نسخة الاقتتال الدائر في عدن يعكس هشاشة القبضة الاحتلالية ويخلق شروط المقاومة الوطنية القادمة

 

عبدالجبار الحاج
صحيح أن أحد مظاهر احتراب الأطراف في عدن في وجه أولي منها ذو لون تناحري لجيوب سعودية إماراتية لكنه صراع يتخلق عنه موقف مناهض للاحتلال فيما بعد..
فقد فشل المجلس الانتقالي في اجتماع في العاشر من يناير الحالي كرس لمناقشة موضوعات من نوع الموقف بالرفض أو القبول فيما يتصل بطارق عفاش المدعوم وخرج الاجتماع بعدم الإشارة سلبا أو إيجابا إماراتيا ما يعني انقساما حادا داخل المجلس وحضور موقف داخله يتجه نحو رفض الوصاية الإماراتية.
حالة الاحتراب بين المجلس الانتقالي الموالية للإمارات وقوات ما يسمى بشرعية هادي الموالية للرياض المتفجرة في أنحاء عدن بصرف النظر عن مآلات المعركة ميدانيا وعسكريا إلا انه في نواته وصيرورته الأولية تكشف عن ضيق من الاحتلال وبروز حالات رفض للاحتلال ستتسع يوما بعد يوم..
واضح من التصريحات الصادرة من كل الأطراف المتقاتلة انقسامات جلية داخل كل طرف على حدة فحدة الصراع ليست حكرا على طرفي الاقتتال بين طرفها المسمى الشرعية وطرف المجلس الانتقالي الآخذ صراعهما شكل الاقتتال بل هناك تنافر حاد يتفرز ويتشقق داخل كل طرف على حدة.
من جهة يبدو انقساماً واضحاً داخل صف الشرعية المحسوب على السعودية حيال الموقف من المجلس الانتقالي الذي تصاعد موقفه ميدانيا وعسكريا بعد حسم موقفه الرافض لحكومة بن دغر والدعوة لتغييرها ومن ثم تصاعد الموقف جماهيريا والقيام بتحرك شعبي واحتجاجي رافض ويدعو لإسقاط حكومة بن دغر، وأدى إلى قيام قوات موالية لحكومة بن دغر بقمعها بالعنف وسقوط قتلى وجرحى وتلاه انفجار ومواجهات عسكرية بين قوات موالية لهادي وبن دغر وبين المجلس الانتقالي وان بدت وقائع الميدان إلى الآن لصالح المجلس الانتقالي إلا أن هذا الاحتراب المنظور بصيغته الحالية ليس صيغة ذهاب صراع الأطراف الموالية للاحتلالية إلى التناحر والاقتتال والضعف الذي سيفسح مجالا لقوى وطنية جديدة ستأخذ موقعها لاحقا.
فمن جهة في بيان يوم 27 يناير الحالي صادر عن مجلس الحراك الثوري دعا فيه أبناء الشعب إلى التركيز على أساس المشكلة وهي الاحتلال الأجنبي المتعدد وعدم السماح بتضليلهم بأمور ثانوية تكرس ذلك الاحتلال و مايترتب عنه من فتن واقتتال أهلي وحصار وتجويع وترد في الخدمات وفوضى.
شخصيا لست مع الدعوات الاستعجالية التي تحث الأنصار إلى استغلال الاحتراب المتفجر بالذهاب إلى عدن إذ أن الرأي الصائب أن نترك خيار مقاومة الاحتلال وتحرير الجزر والموانئ والأرض الجنوبية لتشكل مقاومة وطنية جنوبية أولا وهو أمر لا بد منه وتشكله قادم ووشيك مادامت هناك أصوات أخذت تعلو باتجاه رفض الاحتلال السعودي الإماراتي على السواء..

 

 

قد يعجبك ايضا