إنقاذ أرخبيل سقطرى من الاحتلال يتطلب مزيداً من الوعي المجتمعي الثوري

أكاديميون وخبراء لـ”الٹورة”:

استطلاع/ محمد مطير

بعد أكثر من ثلاث سنوات من العدوان الغاشم والحصار الظالم .. تخرج إلى العلن نوايا إحدى دول العدوان وهي دويلة الإمارات التي كانت قد شرعت في بناء نفوذها في محافظة أرخبيل سقطرى تحت لافتة العمل الخيري منذ بداية العدوان حتى تمكنت من تحويله إلى مقاطعة إماراتية .. وهاهي أبواقها الإعلامية تنادي مؤخرا بعمل استفتاء لتقرير مصيرها .. مستخدمة العديد من الممارسات والتجاوزات غير القانونية في الأراضي اليمنية محاولةً عبر مرتزقتها ، تغيير هوية محافظة أرخبيل سقطرى.. لمناقشة هذا الموضوع التقت (الثورة) بعدد من الأكاديميين والخبراء لمعرفة آرائهم.. لنتابع:

د. الحاضري:
من لا تاريخ ولا جغرافيا له يسعى عبر من لا وطنية له لتثبيت نفسه تاريخيا وجغرافيا
العميد الجفري:
الشارع الجنوبي يشهد اليوم صحوة وطنية ضد المحتل بعد انكشاف نواياه
د. المطري:
فشل الأقلمة جعل الدول المتبنية للمخطط تستخدم القوة
أ. جغمان:
نحن أمام مشهد دراماتيكي يتسارع باتجاه طرد المحتلين من أراضينا اليمنية
يُعتبر أرخبيل سقطرى ذا أهمية استراتيجيه للملاحة الدولية بحكم موقعه الجغرافي الهام في المحيط الهندي وقربه من القرن الأفريقي وخليج عدن ومضيق هرمز ومضيق باب المندب كان هذا مستهل حديث العميد عبد الله الجفري –قيادي في الحراك الجنوبي السلمي, خبير عسكري- ويواصل: إن أهميته التاريخية قد ظهرت مع بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة ونشاط الطريق التجاري القديم حيث اشتهر بإنتاج اللبان والند والصبر والمر وازدادت أهميته وتردد ذكره إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة التي تنتجها هذه الأرض الطيبة في أرخبيل سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة ( دار السعادة) وله خصوصية فريدة من نوعها حيث أصبح يمتلك أكثر من 850 نوعا من النباتات النادرة في العالم وأهمها شجرة دم الأخوين وأكثر من 350 نوعا من المرجان الباني لشعب البحر وأكثر من 730 نوعا من الأسماك الساحلية وأكثر من 180 من أنواع الطيور النادرة في العالم ويتمتع بطبيعة ساحره وخلابة يتوافد إليها الكثير من سياح دول العالم كما صنف كأحد مواقع التراث العالمي في 2008 م ولقب ( بأكثر المناطق غرابة في العالم) كما صنفته -صحيفة النيويورك تايمز- كأجمل جزر العالم عام 2010م نظرا للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية وانعكاسها على العالم كما يعتبر أرخبيل سقطرى يمنيا ومكونا من ست جزر ويبلغ طوله 124 كيلو متراً وعرضه 45 كيلومتراً وطول ساحله 300 كيلومتر وعدد سكانه مئة وخمسة وسبعين ألف نسمة وفقا للتعداد السكاني لعام 2004 م هذا من حيث التعريف لأرخبيل سقطرى وبشكل مختصر جدا..
أساليب الاستكبار
وأكد العميد الجفري أن المحتل لأي دولة ذات سيادة في العالم لا يحترم قانونا أو شرعا أو عرفا ولا عهداً أو ميثاقاً ويتعامل بلغة القوة وبقوانين طبيعة الغاب لتحقيق نزواته وأطماعه الاستعمارية لأهداف اقتصادية مبررا ذلك بحجة الإرهاب وحقوق الإنسان وتارة أخرى بحجة الأمن القومي أو إعادة الشرعية أو امتلاكك لأسلحة محرمة كل هذه المصطلحات والحجج والأساليب والممارسات استخدمتها دول الاستكبار والاستعمار العالمي الجديد لتنفيذ أطماعهم في كل من سوريا وليبيا والعراق واليوم في اليمن من قبل حكام الإمارات وبدعم من أسيادهم وأولياء نعمتهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفي عدة دول من العالم فحكام الإمارات ليس لديهم قيم ولأخلاق أو شرف ولا مبادئ ولا نخوة عربية ولا وازع ديني ضاربين عرض الحائط كل العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والإنسانية وحق الجوار ويتطاولون على أسيادهم وعلى حضارة من أعرق وأقدم الحضارات في العالم يسعون إلى تدميرها وطمس وتمزيق هويتها الوطنية التاريخية ( اليمن) في الوقت الذي حذاء رجل مسن في اليمن أقدم من حضارتهم..
صحوة وطنية
ولفت الجفري إلى إن ما تقوم به الإمارات عبارة عن غطاء عربي يمرر من خلالها مخططات صهيونية خدمة لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وبأدوات محلية للأسف الشديد. ومع هذا وذاك ظهرت اليوم صحوة وطنية ومجتمعية ثقافية أمام أبناء جنوب الوطن بكل توجهاتهم وانتماءاتهم مدركين أكثر من أي وقت مضى بعد أن انكشف القناع عن الوجه القبيح للمؤامرة التي تُنسج خيوطها دولة الإمارات بعد أن ظهرت على السطح مؤخرا من خلال نواياها الخبيثة للسيطرة على الجزر والمطارات والموانئ ونهب الثروات مستغلة الصراعات والخلافات والاحتقانات الداخلية ودغدغة مشاعر وعواطف بعض البسطاء والمرتزقة أنها أتت من أجلهم ولدعمهم ومساندتهم وتحريرهم حسب زعمها عليهم أن يدركوا أن هذه الاسطوانة اليوم لم تعد ذات جدوى.
أجراس الخطر
ودعا الجفري أبناء اليمن عامة والجنوبيين خاصة إلى إدراك خطورة المؤامرة التي يراد من خلالها إذكاء الصراعات المناطقية والمذهبية والطائفية والجهوية وبعدها التاريخي في المنطقة لأهداف اقتصادية خدمة للكيان الصهيوني وحلفائه ومن هذا المنطلق بدأ تحركاً واسعاً من قبل بعض القيادات والرموز الوطنية الجنوبية في الداخل والخارج منها: تصريح الرئيس السابق علي ناصر محمد يحذر فيه دولة الإمارات من مغبة التطاول على جزيرة سقطرى وميون وأنهما ليستا للبيع وتعتبران جوهرة اليمن. وكذا بيان رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي السلمي الأخ حسن أحمد باعوم بأن ما هو حاصل في المحافظات الجنوبية يعتبر بمثابة احتلال من قبل دولة الإمارات وحلفائها. وكذلك الأخ محمد علي أحمد الذي يرأس مكون مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي السلمي الذي أدان العدوان واعتبر ما هو حاصل في المحافظات الجنوبية احتلالا. وفي خلال هذا الأسبوع المنصرم أصبح كثير من النشطاء.. والقيادات الحراكية الجنوبية وعلى مستوى الشارع يتداولون شريطا لفنان الثورة عبود الخواجة بعنوان ( دقت أجراس الخطر يا غافلين) في إشارة منه إلى دولة الإمارات والذي يناشد من خلاله طرد المستعمر الإماراتي. نحن اليوم أصبحنا أمام مشهد دراماتيكي يتسارع غير المعادلة في موازين الأمور أمام المحتل وقواعد اللعبة السياسية على مستوى الساحة اليمنية وخصوصا في المحافظات الجنوبية الذي سيفضي –باذن الله- إلى طرد المحتل الإماراتي من أراضينا اليمنية.
مخطط
من جهته أشار الدكتور خالد المطري –أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء- إلى أن ما تقوم به دولة الإمارات خلال هذه المرحلة في محافظة أرخبيل سقطرى ليس إلا جزءا بسيطا من مخطط استعماري كبير لاستهداف واستغلال أهم مناطق اليمن الاقتصادية والجيوليتكية السياسية عن طريق فرض أمر واقع..
وأكد أن الدول المتبنية لهذا المخطط كانت قد اتخذت الأقلمة وسيلة لتحقيقه وعندما لم تنجح أدواتها الداخلية في تمرير هذا المشروع بالوسائل السلمية السياسية لجأت إلى استخدام القوة العسكرية لفرضه تمهيدا لإنجاز ذلك المخطط. ونظرا لعدم نجاحها في تحقيق الانتصار العسكري بشكل سريع وحاسم كما كانت تخطط له فقد تركت لبعض القوى المنضوية تحت لوائها كما هو الحال بالنسبة للإمارات حرية التحرك المبكر لانجاز بعض أهداف ذلك المخطط التجزيئي دون الانتظار لتحقيق الانتصار العسكري الكامل..
التراث والتاريخ
وفي وصف دقيق لما يحصل في جنوب اليمن بشكل عام, وسقطرى خاصة, تحدث الدكتور يوسف الحاضري –باحث ديني ومحلل سياسي- قائلا: (من لا تاريخ ولا جغرافيا له يسعى عبر من لا وطنية له لتثبيت نفسه تاريخيا وجغرافيا)
ونوه إلى أنهم يسعون للسيطرة على التراث والتاريخ وينسبونه في ما بعد لأنفسهم ليصنعوا لأنفسهم تاريخا عوضا عن العمليات التوسعية جغرافيا في أراضي اليمن الضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا منذ آلاف السنين.. وبأن هذه التصرفات بطبيعة الحال غير قانونية ولا أصل لها على الإطلاق ولا يقبلها أي يمني يعتز بجذوره وأصوله الضاربة في أصول التاريخ والأرض، وهذا يعكس مدى الحالة الإجرامية الدنيئة التي تمتلكها هذه الدويلة الخبيثة في نظرتها وتعاملها مع اليمن كانعكاس طبيعي للصورة التي صنعتها قيادات اليمن السابقة للإنسان والأرض اليمنية في أعين هؤلاء جراء أيديهم الممتدة بذل وخضوع لبقايا فضلات أكواب هؤلاء الأمراء .
وحذر الإماراتيين من أن الإنسان اليمني يرفض هذه التصرفات رفضا تاما.. وانه هو من سيسعى دائما وأبدا لانتشال هذه البذرة الخبيثة المتمثلة في بقايا الاستعمار البريطاني في الجزيرة العربية ليس فقط انتشالهم من أراضي اليمن بل حتى من كل بقاع الأراضي العربية أسوة بانتشال التواجد الصهيوني وهذان تواجدهما مرتبط ببعض, وأجندتهما واحدة لأن أصولهما الفكرية والمنهجية وربما السلالية واحدة والمسألة هي مسألة وقت في ظروف كهذه الظروف ..
دويلة طفيلية
من جانبه أشار الأستاذ أحمد جغمان –محلل سياسي- إلى أنه من الصعب مقارنة نشوء دويلة الإمارات بتاريخ اليمن أو سقطرى العريق, فالأولى أنشأها الاستعمار البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر عام ١٩٧٢م, بديلا عن جزيرة سقطرى إبان الاستعمار, بعد أن فشل المستعمر البريطاني في طمس هوية الجزيرة رغم احتلالها منذ مطلع القرن الثامن عشر للميلاد حتى تاريخ استقلال الجنوب. ومن هذا المنطلق فإنه نود أن نقول للمحتل الإماراتي: (إن سعيك وممارساتك وتجاوزاتك للأعراف والقوانين الدولية تجاه أرخبيل سقطرى ستذهب أدراج الرياح شئت أم أبيت أيها الطفيلي).
وأكد جغمان أن المرتزقة هم من سهلوا للغازي الإماراتي عبور بوابتها ودخولها السافر لما استطاع العالم بأسره أن يتخطى أو يفكر في أن يمر عبر سواحلها لا أن يتجرأ ويقوم باحتلالها.
وذهب جغمان في استطراد تاريخ بالمقارنة بقوله: (عندما كان أجداد بني زايد ينصبون خياما من القش والقصب كان أجدادنا يبنون قلعة يحصب وقلعة همدان وقلعة خولان في بلاد الأندلس, لكي يتركوا بصمات الفتوحات الإسلامية اليمنية, لا لاحتلالها بل لنشر الإسلام والرسالة المحمدية).
وأوضح أن ما يمنح الإمارات فرصة احتلال أرخبيل جزيرتنا هو صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث من عدوان غاشم واحتلال سافر لبلدنا وجزرنا وكذلك المرتزقة القاطنين في فنادق الخليج ممن لا يساوون نعال جندي ممن سيذيقهم ويلات تحرير الأرخبيل وكامل أراضينا..

قد يعجبك ايضا