استهداف المصلين في بدر والحشحوش

*جريمتان تعكسان قبح المنهج الوهابي وذروة الإجرام السعودي
*3 سنوات على ذكراها الأليمة
الثورة/حميد حسن
تكشَّف الإرهاب في أكلح صوره وتساقطت أقنعة المتحدثين باسم الدين مظهرة الوجه الحقيقي لتلك الجماعات الإرهابية من خلال أعمالهم الوحشية التي لا تمت إلى دين أو عرف إنساني بصلة.
فجريمة تفجيري جامعي بدر والحشحوش في العشرين من مارس 2015م والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى قدمت دليلاً واضحاً على واحدية المشروع الداعشي الذي تقوده مملكة آل سعود في المنطقة العربية.
(صحيفة الثورة) سلطت الضوء على هذا الموضوع.. فإلى الحصيلة:
في البداية تحدث الأستاذ أحمد عبدالملك حميد الدين أستاذ القانون بجامعة صنعاء عن هذه الجريمة قائلاً: الواقع أن تفجير المساجد سمة تتصف بها جماعات تكفر من يختلف معها فكراً وفقها وهي قديمة والتاريخ واستقراؤه لهذه الجماعات كان يضعها أمام وقائع تشيب لها الرؤوس ولعل الأصل في هذا الفعل هو اصل تنظيري فمن كفّر قتل واستباح الأعراض ولكن ظاهرة تفجير المساجد من خلال المجموعات الإرهابية وبالذات جماعة القاعدة ووليدتها داعش هو تطور خطير وتغول تجاوز كل الحدود ومن خلال تكوين هاتين الجماعتين وتاريخ ظهورهما يتبين لنا أن للاستخبارات الأجنبية دوراً مهماً في خلقها وتكوين العقل والذهنية لقيادتها وتسييرها تسييرا يكاد يكون “بالريمونت كنترول ” ولتحقيق أهداف مرسومة قد لا يعيها أفراد هذه المجموعات، ففي ظاهر ما تقوم به هو أنها تحارب المختلفين مع فقهها وتصفهم بالرافضة أو المتصوفة أو المبتدعة أو أحياناً المرتدة، حينما لا تجد اختلافاً فقيها معها وهي تستهدف أيضا أنظمة ومكونات سنية تحقق من استهدافها أجندة الراعي لها وهي أجنبية، وهذا ما حدث في جامعي بدر والحشحوش فقد استهدفت هذه الجماعة التكفيرية المصلين في هذين المسجدين من كل شرائح وفئات المجتمع سنة وزيدية محققة هدفاً يسعى اليه العدو الأمريكي وهو إحداث الفوضى الخلاقة بنفس الأسلوب الذي يحدث في مساجد العالم الإسلامي في أوطان متعددة المذاهب والطوائف.
نخلص من هذا إلى أن هناك أهدافاً سياسية تتحقق من فعل هؤلاء المكفرين للراعي لها والممول والمخطط وهناك أهداف ظاهرة تُحسب للجهة المنفذه أنها تعبد الله في قتل المخالفين لها باعتبار أنهم الفئات الضالة وأنها هي الفرقة الناجية الوحيدة تفسيراً لنصوص ظنية استقتها هذه الفئات من تراثها القديم.
خلط للأوراق
كما تحدث الأستاذ محمد حمود الحباري عن هذه الجريمة قائلاً: كلما مر عام وكلما أطل علينا شهر مارس تذكرنا العدوان السافر وما سبقه من المجازر الإرهابية والذي كان أبشعها إجراما مجزرتا جامع الحشحوش وجامع بدر واللتين راح ضحيتهما المئات من الأبرياء المصلين من الشيوخ المسنين والشباب والأطفال من مختلف شرائح الشعب دون تمييز فلم يرعوا حرمة لمصلين ولا ليوم جمعة ولا لبيت يعبد فيه الله وبدون أدنى رادع من ضمير لدى أولئك القتلة السفاحين منزوعي الأخلاق والإنسانية الممولين والمدعومين استخباراتيا من النظام السعودي بشكل مباشر وغير مباشر فقد كان لكل عمل إجرامي ترتكبه أذيال وأدوات النظام السعودي والفكر الوهابي في بلادنا أهداف سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية.
وأضاف قائلا: إن جريمتي جامع الحشحوش وجامع بدر امتدت أهدافهما إلى هدف إضافي على خلاف العمليات الإرهابية التي سبقتهما ،كان أبرزها الاستهداف المذهبي وإيجاد فتنة وعداءات مذهبيه. وخلط الأوراق السياسية بالأوراق المذهبية والطائفية النابعة من حقد مذهبي وهابي بغيض ومقيت خرج عن نطاق الأخلاق الإنسانية ولا غرابة أن نجد نفاق النظام السعودي بكل وقاحة قد أنشأ مسبقا منظمة حوار الأديان في حين لم يتقبل التعايش مع المذاهب الأخرى لأبناء الملة الواحدة والدين الواحد ، لأنه لم يوجد هذا النظام وأفكاره الوهابية من أساسه إلا لضرب الدين الإسلامي من داخله وتشويهه بالإرهاب وزرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الدين الواحد بتخطيط أمريكي وإسرائيلي ماسوني ظاهر للعام والخاص.
فما قام به الفكر الوهابي من ارتكاب مجازر ومذابح في اليمن وسوريا والعراق وليبيا جاعلا من تلك الإبادات عبادة وتقربا إلى الله هو ما عكس مفهوما خاطئا للدين نتج عنه نفور عن دين الإسلام من غير المسلمين بل ومن المسلمين أنفسهم كما اتحدت النظرة الاستعلائية للفكر الوهابي والفكر الصهيوني والنظرة الدونية لغيرهم من البشرية، فكما ترى الصهيونية بأنها شعب الله المختار وما دونهم مجرد عبيد أشباه بشر خدم لهم وأنهم أحق بثروات الأرض من غيرهم، كذلك تنظر الوهابية بنفس النظرة ولكن من جانب ديني مشوه فهي ترى أتباعها وحدهم هم المسلمون وما دونهم كفرة ويجب قتلهم وسلب أموالهم، هذه النظرة ولدت الاستهانة بدماء وحرمات بقية البشرية عند أصحابها.
تحرك لإنقاذ القاعدة
وأردف قائلاً: كل هذه الأعمال التي تبناها وأدلجها الفكر الوهابي ودعمها ومولها النظام السعودي لم توجد إلا لخراب الأنظمة وتهديم قيم الإسلام السمحة وخلق الصراعات المذهبية وذلك لتحقيق أهداف سياسية لدول الهيمنة والاستعمار وأذنابهم من الأنظمة العربية المنبطحة ونخر شعوب ودول الممانعة من داخلها باستخدام عباءة الخطاب والولاء الديني للهيمنة على الشعوب.
ولكن عندما أدرك النظام السعودي واذرعته فشلهم في تمرير تلك المخططات في مجتمعنا وبعد أن أعلنت التعبئة العامة لمواجهة القاعدة والخلايا الإرهابية وتحرك الجيش واللجان الشعبية للقضاء على تلك الخلايا في أماكن تمركزها ببعض المحافظات عندها تحرك نظام آل سعود لإنقاذها المباشر وإعلان الحرب على اليمن وجلب تحالف الشر والعدوان إلى جانبها تحت غطاء الأمم المتحدة والدول الاستعمارية إنقاذا لأدواتها الإرهابية. والتي مارست فيها دول الهيمنة وأذيالها إرهاب الدولة مرتكبة نفس الأعمال الإرهابية ولكن بأداة وأسلحة أكثر فتكا وإجراما مما يؤكد ويثبت ارتباط الأعمال الإرهابية الفردية بإرهاب تلك الدول وخروجها من مشكاة واحدة فما ارتكبته دول العدوان بطائراتها من مجازر إرهابية كان أبرزها استهداف قاعات العزاء وتجمعات الأعراس والأسواق ومآتم النساء ودور المعاقين ومدارس النشء والمنشآت المدنية والخدمية التي يحرم ويجرم القانون الدولي استهدافها لهي خير دليل على الترابط بين تلك الأدوات الإرهابية وبين هذه الأنظمة الإرهابية وان ادعوا زورا أنهم رعاة السلام.
لا بد من الصحوة والحذر
اختتم حديثه: ليس أمام شعبنا بل وكل شعوب العالم الإسلامي إلا الصحوة والحذر من ذلك الفكر الذي يكفر كل من خالفه ويبيح دمه، وذلك من خلال تحصين شعبنا وأبنائنا بأفكار الإسلام الصحيحة والسمحة وانتقاء المصادر التعليمية لأبنائنا وشبابنا بدءا من دور التحفيظ البدائية ومراكز التعليم الحكومية وانتهاء بالجامعات والأكاديميات العليا حفاظا على شبابنا وعلى ديننا من كل الشوائب والمشوهات وأفكار التطرف والغلو التكفيري، رحم الله شهداءنا من ضحايا تلك المجازر الإرهابية شهداء جبهاتنا وعافى جرحانا وألهم أهاليهم وذويهم الصبر والسلوان ولا نامت أعين الجبناء.
تفجيرا الحشحوش وبدر بداية العدوان
من جانبه تحدث الأستاذ حسين شرف الدين قائلاً: كانت بداية العدوان في العشرين من مارس 2015م وبالتحديد كانت البداية من تفجير جامعي الحشحوش وبدر والذي كان بأيادي أذناب ومرتزقة الأمريكيين القاعدة وداعش ذلك التفجير الذي جعل من بيوت الله هدفاً” لجرائمهم الوحشية، يقتل فيها المصلون وهم في محراب العبادة في انتهاك صارخ للأحكام الشرعية الإسلامية وللأعراف القبلية وللفطرة الإنسانية ولكن ذلك هو سلوك العدو الأمريكي الإسرائيلي الذي انتهك حرمة المسجد الأقصى وأنتهك حرمة المساجد في أفغانستان والعراق ودنس كتاب الله القرآن الكريم في أفغانستان وقام بحرق المصحف في أمريكا.
وأضاف قائلاً : إن العدو الأمريكي الإسرائيلي عندما أدرك أن أدواته القذرة من القاعدة وداعش لم تصل إلى المطلوب منها وهو إرهاب الشعب اليمني وجعله يركع ويستكين للهيمنة الصهيو أمريكية لجأ إلى العدوان العسكري من خلال أدواته الإقليمية السعودية والإمارات من ربت وفرخت القاعدة وداعش وأمرتهما بشن عدوان ظالم ضد الشعب اليمني بأكمله انتهكت فيها كل الأعراف السماوية والدولية والإنسانية وقتلت النساء والأطفال والشيوخ ودمرت البنى التحتية للشعب اليمني من مستشفيات ومدارس وطرق ومطارات وغيرها وقامت بفرض حصار بري وبحري وجوي من أجل تجويع وإفقار الشعب اليمني لكي تحصل على ما لم تستطع الحصول عليه من خلال العدوان ولكن الشعب اليمني ومن أول لحظة ومنذ تفجير جامعي الحشحوش وبدر أدرك هذا الشعب الأصيل أن المؤامرة كبيرة وأن دول العدوان تريد قتله واستباحة أرضه وثرواته وبدأ بالإعداد لمواجهة هذا العدوان الذي بدأ في مارس 2015 لكنهم فوجئوا بالصمود الأسطوري والصبر المتواصل أعواما وأن هذا الشعب يزداد صلابة في مواجهة هذا العدوان من خلال إقامة الوقفات المنددة بالعدوان وتحريك القوافل التي تمد الجبهات بالرجال والمال وأنه لن يستسلم ولن يركع إلا لله سبحانه وتعالى وأنه سيواجه هذا العدوان جيلا” بعد جيل إلى يوم القيامة.

قد يعجبك ايضا