300 ألف يمني قضوا على مذبح القتل غير المباشر للعدوان

> حالات الأمراض المزمنة والسرطان.. تحتل المقدمة
> عشرات الآلاف من حالات الإجهاض والتشوهات سببها الخوف من القصف أو سوء التغذية أو انعدام الأدوية
> مئات الآلاف يموتون بصورة غير مباشرة ضمن سلسلة العدوان لتركيع الشعب وإذلاله

> 100ألف مريض ممنوعون من السفر للعلاج في الخارج عبر مطار صنعاء توفي منهم 12الف مريض

الثورة/إدارة التحقيقات

تنشغل العديد من المنظمات الحقوقية والدولية برصد ضحايا القتل المباشر في اليمن من غارات العدوان بصورة أساسية.. والتي وصلت لأكثر من 53 ألف قتيل. .وفقا لإحصاءات هذه المنظمات.. لكن لا احد يهتم لرصد ضحايا القتل غير المباشر في اليمن الذي يفوق تلك الأرقام أضعافا مضاعفة حيث تشير معلومات حصلت عليها “الثورة” من مصادر حقوقية إلى أن حالات القتل غير المباشر التي تسبب بها العدوان جراء الحصار والقصف الجوي وشحة الدواء ومنع السفر للخارج تتجاوز الـ 003 ألف شخص .. ما يؤكد حلول كارثة وأزمة انسانية هي الأكبر اليوم على المستوى العالمي.. في وقت يلجأ فيه تحالف العدوان الى تسطيح الواقع وذر الرماد على عيون الرأي العالم العالمي من خلال إعلاناته الترويجية لحملات اغاثة إنسانية وفتح للموانئ..لاتتحقق على أرض الواقع.. في هذا التحقيق نتابع الصورة المأساوية عن كثب:

أم إبراهيم السندي ـ 45 عاما كانت تعاني من الضغط والسكري وحالتها الصحية جد حرجة. . فما تلبث أن تسمع صوت صاروخ أو غارة جوية هنا اوهناك حتى يغمى عليها. .كانت آخرها الغارات التي استهدفت الكلية الحربية في منطقة الروضة بصنعاء حيث أن أم إبراهيم كانت تقطن في موقع قريب من مكان الاستهداف. .ومن شدة الغارات لم تتحمل أم إبراهيم ودخلت في حالة هلع شديد وترتجف حاولت اسرتها اسعافها للمستشفى ولكن كان الوقت قد فات والقدر أسرع من أمل الحياة لتتوفى أم إبراهيم وهي على عتبة المنزل وفق تاكيدات اقارب لها.
فارقت الحياة :
فاطمة محمد ـ 38 عاما ـ ربة منزل وأم لأربعة أبناء تقطن في منطقة حدة بالقرب من جبل عطان .. تقول ابنتها صباح ـ17 عاما ـ طالبة ثانوية : في العام الماضي استهدف العدوان جبل عطان بعدة غارات هستيرية بشكل مفاجئ ونحن نيام لدرجة ظننا فيها أن القصف استهدف منزلنا فصحت أمي مذعورة تصرخ بصوتها.. عيالي عيالي.. وهي تبكي .
وتضيف :صعدنا لتهدئتها ولكنه أغمي عليها بعد أن ثقل لسانها وتلعثمت كلماتها وما إن أسعفناها للمستشفى حتى قالوا إنها أصيبت بجلطة قلبية فنقلناها الى مستشفى الثورة بعد أن تم تحويلنا إلى هناك قسم العناية المركزة ولكنها ظلت ثلاثة أيام فاقدة الوعي وحالها يسوء أكثر وأكثر ..لتكون بعدها الفاجعة بأنها توفيت وتركت جرحا عميقا ونازفا في قلوبنا . !!
الحصار
محمد مطهر طفل في السنة الثانية من العمر .. ولد محمد وهو مصاب بتشوه خلقي في القلب عندما تنظر اليه يخيل اليك انك امام جثة زرقاء اللون بالكاد يتنفس ..
وما أكثر الأطفال المشوهين حديثا حيث اعتبر أطباء تزايد حالات تشوه الاطفال نتيجة الاسلحة السامة التي يصبها طيران العدوان على بلادنا ..حيث يمثل الطفل محمد نموذجا لتلك الحالات والتي يجب نقلها للخارج لتلقي العلاج بأسرع وقت ممكن قبل ان تسوء حالتها.
أم الطفل محمد تقول بأنها لم تترك مستشفى ولا مركزاً صحياً إلا وذهبت إليه لتنقذ صغيرها من شبح الموت ولكن جميع الأطباء يؤكدون أن الطفل يجب أن تجرى له العملية في الخارج بصورة عاجلة ..
غير أن الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة المترتبة على ذلك الحصار الجائر كانت حائلا دون تحقيق ذلك.
محمد أمام صلف العدوان تقطعت أنفاسه رويدا رويدا ليفقد مع مطلع هذا العام الجديد حياته في حضن أمه وهي تتقطع ألما وهي ترى قرة عينها يفارق الحياة بين يديها ولا حول لها ولا قوة ..
صدمة نفسية
فؤاد عابد ـ يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد ..كانوا يعيشون حياة عزيزة مكرمة في محافظة حجة لديه مال ورزق وفير هناك ولكن الهجمة الشرسة على هذه المحافظة من قبل العدوان والتي نال فؤاد نصيبه منها من القصف والدمار وقطع الأرزاق ليخرج من دياره نازحا إلى العاصمة صنعاء ليسوء بهم الحال بعد ان فقدوا كل ما يملكون ليصبح عاجزا عن الإيفاء بحاجيات أسرته المعيشية وتتراكم عليهم الديون ..
يقول اقاربه :لقد مر فؤاد بظروف غاية في الصعوبة والألم و زادت الخلافات العائلية فطلق زوجته ودخل في حالة نفسية يرثى لها عازلا نفسه عن كل ماحوله بين أربعة جدران مفضلا الموت علي مد يده أو الشكوى للناس ليجدوه بعدها ميتا في غرفة معزولة.
تقارير
تركز العديد من التقارير الدولية والمحلية على ضحايا العدوان المباشر دون تسليط الضوء على الضحايا غير مباشرين من هذا العدوان حيث كشفت إحصائية مدنية مستقلة أن عدد الضحايا المدنيين جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 1000 يوم قد بلغ 35415 ما بين شهيد وجريح.
وأكدت إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية، أن إجمالي عدد الشهداء الموثقين لديه 13,603 من بينهم 2,887 طفلًا، 2,027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8,689 رجلًا، جميعهم من المدنيين.
وذكر المركز أن عدد الجرحى بلغ 21,812، بينهم 2,722 طفلا، و2,233 امرأة،و 16857 رجلًا، فيما تجاوز عدد النازحين مليونين وستمائة وخمسين ألفا.
وكانت اللجنة الوطنية لرفع الحصار هي أول جهة تطرقت إلى البحث وتوثيق حالات القتل غير المباشر للعدوان على اليمن والتي قدرتها بأكثر من ثلاثمائة ألف حالة.
الإبادة غير المباشرة :
رئيس اللجنة الوطنية لرفع الحصار عبدالله شعبان اوضح قائلا : لقد تأسست هذه اللجنة من أجل إيصال معاناة الشعب اليمني للعالم وما يتعرض له من إبادة جماعية بفعل الغارات والحصار المطبق على أرضنا والذي ضاعف من حدة المعاناة وضحايا القتل غير المباشر جراء حصار المطارات ومنع المرضى من السفر للعلاج .
واكد توثيقهم لـ (66.000) مريض والآن وصل الرقم إلى (100.000) مريض مات منهم (12.200) مريض توفوا بسبب حصار دول التحالف وإغلاق مطار صنعاء.
وأكد ان هذه المعاناة كانت الدافع الأكبر لعمل اللجنة لكي تعمل لفك الحصار على اليمن وعندما نزلنا نعاين الواقع الميداني ورصدنا الأضرار الصحية والاقتصادية وجدنا هذا ينعكس سلباً على المواطن اليمني البسيط كما أن الشرائح العليا أصبحت نفسها تعاني من جراء ذلك وهذا أمر يستدعي ممن يريد أن يرفع الحصار عن اليمن أن يهتم بهذه الجوانب ويتنبه لها وهنا يجب أن أشير إلى موضوع لم يتحدث عنه في اليمن من قبل إلا أخوة من الذين قابلتهم في مركز الرصد القانوني تقريباً بدأوا بعمل إحصائيات بشكل آخر فمثلاً عندما نتكلم أنه مات في الحرب 35 ألفا أو نقول هذه إحصائيات الحروب الموجودة الآن هذا في الحقيقة هو الرقم الذي يأتي أمام الناس، لكن الذي يموت نتيجة الحصار والجوع ونقص الغذاء والدواء ونتيجة الألم والقهر هؤلاء مئات الآلاف فنحن الآن راصدون أكثر من 300 ألف حالة هذه كلها خلال السنتين الماضيتين تعرضت للإبادة وهذه الأرقام لم تصل إلى الأمم المتحدة فنحن امام كارثة.
وتابع شعبان :نتوخى الدقة وبالفعل وجدنا الارقام تجاوزت الـ(300) ألف حالة لأن هناك موتاً مباشراً في الحرب وهناك موتا غير مباشر وهناك إبادة مباشرة وإبادة غير مباشرة نتيجة الحصار.
تداعيات وخيمة
وعن التداعيات الصحية للحصار يقول شعبان: نزلنا ميدانياً إلى المستشفيات ورصدنا الأدوية والنقص الحاد في أدوية الأمراض المستعصية مثل الفشل الكلوي وغيرها ورصدنا نقص الكادر الطبي العالق في الخارج وهذه كارثة لم ينتبه لها أحد وعملنا فيلماً في هذا الجانب ، من أجل أن يكون هناك وعي وصحوة لدى الضمير العالمي نحو اليمن وعدم الخضوع للمال المدنس وبيع المواطن اليمني بهذه الطريقة اللا اخلاقية وحذر من استمرار هذا التغافل وقال نحن لم نستطع السيطرة إلى الآن على مرض الكوليرا الذي استطاعت أن تسيطر عليه الكثير من الشعوب في الثلاثينيات والأربعينيات، ونحن لم نستطع السيطرة عليه لأن تحالف العدوان وحصاره حول البلد الى سجن كبير ولهذا أكثر الناس يموتون بسبب هذا الوباء وغيره من الأوبئة.
ومضى يقول : دول العدوان لا تعلم أن حصار المجتمع اليمني يزيد من صموده وقوته، لأنهم يعتقدون أنهم بالحصار سيضغطون سياسيا، والمواطن اليمني تركيبته النفسية تختلف، و في الجانب السياسي المجلس السياسي يحاول قدر الإمكان الوصول إلى حلول منطقية وعقلانية في هذا الجانب، وعندما ناقشنا مسؤولين من الأمم المتحدة أشاروا لنا بالقول: عندما زرنا إخوانكم اليمنيين في الخارج للأسف هم لا يعملون أي حساب للجانب الإنساني ولا يدركون حجم الخسائر من حصار هذا البلد .
مأساة كبيرة
الناطق الإعلامي في الدائرة الصحية لأنصار الله الدكتور يوسف الحاضري اعتبر أن ارقام ضحايا القتل الغير مباشر للعدوان للأسف الشديد من الأرقام المنسية والتي لاتجد اهتمام رسمي أو عبر المنظمات أو حتى الجهات الحكومية ذات العلاقة .
وقال : لقد أصدرت (وزارتا الصحة و حقوق الإنسان)تقارير حكومية تتحدث عن أرقام لمئات الآلاف من الضحايا ماتوا بطريقة غير مباشرة نتيجة العدوان والحصار منذ أكثر من 1000يوم ومازال الرقم في تزايد ولكن للاسف لم يكن هناك أي تفاعل بحجم المأساة التي تحصل فمثلا يموت يوميا 15 شخصا بسبب إغلاق مطار صنعاء لعدم استطاعتهم السفر لتلقي العلاج حسب تقارير وزارة الصحة.
وأكدا وجود نحو 94الف يمني مريض يتطلب الامر سفرهم للخارج للعلاج.. ولم يتمكنوا.
واستطرد قائلا :هناك حوالي مليوني طفل مصاب بسوء التغذية منهم 700الف طفل مصاب بسوء التغذية الوخيم الشديد وهناك موت يومي بهذه الأسباب وهناك عشرات الآلاف من حالات الإجهاض حصلت بسبب الخوف من القصف أو سوء التغذية أو انعدام الأدوية هناك أيضا حالات تشوه كبيرة حصلت نتيجة الأسلحة المحرمة دوليا.
وتابع الحاضري :هناك موت بسبب أمراض انتقلت بسبب تلوث المياه حيث تقدر منظمة اليونيسف أن هناك 22مليون يمني لا يحصلون على ماء نظيف وهذا أدى إلى ظهور أمراض عديدة أهمها الكوليرا التي سجلت الوزارة خلال الفترة السابقة أكثر من مليون إصابة توفي منها أكثر من 3الاف مصاب وغير ذلك لأسباب انعدام الأدوية أو صعوبة العلاج وشراء الأدوية نتيجة نقل البنك المركزي إلى عدن والذي حرم الموظفين جميعا في اليمن من رواتبهم منذ18شهرا تقريبا وغير ذلك.
وبين : أن المأساة كبيرة والتعاطي معها لا يرتقي إلى حجم المأساة والمسؤولية يتحملها الجميع.
إجرام مضاعف
من جهته يقول نائب وزير الصحة الدكتور عبدالسلام المداني: لقد ارتكب العدوان مجازر وحشية كبيرة بحق أبناء شعبنا سواء بالاستهداف المباشر الممنهج أو غير المباشر.
وأوضح أن الوزارة رصدت أكثر من 200 ألف حالة لطفل وأمرأة قتلوا بطريقة غير مباشرة منذ بدء العدوان على اليمن وان كل تلك التصرفات اللا إنسانية قابلها الشعب اليمني الصامد بدروس من الثبات والعزة والكرامة والصمود رغم حصاره وفقره ومرضه وتفشي الأوبئة في أرجائه إلا أنه كان أقوى وأعظم. وسيبقى كذلك حتى يحقق النصر والاستقلال.

قد يعجبك ايضا