أمهات على خطى الزهراء تضحية وصمود وإباء

الثورة / أسماء البزاز

الحادي والعشرون من مارس يحتفل فيه العالم بعيد الأم. ويحتفل فيه اليمنيون بصمود وثبات وعطاء الأم اليمنية في كل مجالاتها الحياتية. باذلة فلذات أكبادها مستشعرة عظمة المسؤولية الدينية والوطنية . ورغم كل الظروف القاهرة التي خلفها العدوان وزاد من معاناة أمهات اليمن. إلا أنهن طوعن ظروف الزمان وقساوته إلى صبر وعزة وشموخ لا يوصف الوهن ولا الضعف والهزيمة، منهجهن الزهراء وعلى دربها كانت المعجزات وصنع الأبطال..

الأكاديمية الدكتورة وفاء ناشر أوضحت أن الأم تمثل كل رموز الحنان والحياة والأرض والوطن، ونحن نحتفل هذا العام بعيد الأم في ظل أوضاع معيشية سيئة تعيشها الأمهات وأطفالهن مع دخول الحرب سنتها الرابعة لأن الأم والمرأة اليمنية هي أكثر فئات المجتمع معاناة و أكثر تضحية من أجل أبنائها التي تؤدي بها إلى التنازل حتى عن حقها في الغذاء والراحة من أجل من تعول وفي هذه الحرب التي جعلت كثيراً من الأمهات أرامل وثكالى مما أثر على معيشتها واضطرها إلى البحث عن مصادر للعيش هي وأبناءها.
ومضت ناشر تقول : ودائما هي الأم التي تجني نتائج الحروب والدمار ومع ذلك فهي تصمد وتقاوم بل وتبادر في التضحية وكل أنواع العطاء من أجل مجتمعها ووطنها.
أمنا الزهراء
من جانبها أوضحت الدكتورة أسماء الشهاري أن العالم يحتفل بعيد الأم ونحن نحتفل بتضحيات وعطاءات الأم اليمنية المثالية في كل المجالات الحياتية والتي تسير على درب أمنا فاطمة الزهراء فقد أعطى الله فاطمة الزهراء أوفر حظ من العظمة وأوفى نصيب من الجلالة بحيث لا يمكن لأية أنثى أو أم أن تبلغ تلك المنزلة. فهي من زمرة أولياء الله الذين اعترفت لهم السماء بالعظمة قبل أن يعرفهم أهل الأرض، فقد نزلت في حقها الآيات المحكمات التي تتلى آناء الليل وأطراف النهار إلى أن تقوم الساعة، إنها الزهراء أم أبيها التي يثني عليها الله ويرضى لرضاها ويغضب لغضبها وصاحبة تلك المكانة الرفيعة العظيمة عند أبيها رسول الله (ص) والذي كم تحدث عن عظمتها وجلالة قدرها.
وقالت الشهاري : لذا فأتمنى من كل أم أن تتخذ فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة لها في كل ميادين الحياة بكونها قد بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني في شتى مجالات وجوانب الحياة فاستحقت بجدارة أن تكون سيدة نساء العالمين ومفضلة حتى على فضلياتهن أجمعين، فهي سيدة نساء الدنيا وسيدة النساء في جنات النعيم قد اصطفاها الله وكرمها ورفع قدرها وأعلى شأنها ومقامها كما كانت الأعلى مكانة عند أبيها فكانت أم أبيها وكم كان لها من قدر ومكانة في قلبه ونفسه ومن الصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول الله بل إنه خارج عن قدرة القلم واللسان والتحليل والبيان.
وجه آخر
التربوية أروى النجدي ترى أنه لا يقتصر الحب بالأم والاحتفاء بها في يوم واحد ولكن بما أنه يوم عالمي لا بأس من مضاعفة حدة الاهتمام والحب . وفي هذه الظروف القاسية أكاتف كل أم أجبرتها الحرب على دفن إبن لها في غارة أو قذيفة أو ما شابه .وأصافح كل أم تعمل وتجد لإعانة أسرتها.
وأضافت النجدي: وفي اليمن ، الأعياد هنا وجه آخر من وجوه الصمود العديدة وهنا أرسل حبي وتقديري واحترامي لكل أم مناضلة، محبة، مكافحة، ولأجل أبنائها وأوطانها تضحي براحتها وسعادتها عن طيب خاطر.
مشيدة بكل أم فارق جسدها الحياة جراء العدوان أو الموت غير المباشر له ولكن روحها لا تزال تحوم حول أبنائها تسقيهم حبا وأملا في غد جميل. وكل عام وأمي سيدة النساء وتاج رأسي .
الناشطة الحقوقية أمة السلام جمعان تقول من جانبها : إنه لفخر واعتزاز أن يحتفي العالم بعيد الأم ونحن نحتفي بصمود وإخلاص وثبات عيد الأم نحتفي بوفائها بكرمها بتضحياتها بكل غال ونفيس، مقدمة الولد والمال والحلال في سبيل الله والوطن في ظل عدوان لم يرحم حتى الحجر والشجر ولا المرأة ولا الطفل.
وقالت جمعان : هذا وقد بينت مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان في تقريرها الأخير أن الأم والمرأة اليمنية منذ بدء الحرب تتعرض للعديد من المخاطر المهددة للحياة، فبالإضافة إلى القتل المباشر الذي طالهن نتيجة الغارات الجوية، والاشتباكات المحلية، فإن التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وانتشار الأوبئة وتزايد معدلات سوء التغذية والفقر والبطالة في مختلف محافظات البلاد فد فاقم من معاناتهن. وإن آثار النزاعات المسلحة والحروب على المرأة لا تقف عند حد إلحاق الضرر المادي بجسدها أو قتلها بل تتجاوز ذلك إلى هدم مساكن الأسر وتدمير ممتلكاتها وإجبارهن على النزوح والتشرد والعيش في أوضاع مأساوية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فضلا عن تعريض البنى التحتية كالماء والكهرباء والصرف الصحي للتدمير مما أرغمهن على تحمل مشقة إيجاد البدائل لطهي الطعام. ومشقة توفير مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى .
مضيفة إن مثل هذه الأوضاع أجبرت النساء على القيام بمهمات إضافية في رعاية العائلة، بما في ذلك العمل على تلبية حاجياتها من خلال استخدام بدائل بدائية وشاقة ومرهقة، مثل الاحتطاب ونقل المياه من الآبار وإنارة المنازل بالشموع. كما حرمت النساء في اليمن من الحصول على الرعاية الصحية الخاصة بهن حيث أصبحت الحوامل يلدن في ظروف صحية صعبة جدا وتفقد بعض النساء حياتهن بسبب تعقيدات الحمل أو بسبب أمراض كان من الممكن علاجها إذا وصلت في الوقت المناسب.
إحصائيات
وقد بينت الإحصائيات أن أكثر من نصف مليون من الأمهات الحوامل موجودات في المناطق الأكثر تضرراً وهن أكثر عرضة للولادة أو مضاعفات الحمل ولا يستطعن الوصول إلى المرافق الطبية التي سجلت ما يقارب (420) حالة إجهاض. أي بزيادة ما نسبته (30%) مقارنة بمعدلات الإجهاض خلال فترة ما قبل العدوان. كما تشير الإحصائيات إلى أن (1.1) مليون امرأة حامل تعاني من سوء التغذية. وأن (52.800) امرأة حامل معرضة لخطر الإصابة بمضاعفات، كما تشير إحصائيات حديثة إلى أن نحو 350 ألف امرأة دفعن بأبنائهن إلى الجبهات دفاعاً عن الوطن وسيادته.
وتشير الإحصائيات أنه بالإضافة إلى البيانات التي تستند إليها من الجهات الحكومية الرسمية. فقد بلغ إجمالي الضحايا من النساء (2260 شهيدة و3750 جريحة) جراء غارات العدوان كما تم توثيق وقوع (450 حالة إجهاض) نتيجة الخوف والذعر من قوة انفجارات صواريخ طائرات العدوان السعودي في الأحياء السكنية.
أمي اليمن
فيما اعتبرت الإعلامية رند الأديمي أن الأم الكبرى هي الوطن التي يمتد من فروعها الأمهات واللواتي متى ما قوي عود الأم الكبرى فسيكون عود أمهات اليمن بخير وعافية خاصة وأنهن يبذلن الغالي والنفيس في سبيلها وسبيل عزتها وكرامتها.
ومن جانبها تقول التربوية نجاة النجار، مدرسة سالم الصباح، أن عيد الأم ذكرى دائمة في قلوبنا لا يمكن نسيانها والاحتفال بها في 21مارس ما هو إلا تكريم لها ولدورها الفعال في صناعة الأجيال فدامت كل الأمهات وخاصة الأمهات اللاتي قدمن فلذات أكبادهن فداء لوطننا الغالي، وكل عام وأمهات العالم بصحة وعافية وسعادة.

قد يعجبك ايضا