اغتيال الأمة

محمد صالح حاتم

عدو الأمة العربية والإسلامية ،يريد ان يدمرها تدميراً كلياً، لكي تخضع وتستسلم لمخططاته الاستعمارية ،وتصبح عبارة عن أمة تابعة منفذة لما يملى عليها، فعدونا الحقيقي يتمثل في الحركة الصهيونية ، وهي صاحبة القرار السياسي في العالم وهي التي تدير وتتحكم في العالم بأكمله,
والتي تمشي وفق استراتيجية محددة ،فقد عمل على معرفة مراكز القوة عندنا، ومكامن الضعف فينا،فعمل على استغلال مكامن الضعف والتي عبرها تم تدمير مراكز القوة عندنا،وهو ما وصل إليه حالنا اليوم،وعدونا اتبع عدة طرق لكي يدمرنا ومنها أنه اوجد انظمة حاكمة في الأمة العربية والإسلامية عميلة وتابعة له تعمل على تنفيذ مخططاته وأجندته الاستعمارية.
فالعدو عندما يريد أن يدمر بلدا ما ،فإنه يعمد إلى زراعة عملائه وخلاياه في مفاصل ومؤسسات الدولة ،وبعدها يقوم باستقطاب العقول النيرة والتي تحمل فكراً وطنيا ولديها مشروع بناء وطن ،وهذه العقول تعارض مشاريعه الاستعمارية وتعمل على كشفها وتوضيحهها للناس ، فيعمل على تقديم إغراءات وحوافز لأصحاب هذه العقول،لكي تخدم أجندته وتعمل معه ليستفيد من هذه العقول في تنفيذ مخططاته ،ومن رفض هذه الاغراءات وفضل الوقوف ضد العدو ومشاريعه ومخططاته ،فعندها تعمل العدو على اغتيال أصحاب هذه العقول،وتصفيتهم جسديا ،
وهذا هو ما يجري تنفيذه اليوم في بلادنا اليمن ،فمنذ ان بدأ العدو التخطيط لتنفيذ مشروعه الاستعماري باسم الشرق الأوسط الجديد،والذي كان من ضمنه ما سمي بالربيع العربي في 2011م،وتم خلال تلك الفترة اغتيال الكثير من العقول الفكرية اليمنية التي عارضت وكشفت مخططاته والتي حذرت من المصير الذي يريد الأعداء ان يوصلونا إليه وهو ما يجري اليوم عبر تحالف قوى العدوان والذي يشن علينا حربا تدميرية وإبادة جماعية ،حرب تدمر الوطن وبحيث يصبح الشعب بلا وطن ولا دولة وبلا هوية وطنية.
وما اغتيال الدكتور راجي أحمد حميد الدين ،صاحب العقل والفكر الذي يحمل مشروع بناء دولة وبناء أمة ،ومن قبله البروفسيور أحمد عبدالرحمن شرف الدين وغيره الكثير من العقول ،أصحاب الفكر الوطني الذين رفضوا الخضوع والاستسلام لمشاريع العدو الاستعمارية ,إلا تأكيد لذلك .
فالعدو عند اغتياله للدكتور راجي وغيره لم يستهدف شخصا بعينه ،ولم يقتل نفسا بشرية واحدة ،بل اغتال أمة كاملة وقتل دولة كاملة.
فالعدو عندما يقصف بطيرانه ويضرب بصواريخه يدمر بيتا أو مؤسسة ،ويقتل أسرة أو عدة أشخاص وهم غالون علينا ،لكنه عندما يستهدف ويغتال عقلا فكريا فهو يستهدف شعبا كاملا ويدمر مستقبل ملايين البشر ،ويزيح من أمامه صخرة صماء كانت حجر عثرة أمام تنفيذ مخططه .
فيجب الحفاظ على أصحاب هذه العقول وحمايتهم والاستفادة من أفكارهم،والإسراع في محاكمة الخلايا التي لها صلة بالاغتيالات السابقة التي استهدفت عقولا فكرية وأقلاما وطنية ،وتطبيق شرع الله ضدهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
وعاش اليمن حراً أبياً، والمجد والخلود للشهداء والخزي والعار للخونة والعملاء .

 

قد يعجبك ايضا