صمت دولي مخز أمام قضية الشعب اليمني والعدوان عليه

> المدير التنفيذي للمركز اليمني لحقوق الإنسان أمل الماخذي لـ»الثورة«

> يجب على المنظمات المحلية والدولية والحقوقية التقصي عن حقائق وجرائم العدوان في اليمن
> مجازر وانتهاكات في حق الشعب اليمني يندى لها جبين الإنسانية

لقاء/ رجاء عاطف
تحت مبرر إعادة الشرعية شنت قوات تحالف العدوان بقيادة مملكة الشر عدواناً على اليمن مستهدفة المدنيين وخلفت الآلاف من الخسائر في الأرواح والتدمير للتجمعات السكنية والمنشآت والبنى التحتية في بلادنا مستخدمة في ذلك جميع الأسلحة المحرمة دوليا..
ثلاث سنوات وطائرات العدوان لا تغادر سماء اليمن في جميع المحافظات وقصف بين أوساط المدنيين، وحصار شامل ووضع اقتصادي في الهاوية ووضع إنساني متدهور من كافة النواحي.. وهذا نتيجة عدوان سافر لا مبرر له غير الكثير من الضحايا المدنيين .. وكل ذلك إزاء صمت ومواقف سلبية للمنظمات الدولية والعاملة في حقوق الانسان امام ما يتعرض له أبناء الشعب اليمني وعدم نصرته ورفع مظلوميته إلى كل الشعوب للتحرك في إنهاء الحرب والعدوان ورفع الحصار واحالة مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكم الدولية ومحاسبتهم وفق القوانين والإجراءات الدولية .
أرقام وإحصائيات يرصدها المركز اليمني لحقوق الإنسان تجدونها في تفاصيل اللقاء الذي أجرته “الثورة” مع الاستاذة أمل الماخذي – المدير التنفيذي للمركز اليمني لحقوق الانسان، فإلى الحصيلة :

في البداية هل بالإمكان أن تتحدثي عن الوضع الإنساني في اليمن جراء الحصار والعدوان لمدة ثلاثة أعوام؟
– خلال ثلاث سنوات من العدوان تمثل الوضع الإنساني في اليمن بعدة مذابح وما حدث في اليمن ليس حرباً كما يقال، إنما هو عدوان سافر من أغنى الدول و أقواها ضد اليمن الذي لم يعتد على أحد وكان آمناً سالماً تدخلوا في شؤونه بشكل مباشر واعتدوا عليه بصواريخهم وطائراتهم وانتهكوا السيادة والأراضي اليمنية وتم تشغيل المرتزقة من كل بقاع العالم من أجل القتال وقتل اليمنيين، وهذا يؤكد انه عدوان علينا وحتى ما يسمونها جبهات داخلية من يقاتل فيها هم من جنسيات مختلفة ومن يقاتل من أبناء اليمن مدفوع الأجر من دول الخليج والتي تقود العدوان على اليمن، فجرائم الحرب تمثلت في التعمد بقتل المدنيين والذي لم يكن بالعدد البسيط حتى نقول انه خطأ من أخطاء التحالف بل كان هناك تعمد واضح لقتل المدنيين بشكل مستمر، كذلك لم تتورع قوى العدوان ان تستهدف المنشآت الخاصة والعامة والبنى التحتية وممتلكات المواطنين من سيارات ومحلات تجارية وغيرها، وأما بالنسبة للأزمة الاقتصادية اذا كان التدمير نجت منه أسر ومدنيون لكن لم ينجُ من الحرب الاقتصادية احد فشملت كل بيت وتمثلت بقطع المرتبات لما يقارب عامين والذي يعتمد عليه نسبة كبيرة من الشعب كمصدر دخل وتم نقل البنك المركزي إلى عدن ونقل جميع الإيرادات إليه وتسبب ذلك بأزمة اقتصادية كبيرة، إلى جانب ذلك ظهر سوء التغذية وأمراض الأطفال وأيضاً صعوبة وصول الأدوية إضافة إلى الحصار وغلاء الأسعار وضعف العملة وطباعتها وتسليمها إلى الحكومة التي تعترف بها دول العدوان، وهذا أثر تأثيراً مباشراً على المواطن اليمني، كما تأثر أيضاً من كان يعتمد على العمل الخاص وإغلاق الشركات الأجنبية العاملة في اليمن بسبب قصف المصانع وقصف المنشآت وكل ذلك سبب بطالة كبيرة بين أوساط المجتمع وعدم وجود أي مصدر دخل بسبب الحرب التي وجهت على اليمن .
وكذلك كانت هناك حرب جرثومية لا نستبعد أن لدول العدوان يداً فيها وان لم تكن مباشرة لكن بسبب العدوان والحصار أوجد ضعفاً في القطاع الصحي في اليمن ووجود كارثة كبيرة هي الكوليرا التي تضرر منها مئات الآلاف من الشعب خاصة أنه لا يوجد غير مراكز ضئيلة يلجأ المواطنون لها وأدوية بسيطة وحصار كبير وفريق أطباء لا مرتبات لديه وجهود بسيطة من منظمة الصحة العالمية ويعتبر كل ذلك بسيطاً جدا بحجم الكارثة ولهذا كان العدد الذي قتل بالقتل المباشر من العدوان يشبه أو قريب له ممن ماتوا بسبب الكوليرا والأمراض الوبائية .. كما لا ننسى أيضاً إغلاق المطارات خاصة مطار صنعاء الدولي الذي سبب أزمة إنسانية كبيرة وأصبح السفر عبر عدن يشكل خطورة لأغلب الشعب اليمني ولا يستطيعون السفر والعلاج في الخارج بسبب صعوبة السفر وكذلك المخاطر التي قد يتعرضون لها .
ما دور المركز اليمني لحقوق الانسان في رصد وتوثيق انتهاكات وجرائم العدوان؟
– كان للمركز دور منذ اليوم الأول للعدوان ( ٢٦ مارس ٢٠١٥م ) وذلك في الرصد والتوثيق وإصدار التقارير وإرسالها وإعلام وسائل الاعلام بها وكذلك المنظمات الدولية المعنية المتمثلة بهيئة الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان والمفوضية السامية وغيرها.
• كم عدد الجرائم الموثقة لديكم وما نوعيتها ؟
• العدد كبير جدا ونحن الآن نكمل ثلاث سنوات للعدوان وطيران العدوان لم يغادر سماء اليمن أبداً حتى يوماً هذا ولا يكاد يمر أسبوع دون أن تحدث فيه مجزرة بحق المدنيين في الأعراس وصالات العزاء والأسواق في عز الذروة، بل أصبح في الفترة الأخيرة لا يمر يوم خاصة في محافظة صعدة إلا وكان هناك مجزرة فبالتالي عدد المجازر كثيرة جداً وبسبب كثرة عددها أصبحت أكثر من عدد أيام العدوان، حيث وصل عدد القتلى من المدنيين إلى يومنا هذا ( 14169) ما بين أطفال ورجال ونساء وعدد الجرحى المدنيين (22714) وإجمالي عدد الضحايا المدنيين (36883) وهذا ليس العدد النهائي بل ما استطعنا نحن في المركز اليمني لحقوق الإنسان توثيقه والوصول إليه.
وبالنسبة لتدمير المنشآت والبنى التحتية والتي تم توثيقها إلى اليوم كالتالي ( 17 مطارا و15 ميناء و891 طريقا وجسرا و1995 منشأة حكومية و900 مدرسة ومعهد و أيضاً 2300 حقلا زراعيا و676 مسجدا و119 منشأة جامعية و250 مصنعا ، بالإضافة إلى تدمير 161منشأة سياحية و61 منشأة رياضية و 20 منشأة إعلامية ، وكما تم استهداف 74 معلما أثريا و599 سوقا تجاريا و6395 منشأة تجارية و3406 وسائل نقل و221 ناقلة وقود و303 محطات وقود ، إلى جانب 529 خزان وشبكة مياه و263 مستشفى ومرفقاً صحياً وتدمير وتضرر 409429 منزلا و157 محطة ومولد كهرباء و279 شبكة ومحطة اتصالات وأيضا 548 ناقلة غذاء وأخيراً 696 مخزنا و246 مزرعة دجاج ومواش و99 قوارب صيد .
ما العراقيل التي تواجهكم في رصد جرائم العدوان؟
– أولاً مشكلتنا مادية وأيضاً تخاذل المنظمات المانحة لأنه بسبب حجم العدوان وعدم مغادرة الطيران سماء اليمن وقصف الطرقات والقرى البعيدة والعزل يكون الرصد صعباً والذي يجب هو أن يكون للمركز راصدون مؤهلون في كل عزلة ومحافظة ولديهم وسائل وآلات التسجيل من كاميرات الفيديو والكاميرات الفوتوغرافية الجيدة وكل ذلك يجب أن تتبناه المنظمات الدولية والتي تعني بالرصد لكن مع الأسف المنظمات الدولية لا تقوم بدعم إلا من يتحدث عن جرائم المنتهك او من يجعل من الضحية جلاداً ولكن المنظمات التي تعمل على فضح جرائم العدوان ونشرها وتطلع العالم على ما يحدث من حقيقة الوضع في اليمن لا تقوم بدعمها ابدا، فلذلك فإن المركز يعمل بجهوده الطوعية والشبابية وبإمكانياته البسيطة ولو كان هناك دعم سيكون هناك مسح كامل وتوثيق أكبر وتقارير افضل .
ما الجهات التي تستعينون بها في عملية الرصد وكيف تقيمون تجاوبها معكم؟
– إن أغلبية العمل هو فردي مع الشباب المتطوعين في المحافظات وأحيانا هناك تعاون من قبل المسؤولين في المديريات والإدارة المحلية والمحافظين في تزويدنا بالأماكن التي حدثت فيها مجزرة لأننا لا نستطيع النزول إليها إلا بعد 4 أيام أو أسبوع لبعد المسافة فيتم التعاون معنا والالتقاء بالأفراد ولكننا نتمنى أن يكون هناك تعزيز أكثر من الجانب الحكومي لأنها أكثر شمولية وتنظيما ويجب أن يقومون بمساعدتنا في توفير المعلومات وتزويدنا بالضحايا وسمع شهاداتهم كون ذلك سيوفر علينا الكثير .
برأيكم لماذا تعجز المنظمات المدنية المحلية عن إيصال مظلومية اليمن إلى المجتمع الدولي؟
– ليس عجزاً، هي تقوم بإيصال المظلومية ولكن كما هو معروف أن العدوان على اليمن مغطى بتغطية إعلامية كبيرة تحجب الحقائق بسبب قوة المال ولديه ماكينة إعلامية كبيرة جدا من القنوات فيقومون بحجب الحقائق ولا تظهر الصورة الحقيقية في اليمن والقنوات التي تفضح جرائم العدوان يقومون بالتشويش عليها وتغيير تردداتها إلى ترددات لا يتابعها أغلبية العالم من شعوب عربية وغربية، وأن جهود المنظمات المحلية بسيطة أمام هذه الماكينة الإعلامية كما لا تملك وسائل إعلام وما وسيلتها إلا إيميلاتها فقط بعد عملية الرصد والتوثيق وإصدار التقرير وإرسالها إلى وسائل الإعلام المحلية والخارجية وكذلك المنظمات الدولية المعنية وكذا للتواصل بنشطاء المنظمات الدولية في الخارج العاملة في حقوق الانسان من أجل عمل معارض ووقفات احتجاجية وإطلاع العالم الآخر ما يحدث في اليمن.
أين دور المركز اليمني لحقوق الانسان في إيصال مظلومية اليمن إلى العالم؟ وماذا قمتم به حتى الآن بشأن ذلك؟
– يقوم المركز بعملية الرصد والتوثيق وعمل التقارير وبيانات إدانة وغيرها وإرسالها لمجلس حقوق الإنسان في جنيف متمثلة بجميع الشخصيات التي تعمل في هذا المجال، كما لدينا قاعدة بيانات ودائما نقوم في تحديثها وتقويتها من قنوات وإعلام وكذلك المنظمات الدولية العاملة في حقوق الانسان وهيئات الامم المتحدة المتخصصة و كما لدينا تواصل يوميا لمرتين أو ثلاث مرات بقنوات إعلامية للتحدث عما يحدث في اليمن ومظلوميته وهذا أقل ما يمكننا عمله، كما عملنا على إصدار التقارير ونشرها على أوسع نطاق بالإضافة إلى التواصل مع نشطاء حقوقيين من الذين يحضرون المحافل الدولية ليزودوا العالم في فعالياتهم بالأرقام والإحصائيات التي سببها العدوان في اليمن .
هل هناك احصائيات متضاربة لدى المراكز الحقوقية في الداخل والمنظمات الدولية ؟
– إنه ليس تضارباً فالأرقام تكون قريبة إلى بعض وهذا طبيعي لأن المنظمات تعمل بجهودها وهذه الإحصائية هي ما استطاعت الوصول إليه لكن ربما العدد أكبر، هذا في الرصد الأولي، فمثلا في جريمة القاعة الكبرى رصدنا عدد القتلى في ذلك اليوم لكن بعد اسبوع وبعد شهر كان المتوفين بسبب جراحهم يزيدون، ولكن عندما نحدد رقماً وكان هناك لجان تحقيق وتقصٍّ وطلبت الوصول إليه نحن في المركز اليمني قادرون أن نوصلهم إلى هذا العدد الذي رصدناه لكننا نجزم بأن هناك عدداً أكثر فهناك من يموت في الطرقات وأماكن أخرى بسبب القصف وهذه الأرقام لا تصل إلينا لكن نحن نضع الرقم الذي رصدناه وليس كل القتلى ونستطيع مرة أخرى الوصول إلى أهالي الضحايا من أجل عمل شهاداتهم.
برأيك لماذا هذا التضارب في هذه المعلومات؟
– هو ليس تضارباً هو اختلاف فقط كلهم يرصدون الأرقام التي استطاعوا الوصول اليها وحجم اليمن كبير بسمائها وأرضها وعزلها وطرقها وهم يقصفون كل شيء في كل مكان ونحن كمنظمات تعمل بجهودها الذاتية لا نستطيع الوصول إلى كل شيء، واكبر مثال أن أرقام وزارة الصحة أقل من أرقامنا والسبب أن الوزارة لا ترصد إلا فقط من يأتي إلى مستشفياتها ويموت داخلها ولهذا أرقامها أقل والتي لا نعتمد عليها، فهنا يحصل الاختلاف بسبب اختلاف الألفية بين المنظمات الحقوقية وكذلك وزارة الصحة لكن المستغرب منه هي تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أرقامها جداً ضئيلة وتختلف تقاريرهم في الأرقام هذا لأنهم يريدون إسقاط الحجة أو بالأصح تمييع الخبر، بحيث إذا كان هناك محاكمة دولية يريدون الاستناد بتقارير الأمم المتحدة لن تقبل بها المحكمة لأنها وهي هيئة واحدة لديها تضارب في الأرقام، وهنا المؤلم والتلاعب إزاء قضية الشعب اليمني لكن أن يكون اختلاف أرقام بيننا وبين مركز حقوقي آخر ليست المشكلة إنما أن يكون هناك تضارب واختلاف في أرقام المنظمة الواحدة من تقرير إلى آخر للتلاعب بحقوق الضحايا .
كيف تفسرون صمت العالم ازاء الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب اليمن؟
– حقيقة لو كان للعالم صوت لما استمرت هذه الجرائم ولانتهت الحرب من سابق فالعالم صامت جدا لم يتحرك ولا توجد مأساة أو جرائم كما تمت في اليمن من ظلم ومعاناة في نفس الوقت بسبب المجازر التي تحدث والنساء التي تقتل والأطفال والحصار الذي نعيشه والحرب الاقتصادية يجب أن يكون هناك تحرك شعبي كبير ومظاهرات في كل مكان، حتى الدول أمريكا وبريطانيا التي تصدر أسلحتها الى السعودية وتقتل بها أبناء اليمن يجب ان تعرف شعوبها جيدا أن حكومتها تدعي احترام حقوق الإنسان وأنها راعية له وليطالبوا حكوماتهم إيقاف تصدير هذه الأسلحة والتعاون مع دول التحالف والعدوان في قتلنا.
ما عمل اللجنة الدولية ودور المنظمات في التقصي عن حقائق وجرائم العدوان؟
– إن من واجب وعمل المنظمات الدولية والحقوقية العالمية والمحلية بدرجة أساسية هو التقصي والبحث عن حقائق وجرائم العدوان في اليمن وهذا أهم حق تنص عليه الدساتير والمواثيق الدولية والحق في الحياة، وإن أكثر حق تم انتهاكه هو الحق في الحياة لأكثر من ١٤ ألف قتيل قتلوا بشكل مباشر وهناك غيرهم قتلوا قتلاً غير مباشر بسبب الأمراض والأوبئة والحصار وانعدام الأدوية وضعف الوضع الصحي وكل ذلك بسبب العدوان ، ولكن عدم معرفة الشعوب ما يحدث هو بسبب تقصير المنظمات الدولية العاملة في حقوق الانسان في الاكتفاء ببيانات بين فينة وأخرى في موقعها بالإنترنت وعدم عمل فعاليات بين أوساط المجتمع لتطلع العالم على ما يحدث في اليمن وتجعلها قضية رأي عام ..
ما كلمتكم الأخيرة في ختام هذا اللقاء؟
– من أجل تذكير الناس أرى أن التعبئة العامة ليست فقط في رفد الجبهات بالمال والرجال بل يجب أن يكون الحس الحقوقي لدينا جميعاً وأن لا نتخاذل عندما تنتهي مجزرة ونتناسى ما حدث لأنها لم تمسنا بل يجب أن تكون دماء الأطفال وأنات الشيوخ والثكالى بين أعيننا وأن تكون دافعاً كبيراً لنا حتى انتهاء هذا العدوان وانتصار اليمن ولهذا وللإعلام دور كبير في تذكير المواطنين والشعب اليمني بهذه المجازر والوضع الحقوقي والوضع الإنساني وان ما يحصل الآن هو لبس الحق بالباطل وكل الأضرار الناتجة في اليمن هي بسبب العدوان .

قد يعجبك ايضا