العمل تكاملي ..” فكن أنت أحد عوامل النصر “

محمد أحمد المؤيد
جميل أن أرى الأزمات تشتد في أوساط المجتمع , وجميل أن أرى الناس تبدو في هلع وراء البحث عن السلع , وجميل أن أرى المسؤولين قد بدت سوءاتهم , وأجمل من ذلك أن ترى كل واحد يشير إلى الآخر باصبعه ويلقي عليه اللوم .. هل تعرفون لماذا هذا جميل ؟!! لأن من لا يعرف مسؤوليته الوطنية تجاه حرب تشن عليه ليل نهار ولا يحرك مقابل ذلك ساكنا , جميل أن تصله رسالة عدوه بكل حذافيرها وحروفها العبرية , وأن يلقى كل ما حاكه من أجله العدو بعدوانه , فهل تعرفون أن كل ما نمر به من دمار وشتات وأزمات هو نتيجة طبيعية لممارسات عدو أرعن أطبق الخناق على حنجرة الوطن والمواطن , غير أنه للأسف فإن الغالبية منا ” أقول منا ” لم يتحمل مسؤولية الوطن والمواطن على أكف الراحة والبذل والعطاء من شعب يأبى إلا أن ينتصر.
خذوها مني وقولوا ماشئتم , نحن جميعا نساعد العدوان في كل ما من شأنه زعزعة الوطن وأمنه واستقراره وتجويع وقتل أبنائه , أقول لكم لماذا ؟! فعندما تجد أن كل وأحد منا يوجه إلى الآخر أصابع اللوم والاتهام ويتجرد هو أو يتملص عن المسؤولية فماذا يعني هذا ؟! .
يعني أولاً أننا لم نعمل لله بصمت وتأدب ورجولة , بأن هذا وأجبي وعملي ويجب أن أعمله من دون منٍ أو أذىً ولا أنتظر جزاء ولا شكورا , مش كما عمله الرماة من الصحابة الكرام الذين وضعهم رسول الله محمد – صلوات الله عليه وآله وصحبه على قمة جبل الرماة في معركة أحد .
وثانياً أننا لازلنا جهلاء بكل ما تعنيه الكلمة كوننا لم نع أن العمل هو تكاملي وليس فرديا لشخص أو فئة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية , فمن في الجبهة يقوم بواجبه , ومن في المؤسسة يقوم بواجبه , والتاجر يقوم بواجبه , والموظف والمزارع أي أعمال أخرى تفيد اليمن وتمونه وتقويه , فلا نستهين حتى بالقاعد في بيته , فواجبه أن يلزم داره ولا يفرط في البلبلة وإثارة الشائعات وتدجيج طوابير الزحام أمام المحطات وتهيئة الأجواء للأزمات .
وثالثا أننا لم نتعلم كيفية كسب الناس إلى صف الوطن والعمل على ملاطفتهم وتربيتهم التربية الإيمانية وتحويلهم من أشخاص مرجفين ومتغرضين وانتمائيين إلى أشخاص – دفاعهم كان لشخص أو حزب أو فئة – ومقلقين , وتحويلهم وجرهم بالكلمة الحسنة والطيبة وافهامهم وشدهم إلى قضية كل يمني غيور على بلده اليمن وأبنائه وبناته , لأن العنف والتخوين والعجرفة , وخاصة مع هكذا وضع لن يجدي نفعاً , بل ربما يزيد الأمر سوءاً وتعقيداً ” ومش كل مره تسلم الجره ” , وخاصة وأن هناك عدواً يقتنص الأخطاء ويستغل الهفوات كي يصنع منها أزمات ثم تعقبها فتن , ” ونعوذ بالله من كل فتنة وسوء ومكروه , وحسبنا الله ونعم الوكيل ” .
ليع الجميع أن رب ضارة نافعة , فليس كل ضارة مضرة , وليس إلا بعد العسر يسر , لأن هذه الأزمات والأفتعالات ليست مشكلة فردية بل جماعية , وليست آنية ولكنه مفتعلة ومتكررة ومستمرة إذا لم يوجد لها حل جذري ينهيها تماما ً , وليس بمهدئات ومسكنات آنية وكفى , فالأزمات لها سبب وخاصة إن تكررت فالعيب فينا وليس في غريمنا وعدونا ” فمن لطمني ملطاماً لاجزاه الله خيرا ومن لطمني ثانية جزاه الله خيرا ” , وليس العيب أن نخطئ ولكن العيب أن نكرر الخطأ .
ولكي نزيدكم تفقهاً في الأمر , لنفرض أن الغاز محتجز لدى جماعة مسلحة في الطريق قبل دخولها إلى المدن , وحدث أن تم تبليغ وزارة الداخلية واللجان الشعبية , فحولوا هذا البلاغ إلى الرئيس والحكومة فعملوا على تكليف لجنة منسقة كي تفك الخلاف وتتدارك الموقف بوسائل سلمية بحيث لا تضغط الجماعة على المسؤولين بأي شروط , ماذا وإلا فنحن في حرب ومايضر في المقتول طعنة , وليضربوا بأيد من حديد , لأن الموضوع موضوع لقمة عيش وأطفال ونساء وأرزاق ومجاعة .
يجب على كل مواطن مؤمن ومسؤول نزيه ويقظ أن يؤدي واجبه على ما يرضي ربه , وإلا فليرحم نفسه من يوم يسأل عن وطنه وطفله ومستقبل أبنائه وبناته , “فكلكم راع ومسؤول عن رعيته” , فلا تركنوا إلى أي شخص أو شخصية , بل كن أنت أحد أسباب النصر بعملك الدؤوب والمتواصل من أجل الله والوطن والدين , ولا تستهينوا بأقوات وأرزاق الناس ففيها النصر والتمكين وفيها الفلاح في الدنيا والآخرة , قال صلى الله عليه وآله وسلم ” إنما تنصرون بضعافكم ” صدق رسول الله , فالمرتبات والاستهانة بأمرها هو من أسباب تأخير النصر , فهناك من يعول أسرة وانقطعت جميع السبل أمامه وصار عالة على اليمن وعلى كل من يخاف ربه من اليمنيين وخاصة الحكومة الموقرة.
..ولله عاقبة الأمور.

قد يعجبك ايضا