الوعي.. بحثناه بعيداً في بعض البلدان ووجدناه قريباً في جرف سلمان

 

شايف أبو حاتم
قد يكون المرءُ مثقفاً وهو لا يعلم أنه غير واعٍ.
نعم هي الحقيقة تظهر بعينها لتكتب عن نفسها ما لا يعلمه سوى روادها.
حصلنا على تعليم جامعي عالٍ وتعرّفنا على الحضارة الغربية وفهمت الثقافة الفرنسية وذلك في كلية اللغات جامعة صنعاء، ومعلمونا بعضهم روسيون كالدكتورة فلنتينا وسويسريون كالأستاذة ميليسا وآخرون من العرب كالبروفسور زهير ومسيحيون كالدكتورة سعاد.
تلقينا قليلاَ من ثقافتهم ومن الرأس للصورة وأحيانا من كتبهم التي كانت تَحكي عن تطورهم وحضارتهم وتَتَحدث عن ثقافتهم ومجتمعهم. احتككنا بهم وتعرفنا على عقلياتهم وأفكارهم، ذهبنا معهم من شارع إلى شارع ومن مركز إلى مركز لغرض تعلم لغة أجنبية وكما يقول المثل الفرنسي:((من تعلم لغة ثانية فسوف يعرف أموراً كثيرة)). فعلاً عرفنا أموراً كثيرة ثم تخرجنا من الجامعة في 2007م ومعنا طموح كبير يداعبنا وفي أيدينا نحمل مؤهلاتنا ولكن الدولة آنذاك رفضت استيعاب مؤهلاتنا وحتى اللحظة مانزال غير مقبولين في دولتنا الحالية..المهم ذهبنا للسفارات الأجنبية في صنعاء وانخرطنا في عملنا الخاص وسرعان ما تركناه بسبب أشياء لا تعجبنا.
من جانب آخر تعلمنا ديننا الحنيف من الفطرة والوالدين أولاً، ومن الدهْرِ ومن ثم المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية ثانياً. قرأنا كتباً كثيرة لأكثر من مذهب، درسنا تفسير الجلالين وابن كثير وكتب البخاري ومسلم وقصصا ومواعظ، سمعنا محاضرات ترهيبية لناس يدَّعُون أنهم يُنوِّرون لنا طريقنا بيْد أنهم لم يرسلوا لنا إلا ثقافات مغلوطة وترَّهات لا أساس لها من الصحة..المهم أخذنا من هنا ومن هناك، من الزيدية ومن الشافعية، من المدنية ومن القبيلة، وأخيرا جمعنا بين الثقافة العربية والثقافة الغربية وأصبح الواحد مِنَّا كما يُقال:مثقف!
فعلاَ نحن مثقفون ولكن ثقافة هشة تقليدية غير حضارية لسبب رئيسي وأساسي هو غياب الوعي لدى هذه الثقافات ومشكلتنا أننا بحثنا عنه بعيداً وهو بيننا قريب.
في نهاية المطاف أستطيع القول أنني ما وجدته-أقصد الوعي- وحصلت عليه إلاّ بعد أنْ شاهدت وسمعت وقرأت من هدى الله للشهيد حسين بن بدر الدين وللقائد عبد الملك ابو جبريل.
عبَّرتُ عمَّا بداخلي ومن خلال الواقع ولست مبالغاَ ولا مروجاَ إعلامياَ أو عاملاً بالجيب.. لا والله! وكيف ذلك وأنا لازلت غريباً؟!
وما غرضي وهدفي ومقصدي من هذا المقال إلاّ طرح رأيي، ورأيي ليس مُلزماً ولكن من واجبي الديني والإنساني والأخلاقي أُوصي بقراءتهن لمن هم حولي.

 

 

قد يعجبك ايضا