملة إغاثية استهدفنا من خلالها أفقر المناطق في أنحاء اليمن.. كما بدأنا حملة أخرى قبل أشهر لكننا توقفنا بسبب تصعيد دول التحالف للحصار ومنع دخول القوافل الإغاثية، فصار هذا التصعيد الجائر حجر عثرة أمام استمرارية جمع التبرعات.. وبالتالي يؤلمنا جداً أن نرى أهلنا يتضورون جوعا ونحن عاجزون عن إيصال المساعدات.. داعيا الميسورين من أبناء الجاليات اليمنية المقيمين خارج الوطن أن لا ينسوا ذويهم وأقاربهم على الأقل فلم يبق أحد داخل الوطن إلا وقد أصابته الفاقة والحاجة.. وهذه هي الظروف الصعبة التي تستوجب زيادة النفقة التي حثنا عليها ديننا الحنيف والتي تعد من مكارم الأخلاق.. موضحاً أن الأمم المتحدة -بهذا الصمت إزاء تصعيد دول التحالف لهذا الحصار الجائر على اليمن وعجزها عن رفع الحظر عن مطار صنعاء وبقية المطارات والموانئ اليمنية- قد فقدت قيم الإنسانية لأنها أظهرت العجز عن إنقاذ اليمنيين المدنيين من الموت جوعا.. وهي شريكة في الوزر برأيي إلى جانب دول التحالف..
وناشد الحبابي- باسم كل يمني- الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الكف عن استمرار التجاهل والتقاعس المشينين تجاه مظلومية اليمن وأوضاعها الكارثية وغير المسبوقة في تاريخ الحروب البشرية، مشددا بالقول: “إذا لم تتداركوا الوضع الانساني في اليمن الآن فلن تستطيعوا تداركه مستقبلاً”..
شراكة فاعلة
رغم التحديات والعراقيل التي فرضتها ظروف العدوان والحصار إلا أن هناك مبادرات للجاليات اليمنية تستحق الإشادة، ليس لأنها استطاعت أن تخدم اليمنيين سواء في الداخل عبر برامج إغاثية ركزت على دعم ومساعدة الشرائح الأكثر فقرا وتضرراً كالنازحين والمرضى في مختلف أرجاء الوطن، بل ولأنها استطاعت أن تخلق حلقات متصلة خارج الوطن عامدةً إلى مساعدة اليمنيين العالقين في الخارج من المرضى والمسافرين والطلاب، ولم تغفل جانب مكاشفة الرأي العام العالمي بحقيقة ما يجري وما تشهده اليمن من أوضاع كارثية كاستتباع للحرب والحصار الجائرين.. ومن تلك المبادرات ما قدمه رجال الخير والأعمال الانسانية في الجاليات اليمنيية المنتشرة في ولايات أمريكا.. حيث وضعت الجاليات الأعمال الإنسانية من أولى مهامها مركزة على المشاركة الفاعلة في دعم الأسر النازحة والمتضررة في العديد من المحافظات اليمنية المضيفة للأسر النازحة لا سيما في أمانة العاصمة وذمار وإب والحديدة وحجة والمحويت.. وغيرها.. وعبر منظمة “الأيادي النقية” وهي منظمه خيريه يمنيه تعمل في اليمن ومعترف بها يمنياً وأمريكياً وتعمل بعيدا عن السياسة قريبا من معاناة الشعب اليمني..
رئيس الجالية اليمنية في نيويورك فتح علاية قال في هذا السياق: منذ مارس 2015م أسند إلينا رئاسة اللجنه اليمنية الأمريكية للإغاثة في الولايات المتحدة الأمريكية وتم التنسيق بين، أبناء الجالية لدعم.. منظمة الأيادي النقية، وتم حشد الدعم المالي عن طريق ورش عمل موزعة في ولاية نيويورك ولاية مشجن ولاية كنيركد ولاية كاليفورنيا.. وغيرها من الولايات في امريكا وكندا، لتقوم تبعا لذلك منظمة الأيادي النقية بتوزيع سلال غذائية في عدة محافظات يمنية.. ومنذ ذلك الوقت ننفذ حملات مختلفة منها: مساعده تهامة بصورة مستعجلة في النصف الأول من العام ????م، وفي النصف الثاني من نفس العام، نفذنا مشروع توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والسلال الغذائية بالتنسيق والتعاون مع “مؤسسة خذ بيدي”.. وتحت شعار عطاؤكم يدفئنا تم توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والسلال الغذائية على الأسر النازحة في محافظة ذمار وإب وتعز وهذا المشروع حقق نجاحاً لافتا بفضل الله ثم بفضل المتعاونين معنا من فاعلي الخير المهتمين في الجانب الإنساني، وعلي رأسهم الأستاذ نشوان اللهبي.. موضحاً أن الجالية اليمنية الأمريكية قدمت مساعدات طبية للذين ليس لديهم القدرة على العلاج بحيث تنسق الجالية اليمنية الأمريكية مع المؤسسات الحكومية من أجل مساعدتهم في تغطية نفقات العلاج.. مؤكداً أن إغلاق المطارات والمنافذ البرية والبحرية لليمن من قبل دول التحالف في حصارها الجائر على الشعب اليمني، يعد أبرز الصعوبات التي تواجه الجاليات في إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني عامة، رغم جهود المنظمات الدولية التي تعمل في المجال الإنساني لإيجاد خطط بديلة لإيصال تلك المساعدات..
أعمال خيرية وانسانية
رجل الخير والإنسانية الأستاذ سعيد أحمد حيدرة، المؤسس والداعم الأول لـ”مؤسسة حيدرة للسلام والتنمية الإنسانية” أكد أن الظروف الكارثية التي يعيشها الشعب اليمني اليوم هي امتحان صعب لجميع ابناء الوطن في الداخل والخارج، حيث تطلب منهم تعزيز جهود العمل الخيري والانساني والتكافل الاجتماعي والتراحم البيني، للاسهام في تخفيف ما يعانيه الشعب اليمني جراء العدوان والحصار الذي يكاد ينهي عامه الثالث على التوالي.. مؤكداً أن مؤسسة حيدرة، مؤسسة خيرية غير ربحية مسعاها خدمة اليمن في هذه الظروف القاسية والصعبة.. وانطلاقا من ذلك دشنت المؤسسة أنشطتها في مايو 2017م وبمقومات العمل الخيري والإنساني وكذلك التدريب والتأهيل إذ تم تجهيزها بمعامل خياطة متكاملة ومعامل معجنات لتدريب الفتيات من الأسر الأشد فقراً لإكسابها مهنا يدوية كفرص عمل مجدية..
وأضاف حيدرة: إن المؤسسة – التي ترأسها في اليمن زوجتي الفاضلة الأديبة والناشطة الحقوقية والاجتماعية سهير عبد الرحمن المعيضي والتي يعود الفضل لها في الفكرة والترتيبات العملية للأنشطة والبرامج الاغاثية- نفَّذَتْ مجموعة من المشاريع الخيرية منذ انطلاقها حيث وزعت ما يزيد على 1000 إلى 2500 كسوة العيدين لأطفال معدمين ومشردين ونازحين، من الفقراء في صنعاء والمحافظات الأخرى.. إضافة إلى حملات توعوية صحية في مجال الكوليرا في صنعاء شملت توزيع 15 إلى 20 ألف بروشور.. كما دشنت المؤسسة مؤخراً برامجها الخاصة بدعم قضايا التعليم والتي تشمل الإسهام بسد العجز القائم في الكتاب المدرسي وفق إمكانياتها المتاحة، وكذلك الحقيبة المدرسية، ومساعدة الطلاب النازحين عبر برنامج شتاء دافئ للطلاب النازحين..
وقال أيضا: كما حاولنا أن نبعث كميّات من الأدوية والمساعدات الطبية، من امريكا لتقوم المؤسسة بتوزيعها على المرضى الذين لا يقدرون على دفع كلفة العلاجات، لكن للأسف العدوان والحصار عبر تصعيده المستمر أغلق كل منافذ الجمهورية اليمنية، في ظل وضع إنساني كارثي من الدمار والأوبئة.. مضيفاً: كما أنني أعمل حاليا بكل جهد ومثابرة لعمل فرع للمؤسسة في أمريكا ليكتمل دورها داخل الوطن وخارجه، في خدمة اليمنيين. داخلياً: عبر الإسهام في مشاريع وبرامج خيرية ينفذها فرع صنعاء في الأمانة والمحافظات الأكثر فقراً.. وخارجيا: عبر تبني برامج خاصة في المهجر تعنى بمساعدة الطلاب والمرضى والجرحى العالقين في الخارج وبرامج لتخفيف معاناة المغترب اليمني جراء القرارات الأخيرة المتصلة بمنع اليمنيين من التأشيرة إلى أمريكا..
مبادرات حقوقية
حقوقياً وإعلامياً كان على الجاليات اليمنية في مختلف دول العالم خصوصاً في الدول التي تشكل مركزا للمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية والأممية، كامريكا وفرنسا، ففي نيويورك نفذت الجاليات اليمنية المنتشرة في امريكا وكندا وقفات احتجاجية متعددة منذ بداية العدوان في 26 مارس 2015م.. لغرض مكاشفة الرأي العام العالمي بحقيقة ما يجري في اليمن بعد أن عجزت عن أداء دورها وإيصال مساعداتها الى الشعب اليمني المحاصر.. وفي هذا اكد رئيس الجالية اليمنية في نيويورك فتح علاية: ان الجالية اليمنية الأمريكية نفذت العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في نيويورك, للمطالبة برفع الحصار الشامل الذي فرضته دول تحالف الحرب الظالمة على اليمن، مصدرة العديد من البيانات والمناشدات بفتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة الجوية وفتح ميناء الحديدة كي تتمكن المنظمات الإنسانية من إدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن لتخفيف المعاناة التي يتجرعها اليمنيون جراء تراجع الوضع الصحي وتفشي مرض الكوليرا في معظم المحافظات اليمنية..
مؤتمرات وندوات دولية
وفي فرنسا ودول أوروبية اخرى لعب الحقوقيون اليمنيون دورا لافتا لا سيما في الفترة الأخيرة عبر تواصلهم بالمنظمات الحقوقية المنضوي بعضها تحت مظلة الأمم المتحدة أو تحت اطار الاتحاد الأوروبي او التكتلات الدولية الأخرى، محاولين كسر حاجز الصمت الدولي المشين بعد أن خنق الحصار -المُنَافِي لكل البرتوتوكولات الانسانية والمواثيق الدولية- كل مصادر ومسارات الحياة اليومية مانعاً وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين جراء هذه الحرب العدوانية القاتلة للاطفال والنساء والكهول والمدمرة لكل ملامح الحياة اليمنية وسبل العيش وفرص العمل..
رئيس التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات “عدل” الحقوقي محمد اسماعيل الشامي عبر في هذا السياق عن أسفه الكبير للصمت الدولي المشين إزاء جرائم الحرب والحصار الظالمين اللذين يقودهما التحالف السعودي الاماراتي على الشعب اليمني، في حرب مفتوحة لا طائل ولا هدف منها سوى ارتكاب مزيد من المجازر ضد المدنيين الأبرياء..
وقال الشامي: لقد آن أوان إحلال السلام في اليمن للحفاظ على ما تبقى من مقدرات البلد والالتفات لبنيان ما دمرته الحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية التي يعيشها 25 مليون يمني.. مؤكدا أن التاريخ سيسجل أن كارثة المجاعة باليمن وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء وأنها لم تكن سوى أداة لجريمة حرب إبادة بشعة وصامتة يرتكبها التحالف السعودي الاماراتي..
وقال الشامي: لقد طالب التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات “عدل” الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية بضرورة إدراج الإمارات والسعودية ضمن مرتكبي جرائم حرب الإبادة بحق أطفال ونساء اليمن، وكذلك الحصار غير القانوني على المواد الأساسية.. واضاف الشامي: كما عقدنا أكثر من ندوة ومؤتمر محاولين كسر حاجز الصمت المريب وإطلاع الرأي العام والمجتمع للإسهام بوضع حد لهذا التدهور المريع والخطير والمجاعة الحاصلة والتي توصف بأنها أكبر أزمة إنسانيه بالعالم واكبر مجاعة منذ الحرب العالمية الثانية حسب وصف الأمين للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نفسه.. كما حاولنا عبر سلسلة الندوات والمؤتمرات توحيد جهود المنظمات الدولية الناشطة والعاملة في اليمن لتخفيف الوضع الانساني الكارثي في اليمن ولفت الراي العام الدولي إلى ضرورة الضغط باتجاه إيقاف الحرب ورفع الحظر عن مطارات وموانئ الشعب اليمني، لافتا الى ان اليمن يعيش مجاعة حقيقية بسبب الحصار الخانق المفروض والمخالف لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية..

قد يعجبك ايضا