ملايين الطلاب يؤدون الاختبارات النصفية رغم كل التحديات

*استمرار التعليم شاهد آخر على فشل العدوان
*معلمون: ظروف العدوان لم تزد الطلاب إلا إصراراً على مواصلة تعليمهم

الأسرة/زهور السعيدي

وضع العدوان السعودي مدارس التعليم العام ومرافق ومؤسسات التعليم بمختلف أنواعه على رأس قائمة “بنك أهدافه” الحربية وأوغل في قصفها وتدميرها لكن ورغم الدمار الكبير الذي ألحقه العدو بقطاع التعليم إلا أن مسيرة التعليم لم تتوقف بالرغم من تصاعد وحشية العدوان الغاشم الذي لم يستثن أي شيء وأمعن في التدمير وخاصة المنشآت التعليمية التي حظيت بنصيب وافر من الحقد السعودي الأعمى:
طائرات العدوان وصواريخها الهمجية لم تثن طلاب وطالبات اليمن عن التحصيل العلمي وتأدية الامتحانات ومنها امتحانات نصف العام الدراسي التي بدأت قبل أيام، في هذه الظروف الاستثنائية بعزيمة وإرادة قوية تقهر كل التحديات والصعاب
تحدي العدوان
حاول تحالف العدوان من خلال استهدافه المتعمد والممنهج للمدارس ومرافق التعليم في مختلف المحافظات كما يقول تربويون إيقاف العملية التعليمية وفرض حالة من التجهيل على جيل كامل لكنه فشل فشلا ذريعا .
ويؤكد التربوي نبيل المغلس وهو مدرس في مدرسة عبدالاله غبش الحكومية في مديرية آزال بالعاصمة صنعاء أن هذه الظروف الأمنية التي فرضها العدوان لم تزد الطلبة إلا إصراراً على مواصلة تحصيلهم العلمي والمواظبة في التعليم.
لن نستسلم
ويرفع أطفال اليمن الذين كانوا من أكثر الشرائح الاجتماعية تضررا من العدوان السعودي الغاشم شعار التحدي وهم يؤدون امتحاناتهم غير آبهين بصواريخ العدوان ولا بطائراته التي ترسل قذائف الموت على رؤوسهم .
ويقول وسام حمدي وهو طالب في المرحلة الأساسية بمدرسة بلال بن رباح بحي نقم شرقي العاصمة صنعاء أن العدوان لن يستطيع أن يمنع الطلاب والطالبات من الحصول على حقهم في التعليم مهما بلغت قوته وجبروته.
فشل العدوان
لاشك أن العدوان السعودي قد الحق دمارا كبيرا في المرافق التعليمية وخلف خسائر كبيرة في تلك المرافق الحيوية تقدر بمليارات الدولارات كما أنه جعل مئات الآلاف من الطلبة خارج أسوار مدارسهم إلا أنه فشل في تحقيق هدفه العام بإيقاف العملية التعليمية برمتها .
لم تفلح الغارات الجوية واستهدافها المباشر للمدارس في مختلف محافظات الجمهورية في ثني الطلبة عن الذهاب إلى مدارسهم وكسر إرادتهم وتطلعاتهم في العلم وممارسة هذا الحق الإنساني الكبير.
قهر الصعوبات
ورغم التحديات الجمة التي باتت تحيط بالعملية التعليمية والتربوية في ظل العدوان والحصار فإن العجلة مستمرة وتكتسب في هذه الظروف الاستثنائية المزيد من التألق والحيوية ليواصل اليمنيون الصغار تعليمهم بإصرار كبير بشتى السبل .
عملت الجهات المختصة على توفير الكتاب المدرسي والكادر التربوي و أماكن بديلة عن المدارس المُدمّرة كالمساجد، أو تلك التي تنعقد تحت الأشجار في الأماكن العامة أو في مبانٍ خاصة مستأجرة وغير ذلك من المعالجات والحلول العملية.
موقف دولي خجول
الموقف الدولي إزاء جرائم العدوان السعودي بحق اليمنيين ومنشآت البنى التحتية المدنية ومقومات الحياة الأساسية وبالتحديد استهداف المدارس بصورة متعمدة وممنهجة، اتسم بالخجل.
حد التخاذل
منظمة العفو الدولية تشير في تقرير سابق لها إلى أن قوات التحالف بقيادة السعودية نفَّذت سلسلة من الضربات الجوية، استهدفت مدارس التعليم العام ومنها مدارس لا تزال قيد الاستخدام عند ضربها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، ويحول دون حصول آلاف الأطفال اليمنيين على التعليم.
إقرار دولي
وتقول لـمـى فقيه، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، التي عادت من اليمن مؤخراً: “لقد نفَّذ التحالف بقيادة السعودية سلسلة من الضربات الجوية غير القانونية على المدارس التي تُستخدم لأغراض تربوية -وليست عسكرية – الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب”.
وأضافت قائلة : “إن المدارس تكتسي أهمية مركزية في الحياة المدنية، إذ يُفترض أنها توفر فضاء آمناً للأطفال. ولكن تلاميذ المدارس الصغار في اليمن يُرغمون على دفع ثمن تلك الهجمات. ففضلاً عن تحمُّل معاناة النزاع المريرة، فإنهم يواجهون حالات انقطاع وتشويش وهزات طويلة الأجل في دراستهم، مما يُحتمل أن يلقي على كواهلهم عبئاً يتعين عليهم أن يحملوه مدى الحياة.”
وفي بعض الحالات ضُربت المدارس غير مرة، مما يشي بأن الضربات كانت موجَّهة لها بشكل متعمد.
جرائم حرب
كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية لمى فقيه، أكدت “إن مهاجمة المدارس التي لا تشكل أهدافاً عسكرية بشكل متعمد، ومهاجمة المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال الحربية بشكل مباشر تعتبر جرائم حرب.”
لكن وعلى الرغم من هذه الإدانات الدولية الصريحة لتحالف العدوان بتعمده قصف المدارس والطلبة إلا أن الأمر لايزال يتوقف عند الإدانة التي عادة ما تأتي على استحياء دون أن يكون هناك مواقف وإجراءات واضحة لمعاقبة هؤلاء المجرمين وهو ماشجعهم على اقتراف المزيد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان اليمني والإنسانية عموما.

 

قد يعجبك ايضا