تحالفنا مع أنصار الله استراتيجي في مناهضة العدوان وهو تحالف نفخر به

> الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي الأستاذ فاروق مطهر الروحاني لـ”الثورة”
> حكمة القيادة السياسية في تعاملها مع أحداث ديسمبر فوتت على تحالف العدوان الفرصة التي راهن عليها
> لا يوجد صراع بين الإمارات والسعودية في الجنوب وما حدث في عدن هو تبادل أدوار
> نتطلع لشراكة أكبر وأداء حكومي يلبي احتياجات المواطنين
> تسليم العند لطارق عفاش هو تمهيد لخلق صراع جنوبي شمالي
> مواقف الأحزاب المؤيدة للعدوان تمثل قياداتها فقط ولا تمثل قواعدها
> بريطانيا أفشلت مبادرة كيري ولا أمل لنا في دور إيجابي للأمم المتحدة أو مبعوثها الجديد

لقاء/ محمد شرف الروحاني
أكد الأستاذ فاروق الروحاني الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي على ضرورة التفاف القوى الوطنية والشعب حول القيادة الثورية والسياسية لتحقيق النصر أمام العدوان الذي يتعرض له بلدنا الحبيب.
وتطرق اللقاء إلى بعض المستجدات كالتغييرات الأخيرة التي أجراها المجلس السياسي الأعلى في بعض المناصب الوزارية والقيادية والأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن وتغيير الأمم المتحدة لمبعوثها إلى اليمن ولد الشيخ بالبريطاني مارتن غريفيث وخرجنا بالتالي:
* ماهي قراءتكم للمشهد السياسي حاليا في اليمن ؟
– إن ما يمر به اليمن من ظروف صعبة كانت كفيلة بانهيار كل شيء لو كان هذا العدوان الغاشم والحصار الجائر على بلد غير اليمن وعلى شعب غير الشعب اليمني، ولذلك فإن المشهد السياسي في اليمن وخاصة بعد سقوط آخر ورقة داخلية كان يراهن عليها العدوان خلال أحداث ديسمبر المشؤومة فإن الوضع العام عقب تلك الأحداث في انفراج، فالقيادة الحكيمة تثبت حكمتها وقت الشدائد وما جرى عقب أحداث الثاني من ديسمبر بصدور قرار العفو كان خطوة كبيرة وهامة لتطبيع الوضع على الساحة الوطنية وفوت ذلك فرصة كبيرة كانت تراهن عليها قوى تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي إماراتي بريطاني، فالتوجه العام بعد قرار العفو وتطبيع الأوضاع وما تلاها من صدور قرارات تعيين بعض الوزراء من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة في ظل استمرار العدوان والحصار خطوة كبيرة وليست سهلة من شأنها أن تغير الكثير من المجريات فقد أضعنا ثلاث سنوات في انتظار أن نصل لحل ولكن على ما يبدو أن العدوان والحصار مستمران وعلينا جميعاً أن ندرك أن هذا العدوان والحصار أتى ليدمر وطننا ولذلك علينا الالتفات لبناء وطننا بالممكن والمتاح وأن على مختلف الأحزاب والقوى الوطنية الالتفاف حول القيادة السياسية ، فما جرى قبل أيام من تحركات للمجلس السياسي الأعلى ممثلاً برئيس المجلس الرئيس الصماد ولقاءاته بسلطات وأجهزة الدولة وآخرها بالسلطة التنفيذية وحثها جميعاً على تجاوز الماضي والشروع في العمل الوطني لخدمة وطننا وشعبنا لخطوات كبيرة يجدر أن نشيد بها ونؤيدها ونؤكد على أهميتها وأهمية استمراريتها ومراقبتها ومتابعتها حتى إنجاز الأهداف المرسومة لها..
وأما من جانب العدوان وملف المفاوضات فليس هناك أي مؤشرات تلوح في الأفق بوجود أي تحرك دولي لإيقاف هذا العدوان بل هناك شبه صمت مخز للمجتمع الدولي إزاء جرائم العدوان وجمود في الملف السياسي ، وهنا يأتي دور حكومة الإنقاذ التي يجب أن يتحرك وزير خارجيتها للتواصل مع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية الذين لم يؤيدوا العدوان ويكسر حالة الجمود والصمت القائم، ومن جانب آخر يقع على عاتق الأحزاب والقوى الوطنية مسؤولية مماثلة في تسهيل عمل الحكومة وفي متابعتها وتقييمها وكذلك عملية التخاطب والتواصل مع المنظمات الدولية لكشف حقيقة هذا العدوان وتعريته أمام الرأي العام العالمي..
ومن جانب آخر على المجلس السياسي الأعلى والحكومة إدراك أهمية تعزيز الشراكة الوطنية وتجسيدها مع مختلف القوى والمكونات السياسية كون أي تقصير أو قصور وخاصة في هذه المرحلة يؤثر على عوامل الصمود في وجه هذا العدوان..
* برأيكم الأحزاب السياسية والقوى الوطنية المناهضة للعدوان ما هو الدور الذي قدمته خلال الثلاثة أعوام من العدوان على اليمن، وهل هناك معوقات أمام عمل هذه الأحزاب والقوى الوطنية، وما هي أبرز هذه المعوقات ؟
– نحن على مشارف دخول العام الرابع منذ بدء هذا العدوان الغاشم في تلك الليلة المشؤومة من ليلة السادس والعشرين من مارس 2015م والناس آمنون في منازلهم فإن الأحزاب السياسية والقوى الوطنية المناهضة للعدوان كان لها الدور الهام والفاعل في التصدي لهذا العدوان الغاشم واللا أخلاقي واللا قانوني الذي يستهدف البشر والشجر والحجر ومقدرات شعبنا ومكتسباته في ظل حصار شامل وجائر، فقد قامت هذه المكونات الوطنية ومن الوهلة الأولى للتصدي لهذا العدوان بكافة الوسائل برفض هذا العدوان من حيث المبدأ وفضح أكاذيب دول تحالف العدوان وتعرية الأهداف المعلنة التي سعوا بها لتضليل شعبنا وأمتنا والرأي العام العالمي وأن هذا العدوان لم يأت لإعادة شرعيتهم المزعومة ولا لحماية الإنسان اليمني ولا لإعادة الأمل الذي اتضح جلياً أنه أمل يبنى على جثث وأشلاء النساء والأطفال والشيوخ وخيرة شباب اليمن، إلى جانب هذه المواقف السياسية المعلنة والدور البارز في فضح جرائم العدوان وتعرية أهدافهم الاستعمارية كان لهذه المكونات وفي مقدمتها مكون أنصار الله وأحزاب التكتل المناهض للعدوان إلى جانب اشتراكيين ضد العدوان وأحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر وحلفائه والناصريين ومختلف المكونات والشخصيات الوطنية الذين عملوا على رفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح وتعزيز عوامل الصمود كل من موقعه ..
إن الدور المهم لهذه القوى إلى جانب ما تقدمه في مواجهة العدوان وأدواتهم وأذنابهم والتي حاولت قوى العدوان إخفاءه والتضليل على المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بزعم أن الأحزاب السياسية اليمنية تقف إلى جانب عدوانهم وتؤيد هذا العدوان وهذا بحد ذاته إفلاس سياسي لتلك القوى المعتدية ولهذا فقد استطاعت القوى والمكونات السياسية الوطنية أن تعري تحالف العدوان السعو صهيو أمريكي بريطاني من خلال تواجدها في صنعاء ومشاركتها في مفاوضات جنيف واحد وغيرها من اللقاءات والفعاليات والمواقف المعلنة للعالم وهُنا كان دور المبعوث الأممي السابق إلى اليمن
معوقات
في ما يتعلق بالمعوقات التي تواجهها الأحزاب فهناك العديد من المعوقات التي تؤثر على أدائها وتعيق تحركها منها معوقات مالية ومعوقات جيوسياسية وأخرى مرتبطة بالظروف الراهنة التي تمر بها البلاد فقوى تحالف العدوان تعمل جاهدة على التأثير على القوى الوطنية وشراء الذمم والولاءات مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة لهذه المكونات والشخصيات السياسية الوطنية وكذلك باستخدام وسائل الترهيب والتهديد بالقصف والتصفية إلا أن كل ذلك لم يثن الأحزاب الوطنية وقياداتها وكوادرها بل يزيدها إيماناً بعدالة قضيتهم ومظلوميتهم التي هي قضية شعبنا ومظلومية شعبنا، ومع أننا ندرك جيداً صعوبة الوضع وما تمر به البلاد من هجمة اقتصادية شرسة إلا أننا نأمل من القيادة الثورية والقيادة السياسية أن تهتم بهذا الجانب وتوليه اهتمامها إلى جانب تجسيد الشراكة السياسية الحقيقية بين مختلف المكونات السياسية على أرض الواقع.
شراكة أكبر
* التغييرات التي أجراها المجلس السياسي الأعلى في بعض المناصب الوزارية والقيادية هل تتم بموافقة الأحزاب والقوى الوطنية وهل التغييرات تلبي طموحات هذه الأحزاب والقوى الوطنية؟
– ما جرى من تغييرات في بعض المناصب الوزارية كانت تغييرات ضرورية وحتمية عقب الأحداث التي حصلت في الثاني من ديسمبر والتي بفضل الله تم وأدها بأقل الخسائر الممكنة، وباعتبار حزبنا عضوا في تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان ( حلفاء أنصار الله )فإنه لم يكن لدينا علم بهذه التغييرات، إلا أننا قبل أحداث ديسمبر كنا نطالب بإحداث تغيير كلي على الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات إلا أن القيادة السياسية ارتأت أن تظل الحكومة على حالها كون ما بعد الرابع من ديسمبر ليس كما قبلها وأنه يجب إعطاء حكومة الإنقاذ فرصة لتثبت جدارتها وهذا ما لا نمتعض منه بل وندفع به وبقوة وإن لم يكن لمعظم المكونات اطلاع عليها، فجميعنا يعلم عن طبيعة المكايدات السياسية والخلافات التي كانت حاصلة وتؤثر على أداء الحكومة وهو ما دفعنا للمطالبة بإعفاء الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات، وعلى الرغم من أن تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان يتكون من 17 حزبا سياسيا إلا أن أحزاب التكتل ليس لديها إلا حقيبة وزارية واحدة كانت من حصة مكون أنصار الله أعطيت للتكتل ولهذا فإن أحزاب التكتل المناهض للعدوان حقوقها مهضومة وهذا التمثيل الضئيل في الحكومة لا يلبي تطلعاتها وطموحات هذه الأحزاب ، حتى أن هذه الأحزاب لم تتجسد معها الشراكة الحقيقية في الهيكل الإداري للدولة فالقرارات التي حصلت عليها تحت مظلة التكتل كمستشار بدرجة وزير ووكلاء ومدراء عموم ومستشارين لا تتجاوز هذه القرارات عدد أحزاب التكتل ولهذا فإننا نطالب بتجسيد الشراكة السياسية الحقيقية بين مختلف المكونات السياسية وأنه لا يمكن أن يتم تحقيق الهدف المنشود من المصالحة الوطنية التي ذكرها الرئيس الصماد إلا بشراكة سياسية حقيقية وتمثيل حقيقي لمختلف القوى والمكونات السياسية على الساحة الوطنية.
ومع ذلك يحدونا الأمل والتفاؤل تحت قيادة الرئيس الصماد وما نراه من توجه جاد لأن يكون هناك شراكة حقيقية وأن يكون أداء الحكومة بما يلبي طموحاتنا وطموحات واحتياجات شعبنا ومجتمعنا تنموياً وامنياً وفي رفد الجبهات وتعزيز عوامل الصمود عسكرياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً على مختلف المستويات والأصعدة..
* كيف تنظرون إلى مستقبل التحالف مع أنصار الله ؟
– التحالف القائم اليوم مع أنصار الله تحالف استراتيجي في مناهضة العدوان وهو تحالف نفخر به كون إخوتنا أنصار الله يسعون جاهدين لتعزيز هذا التحالف وتقديم ما يمكنهم تقديمه لحلفائهم ولكن ليس لدينا أي مؤشرات لاستمرار هذا التحالف أو عدمه بعد انتهاء العدوان، إلا أن المتغيرات القادمة كفيلة بالإجابة على هكذا أطروحات وتساؤلات ولكل حزب ومكون سياسي الحق في تعزيز روابط هذا التحالف وتمنين أطره في المستقبل أو إنهائه بانتهاء الظروف التي كانت سبباً في ظهور هذه التحالفات والتكتلات لمجرد انتهاء العدوان، ومع ذلك ستبقى مختلف القوى والمكونات السياسية بتعدد توجهاتها وتنوع مشاربها شريكة في بناء هذا الوطن وفي حماية مقدرات ومكتسبات شعبنا ووطننا اليوم وغداً وبعد النصر بإذن الله تعالى وتحرير كامل أرضنا إلى أخر شبر .
* ما هو تحليلكم لما حدث أخيراً في عدن بشكل خاص ومايحدث بشكل عام على ارض الجنوب من صراع بين قوى العدوان ومرتزقته ؟
– ما جرى ويجري ليس بجديد ولا نستغرب حدوثه فلطالما حذرنا من ذلك ، فما يجري في عدن ليس صراعاً بين قوى الاحتلال السعودية الإماراتية أو تعارضا في أجنداتها ومشاريعها الاستعمارية فما يجري في عدن اليوم هو توزيع مهام بين النظامين وبأياد وأدوات يمنية بين الفصائل التابعة لكليهما من أجل رسم خارطة جديدة في كيفية تقاسم الثروات في تلك المنطقة الحيوية عبر تصفية كيانات وفصائل وشخصيات انتهى دورها أو أصبحت تشكل عبئا عليها وخلق كيانات وفصائل وشخصيات جديدة ، فزج شباب عدن على وجه الخصوص في معارك الساحل الغربي والمناطق الحدودية كانت الخطوة الأولى لتفريغ عدن من الشباب المقاتل الذين قد يكونون عقبة أمام تنفيذ الأجندة السعودية الإماراتية وفق المخطط الأمريكي البريطاني ومن ثم أتى دور المجلس الانتقالي والحزام الأمني الذي شكلته الإمارات بإشراف سعودي بتصفية من أراد وتصفيته وإزاحته عن المسار القادم وماهو مرسوم له، فلا يعقل أن تخاطر قوى تحالف العدوان بتصفية شرعيتها في الصراع المعروف بالزمرة والطغمة فذلك سينهي مبرر عدوانها ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ويجري اليوم عبر إنشاء ما يسمى بالنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والنخبة التعزية وغيرها من النخب إلى جانب تسليم العند للهارب طارق عفاش ومن معه من فلول عفاش ذلك كله تمهيد لوضع نقاط مواجهة مشتعلة لفترة طويلة بين ما يسعون لتسميته بالصراع بين الشمال والجنوب في خط مواجهة ممتد من مارب مروراً بشبوة والضالع وأبين ولحج وتعز وصولاً إلى الساحل الغربي وتبقى عدن بعيدة عن الأنظار ولا يكون لمينائها أي دور يذكر على خط الملاحة التجاري أو في طريق الحرير التجاري الذي هو في طور الإنشاء..
إن عدن وأبناء عدن يعيشون اليوم أسوأ حالاتهم السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومختلف الجوانب وكذلك الوضع في المناطق الجنوبية والشرقية وأرخبيل سقطرى على الرغم من أن سقطرى والمهرة على سبيل المثال كانتا بعيدتين جداً عن الصراع إلا أن هذه المناطق لم تسلما من مطامع دول العدوان فهاهي سقطرى يتم تغريب أبنائها ويتم جرف ثرواتها وتغيير معالمها التاريخية الحضارية فالإمارات لم تأل جهداً في تدمير لؤلؤة المحيط الهندي جزيرة سقطرى ولم تبق فيها شيئا إلا وقامت بنقله لدويلتها أو تدميره ، وما نستغربه أكثر من ذلك هو السباق بين السعودية والإمارات في إرسال قواتهما إلى محافظة المهرة تلك المحافظة التي تقع أقصى شرق اليمن المحاددة لسلطنة عمان الشقيقة ويزجون بالسلفيين لتلك المحافظة لخلق واقع عسكري جديد ويعملان على شراء الولاءات والذمم لبعض المشائخ والشخصيات المهرية وكأن السعودية والإمارات تعدان العدة لخوض حرب مع سلطنة عمان ، بالمجمل الجنوب اليمني والمناطق القابعة تحت الاحتلال تعيش اليوم حالة من التردي لم يشهد أبناؤها هكذا وضع حتى في 86م من القرن الماضي والوضع يسير إلى إعلان أحادي الجانب لإعلان الانفصال أو ما سيسمى بالاستقلال ليخلو الجو لدول الاحتلال ويمكنها من السيطرة على هذه المناطق وتحقيق ماكان يراد تحقيقه عبر مؤتمر الحوار ولكن هذه المرة بفرض الأمر الواقع..
فترة تقييم الحكومة
* كيف تقيمون عمل حكومة الإنقاذ وهل تؤدي الدور الذي شكلت من اجله أم أنها مقصرة بعض الشيء ؟
– سؤالكم هذا لو أتى الشهر الماضي لقلنا لكم أن أداءها لا يلبي أدنى متطلبات واحتياجات شعبنا ، ولكن اليوم وبعد المكاشفة الصريحة التي حصلت عند اجتماع رئيس المجلس السياسي الأعلى بالحكومة فذلك يغير الكثير في رؤيتنا فقد اعترف الجميع أن الحكومة كانت تتعرض لضغوطات كبيرة من الداخل والخارج وأنها كان يراد لها الفشل، لكن اليوم يمكننا أن نعطيها فترة زمنية جديدة وفقاً لبرنامجها المقدم ولفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر لتكون فترة تقييم جديد لأداء الحكومة وحينما تنقضي هذه الفترة دون تحقيق أي شيء ملموس على أرض الواقع في خدمة الوطن والمواطن إلى جانب مهمتها الأساسية برفد الجبهات وتعزيز عوامل الصمود وتطبيع الأوضاع في ظل مصالحة وطنية شاملة إلى جانب توفير الحد الأدنى من المرتبات والتواصل مع المنظمات الدولية لإيصال مظلومية شعبنا وتعرية تحالف قوى العدوان السعو صهيو أمريكي إماراتي بريطاني وخلق قنوات دبلوماسية للتواصل مع الأشقاء والأصدقاء الذين كان لهم مواقف رافضة لهذا العدوان وهي دول كثيرة والذي يجب إذابة الجبل الجليدي الذي سعت قوى العدوان لإنشائه بغية أن يبقى اليمن منعزلاً عن المحيط الإقليمي والعالم، وإذا لم يتحقق شيء من ذلك وغيره فيجب أن تقوم الحكومة بتقديم استقالتها..
* الأحزاب والقوى التي أيدت العدوان ومازالت تقف إلى جانبه إلى اليوم كيف تنظرون إلى مستقبل هذه الأحزاب والقوى وماهي الرسالة التي تبعثونها إلى قادة هذه الأحزاب ؟
– أقنعة الخيانة والعمالة باختلاف ألوانها وتعدد صورها على مر التاريخ واختلاف الأزمنة والأحداث لا بد أن تتكشف حقيقتها وتظهر الصورة الحقيقية لمن يتقنع بها، فمعظم من ذكرتهم كانوا يهتفون في ساحات الاعتصام في صنعاء وتعز ومختلف المحافظات بالحرية وترفض الوصاية والارتهان وعندما حانت ساعة الصفر لنيل شعبنا اليمني العظيم حريته وخروجه عن الوصاية كانوا أول من يرتمي في أحضان تلك الدول والأنظمة التي كانت وصية على اليمن نراهم اليوم في أحضان الأنظمة الإمبريالية الرجعية كالسعودية والإمارات ويقفون جنباً إلى جنب مع أنظمة ودول تسعى لاستعمار وطنها وتقوم بقتل أبناء شعبها، إن تلك الشخصيات المحسوبة على أحزاب يمنية والتي تقف اليوم إلى جانب تحالف العدوان السعوصهيوامريكي إماراتي بريطاني وحلف الشر وأدواتهم وأذنابهم إنهم يعلمون جيداً أنهم مجرد أدوات ومرتزقة يتم استخدامهم في إطار مشروع صهيوامريكي يستهدف اليمن أرضاً وإنسانا، إلا أننا لا نرى بأن أولئك الأشخاص وتلك الشخصيات التي أيدت العدوان وتقف إلى جانب دول العدوان بأنها تمثل أحزابها فالقواعد الشعبية لتلك الأحزاب أو معظمها متواجدة في المناطق.
التي يديرها الجيش واللجان الشعبية ويحكمها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ والكثير منهم يدافعون عن وطنهم ويرفضون هذا العدوان ويلتحقون يوما بعد يوم بالجيش واللجان الشعبية، وأن هذه الأحزاب كما أسلفنا ذكره لاتمثلها تلك الشخصيات التي تنكرت لوطنها وتشارك اليوم في قتل أبناء شعبها، والجدير بالذكر أننا اليوم نشاهد بوادر وخطوات من قبل قيادات إخوانية محسوبة على حزب الإصلاح كانت مؤيدة للعدوان نراها اليوم ترى بأن تحالف العدوان ليس سوى مشروع استعماري وأنهم باتوا اليوم يرفضون هذا المشروع وهذه خطوة كبيرة نرحب بها، ومن هذه الخطوة نقول لهم كما قلناها ونقولها بأن اليمن يتسع للجميع وأن الوطن ملكنا جميعاً وأن أيادينا ممدودة لهم في أي وقت ومستعدون لفتح صفحة جديدة معهم حقناً للدماء وقبولاً بالغير كأبناء وطن واحد يجمعنا بهم دين واحد وهوية واحدة ومصير مشترك..
ونقول لمن ما يزال في صف العدوان أن العدوان مهما طال أمده فسيأتي يوم وينتهي فلا يكونوا سبباً في إزهاق المزيد من الأرواح ولا يكونوا اليد التي تدمر كل شيء جميل في وطننا جميعا وأننا لا بد سنجلس في الأخير في طاولة حوار ونخوض في مفاوضات للوصول إلى حلول ، ولكن السؤال هُنا: هل لديهم القدرة على إيقاف العدوان ورفع الحصار أو أن مصالحهم مستمرة باستمرارهما.. وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تجتث أحدا من أرضه ووطنه وإنهاءه من الوجود وأننا لابد سنصل إلى حل في نهاية المطاف ولكن ماذا ستكون التكلفة للوصول إلى هذه القناعة، وغير هذا فالجميع خاسر والرابح فقط هم أعداء اليمن واليمنيون ككل وليس أمامنا سوى الدفاع عن أرضنا وعرضنا إلى ما شاء الله..
مجرد أدوات للعدوان
وأما المرتزقة وشرعيتهم المزعومة فليسوا سوى أدوات يتم الانتهاء منها عند انتهاء الحاجة إليهم ويأتون بغيرهم إلى أن يعي إخوتنا في المحافظات الجنوبية والشرقية والمناطق الساحلية أنهم الأخسرون وأنهم يجب أن يناضلوا لاستعادة أرضهم وكرامتهم وحريتهم وقرارهم السياسي السيادي حينها سيتغير حالهم وحال قوى الغزو والاحتلال السعو صهيو أمريكي بريطاني إماراتي وأن المقاومة هنا لتلك القوى المحتلة وليس مقاومة إخوتهم الذين يدافعون عنهم وعن وطنهم الذي هو وطن الجميع، وما دون ذلك فلن يكونوا إلا تابعين يتربصهم الموت والاغتيالات من قبل مرتزقة العدوان في كل مكان وسيطاردهم حتى إلى منازلهم ومساجدهم وأسواقهم ومحالهم كما يجري اليوم لكل من يعارض سياسة دول العدوان أو يطالب بحقوقه..
بريطانيا أفشلت مبادرة كيري
* هل لدى القوى الوطنية خيارات أخرى غير الخيارات العسكرية لمواجهة العدوان وما هي هذه الخيارات ؟
– الخيار العسكري دائما هو الخيار الأخير ولكن حينما يفرض عليك هذا الخيار فما باليد حيلة إلا الدفاع عن النفس ، فقد قامت القوى الوطنية بطرح رؤية واضحة للخوض في الحوار والتفاوض سواء كان حوارا يمنيا يمنيا أو حوار يمنيا من جانب ومن قوى العدوان من جانب آخر وذلك بعد إيقاف العدوان ورفع الحصار الشامل مقابل الخوض في أي حوار ومفاوضات وصولاً لتسوية سياسية شاملة وذلك ما ترفضه قوى العدوان، ولو رجعنا بالذاكرة قليلاً لوجدنا أن القوى الوطنية أو ما نسميه بوفد صنعاء كان قد توصل لاتفاقية وقف العدوان ورفع الحصار تمهيداً للدخول في مفاوضات سياسية وكان ذلك الاتفاق مع تحالف العدوان الذي كان مباشرة مع وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري ودويلة الإمارات والنظام السعودي إلا أن ذلك الاتفاق لم يرق للمملكة المتحدة وأوعزت لشركائها في العدوان وأدواتها بإلغاء تلك الاتفاقية التي تم توقيعها في مسقط واستمرار العدوان وبدء الهجوم على الساحل الغربي والمستمر من تلك اللحظة وإلى اليوم هم في محاولات يائسة للسيطرة على الساحل الغربي وهو المطمع البريطاني الأكبر في المنطقة، وكان قرار نقل البنك المركزي وإغلاق مطار صنعاء متزامنا مع ذلك التصعيد ومستمرا في أقذر ورقة ابتزاز على الشعب اليمني كعقاب جماعي ترقى إلى جرائم حرب بتجويع الناس وقتل مايمكن قتله أما بالصواريخ والغارات أو بالحصار ومنع المرتبات والاستحواذ على إيرادات البلاد ومصادر الدخل القومي لليمن.
واليوم يجري تصعيد عسكري كبير في مختلف الجبهات تزامناً مع المفاوضات غير المعلنة والتي تجري اليوم في مسقط ونحن ننتظر نتائج تلك المفاوضات، فجميع المجريات الميدانية والأحداث السياسية لا تظهر في المدى المنظور أي مؤشرات انفراج أو بوادر تهدئة لذلك فليس أمام شعبنا والجيش واللجان الشعبية إلا الصمود والتضحية في مواجهة أي تصعيد بل وأن للشعب اليمني حق استخدام كافة الوسائل المتاحة للدفاع عن دينه وأرضه وعرضه..
* كيف تقيمون صمود الشعب اليمني لهذه المدة الطويلة من العدوان والحصار وانقطاع المرتبات وغيرها من الضغوط التي تمارس ضد هذا الشعب لدفعه إلى الاستسلام والرضوخ للمعتدي ؟
– الشعب اليمني شعب أبي جَلد وقت الشدائد وهذا العدوان من اقوى واعتى الأنظمة وأقواها تسليحاً وأغناها مالاً وأكثرها قوة ولكن الشعب اليمني بإيمانه بالله وتمسكه بقضيته ومظلوميته اثبت لنا وللعالم أنه الشعب الذي لا يقهر وأن هذا العدوان إلى زوال، فمهما حاولنا أن نتحدث عن صمود الشعب اليمني لهذه المدة الطويلة من العدوان والحصار وانقطاع المرتبات وتفشي الأمراض والأوبئة وانعدام الغذاء والدواء وسبل الحياة الكريمة وقتل أطفاله ونسائه وشيوخه وخير الشباب واستهدافهم بمختلف الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً في ظل حصار شامل ومطبق فإننا لن نستطيع أن نعطي هذا الشعب حقه رغم أنه من أفقر شعوب المنطقة والعالم ويعاني من قبل العدوان والحصار ما يعانيه ويفتقر لكثير من المقومات الأساسية والمتطلبات والاحتياجات الضرورية إلا أنه وخلال ثلاثة أعوام أثبت ويثبت انه قاهر للغزاة وعصي على الطامعين وان هذا الشعب بحق وبجدارة اجبر أحرار العالم على الانحناء له ولجيشه ولجانه الشعبية احتراماً وتقديراً لهذا الصمود الذي يقدمه وهذا الإباء وهذه التضحيات الجسام والملاحم الأسطورية التي يسجلها التاريخ في أروع صفحاته بأن هناك شعبا قهر عدوانا كونيا وانتصر على أعتى الطغاة وقوى الاستكبار والاستعمار بل وبات يستهدفها في عقر دارها بعد عامين من العدوان عليه ويسطر مقاتلوه الشعث الغبر الحفاة أروع الملاحم البطولية في مختلف الجبهات ويمرغون بالتراب احدث الآلات العسكرية واحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية ويواجهونها ويدمرونها بالكلاشنكوف.
* تغيير الأمم المتحدة للمبعوث الأممي السابق إلى اليمن ولد الشيخ بمبعوث أممي جديد هو مارتن غريفيث هل ترون أن هذا سيغير شيئاً من الواقع في اليمن وهل سيعوض غريفث ما أفسده ولد الشيخ خلال الفترة الماضية من خلال انحيازه الواضح إلى جانب العدوان؟
– لم نسمع شيئاً من المبعوث الجديد مارتن إلا أننا لا نرى فارقاً بين الخلف والسلف فكلاهما ينبعان من منبع واحد ، فلو كان للأمم المتحدة أي نية لإحداث أي تغيير لخرجت من صمتها وتواطؤها المخزيين مع تحالف العدوان ضد الشعب اليمني ، فأطفال ونساء وشيوخ اليمن وخيرة شبابنا يتعرضون لأبشع عدوان عرفه التاريخ المعاصر وتتعرض مقدراتهم ومكتسباتهم لدمار شامل وتدمير ممنهج وتتفشى في أوساطهم الأوبئة والأمراض الفتاكة ويموت الأطفال بمعدلات مخيفة بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية وعدم قدرة الكثير من المرضى على السفر إلى الخارج للعلاج أو حتى وجود الأدوية اللازمة لمعالجة الأمراض المستعصية وحتى الأمراض البسيطة بسبب هذا الحصار الخانق وإغلاق مطار صنعاء الدولي ، كل ذلك وما يتعرض له وطننا من احتلال واستعمار يجري على قدم وساق ولثلاثة أعوام والأمم المتحدة لم تحرك ساكناً ، وحينما تحركت لتضع السعودية في القائمة السوداء إزاء جرائمها يتم سحبها في اليوم التالي ويخرج علينا أمينها العام السابق بان كي مون ليقول لنا أن الأمم المتحدة تخضع لسياسات وضغوط مموليها وأن الأمم المتحدة لا تستطيع تقديم شيء.
فإذا كان المبعوث الأممي السابق لدى اليمن ولد الشيخ لم يقل كلمة حق طوال ثلاث سنوات ولم يستطع حتى رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي بل وكان ناطقاً بإسم دول تحالف العدوان ومندوبهم في الشروط والقيود في المفاوضات التي أدارها، فماذا سنتوقع من البديل البريطاني مارتن الذي بلاده شريك أساسي في هذا العدوان والذي رفضت حكومة بريطانيا إلى اليوم أن توقف بيع الأسلحة لدول العدوان بل وتقدم كافة الخدمات ووسائل الدعم اللوجستي لقوى العدوان، لذلك لا نبني على المبعوث الجديد أي أمل وأن أملنا فقط في الله وفي سواعد رجال الرجال وصمود وتضحيات شعبنا والجيش واللجان الشعبية، مع إبقاء أيادينا ممدودة للسلام لمن أراد السلام المشرف واللائق بتضحيات وإباء وكبرياء وشموخ أبناء شعبنا اليمني العظيم ولن يتأتى ذلك ولن يتغير حتى وإن أتى ألف مبعوث أممي وعلينا أن نبقي البندقية بيد واليد الأخرى ممدودة للسلام لمن أراد مع شعبنا أن يعيش بسلام مبني على الندية والاحترام والقبول بالغير..
* رسالة أخيرة تودون إرسالها عبر صحيفة الثورة ؟
– رسالتنا إلى أحرار شعبنا اليمني العظيم من مختلف القوى والمكونات الوطنية السياسية والاجتماعية أن يعلموا جيداً أنه بتكاتفنا جميعاً ووقوفنا معاً جنباً إلى جنب مع القيادة الثورية والقيادة السياسية والجيش واللجان الشعبية يمكننا أن نحقق المستحيل فالنصر قائم وقادم بإذن الله تعالى، وأننا مع السلام لمن أراد السلام الحر الذي يليق بتضحيات وصمود شعبنا العظيم ، وأن هذا العدوان إلى زوال مهما كانت مخططاته ومهما عظُم جرمهم وتكالب العالم علينا مادمنا مؤمنين بعدالة قضيتنا ومظلوميتنا فلن يثنينا أحد ولن تستطيع أعتى قوة على وجه الأرض أن تقهر إرادتنا في الحياة ، وأن مسؤولية الدفاع عن ديننا ووطننا وشعبنا تقع على عاتقنا جميعاً برفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح والمشاركة في المسيرات الجماهيرية التي تهز العالم لنعبر للجميع أننا ها هنا صامدون ثابتون ثبات الجبال ، كما لا ننسى أن نشيد بالأدوار البطولية والملاحم الأسطورية التي يسطرها المقاتل اليمني من أبطال الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية ،ونشد على أيادي القوة الصاروخية وكذلك وحدة الدفاع الجوي والبحري والبري لِما يقدمونه من انجازات نوعية من تصنيع وتكبيد للعدو الخسائر الكبيرة واستهدافه في عقر داره، ونؤكد استمرارية الصمود في وجه هذا العدوان، ونأمل من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ أن يكونوا بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبقدر التضحيات التي يضحيها شعبنا من أجل رفعة وعزة وشموخ وطننا وأمتنا، وفي الأخير نترحم على شهدائنا العظماء ونسأل من الله أن يعجل الشفاء للجرحى وأن يفك أسرانا والمعتقلين والنصر لليمن بإذن الله تعالى .

قد يعجبك ايضا