سلمø لي على “جمال”

صقر الصنيدي –
كان نقاشا حادا◌ٍ فكرت مرارا◌ٍ الانسحاب منه بغض النظر عن النتيجة أهي لصالحي أم لصالح البرلماني الذي يقاتل على جبهتين , زملاءه , وانا الأقل تحدثا لأني أعرف أنø خبرته تجاوزت العشر سنوات في إدارت النقاشات داخل المجلس والرد والرد الآخر فكيف لي أن أخرجه من آرائه العتيدة .
حتى الهروب كان علي أن أجيده , نظرت إلى تلفوني السيارة وقراءة الساعة بصوت مرتفع وابتسمت في وجه النائب الذي يبدو انه سيطيل البقاء في حوش المجلس ” باقي ربع ساعة لموعدي مع جمال ” قلت ومضيت تلاحقني كلماته “سلمø لي على جمال “.
في كثير من المواقف ألوذ إلى استخدام اسم زميلي جمال حسن وأقول إنني في طريقي لمقابلته مع أن ستة أشهر مرت ولم ألقه ومع ذلك كان هو المخرج الآمن  الوحيد .
بعد يومين من الهروب التقيت النائب فسأل بمودة عن ما اذا كنت قد نقلت سلامه إلى جمال وهل أجريت معه مقابلة أم أن الأمر لم يحدث – احتجت إلى تفكير قبل أن أجيب وهل تعرف جمال ¿
لم أتوقف عن الضحك وأنا أحاول أن اشرح له أن موعدي كان مع زميلي جمال حسن وليس مع المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي يقصد .
الغريب أن النواب رغم العشرة الطويلة مع بعضهم والتي يفترض معها ان يكونوا واضحين في تعاملاتهم ما زالت أسوار من الحيطة تفصلهم ويقدم كل واحد نفسه للآخر بصورة ليست حقيقية يمكن قبولها عند التعامل مع الناخبين وتزيين المواقف أمامهم أما أن يتم الاأر بين شركاء القاعة فهذا يشير إلى عدم ثقة وإلى تضخيم الذات مما هي عليه .
النائب أراد أن يقدم شخصا جديدا للقليل من زملائه الموجودين باعتباره صار مهما في مفاوضات الوفاق التي يشرف على سيرها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المنتظر للسøلام الذي أحمله إليه من عضو البرلمان الذي قد يتعرف إليه مستقبلا.
يعكس هذه الأدوار غير الحقيقية التي يتبناها النواب وهم يزايدون على بعضهم ويتمسكون بآراء أو أجندة لا تعكس حقيقة ما يؤمنون به بقدر ما تعكس توجهات غيرهم من أطراف العمل السياسي ويجتهدون في إقناع زملائهم أنهم أصبحوا أكثر تأثيرا◌ٍ وأكثر علاقات ولهم صلات داخلية وخارجية حتى يعيرونهم الاهتمام ويضربون لهم ألف حساب حتى ان احدهم لم يستح وهو يورد تفاصيل علاقاته مع دولة لنا معها عداء وتحارب نموøنا سرا◌ٍ وعلانية ولا يستحي من القول انه أصبح محسوبا عليها .

قد يعجبك ايضا