المعركة تحولت إلى النفس الطويل واستنزاف للعدو السعودي

*رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان الأستاذ عبدالملك الحجري لـ(الثورة):
*أنظمة العمالة والخيانة من آل سعود والإمارات وحلفهما إلى زوال
*دول الخليج تدعم الفوضى بإيران لكي تضرب المقاومة ضد المشروع (الصهيو-أمريكي)
حاوره/ محمد مطير
أوضح الأخ عبدالملك الحجري -رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان, الأمين العام لحزب الكرامة اليمني, مستشار الرئاسة- أن الصمود الأسطوري للشعب اليمني أحرج دول العدوان كثيرا وأحرج أسيادهم الأمريكان والإسرائيليين.. ولكي لا يكونوا مهزلة وتكون جيوشهم مسخرة أمام العالم ولحفظ ما تبقى من ماء وجوههم تعمدوا إلى أن ينسبون انتصارات وقدرات شرفاء اليمنيين بما فيها القوة الصاروخية إلى إيران وحزب الله..
مؤكدا أن العدوان راهن منذ اليوم الأول على رهانات خاطئة.. لكونه غفل عن أن الشعب اليمني يحمل في جوهره الأصالة, وله نسيج اجتماعي مميز بالقبيلة, ولديه قيادة شابة حكيمة ورجال شرفاء التفوا حول هذا القيادة, ويمتلكون روحية قتالية جهادية عالية جدا يفتقر لها معظم جيوش العالم, وأن هذه الروحية مكنته من أن يكون رقما صعباً في القتال جعلت له سمعة كبيرة في العالم.. وأدلى في حواره مع الـ (الثورة) بقراءته وتحليلاته لعدد من القضايا السياسية على مستوى الداخل اليمني والداخل السعودي وما يحدث بدولة إيران وغيرها من التطورات في المشهدين المحلي والدولي.. الى التفاصيل:
أمام الكثير من المتغيرات التي حدثت خلال أكثر من ألف يوم من العدوان، ما هي قراءتكم للمستقبل ؟
– في البداية أقدم الشكر لصحيفة “الثورة” الرائدة، لسان حال كل اليمنيين, ولكل العاملين فيها متمنيا للصحيفة مزيدا من التطور والازدهار . أما بالنسبة لقراءتنا للمستقبل فنحن نرى وبوضوح كبير أن المستقبل هو للشعب اليمني العظيم وقيادته السياسية والثورية وكل الأحرار, وأن النصر المؤزر على دول العدوان هو حليفنا بإذن الله لأن من صمد أكثر من 1000 يوم في وجه أعتى عدوان في العصر الحديث, بل حقق المعجزات في التصدي له في كل الجبهات, وحقق الانتصارات رغم الفارق المهول في الإمكانات, بل وطور الصناعات العسكرية والقدرات العسكرية .. أن كل من يفعل هذا قادر بإذن الله على الانتصار, وأيضا قادر على أن يكون دولة مدنية حديثة عادلة, ويبني من خلالها وطناً عزيزاً كريماً قوياً, ينعم فيه شعبه بالرخاء والأمن والعدل والاستقرار, في ظل قيادة حكيمة شجاعة صادقة.. وأننا بذلك قادرون بإذن الله على تحقيق كل آمال وتطلعات الشعب اليمني العظيم, وفي المقابل سنشهد بإذن الله زوال أنظمة العمالة والخيانة أنظمة آل سعود والإمارات ومن حالفهما, بالإضافة إلى انتصارات يحققها بإذن الله أيضا محور المقاومة والممانعة على العدو الصهيوني وتحرير كل الأراضي الفلسطينية من دنسهم وهذا وعد إلهي قريب سيتحقق ..
ما تقييمكم لدور الأحزاب السياسية في الصمود بوجه العدوان ؟
– الأحزاب السياسية من قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م وأثناء الثورة وبعدها وإلى يومنا هذا لعبت أدواراً رئيسية بارزة ومهمة في جميع الأحداث التي حصلت ومنها الصراع مع دول العدوان فقد تحركت قيادات الأحزاب وأيضا كوادرها وقواعدها في وجه العدوان في كل الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية والجماهيرية وإدارة البلاد وتعزيز الصمود الداخلي والتعبئة العامة والحشد وإقامة المئات من الفعاليات والندوات والوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات الصحفية المواجهة للعدوان، كما لعبت الأحزاب السياسية دورا في المحادثات السياسية في جنيف وكانت وما زالت تعمل دون كلل أو ملل في سبيل مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم على بلادنا حتى النصر ..
ما مدى تأثر الوضع السياسي الداخلي بالعدوان ؟
– مما لا شك فيه أن الوضع السياسي في الداخل تأثر بشكل كبير بالعدوان فقد أدى العدوان إلى اختلاف في توجه الأحزاب السياسية إزاء هذا العدوان فكانت هناك القوى السياسة الوطنية التي تخندقت مع الوطن ضد العدوان وكانت معظمها أحزاباً فتية خرجت من رحم ثورة 11 فبراير الشبابية وشكلت تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان, والذي أتشرف بترؤسه, هذا التكتل السياسي الوطني.. وأيضا جزء من أحزاب اللقاء المشترك واجهت العدوان وثبتت في الداخل, وفي المقابل هناك أحزاب خانت الوطن ووقفت مع العدوان ضد الوطن وأيدت كل ما يقوم به تحالف العدوان وعلى رأس هذه الأحزاب ، حزب الإصلاح أما بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام فقد انقسم إلى جزء ناهض العدوان مع بعض الأحزاب الأخرى من حلفائه وهي أحزاب التحالف الوطني ومثل هذا الجزء الشرفاء من أبناء المؤتمر والجزء الآخر استدعى العدوان وأيده وهو بقيادة الفار هادي والذين يعيشون في فنادق العدو وجزء بسيط شارك في مؤامرة الخيانة مؤخرا ..
لماذا لم يدرك العدوان أنه أمام صمود الجبهة الداخلية السياسية سيفشل؟
– لقد راهن العدوان منذ اليوم الأول رهانات خاطئة, منها: رهانه أن اليمن سيسقط خلال عشرة أيام إلى شهر ورهانه على الحصار الاقتصادي وتفكيك الجبهة الداخلية وفشل في جميع رهاناته لأنه اعتمد في رهاناته على ما قام به العملاء له من هيكلة للجيش وتدمير ممنهج للاقتصاد ورعاية للفساد المالي والإداري وأيضا تدهور الحالة المعيشية للمواطن, مما صور له بأن المجتمع اليمني أصبح فريسة سهلة, لكنه غفل عن أن الشعب اليمني يحمل في طياته الأصالة وله نسيج اجتماعي مميز بالقبيلة ولديه قيادة شابة حكيمة ورجال شرفاء التفوا حول هذا القيادة وأن أبناء الشعب اليمني يمتلكون روحية قتالية جهادية عالية جدا تفتقر لها معظم جيوش العالم هذه الروحية مكنته من أن يكون رقما صعباً في القتال ويمتلك سمعة كبيرة بين مقاتلي العالم.. لم يدرك العدوان هذه الحقيقة لأنه اعتمد على عملائه في الداخل الذين نقلوا له الواقع غير ولم يصدقوه بل أوهموه بأنهم يسيطرون على الوضع وأن مكون الثورة ممثلاً بأنصار الله وحلفائه لا حاضنة شعبية لديهم وإن كل الأحداث والتحرك في الداخل بتوجيهات ورعاية زعيم مليشيا الخيانة وأن لديه القدرة على إعادة الأنصار وحلفائهم إلى أوكارهم في صعدة، هذا أوقعهم في شر أعمالهم وافشل عدوانهم حتى يومنا هذا وسنستمر في مواجهة العدوان حتى النصر بإذن الله..
ما رأيكم في تطور القوة الصاروخية منذ بداية العدوان، وأثرها على دول العدوان؟
– إن من الايجابيات التي يمكننا أن نحسبها لهذا العدوان الغاشم هو أنه قام بعزلنا عن العالم والاعتداء علينا مما أشعل فينا روح التحدي والصمود في وجهه وبوجود القيادة الحكيمة والعزيمة التي أوجدها العدوان كان لا بد من الاعتماد على الله في المقام الأول وعلى أنفسنا وكانت القوة الصاروخية هي إحدى هذه القوى التي تحركت بقوة وحزم وشعلة من الجد والاجتهاد واستطاعت خلال الفترة السابقة أن تغير المعادلة تماما فقد أصبحت لديها القدرة على إنتاج صواريخ يمنية مائة في المائة بكوادر يمنية وتطور صواريخ أخرى جوية وبحرية وبرية ومنها الصواريخ الباليستية التي أرعبت دول العدوان وجعلت العدو السعودي يشكو منها ويصيح ويطلب نجدة العالم فقد وصلت إلى قصورهم وعواصمهم وأصبحت كل منشأتهم الحيوية في مرمى هذه الصواريخ .
لماذا يتشدق العدو بأن الصواريخ إيرانية وتطلق بواسطة خبراء لبنانيين (حزب الله) مع أن تطويرها تم بأياد يمنية خالصة ؟
– عنجهية المعتدين ومن حالفهم وترسانتهم العسكرية الكبيرة والإمبراطورية المالية الضخمة لديهم عجزت أن تكسر شموخ وصمود الشعب اليمني ممثلا بقيادة الثورة وكل شرفاء الشعب اليمني والذي كان ينظر إليهم بأنهم مجموعة من البشر المتخلفين الذين سيتم التعامل معهم بأقل من أسبوع، هذه النظرة الدونية لخصمهم والاستقلالية منهم وأيضا صمود وحنكة قيادة الثورة والصمود الأسطوري للشعب اليمني أحرجهم كثيرا وأحرج أسيادهم الأمريكان والإسرائيليين فكان لزاما عليهم أمام العالم أن يبحثوا عمّن ينسبون إليه انتصارات وقدرات شرفاء اليمنيين حتى لا يكونوا مهزلة العالم وتكون جيوشهم مسخرة أمام العالم وحتى يتسنى لهم حفظ ما تبقى من ماء وجوههم وجاءوا بهذا الادعاء الباطل وتفضحهم رغم ذلك معارك رجال الرجال بواسل الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات وقوة المقاتل اليمني الصلب والتي اعترف بها معظم القيادات العسكرية العالمية وهم بذلك يحاولون أن يداروا فشلهم وفشل أسلحتهم ومنظومات الدفاع الصاروخية لديهم مثل الباتريوت وذلك بالتخفي وراء الادعاء بأن الصواريخ إيرانية الصنع ..
كيف ترون ما يحدث بالداخل الإيراني, وأين تقف دول العدوان من ذلك؟
– إن ما يحدث في جمهورية إيران الإسلامية الشقيقة هو تدخل سافر تقف وراءه أيدي دول الاستكبار والاستعمار والمشروع الأمريكي الصهيوني الغربي في المنطقة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني عبر أدواتهم الاستخباراتية وباستخدام الدعم المالي من قبل دول العدوان أنظمة الخليج الهالكة وذلك في المقام الأول لضرب مشروع المقاومة والممانعة ضد المشروع (الصهيو-أمريكي) في المنطقة محاولين خلق حالة من عدم استقرار داخلي سياسي وشعبي وإيجاد سخط شعبي على النظام الثوري في إيران كونها تمثل أهم أركان محور المقاومة والممانعة ومن المؤكد أن دول العدوان مستخدمة أذرعها الاستخباراتية وبعض العملاء في الداخل ، لها دور كبير في ذلك ونحن على ثقة بأن إخواننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيتغلبون على هذا المخطط البشع وينتصر النظام الإسلامي المقاوم والممانع بإذن الله .
كيف تنظرون إلى ما يجري بالداخل السعودي من إجراءات تقشف ومنها رفع أسعار المشتقات النفطية مؤخراً؟
– أننا ننظر لما يحصل لنظام العدو السعودي من بداية التردي الاقتصادي من الداخل على أنه نتيجة حتمية للعدوان على بلادنا، ونتيجة طبيعية لصمود شعبنا العظيم في وجه هذا العدوان مما أدى إلى تحول المعركة إلى معركة النفس الطويل واستنزاف عسكري للعدو السعودي وقد ظهرت العديد من العلامات التي تشير إلى تردي الوضع الاقتصادي لنظام العدو، فحرب الاستنزاف التي يقوم بها بواسل الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية وكل الشرفاء في اليمن هي المعركة الأنسب لأن العدو يمتلك إمبراطورية مالية كبيرة وترسانة عسكرية كبيرة ومن خلال النفس الطويل مع ضرب العدو بالصواريخ الباليستية في العمق تصبح بلدان العدو غير آمنة للاستثمار كما أن خزينتهم سوف تستنزف في شراء الأسلحة والولاءات والذمم والرشاوى للأنظمة والشخصيات العالمية وشراء الإعلام كل هذا سيؤدي إلى نضوب مخزونهم المالي مهما كان وسوف ينعكس على معيشة الشعب الذي تعود على الرفاهية مما يؤدي إلى سخط شعبي وكل ذلك سيؤدي بإذن الله إلى زوال هذه الأنظمة ..
هل لديك رسائل تحب أن توصلها عبر صحيفة الثورة؟
– كلمتي الأخيرة عبارة عن رسائل أوجها إلى أكثر من جهة، الرسالة الأولى إلى السيد قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- مؤكدا فيها على ثباتنا تحت قيادته في وجه العدو مجددين الولاء ومؤكدين تأييدنا لكل الخيارات والخطوات التي يتخذها . والرسالة الثانية لفخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ/ صالح الصماد -الذي قد أدى دوره على أكمل وجه خلال المرحلة التاريخية الحرجة والاستثنائية التي تمر بها بلادنا حاليا في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي- ولرئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني بأن يتحملوا مسؤولياتهم بكل جد وتفانٍ ويعملون على تخفيف معاناة الشعب بما يساعد الشعب على الصمود في وجه العدوان والعمل على توفير الحد المناسب من رواتب الموظفين ومكافحة الفساد المالي والإداري . والرسالة الثالثة إلى كل قيادات الأحزاب السياسية الوطنية بأنه يجب علينا التحلي بالصبر والشجاعة وبذل المزيد من الجهد والعمل في كل الجبهات في سبيل التصدي للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم والإسهام في إدارة الدولة ومحاربة الفساد. والرسالة الرابعة إلى أبناء الشعب اليمني العظيم: مزيدا من الصمود ورفد الجبهات بالمال والرجال حتى نكسر قرن الشيطان، فالنصر أصبح قاب قوسين أو أدنى -بإذن الله- . والرسالة الخامسة إلى بواسل الجيش واللجان الشعبية والأمنية والقوة الصاروخية وكل المجاهدين في كل الجبهات: انتم فخرنا وبكم نصرنا وعليكم الاتكال بعد الله في هزيمة عدونا. أما الرسالة الأخيرة فأوجهها إلى دول العدوان: نصرنا عليكم قريب جدا بإذن الله..

قد يعجبك ايضا