3 أعوام والأرض اليمنية تقاتل مع أهلها

 

> الاكتفاء الذاتي خطوة في مواجهة الحصار الجائر لتحالف العدوان
> مخططات تآمر وحقد دفين على وطن الحضارة والتاريخ وجرائم لا تسقط بالتقادم
> حصار خانق لم يستثنِ حتى الأدوية من العبور إمعاناً في القتل

تحقيق/ سارة الصعفاني
يعاني اليمنيون من ويلات وتداعيات ومآسي ما أحدثه العدوان و الحصار على بلادنا منذ السادس والعشرين من مارس 2015.. موتٌ إعاقاتٌ وجعٌ رعبٌ فقرٌ جوعٌ مرضٌ تشردٌ بؤسٌ ومواجهة أجندات وتوجهات خارجية إقليمية ودولية طامعة لكنهم صامدون صمود الجبال في مواجهة العدوان والطغيان إذ لا يمكن لشعب الحضارة والتاريخ أن يسقط .. وحدهم الأقزام يتساقطون إنسانياً، أخلاقياً، وسياسياً.

في ذكرى عاصفة عدوان الغدر والخيانة ما تزال غارات الموت والتدمير تسقط عشوائياً فكيف ننسى.. لم ننس بعد مجازر ارتكبت أمام أعيننا وكل مجزرة سمعنا وشاهدنا أحد ضحاياها الناجين يبكي محترقاً قلبه بوجع فراق .. كيف ننسى مقدرات دفعنا ثمنها من قوتنا ومعالم تاريخية وأثرية تعود لآلاف السنين دمرتها غارات الطغيان وحضارة النفط .. ما تزال الأنقاض كما هي ليعرف الصغار حجم الأحقاد الكامنة تجاه يمن الحكمة والإيمان.
ذكرى لن تنساها النساء الأرامل والمكلومات والأمهات الثكالى.. كيف ينسى الأطفال اليتامى أباً وأخاً وصديقاً فارق الحياة بفعل طائرات تقذف الموت لم يعودوا يحلمون باقتنائها.. إنها فاجعة في نفوس كل اليمنيين تذكرهم بكل قطرة دم سقطت من رضيع نائم في حضن أمه قبل أن تختطف غارات الغدر روحه.
إنها ذكرى حتى لا ننسى أشلاء شهدائنا المبعثرة في تجمعات الأفراح و الأتراح والأحزان ، ذكرى أشعلت في قلوبنا نار الغضب والجراح العميقة التي لا تلتئم،ذكرى حصار يجعل من أطفالنا أجساداً عجفاء لنملأها عوضاً عن الغذاء بالعزة والصمود والإباء،كلا لن ننسى كل مدرسة وميناء ومطار ومبنى وجسر دمرته غارات أنظمة النفط الخليجية الحاقدة و المقيتة.
إنها ذكرى لكل مريض لم يستطع السفر للعلاج نتيجة حصار دول النفط الخليجي القاتل لليمنيين، هي صرخة في وجه الظلم والتغطرس والتوحش في ظل صمت قاتل للعالم المادي أمام عدوان همجي.. هذا ما قاله الكاتب مصطفى المغربي
أما بشير عثمان فقد حيا الشعب على صموده وصبره حيث قال : أحيّ صمود شعبنا اليمني وصبره على كل المعاناة التي يمر بها والخيانات التي يتعرض لها والمشاريع الخارجية التي تقايض بمستقبله .. لقد تعرض شعبنا لخيانات متعددة طوال تاريخه وظل صامداً لكن ما يحدث حالياً هو الأصعب ما فاقم المعاناة، ولقد اعتاد الشعب في صموده أن يبصق على كل ما يحدث له متسبباً في وجعه، وبين حبات عرقه وألمه يتساقط الأقزام إنسانياً وأخلاقياً وسياسياً وفكرياً.
متابعاً: لا يمكن لشعب أن يسقط وطبيعي أن يصمد لأن صموده وجودي .. لغتنا بخط المسند منقوشة على صخور جبالنا وأوديتنا تعلمنا الصمود وسوف نستعيد مجدنا مهما طال الليل، وبعد كل ليل يأتي الضوء.
من جهته قال الكاتب زكي حاشد : أدرك الشعب أهداف ومقاصد العدوان الذي أراد من خلال إجراءات عديدة منها الحصار ونقل البنك المركزي إلى عدن تركيع الشعب وإثبات الفشل في الحكم إلا أن الشعب يعي جيداً أن لا خير في حكومة عملاء رهنت مستقبل الوطن و مقدراته للعدوان والاستعمار والمطامع الخارجية.
دعم منظمات
د/ نبيل النجار نائب مدير مستشفى السبعين متحدثاً عن معاناة المرضى في المستشفيات في ظل حصار لم يستثنِ حتى أدوية البقاء على قيد الحياة حيث قال: نعاني من نقص شديد في المحاليل واللقاحات والأدوية والمشتقات النفطية بفعل العدوان والحصار وتعثر الموازنة التشغيلية وتوقف الرواتب وتفشي الأمراض والأوبئة وسوء التغذية فتضاعفت المشاكل الصحية وتردت الخدمات ما فاقم المعاناة الإنسانية للمرضى والجرحى خاصة مع الأوضاع المعيشية الصعبة لمواطنين لم يعودوا يمتلكون حتى أجرة تنقلاتهم .. وما تمنحه المنظمات الإغاثية الدولية من دعم بعد مناشدات كان المنقذ لحياة الآلاف رغم شحته.
من جهته قال د/ عبدالله القاولي – مدير مستشفى الشهيد الدرة: ما يحدث من عدوان يستهدف المنشآت الطبية وحصار يمعن في القتل بمنع الأدوية والمحاليل واللقاحات من العبور من الموانئ والمنافذ فضلاً عن الآلاف من جرحى غارات العدوان الذين لم نعد نجد مكانًا لاستيعابهم وشحة الإمكانيات مثلت عائقاً لولا دعم منظمة الصحة العالمية واليونيسف لما تمكنا حتى من استقبال حالات الولادة.
شرق أوسط جديد
رئيس لجنة النظام والمراقبة للشهادة الثانوية عبدالسلام الغابري تحدث عن أن اليمن يمثل مطمعاً عالمياً حتى وقتنا الحاضر ما يفرض تجاوز الخلافات العدمية :
3 سنوات مضت من القتل والتدمير الممنهج لبلد الحكمة والإيمان .. تدمير كل شيء حتى المعالم الأثرية والتاريخية استهدفت .. كل ما نعايشه من عدوان يؤكد حقد السعودية على أرض الحضارات والتاريخ تأكيداً حيّاً على أن موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته ما يزال مطمعاً عالمياً فكل دويلات الخليج لا تساوي شيئاً دون نفط، هذا ما يغيظ دول الخليج ويجعلها تعادي يمن التاريخ وتنفذ أجندة شرق أوسط جديد فالإمارات هي رأس حربة لبريطانيا.. السعودية صمام أمان اسرائيل، وتنفذ أجندة أمريكية بدليل احتلال الجزر اليمنية ونهب ثرواتها.
وأضــــاف الغابــــري: مـــــــآس لا تعد والعالم لا يحــــــرك ســــــــاكناً مـــا يفرض علينا كمينيين أن نتحد ونسمو فوق خلافات لم تعد هامة بعدما يحدث هنا وطن يدمر وينهب ويُقتل أبناؤه تعددت الأسباب في حين أننا جميعاً ننفذ أجندة خارجية ماذا بعد أن يكون الموت فينا والتدمير والنهب في وطن حافظ عليه الأجداد لنتركه بأيدينا للأوغاد يعبثون به.. آن الأوان لترجمة وطنية كلام كل يمني لأفعال تنعكس على واقعنا.. بإمكاننا جعل بلدنا متقدماً وغنياً وقوياً .. الوطنية تكمن في تجاوز خلافاتنا.
جرائم لا تسقط بالتقادم
عبدالله الذبحاني مدير عام الشؤون القانونية بوزارة التربية والتعليم من جهته قال: ما حدث من اعتداء تحالف الشر بقيادة السعودية وأمريكا على بلادنا لم يحصد سوى الفشل بعد أن دمّر البنية التحتية من طرقات ومبان ومدارس ومستشفيات وحصار تسبب في حدوث مجاعات وانهيار اقتصاد البلاد وانتشار الأمراض والأوبئة التي فتكت بالآلاف إذ لا يجدون الأدوية التي يحتاجونها وإن وجدوها فبأضعاف ثمنها وربما كانت مهربة فزادت حالات الوفاة.
ويتابع: لقد انتهكت السعودية وتحالف العدوان حقوق الإنسان بكل وحشية وقصفت المدنيين بالأسلحة المحرمة.. وهذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
المحاكم الدولية
أما حميد البشاري مدير البستنة في وزارة الزراعة فأكد على أهمية مقاضاة الدول المعتدية على وطننا في المحاكم الدولية حيث قال: يجب بذل جهود مضاعفة توثيقاً للمجازر والجرائم وفضح تحالف العدوان أمام شعوب العالم ومحاكمته في المحاكم الدولية ، أما نحن كمينيين فقد اتفقنا على أن ما يحدث لنا عدوان همجي أياً يكن ما نختلف عليه .. هذا بحد ذاته مكسب لاسترداد وطن يكاد يضيع من بين أيدينا.
من جهته قال الخبير الاقتصادي والمصرفي والأكاديمي د. أحمد اسماعيل البواب : دمّر العدوان الغاشم بقيادة السعودية وتحالف الشر كل مناحي الحياة اقتصادية وتنموية ومعيشية.. وهذا دليل واضح على الحقد الدفين من قبل آل سلول بعد أن قامت بشراء الضمير العالمي لكي يكيل بمكيالين .. مرت ثلاث سنوات لم يحرك عالم الزيف ساكناً في حين أن التحديات أعاقت حكومة الإنقاذ في القيام بواجبها من حصار شامل وانعدام لموارد سيادية كتصدير المواد الخام من مشتقات نفطية وزراعية ، وفقدان الموارد المالية من الموانئ والمنافذ لكن لابد من إنقاذ الناس معيشياً.
اكتفاء ذاتي
مدير الشؤون الخارجية بمجلس الترويج السياحي محمد الهندي بكل حسم قال: لم يعد لدينا ما نراهن عليه بعد أن أثبت العالم مدى بشاعته ما يفرض على حكومة الإنقاذ إيجاد حلول لإنقاذ حياة 27 مليون مواطن هم بأمس الحاجة لمتطلبات الحياة بتفعيل البدائل لتحقيق الإكتفاء الذاتي .. نرفض الحياد موقفنا من العدوان لم يتغير لكن طي صفحة الماضي بتسويات تنقذ وطن وتحفظ كرامة أبنائه بات حلما يشترك فيه كل اليمنيين.
ويقول خالد الخولاني مدير مكتب الصناعة والتجارة بالأمانة: سنهزم العدوان بصبرنا وصمودنا، لا تزيدنا الجرائم إلا قوة وكراهية لتحالف التوحش.. لن نيأس ولن نستسلم ما دام الله العدل معنا، ونأمل من حكومة الإنقاذ أن تكثف من جهودها للتخفيف من معاناة المواطن المعدم وتعمل على توفير متطلبات العيش ولو في حدها الأدنى.
مخططات تآمر
د/ يحيى أحمد الخزان – عميد المعهد العالي للقضاء من واقع متابعاته لما يحدث منذ سنوات وبتحليل عميق قال: العدوان على اليمن لم يكن وليد العام 2015م وإنما تم اتخاذ القرار مسبقاً بدليل معطيات عديدة كشفتها سنوات العدوان الثلاث من إعادة إنتاج الاستعمار والسيطرة على المنطقة وتفتيتها وتقسيمها بما يحقق مصالح الدول ذات النفوذ ويرسخ شرق أوسط يصبح معه وجود إسرائيل واقعا يجب الاعتراف به ومسايرته، كما أن الأبعاد الاقتصادية المتشابكة للدول المتصارعة المتنفذة، وما يمثله موقع اليمن ومنابع النفط وطرق التجارة الدولية سبب لشن العدوان واستمراره.
يجب استحضار المقدمات الممهدة للعدوان على المدى البعيد والقريب ومن ذلك قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن وإدراجها تحت الفصل السابع، مواصلة السيطرة على اليمن بالمبادرة الخليجية وما تضمنتها من الغام، كذلك إفشال حوار المكونات السياسية في الموفنبيك سبق ذلك إنشاء الجماعات التكفيرية ودعمها ومن ثم ادعاء محاربتها.. ولعل سياسة تجويع اليمن وإخضاعه من قبل دول الجوار بغية استمرار تبعيته تختزل أموراً عديدة.. لقد كشف العدوان وحشية الدول المتحالفة والداعمة وكشف انعدام الإنسانية العالمية وأن حقوق الإنسان تخضع لمعايير مادية وتصنيف البلدان والشعوب وفق مصالح الدول المتحكمة في القرارات الدولية، كما كشف عن التقارب والتشابه الفكري بين المعتدين المتمثل في الفكر الوهابي والصهيوني والاستعماري الذي يجيز ويبرر القتل والتدمير والإبادة ، وقد استطاع اليمن بفضل من الله وتوفيقه مقاومة العدوان والصمود، استبسال لامثيل له في بذل النفس والمال واستمرار مواجهة العدوان يستلزم مواصلة الثبات ويحتم على حكومة الإنقاذ استشعار المسؤولية بمقاومة العدوان وتلمس احتياجات الناس المعيشة والخدمية وإيجاد الحلول والمعالجات الممكنة مستعينة بتجارب البلدان التي مرت بنفس الظروف، وتحقيق ذلك مرهون بالاعتماد على القدرات والكفاءات والخبرات المتخصصة في جميع المجالات، كما يجب مواجهة الاختلالات والفساد وكل ما من شأنه أن يقف عائقاً في مواجهة العدوان.
مفاوضات وطن
رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل منصور بدوره قال عن ما يعانيه اليمنيون جراء الحصار الخانق في تجاهل لكون اليمن يستورد 90 % من غذائه ويعتمد في إيراداته على عائدات النفط:
حياة ومعيشة 27 مليون يمني باتت على شفا كارثة إنسانية لم تعد خافية على الرأي العام محلياً ودولياً من عدوان وحصار ، وحروب ، وضيق عيش ، وتفش للأمراض والأوبئة الفتاكة ،وغياب شبه تام للخدمات العامة، وشحة المواد الغذائية الأساسية ،ومؤشرات مجاعة، وتضاعف معدلات سوء التغذية.. واقع بائس تعكسه التقارير الأممية ومناشدات لجميع الفاعلين الدوليين والمنظمات الأممية والحقوقية للضغط باتجاه السلام.

قد يعجبك ايضا