النعيم القادم من أعراب الصحراء لجنوب اليمن

*قتل.. سجون سرية..إخفاء قسري ..رعب دائم .. فوضى عارمة

إعداد/ إدارة الاخبار
القتل.. التعذيب.. الاضطهاد.. السجون.. السرية الإخفاء القسري.. الخوف والرعب.. التعسفات والممارسات الخارجة عن نطاق القوانين الإنسانية، كل ذلك وأكثر ما هو الا غيض من فيض النعيم الموعود القادم من قبل أشقاء اليمن الأشقياء من أعراب الصحراء الذين احتلوا أجزاء من الوطن اليمني وجاءوا لأبنائه بـ”الرخاء والعيش الرغيد”

منذ أن وطات أقدام الغزاة الجدد المتشحين بعباءة “العربي الخليجي “وبقلوب اليهود والنصاري مناطق شاسعة من أراضي الجنوب اليمني وبسطت قوات الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي وأدواتهما من المرتزقة والعملاء السيطرة على العاصمة الاقتصادية عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية قبل عامين تحولت تلك المناطق الى اماكن للرعب الدائم وما تلبث تعاني الفوضى والصراع الدموي بين قوي العدوان والاحتلال ناهيك عن الانتهاكات الإنسانية الجسيمة بحق اليمنيين من سكان تلك المناطق.
هذه الجرائم الصارخة بحق الانسان اليمني لم تعد سرا وباتت مكشوفة امام العالم لتعتبرها منظمات حقوقية دولية بانها ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السعودية والإمارات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، محذرة من أن تراجع الحكومات المدافعة عن حقوق الإنسان يخلف فظائع جماعية.
وقالت المنظمة غير الحكومية -في تقريرها السنوي لعام 2018- إن الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية والإمارات في اليمن يرقى بعضها إلى جرائم حرب.
وجاء في التقرير أن القوى الكبرى واصلت دعم التحالف العربي -الذي تقوده السعودية- المسيء في اليمن كما تطرق التقرير الحديث للمنظمة الدولية عن السجون السرية في الجنوب والتي تديرها القوات الإماراتية حيث يتعرض المعتقلون اليمنيون فيها لأقسى أنواع التعذيب والاضطهاد ناهيك عن الإخفاء القسري الذي تقوم به القوات الغازية ضد عدد كبير من المدنيين.
ويطالب هذا التقرير، وهو واحد من سلسلة تقارير دولية، بوقف ممارسات السلطات الإماراتية في الجنوب اليمني ضد المواطنين وفتح تحقيقات دولية في تلك الجرائم التي وصفتها بالانتهاكات الافظع لكنها تُرتكب دون ضجيج وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
حرب المصالح
الأمر لا يتوقف عند تقارير هيومن رايتس عن هذه الانتهاكات فقد تعالت دعوات حقوقية في مختلف انحاء العالم تطالب بوقف عمليات القتل والتعذيب التي تنفذها السلطات الإماراتية المحتلة في السجون السرية التابعة لها في أكثر من منطقة يمنية، ويقول تقرير أميركي حديث أن الإمارات تحاول النأي بنفسها عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين في الجنوب بل وتسعى دوما الى تحميل المسؤولية للسعودية فقط وذلك في إطار حرب المصالح والنفوذ الدائرة بين ابوظبي والرياض باعتبارهما قطبي تحالف العدوان.
وتتوالى الشهادات القادمة من دول ضليعة في العدوان عن انتهاكات الاحتلال الأعرابي للجنوب الجسيمة لحقوق الإنسان والإنسانية في اليمن وهو الإعلامي شهيد أحمد وهو مراسل الشؤون الخارجية للنسخة الأميركية لـ “هاف بوست” في العاصمة واشنطن، هاهو هذا الإعلامي يؤكد في مقال له أن بعض الحكومات الموالية للولايات المتحدة الأميركية، تواجه تهماً بتعريض مئات المدنيين للاحتجاز القسري في ظروف شديدة الصعوبة، في واحدة من أشد البلاد فقراً في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تهم التورط بالتعذيب الذي يشمل تقييد الأشخاص إلى بعض الأسياخ المحمية والحرق بالنار، ناهيك عن الغارات الجوية التي أسفرت عن مقتل الآلاف في المدارس، والمستشفيات والأسواق والمنازل.
كل ذلك، حسب شهيد، مع عرقلة تسليم المساعدات، إذ يشرف أكثر من 5 ملايين شخص على مجاعة كبيرة، بالإضافة إلى معاناتهم من وباء الكوليرا بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل، إذ يصيب المرض العشرات يومياً.
مشروع القتل والدمار
في مارس من العام 2015م كان الاحتلال السعودي الإماراتي لعدن ومنه توسع النفوذ الإماراتي تحديدا ليشمل مناطق واسعة من المحافظات الجنوبية والشرقية حاملة معها مشروع القتل والدمار لتعيث ومنذ ذلك الوقت الفساد والعبث بأرواح المواطنين وممتلكاتهم وحقوقهم في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات ومناشدات الناس وأولياء وأسر الأشخاص المحتجزين قسريا في السجون الإماراتية حيث نفذوا قبل أيام آخر وقفاتهم الاحتجاجية في سيئون وحضرموت ومنطقة بئر احمد في ابين وأخرى في عدن وشبوة وغيرها من المناطق طالبوا فيها بإطلاق سراح ابنائهم والكشف عن مصير المخفيين قسرا في الوقت الذي لاتنال فيه هذه الأصوات المحلية ولا الدولية آذانا صاغية من قبل ابوظبي ولا حتى من قبل المجتمع الدولي الذي لايزال يلتزم الصمت ازاء ما تمارسه قوات الاحتلال الإماراتي والميلشيات التابعة لها من قتل وتعذيب بحق المدنيين، وهي الحقائق التي تم الكشف عنها في تقارير منفصلة من وكالة أسوشيتد برس وهيومان رايتس ووتش، في يونيو الماضي.
وقد أثارت هذه التقارير سؤالين رئيسيين هما :هل كان المسؤولون الأميركيون على علم بانتهاكات حقوق الإنسان من قبل حلفائهم أو هل شاركوا فيها؟! وهل تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بالقانون الدولي والأميركي بشأن معاملة المحتجزين؟
وفي هذا الإطار يشير الخبيران القانونيان ريان غودمان وأليكس مورهيد إلى أنه في حال وجود أدلة على تعمُّد الإمارات العربية المتحدة إساءة معاملة المعتقلين وتعريضهم للتعذيب الشديد والصعق الكهربائي من شأن ذلك أن يعود بعواقب قانونية وخيمة على حكومة الولايات المتحدة وبعض المسؤولين ذوي الصلة.
وتوضح التقارير الى انه وحتى إن تبددت المخاوف التي تشير إلى تواجد الأميركيين أثناء حدوث انتهاكات لحقوق المعتقلين، إلا أن مخاوف المسؤولين الأميركيين لا تزال مستمرة فيما يتعلق بالتعذيب غير القانوني وغيره من الانتهاكات في شتى العمليات التي تقوم بها الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء اليمن.وأفغانستان.
وقد طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، واتحاد الحريات المدنية الأميركي، وغيرهما من المنظمات الحقوقية في سبتمبرالماضي كلاً من البنتاغون، ووكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، بنشر بعض المراجعات التي أجروها حول اتهامات ارتكاب الإمارات العربية المتحدة لهذه الانتهاكات.
شبكة سجون سرية
السجون السرية أصبحت منتشرة على نطاق واسع في الجنوب اليمني في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي ويكشف تحقيق استقصائي لـ”أسوشييتد برس”، أنّ الإمارات ومليشيات مدعومة من قبلها تدير شبكة من السجون السرية بأرجاء جنوب اليمن، إذ اختفى مئات الأشخاص فيما تؤكد منظمات محلية ودولية تعرض المحتجزين فيها لأنواع وحشية من التعذيب وإساءة المعاملة.
من ناحيتها تؤكد منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الإمارات احتجزت تعسفاً وأخفت قسراً عشرات الأشخاص خلال عمليات عسكرية ، لافتة إلى أنها تمول وتسلح وتدرب مليشيات موالية لها تحت مزاعم محاربة الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة أو تنظيم “داعش” فيما توجه تلك العناصر المسلحة للتنكيل بالمواطنين وممارسة كل أنواع الانتهاكات الإنسانية إزاءهم.
ولفتت المنظمة إلى أن الإمارات تدير مركزَي احتجازٍ غير رسميين على الأقل، ويبدو أن مسؤوليها أمروا بالاستمرار في احتجاز الأشخاص رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم، وأخفوا أشخاصاً قسراً، وأفادت تقارير بأنهم نقلوا محتجزين مهمين خارج البلاد.
ووثقت المنظمة حالات 49 شخصاً، من بينهم 4 أطفال، تعرضوا للاحتجاز التعسفي أو الإخفاء القسري في محافظتي عدن وحضرموت العام الماضي..وتشير المنظمة الدولية الى أن قوات “أمنية” مدعومة من الإمارات اعتقلت أو احتجزت 38 منهم على الأقل.
وقال مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنّ محققين أميركيين متورطون في استجواب بعض المحتجزين، وهو دور لم يُعترف به سابقاً في اليمن، غير أنّ البنتاغون، قال إنّ الأميركيين غير متورّطين في أي اعتداءات.
ومع ذلك، قال خبراء قانونيون، إنّ المشاركة الأميركية قد تمثّل انتهاكاً للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، عبر اعتبارها طرفاً متواطئاً في الحصول على معلومات استخباراتية، قد تكون انتزعت عن طريق التعذيب.
ويوثّق تقرير”هيومن رايتس ووتش ما لا يقلّ عن 18 عملية احتجاز سرية في جنوب اليمن، تديرها الإمارات والمليشيات الموالية لها والتي تُعرف بـ”قوات الحزام الأمني ” وذلك استناداً إلى روايات محتجزين سابقين وأسر سجناء، ومحامين في مجال الحقوق المدنية، ومسؤولين يمنيين عسكريين.
هذه السجون السرية، تم إنشاؤها داخل قواعد عسكرية وموانئ ومطار، وفلل خاصة وحتى داخل ملهى ليلي، بحسب التحقيق.وتدلل المنظمة الدولية في تقريرها باعترافات مسئولين بارزين في حكومة الفار هادي حول هذه المعتقلات وتنقل هنا اعترافات قيادات في وزارة الداخلية بحكومة المرتزق بن دغر العميلة والموالية للعدوان بأن بعض المعتقلين نقلوا إلى قاعدة إماراتية عبر البحر الأحمر في إريتريا.ناهيك عن الاعتراف المباشر من قبل قياديين من المرتزقة والعملاء الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، بأنّ القوات الأميركية تشارك في استجواب المعتقلين في مواقع في اليمن، وتقترح أسئلة كي يسألها آخرون، وتتلقى محاضر استجواب من حلفاء إماراتيين..
أرقام مخيفة
لا توجد إحصائيات رسمية أو دقيقة لأعداد الضحايا من المدنيين لهذه الانتهاكات الجسيمة التي تنفذها الإمارات وأدواتها في مناطق الجنوب الا ان مهتمين وحقوقيين يتحدثون عن أعداد مخيفة للضحايا ويقول محامون وعائلات يمنية إنّ ما يقرب من ألفي رجل قد اختفوا في السجون السرية الإماراتية منذ العام 2015 وهو عدد مرتفع جداً أدى إلى احتجاجات شبه أسبوعية تشهدها عدن وحضرموت وابين من قبل عائلات تسعى إلى الحصول على معلومات عن أبناء وأخوة وآباء مفقودين..
ويصف سجناء سابقون، تم احتجازهم في مجمع رئيسي في مطار ريان بمدينة المكلا جنوبي اليمن مشاهد التعذيب بانها كانت وحشية ومريعة ،مشيرين إلى أنّهم كانوا يُحاصرون معصوبي العينين، بأعداد مكتظة، في حاويات شحن تم تلطيخ جدرانها بالبراز، على مدى أسابيع.
وقال هؤلاء السجناء، إنّهم تعرّضوا للضرب، وكانو يُربطون على ما يشبه آلة الشواء، وعانوا حالات من الاعتداء الجنسي.
ويقول سجين سابق، تمّ احتجازه لمدة ستة أشهر في مطار ريان “كنا نسمع الصراخ. المكان كله يخيم عليه الخوف. الجميع تقريباً مريض، والباقي أقرب إلى الموت. أي فرد يشتكي يتم سوقه مباشرة إلى غرفة التعذيب”.وغير ذلك من الممارسات الوحشية التي لا يتصورها بشر وفقا لشهادات المعتقلين التي تثبت بما لايدع مجالا للشك بأن الغزاة الأعراب لأراضي اليمن لا يحملون سوى الأحقاد والضغائن ومشاريع الموت والخراب لهذه البلاد وشعبها العظيم.

قد يعجبك ايضا