استراتيجية الحرب طويلة الأمد هي المبدأ الوحيد في حربنا مع التحالف السعودي

 

عبدالجبار الحاج

هذه الاستراتيجية بإيجاز شديد هي نقل المعركة إلى أرض العدو اعتمادا على استراتيجية الحرب طويلة الأمد لتغدو فعلا التطبيق الحي والميداني لمبدأ حرب واحدة لإنهاء كل الحروب بما هي الحرب التي يضطر إلى اتباعها الطرف المعتدى عليه أو الطرف المعرض للاعتداءات المتكررة والأطماع التوسيعة من قبل عدو بعينه أو في البلد الذي تتعرض أرضه أو جزء منها للاحتلال وليس من سبيل لاستعادتها بالطرق التفاوضي في زمني الحرب أو السلم ، كما ليس ممكنا إيقاف التدخلات المستمرة في الشأن الداخلي وهو ماينطبق على وضع اليمن مع السعودية .
إذ يتطلب مبدأ حرب واحدة لإنهاء كل الحروب بما هو نهج استراتيجي اتباع أسلوب حرب طويلة الأمد كاستراتيجية عسكرية ملائمة لحرب العصابات يلجأ إليها الطرف الأضعف ماديا وتقنيا وعسكريا ؛ فلماذا يغدو هذا المبدأ الاستراتيجي هو النهج الوحيد وتغدو الحرب الطويلة الأمد ضرورة حتمية في الحرب اليمنية السعودية ؟
في الحالة اليمنية فإن العدو الخارجي هو الطرف الأقوى مالا وتفوقا فقد شن ويشن حربه معتمدا على خطة تحقيق أهدافه لكبرى بأقل فترة زمنية ممكنة .
وفي حساب المعادلة فلا مجال للتوازن إذ أن الطرف المستضعف في الحالة المنظورة هي اليمن .
إذن نقل المعركة إلى أرض العدو ووضع هدف تحرير الأرض المحتلة هدف استراتيجي لا محيد عنه وجعل الأراضي الممكن استخدامها من الأرض المحتلة ولو جزئيا نقطة انطلاق وبيئة ومؤخرة آمنة للانطلاق منها لتنفيذ عمليات نوعية في عمق ارض العدو ما بعد الأراضي المحتلة تماما وتنفيذ هذا النوع من العمليات الأقل كلغة والأكثر فعالية والاستمرار عليها وتطويرها في العمل العسكري وبالتأكيد وفق أسلوب ووسيلة حرب العصابات القائم على استراتيجية حرب طويلة الأمد هو النهج الضامن لانتصار الجانب اليمني …
تتوافر لدى الجانب اليمني كل إمكانات قلب المعادلة ولكن فقط باتباع الحرب طويلة الأمد وعدم الزج في جيشه بحرب غير متكافئة ضمن خطة استنزاف العدو واستعداد لحرب مفتوحة الزمن بأمد أطول .
هذه المعادلة هي التي تجعل الطرف الأقوى بطول زمن الحرب وتقادمها يستنزف طاقاته وإمكاناته وتتقادم أسلحته وتنكشف مناطق ضعفها، وتتعاظم خسائره المادية عاما بعد عام وقد تتجاوز العقد الأول من السنيين وهنا حتما يبدأ يفقد الثقة مع تراجع ظاهر في نسبة تحقيق الأهداف ومع الوقت وكلفة الحرب تتغير الموازين بصبر الضعيف واحتفاظه بقواه وبتراكم الخبرة ، وبتشتت قوى العدو وغياب الأهداف العسكرية الواضحة يلجاء إلى الانتقام من السكان الأبرياء كما نرى اليوم .
ومع ذلك تتزايد قوة الطرف المستضعف بالاعتماد على مضاعفة قوته بمغانم السلاح والحسم السريع القليل الكلفة وإلحاق الهزائم في جيش العدو وتكديس الأسرى وعدم الاستعجال بالمساومة عليها وجعلها قوته الأولى وتوفيرها إلى آخر المعركة الحاسمة وأن يضع في الحسبان استعداده لزمن المعركة المفتوح على زمن ممتد قد يطول لعقود من الزمن وأن لا يستعجل النصر فيخسر .

 

قد يعجبك ايضا