التطبيع السعودي مع الصهاينة.. فضيحة القرن لا تحرج آل سعود

*ثلاث سنوات من العدوان على اليمن والتقرب إلى اليهود

الثورة / احمد حسن احمد
العلاقة الحميمة للنظام السعودي مع إسرائيل ليست وليدة اللحظة فقد مرت بتطورات كبيرة منذ عشرات السنين، ولكن مع انطلاق العدوان السعودي على اليمن قبل ثلاث سنوات أصبحت تلك العلاقة على المكشوف وعمل نظام سلمان وابنه الطائش على اتخاذ القرارات وإجراء التعديلات الجذرية.. كل ذلك لتواكب التطبيع العلني مع اليهود تحت مبرر “الإسلام الحديث” الذي جعل من ترامب حامل اللواء وقائد النهضة وأصبح اليهود اقرب إلى مصلحة الإسلام وأبناء الإسلام أعداء للمشروع الوهابي الجديد و”المنفتح” الذي يسعى إليه ولي عهد مملكة العدوان محمد بن سلمان.
” الثورة ” على لسان عدد من السياسيين تستعرض ابرز المراحل التي مر بها التطبيع السعودي مع اليهود خلال ثلاث سنوات من عدوانهم الغاشم على اليمن فيما يلي:
“رافق العدوان السعودي على اليمن خلال ثلاث سنوات قيام الملك المتهالك سلمان وابنه بالسماح لليهود بزيارة المقدسات الإسلامية في أرض الحرمين من دون رقيب من، وتكررت هذه الزيارات بطلب من النظام السعودي وتمتعوا بكافة الصلاحيات والامتيازات التي حرمها النظام السعودي على أبناء الإسلام في مختلف الدول العربية.
وباختصار انه التطبيع مع إسرائيل يا قوم ولا زال الجميع يتذكر صور الصحفي الإسرائيلي من أصل روسي والذي يُدعى بن تسيون تشدنوفسكي داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة التي خلقت حالة من الغضب بين المسلمين والعرب.
نشر بن تسيون على موقع فيسبوك مجموعة من الصور له داخل المسجد النبوي بالمدينة بكل بجاحة واستخفاف بمشاعر المسلمين وقال في تعليق له على فيسبوك مرفقا بصورة له وهو يؤدي رقصة السيف الشهيرة في السعودية مرتديا ملابس سعودية تقليدية: “شعب السعودية سيقف بجانب الأمة اليهودية جنبا إلى جنب”.
وقال في تعليق آخر: “السلام في الشرق الأوسط بالاحترام والحب لبعضنا البعض”.
إباحة المقدسات
مع العلم انه يحظر على غير مسلمين زيارة مكة المكرمة بالإضافة إلى أماكن في وسط المدينة المنورة حيث يقع المسجد النبوي، لكن بن تسيون قال: إن المواقع الدينية في المدينة مفتوحة لعامة اليهود.وقال بن تسيون، والذي حصل على الجنسية الإسرائيلية عام 2014، في تصريح له لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، إن زيارة الدول الإسلامية “هواية” له، مشيرا إلى أنه يحمل رسالة “احترام للثقافات والديانات الأخرى.
“وأضاف: “لا أحد في العالم العربي حاول الاقتراب منه بغرض الاعتداء.”وتابع: “قالوا لي إنهم يحبون إسرائيل والشعب اليهودي.”وأوضح أنه حصل على تأشيرات ودخل إلى جميع الأماكن المقدسة بصورة قانونية، لكنه لم يُحدد أي نوع من جوازات السفر استخدمها للدخول وليست هذه إلا واحدة من العديد من الزيارات التي قام بها اليهود للأراضي المقدسة “.
هذا ما تحدث به الأستاذ مبروك النزيلي – كاتب سياسي ومحلل في الشأن الخارجي.
قرارات للتطبيع
تخلل العدوان السعودي على اليمن خلال الفترة القريبة الماضية حزمة من القرارات التي اتخذها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ذات الصلة بالبحر الأحمر لمحاولة التهيئة لاستقطاب الاستثمارات الغربية والشرق الوسطية ومنها أمريكا وإسرائيل.. إلى إنشاء المدن والمنتجعات على البحر الأحمر.
وقد سبق هذا القرار رسالة أن السعودية أوصلت لإدارة ترامب استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل من دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول (المبادرة) التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002، والتي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967م وعودة اللاجئين والانسحاب من الجولان، مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.
مجاهرة سافرة
لكن الجديد في الأمر هو تنظّير إعلاميين سعوديين لعملية “المصافحة بلا ثمن” من زاوية أن السعودية ليس لديها أي خلاف ثنائي مع إسرائيل يمنعها من إقامة علاقات طبيعية، وكي لا تبقى هذه المسألة خلافية في العلاقات الأميركية السعودية، فإنه يتوجب على الرياض أن تبادر لإزالة هذه العقبة من الطريق.
الرياض ليست أبوظبي حتى يمر قرارها بإقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل مرور الكرام، بل هو أمر ستكون له إرتداداته العربية والإسلامية الكبيرة، نظراً إلى موقع السعودية في المنطقة العربية والإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى إن خطوة من هذا القبيل سوف تشكل تحولاً سياسياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، يستدعي مواقف دولية وإقليمية، وبالخصوص من طرف إيران وتركيا.
توجه رسمي
وليس سراً أن هناك أصواتاً سعودية نادت في السابق بالتطبيع مع إسرائيل، وثمة من ذهب إلى هناك، والبعض إلتقى صهاينة علناً، كما حصل أكثر من مرة مع سفير السعودية السابق لدى واشنطن ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي سابقا الأمير تركي الفيصل، ولكن أن تبدأ دعوات التطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل بالتحول إلى حفلة يومية في الصحافة السعودية مثل “عكاظ” و”الرياض”، فهذا يعني أن هناك قراراً سياسياً من أعلى المستويات بتدشين مرحلة جديدة، وهذه بالطبع هي مرحلة محمد بن سلمان ولي العهد الجديد الذي يستعد لاستلام الحكم كأصغر ملك في تاريخ السعودية، وأول ملك من غير أبناء الملك عبد العزيز.
والخطير في الأمر أن فريق بن سلمان يريد إخراج السعودية من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهو يطمح إلى ثمن لذلك يتمثل في بناء تحالف مع إسرائيل لمحاربة إيران، ويحسب هذا الفريق فإن إسرائيل قابلة لأن تكون حليفاً استراتيجياً وإن الذهاب في هذا المنطق هو نوع من الانتحار السياسي وزج للسعودية في مغامرة مرتجلة ليست في صالح السعودية والعرب والمسلمين، بل ستكون نتائجها كارثية، والمتضرر الأول منها هي السعودية.
انتحار سعودي
ولعل بداية عهد بن سلمان لا تبشر بالخير. أزمة مع قطر تهدد بتفكك مجلس التعاون الخليجي، وتوجه لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل من أجل إشعال حرب مع إيران. وهذا يعني وضع المنطقة على كف عفريت، واللعب بالنار التي سوف تحرق الجميع”.
تطبيع ديني
وعلى المستوى الديني أيضا كان التطبيع حاضرا بشكل واضح وعلني، ويعلق الدكتور / أحمد نور الدين – عضو رابطة علماء اليمن ومتابع للشأن الخارجي على ذلك في حديثه لـ”الثورة” قائلا :
” يبدو أن حرارة طبخة التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي في أوجها، فالأمور تتسارع أكثر من المتوقع خاصة بعد ما كشفه الكيان عن علاقات وطيدة لا حاجة للخجل منها بينه وبين دول خليجية على رأسها السعودية وبعد الكشف عن الرسالة السرية التي أرسلها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى محمد بن سلمان والتي تؤكد التطورات المتسارعة في العلاقة مع الكيان الإسرائيلي أتت دعوة وزير الاتصالات في الكيان “أيوب قرا” للمفتي السعودي “عبد العزيز آل الشيخ” لزيارة فلسطين المحتلة، دعوة صريحة وبالاسم لشخصية يعوّل عليها العدو وعلى هيئة العلماء السعوديين الكثير، فما السرّ وراء هذه الدعوة؟
فتاوى وهابية
من أجل الوقوف على أهمية هذه الدعوة ولتكتمل الصورة، من الجيد استذكار بعض الفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء في السعودية بخصوص الكيان الصهيوني.
قتل اليهود حرام — حركة حماس هي حركة إرهابية، الدعاء لنصر حزب الله في مواجهة “إسرائيل” حرام، التظاهر دعما للمسجد الأقصى حرام”..
هي أربع فتاوى كلها تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي، فتاوى أتت لتساعد هذا الكيان على الاستمرار في انتهاكاته ولتهدئة غضب الشعوب الإسلامية التي تقبل هذه الفتاوى في وجه الكيان الإسرائيلي.
في الواقع إن هيئة العلماء تسعى لمساعدة الكيان السعودي على تهيئة الأرضية الشعبية لتقبل فكرة التطبيع مع “إسرائيل”. حيث ومن خلال عملية تقسيم أدوار مدروسة وممنهجة أخذت على عاتقها الجانب الديني في هذا الملف. السعودية بدأت منذ سنوات ببرنامج سياسي أمني اقتصادي لتهيئة الأرضية للتطبيع، اليوم جاء دور المؤسسة الدينية التي تتحمّل جزءا مهما في هذا السياق من أجل الوصول إلى هدف آل سعود المنشود، حتى ان علماء السعودية أصبحوا يحتفلون بـ”عيد الحب” ويخرجون بالورود وهم نفسهم الذين حرموه في الماضي وكلفوا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنزول للشوارع واعتقال من يحتفلون به وهذا كله لعيون محمد بن سلمان الذي لم يكتف بهذا فقط بل ارسل “السديس” ليلتقي بدعاة يهود وأمريكيين لتقارب الإسلام مع اليهود “.
هرولة للتطبيع
بدوره قال الأستاذ نصر الكميم – الدائرة السياسية للحزب الناصري :
” يوجد هناك بالفعل تقارير قوية تشير إلى تزايد عملية التطبيع بين إسرائيل من جهة والسعودية والإمارات من أخرى. وقد شملت تلك الخطوات، الزيارة “غير الرسمية” لإسرائيل من قِبل الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، في عام 2016؛ حيث اجتمع خلالها مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومجموعة من أعضاء “الكنيست” لتشجيع الحوار في إسرائيل على مبادرة السلام العربية ومن أبرز السعوديين الراغبين في التطبيع مع إسرائيل، الأمير تركي بن فيصل آل سعود، الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي لديه بالفعل الآن تاريخ من التعامل مع المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين. وقد بدأ ذلك بمصافحة مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، داني أيالون، في ميونيخ عام 2010 م.
استدراج للفخ
ما يبدو ما يجهله بن سلمان ومسؤولون آخرون، هو أن إسرائيل تأخذ ولا تعطي أبدًا، ولسوف تأخذ التطبيع، لكنها في المقابل لن تعطي شيئًا. وإذا كانوا يعتقدون أن الطائرات الإسرائيلية ستطير فوق الرياض أو أبوظبي لحماية حلفائها الجُدد من الغارات الجوية الإيرانية المتوهمة، فإنهم بالتأكيد مخدوعون، وكل ما يحتاجون إليه فقط النظر مرةً أخرى لمصر والأردن، وهما الدولتان العربيتان اللتان طورتا علاقاتهما مع إسرائيل منذ فترةٍ طويلة. نظرة فاحصة عليهما تكشف من المستفيد من اتفاقيات “السلام” تلك، ولعله من باب المكاسب السياسية على عدة مستويات، سيكون الأفضل لابن سلمان أن يُوجه نحو دعم حركة مقاطعة إسرائيل، بدلًا من أن يسعى لتطبيع العلاقات معها. سيكسبه ذلك شعبية تواجه نفوذ إيران التي تتغذى وحلفاؤها على قضية “الممانعة”.
وفضلًا عن ذلك، إذا كان على محمود عباس أن يختار بين القبول بصفقة خاسرة أو أن يستقيل، فالاستقالة ستكون أشرف له، قبل أن يرفرف العلم الإسرائيلي بالفعل في سماء الرياض”.

قد يعجبك ايضا