البرنامج الصاروخي اليمني في تعاظم..ومنظومات جديدة على الأبواب

زين العابدين عثمان
في ظل الحملة العسكرية التي شنها التحالف السعودي على اليمن في شهر مارس 2015 م ظهرت القدرات الصاروخية اليمنية بشكل ملحوظ وبدأت تأخذ صعيدا استراتيجيا مع مرور الأشهر الثلاثين الماضية حتى وصلت الى مرحلة التصنيع والتطوير والإنتاج العسكري في هذا القطاع الهام ابتداء بالصواريخ القصيرة المدى (زلزال1و2 -وصواريخ الصرخة ) ثم الصواريخ الباليستية متوسطة المدى كمنظومات (قاهر 1 و2 وزالزال 3 ) وصولا الى تطوير صواريخ بعيدة المدى الباليستية عالية التدمير والتي قصفت أهدافا حيوية بعاصمتي السعودية والإمارات مؤخرا كمنظومات (بركان 1 وبركان H2 والمنظومة الجديدة من صواريخ كروز الاستراتيجية).
ومن هذا الصعيد المهم واللافت أصبح البرنامج الصاروخي اليمني يشكل معادلة عسكرية من الصعب تجاوزها أو اهمالها.
وعند الحديث عن قدرات هذا البرنامج سواء في مستوى القدرة الإنتاجية للمنظومات ومستوى العمليات العسكرية فهو اظهر خلال الحرب القائمة باليمن عدداً يفوق ما يتصوره المراقبون فعلى صعيد العمليات أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صواريخا على أهداف بالسعودية بلغ عددها نحو 83 صاروخا حسب اعتراف المتحدث الرسمي لقوات تحالف العدوان، العقيد الركن الطيار تركي بن صالح المالكي “. فضلا عن الصواريخ التي تطلق بشكل شبه يومي على معسكرات وتجمعات المرتزقة وقوات هادي وقواعد سعوديه واماراتية على المستوى الداخلي باليمن.وكل هذا يؤكد بان قدرة القوة الصاروخية اليمنية على الإنتاج كبيرة جدا للمنظومات بمختلف أنواعها…..الخ.
التداعيات والأبعاد السياسية والميدانية للصواريخ اليمنية هي التي تصدرت المشهد والأحداث في السعودية وبالأخص بعد ان ظهر الفشل المدوي للنظام الدفاعي الباتريوت ووصول هذه الصواريخ إلى مناطق حساسة داخل العاصمة الرياض حيث اتى على لسان الناطق باسم التحالف (العقيد تركي بن صالح) تصريح هو الأول من نوعه الذي يعبر عن جحم التداعيات والرعب الذي باتت تشكله الصواريخ اليمنية سياسيا وعسكريا وأمنيا وقد وصفها بأنها “بدأت تمثل تهديدا ماحقا وخطرا على الأمن القومي السعودي خصوصا الأمن الإقليمي بشكل عام”.
وبالتالي هذا الامر هو الذي دفع النظام السعودي لينطلق من فكرة خطوة الصواريخ اليمنية إلى استنفار المجتمع الدولي للاجتماع واستصدار مواقف دولية ووضع إجراءات للحد من هذا الخطر المتفاقم ، وكي يحصل هذا الأمر دون ان يسفك ماء وجه النظام السعودي أمام العالم ادعى الأخير بان إيران هي السبب وهي من تقوم بتهريب الصواريخ الباليستية إلى (الحوثيين) باليمن.
ومن هذا المنطلق استطاع النظام السعودي ان يخلق له غطاء دوليا داعما له ابتداء بالمواقف الأممية إلى عقد جلسات بمجلس الأمن وصولا إلى وضع مسرحية عرض بقايا الصواريخ اليمنية في واشنطن لغرض تأكيد أنها إيرانية الصنع أمام الرأي العام الاقليمي والدولي من جهة وإيجاد جسر معلق ليمرر النظام السعودي ضغوطات اقتصادية بتشديد الحصار الخانق على الشعب اليمني تحت مظلة رضائية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من جهة أخرى وهو الأمر الذي أدى في وقت متلاحق الى إدخال الشعب اليمني في جوف أسوأ كارثة بشرية عرفها التاريخ.
مستقبل الصواريخ اليمنية.. هو واضح من خلال الأحداث الأخيرة، خصوصا بعد عمليات استهداف مناطق في الرياض وابو ظبي، لذا فهي تأخذ مسارا تصاعديا ملموسا على مستوى القدرات والتمكين على الأرض. وفي المستقبل القريب سنشهد انتقالات نوعية لهذه الصواريخ من ناحية المستوى التكنولوجي والمدى ، والجدير بالذكرأن منظومات جديدة كليا سيكشف عنعها الستار وتدخل الخدمة ، فصعيد العمليات الأخيرة أظهرت أن القوة الصاروخية اطلقت صواريخ على مناطق في جيزان ونجران ومناطق أخرى بعيدة في الرياض لم يكشف عن اسمها وعن نوعيتها إلى الآن كونها لازالت في مرحلة التجارب الميدانية.
لذا ربما نستطيع الحكم بأن البرنامج الصاروخي اليمني هو المعادلة الأولى التي سيكون لها ابعاد وتداعيات جيوسياسية ستحول مشهد العدوان على اليمن إلى مسارات في توازن الردع ونار متوقدة ستصل نيرانها إلى اماكن تصيب السعودية والإمارات في مقتل، وربما انها ستكون هي السبب الأول لإرضاخ الرياض وابوظبي بالدخول في مفاوضات سياسية على أمل تقويض صعيدها العسكري الخطير والمتفاقم.

قد يعجبك ايضا