بعد العفو العام.. قطار التوافق الوطني يواصل طريق الصمود

إدارة التحقيقات
أكد سياسيون ومراقبون أن نتائج العفو السياسي على ذمة فتنة ديسمبر بصنعاء تصب في مجرى تعزيز الوحدة الداخلية وصلابة جبهتها والحفاظ على النسيج المجتمعي.
وأشاروا في أحاديث لـ(الثورة) الى أن قرار العفو الذي اصدره المجلس السياسي يعزز صمود اليمنيين في مواجهة العدوان وأدواته من المرتزقة التي تحاول جاهدة اختراق الجبهة الداخلية وفشلت طيلة ثلاثة أعوام ويفتح آفاقا جديدة تعزز التوافق الوطني الذي يخدم مواجهة العدوان.
مستشار وزارة الخارجية عزالدين الشرعبي يقول: إن تداعيات قرار العفو العام عن الذين شاركوا في فتنة خيانة ديسمبر بصنعاء يهدف بدرجة أساسية وبصورة أولى الى حماية الجبهة الداخلية والنسيج المجتمعي الذي يسعى العدوان جاهدا لتفكيكه.
معتبرا تلك الخطوة صائبة وحكيمة وتأتي من أجل حقن الدماء وتعزز مبدأ التسامح واللحمة الوطنية وترفع مستوى الوعي بأن الشعب اليمني واحد والدم اليمني واحد والوطن واحد.
مواجهة العدوان
مؤكدا أن العفو السياسي يؤكد أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي لمواجهة العدوان وبناء اليمن الحر المستقل الخالي من الوصاية والاملاءات الخارجية , ويحرر الشعب من الصنمية وعبادة الأشخاص وان الولاء للوطن وليس لفرد وقرار يعطي فرصة لمن أخطأ وأذنب ضمن القضايا التي يمكن التسامح فيها حيث أن من شأنه ان يفتح صفحة جديدة وإزالة حدة الاحتقان.
وتابع الشرعبي : إن العفو السياسي يعبر عن إنسانية الدولة وسيحدث رضا شعبياً فهناك قضايا سياسية ومظلومون يجب أن يشملهم العفو والبعد الأمني في هذه الظروف أهم جانب.
واستطرد قائلا : وعلى ضوء كل ما سبق نسعى إلى أن يعم الأمن والطمأنينة كافة أرجاء الوطن ويحول دون استمرار العدوان الغاشم على أراضينا والمتاجرة بدماء أبنائه وهناك تفاؤل كبير بقرار العفو العام من كافة أبناء الشعب اليمني سواء في الداخل أو الخارج كونه يعزز من التماسك والتلاحم الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني ويتيح لجميع أفراده المشاركة في عملية إعادة البناء والتنمية للوطن ونأمل أن يكون فاتحة وبداية خير لهؤلاء الذين انجروا إلى دعوة الفتنة ليخرجوا الى حياتهم وأعمالهم وبيوتهم ونسأل الله لهم التوبة والمغفرة والهداية.
واحة التسامح
من جانبه اوضح عارف الرزاع رئيس المركز اليمني للجاليات أن تتابع عمليات الافراج عن كل المعتقلين ضمن المؤامرة الأخيرة في إطار قرار العفو العام يحمل أبعاداً إنسانية واجتماعية على المدى القريب والبعيد ويجسد روح التسامح والإخاء وكسب ثقة الجميع وتماسك النسيج الداخلي بعيدا عن الانشقاق والعداء والانتقام وأي مؤامرة تستهدف الوطن وأمنه واستقراره.
ضبابية الأمور
المحلل السياسي زيد البعوة يقول من جانبه : ‏العفو السياسي خطوة إيجابية وبناءة تدل على كرم الأخلاق وحسن التعامل والحرص على لم الشمل وتوحيد الكلمة خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الشعب اليمني اليوم وعلى الرغم انه لم يمر على وأد الفتنة إلا حوالي خمسة وعشرين يوماً فقط ولا تزال الأمور غامضة ولا تزال بعض العناصر متخفية وفي إطار الملاحقة القانونية لتنال جزاءها إلا أن قرار العفو جاء بشكل سريع ليثبت حسن النوايا ويزيل ضبابية الأمور التي كان البعض يروج لها ومنها أن أنصار الله مستبدون ويسعون للملكية ولا يريدون إلا انفسهم ويسعون لحكم الناس غصباً عنهم ومن هذا القبيل فأثبت الرئيس الصماد بهذا القرار ان الوطن للجميع وان التعايش السلمي هو الذي يجب أن يسود.
ومضى البعوة يقول : لقد فوت الرئيس الصماد بقرار العفو العام عن عناصر مليشيات الفتنة الفرصة على العدوان والمرتزقة والحاقدين الذين كانوا يستغلون الموقف في وسائل اعلامهم لإشعال المزيد من الأحقاد بين أبناء اليمن فجاء قرار العفو لينهي المسألة من أساسها ويفتح صفحة جديدة عنوانها التسامح والعفو والتوجه بشكل جدي للدفاع عن اليمن من المستعمرين ومنح العناصر المغرر بهم فرصة جديده ليعبروا عن ولائهم لله والوطن والشعب.
تفاهمات جادة
وليد الباشا ـ رئيس تحرير صحيفة المنار الإخبارية يقول : العفو بشكل عام خطوة جيدة على المستوى الداخلي والخارجي ولكن يجب إدراك طبيعة الوضع الحالي لما له من حساسية على المدى البعيد بغض النظر عن ما شمله العفو من استثناءات لكنه يحتاج إلى تفاهمات جادة حول كل من لهم علاقة بالأحداث الأخيرة.
ولهذا فإن قرار العفو يقتضي ضرورة النظر إليه بعين الاعتبار من زاوية الحل السياسي الشامل والعمل في إطار الشراكة وفق محددات وطنية من أجل التأسيس لمرحلة قادمة يسودها الأمن والاستقرار.
بعيداً عن الفوضى
الكاتب الاعلامي حميد القطواني : العفو أطفأ بقايا مؤامرة اماراتية امريكية كان مقرراً أن يقوم بتنفيذها الخائن عفاش يوم 24 اغسطس وفي ذلك التاريخ سقطت تلك المؤامرة في ذروة فرص نجاحها واليوم سقطت الأدوات التي أثرت الانتحار الأمني على فرصة الموت سريرياً كاستحقاق طبيعي. بعد أن كان ما حصل في صنعاء هو جزء من مشهد اقليمي ضمن الخندق الصهيو امريكي الذي يدفع أدواته للانتحار العبثي تحت ضغط الهزائم والفشل في كل الملفات وهذا ما دفع الصهيوامريكي لتوجيه برزاني لتنفيذ مؤامرة اشعال الفوضى في العراق واجبار الحريري على الاستقالة بهدف اشعال الفوضى في لبنان وهو الذي دفع عفاش لإشعال الفوضى في اليمن.
وأضاف :كما تتالت الأحداث في لبنان والعراق بسقوط المؤامرات ودفن الأدوات المؤامرة كما دفنت في اليمن بقرار حكيم يعزز التلاحم الشعبي والجبهة الداخلية.
وأضاف : اليمن اليوم كلها ضد العدوان بعد سقوط المؤامرة والطابور الخامس وسوف تبدأ التحولات الكبرى بعد العفو السياسي في مسارات الميدان والسياسة والاعلام والدفاع والأمن فأقل من 30 يوما هذه افرازاتها وسوف يتمخض عنها مصير المنطقة بعدما حسم اليمن مصيره والقضاء أمنيا على آخر الأوراق والرهانات إما بانفراجة كاملة بتسوية عادلة ومنصفة في كل الملفات أو الانفجار الشامل.

قد يعجبك ايضا