مجازر وحشية لا تسقط بـــالـتـقـــــــادم خلفت مئات الشهداء من المدنيين

> استهداف صالات الأعراس ومجالس العزاء سيناريو سعودي لقتل اكــــــــــــبر عدد من المدنيين

تحقيق/ حاشد مزقر
الوقائع التالية تعرض أمثلة مما تسببت فيه تحالف العدوان الذي تقوده السعودية من قتل متعمد للمدنيين في صالات ومواجب الأعراس والعزاء، نسلط الضوء على 4 وقائع استشهد فيها مئات المدنيين وقد ارتكبت هذه الجرائم من دون أي دليل على وجود هدف عسكري للهجمات مع الإشارة إلى أن هذه الوقائع جزء بسيط من عشرات الوقائع التي سقط فيها آلاف المدنيين جراء الهجمات من العدوان على اليمن:

مجزرة مخيم حفل زفاف..(واحجة _ذوباب)
واقع اقرب ما يكون الى الخيال ومأساة لا يستطيع عقل الإنسان الطبيعي ان يتخيلها أو يتوقع حصولها في تلك المنطقة التي لم يكن في البال ان تستهدفها آلة الحرب وتنتزع أرواح ابنائها،، منطقة واحجة بمديرية ذوباب القريبة جدا من مدينة المخا كانت هي مسرح الجريمة البشعة التي ارتكبتها طائرات العدوان السعودي عندما استهدفت مخدرتي عرس (مخيم اعد لحفل الزفاف) إحداهما للنساء والأخرى للرجال وفجأة وعلى غير ميعاد وعندما كانت نساء المنطقة من أهل وجيران العروس يشاركن في مراسم الحنا للعروس حسب تقاليد المنطقة جاءت طائرات الإجرام والمجرمين لتقصف المخدرة بصاروخ ليقطف أرواح 135 من البشر المسالمين وتوزع أشلاءهم في كل مكان نساء وأطفالاً حوَّل فرحتهم مجرمو الحرب من يسمون أنفسهم التحالف العربي إلى لحظة من لحظات الموت و لقد كان وقع الخبر كالصاعقة عندما تناقلته وسائل الإعلام بكثافة مساء يوم الاثنين الموافق 28 /9 /2015م ولكن الفاجعة كانت أكبر عند أهالي وسكان المنطقة فالمشهد مهول والمأساة أكبر من ان يصفها القلم..
تفاصيل الجريمة
بعد نزول ميداني لفريق رصد من الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان والذي زار المكان والتقى بشهود عيان من سكان منطقة واحجة وذوي الضحايا الذين لم تكن شهاداتهم اكثر تعبيرا من دمار المخدرة والمنازل المجاورة ورائحة الموت التي تفوح من كل شبر في المكان وأمتعة الضحايا والعاب الأطفال المتناثرة وبقايا المنازل وسؤال بحجم النكبة كيف مرت تلك اللحظات على أهالي الضحايا ؟
تحدث الناشط الحقوقي علي محسن راجح رئيس فريق الائتلاف والذي اطلع على مكان الجريمة بعد ان وصلوا إليه بصعوبة بالغة نتيجة لاستهداف الطيران لمديرية المخا وذوباب بشكل متواصل كذلك عدم وجود المواصلات في الطريق الساحلي من الحديدة إلى المخا نتيجة لخطورة الوضع في المديرية وقال :ذهبنا إلى مكان سقوط الصاروخ الأول والذي سقط في مكان خالٍ حيث تطايرت شظايا الصاروخ على مسافة كبيرة وطالت خيمة “المخدرة “المكان الذي كان يجتمع فيه العريس بأصدقائه وضيوفه”في يوم “الحنا” اليوم الذي يغسل العريس رجليه به كما هي عادات وتقاليد المنطقة إلا ان العريس كان قد خرج هو والكثير من الذين كانوا معه وخلال رصدنا للمكان فإننا لاحظنا ان الذخائر العنقودية لم تكن غائبة في واحجة حيث لاحظنا دوائر بحفر صغيرة تركتها تلك الذخائر على إرجاء المكان الذي قصف بها الصاروخ الأول كانت ظاهرة وموجودة حتى ظهر اليوم الثالث عند خروجنا من واحجة ومن خلال متابعتنا وجدنا ان شظايا الصاروخ الأول تسببت أيضا بمقتل سيدة تدعى “حواء درويش والتي تجاوز عمرها الستين عاماً “كانت في منزلها الذي يبعد عن مكان القصف الصاروخي الأول 100 متر وهذا دليل قاطع على استخدام العدوان صواريخ شديدة الانفجار وعند الرصد أيضا داخل “المخدرة “ وجدنا مبنى تهدم وأصبح مكاناً للحيوانات فيما ونحن نتجول شاهدنا بقايا دماء ما زال اثرها باقياً لم يجف..
ويضيف: ذهبنا الى مكان سقوط الصاروخ الثاني وهو المنزل الذي يملكه المواطن محمد علي بصيبص (والد العريس) والذي خصص لإقامة حفل زفاف العروس وهو منزل مبني من وسيف النخيل حيث أضيفت بجانبه مخدرة كانت النساء تجتمع فيها لإقامة زفاف العروس وهو منزل يبعد عن مكان سقوط الصاروخ الأول بحوالي 250 متر تقريبا.
مضيفا: رأينا حفرة عميقة في المكان الذي سقط الصاروخ الثاني فيه وما زالت شظايا الصاروخ باقية، آثار الدماء وأجساد الضحايا قد مزقتهم صواريخ التحالف إلى قطع صغيرة لم تستطع التعرف عليها كانت مبعثرة في كل مكان فوق الأشجار في الطرقات في المباني المحاطة بمكان القصف لازالت راحة القتلى وجثثهم المتطايرة تطلع من المكان ..فيما المكان المجاور للمنزل الذي سقط فيه الصاروخ الثاني في ثالث أيام القصف الأشلاء وبعض الأقمشة والملابس باقية لكن ما هو اظهر من ذلك هو ان الأرض تغير لونها الى اللون الأسود.
لحظة من لحظات الموت
بحسب شهود عيان عند سقوط الصاروخ الاول على المخدرة التي كانت مخصصة لعرس الرجال والتي تبعد عن منزل العريس ومخدرة حفل العروس 250 متراً هرع الناس الى مخدرة النساء لاخراج وإنقاذ النساء فكل شخص كان يريد إخراج نساء بيته واهله خوفا من استهداف المكان وبدأت النساء بالفعل بالمغادرة إلا ان عدد من تمكن من الخروج كن حوالي 20- 30 كما يقول الأهالي وكانت العروس من ضمن الناجين وكان حينها تحليق الطيران مستمراً.
والد العريس محمد علي بصيبص افاد بأنه لم يكن (يتوقع ان القصف سيطال منزله البسيط بغرفة المبنية من وسيف النخيل التي خصصت لحفل عرس النساء ،لكنه وتخوفا من ان يقصف المكان اسرع الى ابعاد الطرابيل من فوق غرف منزله حتى يتضح للطائرة ان التجمع هو تجمع للنساء ) ومن خلال افادات شهود عيان لصحيفة (الثورة) فإن تلك اللحظة التي كانت النساء تتجهز للخروج فيما الكثير من الأهالي منتظرين استهدف المكان بصاروخ كان كفيلا بقتل كل من كن داخل المنزل والمخدرة إضافة لمقتل وإصابة العديد ممن كانوا يهبون لاخراج أهاليهم.
فيما يصف والد العريس بصيبص المشهد بالمهول وكان يتحدث للراصدين من الائتلاف المدني وهو يبكي كمدا وقهرا غلى استشهاد 10 من أفراد أسرته دفعة واحدة .
وقال ابو العريس “بصيبص “ لم نستطع حصر الضحايا ولم نستطع التعرف على احد كان العدد كبيراً وكان تواجد النساء في العرس من اماكن بعيدة .
مربط الفرس
لم يكن الاستهداف الممنهج للمنطقة وما جاورها إلا من أجل تنفيذ مؤامرة العدوان التي كانت تريد تشريد المواطنين من كل هذه المناطق بغرض تسهيل وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية الرامية لاحتلال باب المندب وذوباب والمخا حتى ولو كان ثمن ذلك ارتكابهم لجرائم الحرب هذه بحق المدنيين وهو ما أثبتته بالفعل بعد مرور أكثر من عامين على هذه المجزرة البشعة.
تفاصيل :قصف حفل زفاف وتدمير منزل العرس فوق رؤوس المحتفلين في قرية سنبان – عنس – محافظة ذمار :
في مساء يوم الأربعاء الموافق 2015/10/7م في قرية سنبان التي تقع في وسط اليمن النابض بالحياة، كان أهالي القرية يعيشون يوماً من أجمل وأسعد الأيام، ففي هذا اليوم زفت القرية ثلاثة أخوة من خيرة شبابها إلى عش الزوجية: الشاب مؤيد وأيمن وعبدالرحمن، كان منزلهم يُشع بأضواء قناديل الزفاف وزغاريد الفرح، وتصدح فيه أعبق الأناشيد والتبريكات بهذا الزفاف الميمون، منزل العرس المكون من دورين يعج بالضيوف من أهالي القرية والقرى المجاورة الذين لبوا دعوة حفل الزفاف رجالاً ونساءً واصطحبوا معهم أطفالهم، وفي فناء المنزل تم نصب خيمة لاستقبال الضيوف وبجوارها خيمة صغيرة لإعداد وطبخ وليمة العرس، ومع حلول المساء ابتدأت مراسيم الزفاف، فمن العادات والتقاليد الشعبية المعروفة في اليمن أن يتم زفاف العريس ليلا خارج المنزل في حفل بهيج يحييه المنشدون والفنانون، وبعد إتمام زفة الأناشيد والغناء يتم إدخال العريس إلى الخيمة أو المنزل مع الضيوف لانتظار موكب العروس الذي يضم كوكبة من أهلها وذويها من الرجال والنساء والأطفال. واستعد الضيوف ووجهاء القرية مع العرسان لاستقبال موكب العرائس الثلاث، صعدت النسوة أسطح المنازل لمشاهدة وصول الموكب وأطلقن الزغاريد فرحاً بقدوم العروس الاولى، وصل الموكب واستقبله جميع الحضور بالترحيب، صعدت كل عروس إلى غرفة عريسها ولم يشاهد كل منهما الآخر بعد، واختلطت نساء العرس مع نساء أهالي كل عروس والأطفال مع الأطفال والرجال مع الرجال -أهالي العروس عادةً يحضرون معها لزفافها ويغادرون عندما يدخل العريس إلى غرفته- ازدحم منزل العرس وامتلأت كل الأجواء بالزغاريد والتبريكات التي عانقت عنان السماء، أول العرسان الثلاثة ظفراً بعروسه هو الشاب مؤيد ، جلس بالقرب منها وأهله وأهلها من النساء والأطفال يحفون بهما من كل جانب، وفي ممر المنزل المختنق بالضيوف كان أيمن يشق طريقه ليصل إلى عروسه، أما عبدالرحمن فقد آثر على نفسه أن يقوم بتشغيل مولد الكهرباء الذي انطفأ في تلك اللحظات ولم يستطع أحد من الحضور تشغيل هذا المولد الذي اعتاد عبدالرحمن على تشغيله، فقرر أن يقوم بهذه المهمة كي يدخل إلى عروسه في فسحة الأضواء ، فهرع إلى الطابق الأول لتشغيل المولد وعروسه بانتظاره.
تفاصيل الجريمة :
ضيف آخر حل القرية في تلك الأثناء، وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل ، ضيف لم يكن ضمن قائمة المدعوين لحفل الزفاف، طائرات العدوان حلقت في اجواء القرية وآثرت على ان لا تغادر إلا وقد زغردت بصواريخ الموت ،بيد ان واحدا من المحتفلين ينتبه لذلك فهم منشغلون بزفاف العرسات وزغاريد النساء تملأ المكان ،صاروخان كانا كفيلين بتدمير كل شيء،سقط احدهما فوق منزل العرس والآخر فوق خيمتي الضيوف والطبخ،قتل من أهالي العرسان أبويهما وثلاثة من الإخوة وقتل العريس من عبدالرحمن وقتل العديد من أقاربهم ،ومن العرائس قتلت أحداهن واصيبت الأخريات بكسور وشظايا،وأسفرت الغارات عن استشهاد 100 من المدنيين من بينهم 41 طفلاً و 28 امرأة و31 رجلاً وإصابة ما لايقل 100 من أهالي العرسان ومن أهالي العرائس والضيوف،وتهدم منزل العرسان المكون من طابقين وتلف كل ما بداخله واحتراق عشر سيارات من سيارات أهل العرائس والتي احضرت العرائس كما احترقت خيمة الضيوف .
قصف صالة العزاء (الصالة الكبرى) جريمة إبادة جماعية :
قامت طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية عصر يوم السبت الموافق 2016/10/8م بارتكاب جريمة من اشد الجرائم الأشد خطراً والمصنفة من ضمن جرائم الإبادة الجماعية وذلك من خلال استهداف المدنيين أثناء تأديتهم مراسيم العزاء في وفاة الشيخ الرويشان بمجلس العزاء بالصالة الكبرى بصنعاء والتي كانت تحوي أكثر من ألف شخص من المدنيين بداخلها، وتم استهداف الصالة بأربع غارات أسفرت عن استشهاد 140 وإصابة 610 ، وكذا تم استهداف المسعفين مع استمرار التحليق بعد القصف وقد أدت الغارات الى تفحم الجثث وصعوبة إسعاف الجرحى ، وقد فارق الكثير من الجرحى الحياة حيث أن أغلبهم كانت إصاباتهم خطرة .
وقد أكد الكثير من الحقوقيين أن هذه الجريمة تعد من جرائم الحرب حسب تصنيف القانون الدولي الإنساني كونها جريمة إبادة جماعية تتحمل مسؤوليتها الدول التي تشارك في العدوان على اليمن.
ورغم الإدانات الواسعة التي أطلقتها المنظمات الدولية لارتكاب العدوان لهذه المجزرة إلا ان الأمم المتحدة لعبت دوراً سلبياً وهي التي تشاهد المجازر تلو المجازر تستهدف المدنيين في الأسواق الشعبية العامة وفي حفلات العرس وصالات العزاء والأماكن السياحية والمناطق السكنية مسببة آلافاً من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى ولم تتخذ أي مواقف أو إجراءات ضد دول دول العدوان بقيادة السعودية ولم يصدر مجلس الأمن أي قرار ضد دول تخالف العدوان مرتكبي هذه المجزرة.
وقال مصور فرانس برس والذي تواجد في الدقائق الأولى للمجزرة إن فرق الإنقاذ حاولت انتشال جثث متفحمة وأخرى عالقة تحت الأنقاض..وأضاف المصور إنه أحصى عشرين جثة متفحمة تماما وشاهد متطوعين يحاولون إسعاف أشخاص بترت أطرافهم السفلية..وأفاد شاهد قال إن اسمه مجاهد “بأن طائرة أطلقت صاروخا على الصالة وبعد ذلك بدقائق قصفت طائرة ثانية الموقع”.
وقال شاهد آخر “إنها جريمة بشعة على مكان عزاء”..وهرعت سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات..ونفى العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية أي ضلوع له في الغارات الجوية التي أوقعت مئات الشهداء والجرحى إلا انها ما لبثت ان اعلنت اعترافها بارتكاب طائراتها للمجزرة بعد ان توالت ردود الأفعال للمنظمات الحقوقية العالمية خصوصا وقد قامت بارتكابها في وقت اعلنت فيه عن هدنة لمدة 3 أيام وهو ما يعد بادرة خطيرة تهدد السلم العالمي.
اللافت أن المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان ليست فريدة من نوعها إلا أن حجمها ورمزيتها ومكان وزمان وقوعها كانت كلها عوامل منحتها خصوصية واضحة على المستويين المحلي والدولي وعلى مستوى دول العدوان بما في ذلك الدول الكبرى إذ انها لم تستطع دعم انكار السعودية فإثبات التورط في الجريمة كان واضحا ولذلك انصب اهتمام الإعلام على تمييع القضية بخطة جاهزة أملا في امتصاص الصدمة اللحظية للجريمة بعد ذلك لن يكون مهما أن تتضح الحقيقة وتنضم للمئات من الجرائم التي يتستر عليها العالم وتمنحها الولايات المتحدة غطاء أمميا.
استهداف منزل عزاء بيت النكعي بمديرية أرحب :
في يوم الأربعاء بتاريخ 15 فبراير 2017م شن طيران العدوان السعودي الإماراتي عصراً غارة استهدفت بشكل مباشر منزل محمد هادي النكعي في قرية شرع بمديرية أرحب بصنعاء عندما كانت نسوة من القرية يشاركن في مجلس عزاء نسائي ما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل..وأدت الغارة إلى استشهاد ثماني نساء تم انتشال جثثهن من تحت انقاض المنزل الذي دمرته الغارة السعودية ..وأوضح شهود عيان أن جهود انتشال ضحايا الجريمة السعودية من تحت أنقاض المبنى المدمر استمرت حتى مساء ارتكاب الجريمة بعدما كانت تعثرت خلال ساعات النهار بسبب التحليق الكثيف لطيران العدوان السعودي فوق المنطقة.
وقال مسعفون ان استمرار طيران العدوان السعودي بالتحليق فوق القرية حال دون إسراع المتطوعين لإسعاف الضحايا وانتشال جثث الشهيدات اللاتي قضين تحت انقاض المبنى المدمر وعقب انتشال الضحايا تم إسعاف النساء المصابات والتي بلغ اعدادهن عشرة نسوة..وعقب تنفيذ العدوان الغاشم للجريمة اعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق في استهداف طيرانه للمجزرة وكعادته اعلن عن وجود خطأ في الاحداثيات التي زودت عن طريق مرتزقته.

قد يعجبك ايضا