حضارة اليمن وهمجية العدوان

يمتلك اليمن إرثا حضاريا عريقا وكبيرا يمتاز بالأصالة والعراقة والإبداع والتميز .وهذا الإرث يعكس مدى عمقه الحضاري الضارب في أعماق التاريخ الإنساني ويعكس مدى حضور اليمن في تقدم حضارة الإنسان ومسيرة ازدهار الحضارة الإنسانية التي هي خلاصة لتجارب الشعوب وانجازاتها.
ويتمثل ذلك الرصيد الحضاري الثقافي اليمني في الكثير من المواقع والمعالم والأماكن والتراث الثقافي المتعدد والمختلف..
ومن ذلك المدن التاريخية والمعالم الأثرية ذات القيمة الحضارية مثل مدن صنعاء القديمة ومارب وشبام حضرموت وثلا وصعدة والجوف حضرموت وتعز وزبيد ورداع.
وهي أمكنة تاريخية وحضارية ومعالمها الشاهدة والحضارة تعكس إبداع الإنسان اليمني وانجازاته الحضارية منذ قدم الزمن.
إن اليمن أشبه بالمتحف المفتوح .. أنها موطن الحضارة والتاريخ.. وهي تحفل بالكثير من المعالم والآثار والمواقع التاريخية والحضارية المميزة والتي هي ثروة لليمن وللحضارة الإنسانية إلى جانب رصيد اليمن العظيم والمتمثل في التراث الثقافي والفني المادي وغير المادي.
وبحسب تعريف منظمة اليونسكو للتراث الثقافي فإن التراث الثقافي هو ميراث المقتنيات المادية وغير المادية التي تخص مجموعة ما أو مجتمع لديه موروثات من الأجيال السابقة، وظلت باقية حتى الوقت الحاضر ووهبت للأجيال المقبلة.
التراث المادي يشمل المباني والأماكن التاريخية والآثار والتحف وغيرها، التي تعتبر جديرة بحمايتها والحفاظ عليها بشكل أمثل لأجيال المستقبل. وتشمل هذه لقى متميزة بالنسبة لمعايير علم الآثار والهندسة المعمارية والعلوم أو التكنولوجيا فيما يخص ثقافة بعينها. وتصبح تلك اللقى والمواد من الأهمية لدراسة تاريخ البشرية لأنها تمثل الركيزة الأساسية لأفكار ويمكن التحقق من صحتها. ويدل الحفاظ عليها على اعتراف ضمني بأهمية الماضي، والدلالات التي تسرد قصتها.”
معالم اليمن التاريخية تتعرض للتدمير
على مدى ثلاث سنوات وبلادنا تتعرض لعدوان همجي هو العدوان السعودي الأمريكي البربري الذي عكس وحشية همجية حاقدة على البلاد والعباد وبشتى الوسائل من حصار وقصف وتآمر وتدمير.. ولكنها أمام صمود الشعب وتضحياته تتهاوى ويلحقها الخزي والعار والانهزام.
ومن صور ذلك العدوان الهمجي على شعبنا هو ذلك العدوان والتدمير الممنهج لتاريخ ومعالم اليمن الحضارية والتاريخية والمعالم الآثرية المتعددة..
لقد قام العدوان السعودي الأمريكي الهمجي وخلال السنوات الثلاث الماضية بقصف وضرب وتدمير المئات من المعالم والأماكن التاريخية والحضارية والأثرية في العديد من المدن التاريخية اليمنية ومعظمها تم تسجيله منذ سنوات طويلة في قائمة التراث العالمي ومنها: صنعاء القديمة ، شبام حضرموت، زبيد .. بالإضافة إلى مدن تاريخية أخرى ألحق بها العدوان دمارا كارثياً كمدينة شبام المحويت… وما شهده حي القاسمي وحي الفليحي بصنعاء القديمة من قصف بصواريخ طائرات العدوان الهمجي.
كما أن ذلك العدوان البربري تسبب في تدمير وإلحاق الضرر في أكثر من( 90 ) معلماً أثرياً من مواقع التراث الإنساني في اليمن منها : قلعة القاهرة تعز، مصارف في سد مارب التاريخي، مدينة براقش، مدينة صرواح، وغيرها من مساجد وحصون وقلاع وأماكن تاريخية لها قيمتها الحضارية والإنسانية إلى جانب استهداف العدوان للاماكن والممتلكات الثقافية ومنها متحف الآثار الإقليمي في ذمار، المتحف الوطني صنعاء، المتحف الوطني عدن، المتحف الوطني تعز، المتحف الوطني شبوة، المركز الثقافي صعدة، المركز الثقافي عبس، المركز الثقافي حجة، المركز الثقافي تعز، المركز الثقافي إب وغيرها.
وكل ذلك يعكس محاولات العدوان الحاقدة في طمس وتدمير هذه المعالم والأماكن التاريخية والحضارية والثقافية التي هي أرصدة عظيمة تمتلكها اليمن وتبرز مكانتها الحضارية العريقة التي تغيض من لا يملكون حضارة ضاربة جذورها في عمق التاريخ.
وإزاء هذا العدوان الغاشم على تراث اليمن لا بد من قيام المنظمات الدولية بواجباتها وفي مقدمتها منظمة اليونسكو بحماية تراث اليمن والعمل على الحفاظ عليه والتنديد بكل الأعمال العدوانية للعدوان السعودي الأمريكي وقصفه وتدميره لتلك المعالم الحضارية التي هي ملك للبشرية جمعاء والمبادرة لعقد اجتماعات دولية خاصة بما يتعرض له تراث اليمن من تدمير وقصف من قبل العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ووقفه عند حده وتعريته أمام العالم .

تصوير/حامد فؤاد

قد يعجبك ايضا