“قلعة صيرة” تاج عدن الحسناء تستغيث

إعلام المرتزقة تعترف أن التدمير و العبث جاء بعد انسحاب الجيش واللجان

الثورة / عبدالباسط محمد النوعة

لازلنا في مدينة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن هذه المدينة التي تحدثنا في العدد الماضي عن عبث وتخريب متواصل يطال أبرز وأهم معلم تاريخي فيها وهي صهاريجها التي تعود فترة بنائها إلى العهد السبئى ولازالت أعمال العبث والتخريب لمعالم هذه المدينة وتراثها مستمر على قدم وساق في ظل الحكم الاستعماري البغيض الذي يفتك بكل جميل في هذه المحافظة التي كانت ولاتزال وستظل القلب النابض لليمن الموحد مهما عاث أو حاول المستعمر السعودي او الإماراتي الإساءة إليها وإلى أبنائها فمدينة عدن أعرق وأكبر من طموحات وأطماع أولئك الرعاع والبدو الذين يحاولون التحضر والتوسع أكبر من حجمهم وقدراتهم والأغرب أنهم يتطاولون على أعرق شعب عربي أصيل .
في عدن بات العبث ينتشر في كل مكان بدعم وتشجيع من المحتل البغيض وتسهيل من حكومة ما تسمى بالشرعية وعلى مرآى ومسمع من كل التيارات السياسية التي تتصارع على السلطة والنفوذ ولو على حساب مدينة عدن ومعالمها ومقوماتها المدنية والحضارية حتى على حساب سكانها .
ما تزال وسائل الإعلام التابعة للعدوان وبكل وقاحة تطالعنا بحوادث الانتهاكات التي تتعرض لها معالم مدينة عدن الأثرية والتاريخية ، فها هي وسائل اعلام المرتزقة تتحدث عن العبث والتخريب والطمس الذي يجري على قدم وساق بحق معالم وتراث هذه المدينة بصورة لم يسبق لها مثيل وتعزو ذلك إلى غياب الرقابة والقانون والذي أوصل تراث المدينة إلى وضع حرج جدا وسيئ وخاصة في مدينة عدن القديمة التي بلغت الذروة في التشويهات والعبث بمقوماتها الحضارية والبناء العشوائي المستمر الذي زادت وتيرته بصورة كبيرة خلال الأشهر الماضية وهذا ما أكده عدد من أبناء المدينة والمهتمين بالتراث الذين رفضوا أن نذكر أسماءهم خوفا من ملاحقة سلطة الاحتلال لهم .
الساحات والمتنفسات
عمليات البسط والبناء العشوائي والتخريب والعبث طالت جميع أماكن ومواقع مدينة عدن وساحاتها ومتنفساتها العامة والجهات المعنية تقف عاجزة عن السيطرة أو التخفيف من هذه الأعمال العبثية التي تخدم أجندة المحتل التي عرف عنها معاداتها لكل ما يمت للتاريخ بصلة فالجماعات الإرهابية المرتبطة بمملكة آل سعود ودويلة آل نهيان جميعها مارست أعمال التخريب والتدمير لمعالم التراث الحضاري ليس في اليمن فحسب وإنما في مختلف البلدان التي دفعتها أمريكا وإسرائيل إليها للتدخل بالدعم والمساندة لتلك الجماعات الإرهابية المتطرفة سواء في سوريا وليبيا والعراق وغيرها وما يحدث في جنوب اليمن وسقطرى من أعمال عبث وتخريب للهوية والحضارة بطريقة ممنهجة من قبل نظامي بني سعود ونهيان ليس بغريب وهذا ما أكده الكثير من المطلعين والمهتمين بشأن التراث .
صيرة عنوان الشموخ
ومن معالم المدينة التي تتعرض للعبث والطمس لهويتها وقيمتها العظيمة قلعة صيرة عنوان الشموخ والعزة لمدينة عدن ودليل عراقتها وأصالتها وتاج فوق حسناء جميلة زاد هذا التاج من جمالها واصبحت تفتن كل من يراها وتأسر قلبه وفؤاده ولهذا أدرك المستعمر الحاقد القادم إلينا من الصحاري القافرة والخيام المتنقلة تلك الأهمية والمكانة والميزة التي تحتلها هذه القلعة الشامخة لليمنيين جميعا وفي مقدمتهم أبناء عدن فعمل وبشكل ممنهج وخبيث على تسهيل عمليات العبث بحق هذه القلعة وللأسف بأيادي أبنائها وبتساهل من بعض المسؤولين اليمنيين الذين لاغرابة فقد باعوا وطنا بأكمله وشعبا بكل أطيافه للمحتل الذي جاء محملا بالمال المدنس الذي اسأل لعابهم .
ومن موقع الصحوة اقتطفنا جانبا مما ذكر عن معاناة قلعة صيرة مع هذا العبث الذي لا يجد من يوقفه بل يجد من يشجعه فقد أورد الموقع نبذة عن القلعة وما تتعرض له فقد شيدت القلعة في القرن الحادي عشر الميلادي على جزيرة صخرية بركانية طويلة يبلغ ارتفاعها 430 قدما فوق مستوى سطح البحر، وتقع في مديرية كريتر بالقرب من ميناء عدن.
يهدد الإهمال والنشاط العمراني العشوائي قلعة صيرة، أبرز المعالم التاريخية والأثرية في مدينة عدن بجنوب اليمن، التي أصبحت مهددة بالانهيار نتيجة كثرة التشققات والتصدعات في بنائها حيث تسببت في إتلاف أجزاء كثيرة منها.
وقد بدأت التشققات بالظهور في بعض أسوار القلعة الخارجية ومرافقها الداخلية، جراء عمليات حفر واسعة أسفل الجبل الذي شيدت عليه، مما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة.
إذن قلعة صيره الشهيرة باتت في خطر حقيقي نتيجة أعمال الحفر والاستحداثات التي تزحف بشكل كبير إليها وقد ذكر البعض أن هذه الاستحداثات تتم من قبل أناس نافذين مرتبطين بالمستعمر الإماراتي والسعودي وممن لديهم المال لذلك ، فمعظم سكان عدن يعيشون أوضاعا معيشية صعبة باستثناء أولئك الذين يرتبطون بالمحتل ويغدق عليهم الأموال الطائلة والنسبة العظمى من هؤلاء المنتفعين ليسوا من عدن وإنما من محافظات أخرى وهؤلاء هم من يقومون ويشرفون على هذه الأعمال التدميرية ليس على قلعة صيرة فحسب وإنما في المدينة القديمة والساحات والمتنفسات العامة وأيضا في تضييق الخناق على صهاريج عدن الشهيرة .
اعترافات
وسائل إعلام المرتزقة المؤيدين للعدوان على اليمن ومنها موقع الصحوة نت التابع للإصلاح اعترفت بأنه حدثت أعمال التخريب والعبث حيث قال الموقع التابع لحزب الإصلاح الموالي للعدوان ضد أبناء شعبهم
(ومنذ تحرير المدينة من الحوثيين وغياب الدولة أقدم عدد من المواطنين على البسط العشوائي داخل حرم صهاريج عدن بمدينة عدن وذلك وسط سخط شعبي وصمت الأجهزة الأمنية بالتزامن مع أعمال بسط واسعة النطاق طال معالم أثرية أخرى في حين لم يلق الباسطون أي ردع من قبل الأجهزة الأمنية ، وتعد هذه السطوة للصهاريج هي الأولى من نوعها بعد موجة من البسط العشوائي منذ ثلاث سنوات بمختلف مديريات محافظة عدن كان أخرها البسط على الأحواش والأراضي والمقابر والمتنفسات والجبال كما هو الخال في كريتر وجبل حديد وساحل كريتر ومقبرة الدكى بالمعلى وجبل البنجسار بالتواهي خور مكسر ) .
وفي تصريح لمدير عام الآثار والمتاحف بعدن محمد جعفر تناقلته عدد من المواقع أكد أن الأعمال التخريبية وتدمير الهوية الثقافية لمدينة عدن لم تكن وليدة اليوم وهناك الكثير من المعابد والكنائس تم تدميرها وصرفها كمواقع تجارية لبعض التجار.
وأشار إلى أن تجاهل السلطات التي تعاقبت منذ عقود والحروب ونتائجها تركت تداعيات على الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية وعدم وجود أي إجراءات رادعة شجعت المتنفذين للبسط على هذه المواقع والبناء العشوائي فيها وتدمير الهوية العدنية.
وناشد جعفر الأجهزة المعينة وأبناء عدن إنقاذ هويتهم العدنية وحماية آثارهم وتاريخهم الذي يتعرض اليوم إلى أبشع هجمة شرسة تستهدف حضارتها وأصالتها.

قد يعجبك ايضا