تُهامةُ الله

 

معاذ الجنيد

هذي ( تهامةُ ) بحرٌ كُلُّهُ نارُ
وساحلٌ بالوقُود الصلبِ زخَّارُ
وشعبُها الهادئُ المغمورُ عاطِفةً
في لحظة الحرب .. بُركانٌ وإعصارُ
بقلبها الطيِّبِ اغترَّتْ عواصِفهُم
وما دَرَت أنْ وراء الطِيبِ ( كَرَّارُ )
هذي الرمالُ .. جحيمٌ غير مُعلَنةٍ
من لامسوها .. رماداً تحتها صاروا
هذي الوجوه .. صواريخٌ مُموَّهةٌ
وللبراكين أسماءٌ وأعمارُ
هُنا ( الزرانيقُ ) شُهبٌ .. كلما اقتربت
( حَوَّامةٌ ) للأعادي .. نحوها طاروا
أمامهُمْ .. وانتهاءُ الحرب .. معركةٌ
وبينهُمْ .. واقتحام القصر .. مِشوارُ
عُمرُ الجحافل .. ساعاتٌ بساحلهم
ومن تعمَّرَ يوماً … عُمرهُ عارُ
مُدرعاتُ الأعادي تحت أرجلهم
قَشٌّ .. ودبابة ( الإبرامز ) فخَّارُ
الموتُ ميناءُ كلِّ البارجات هنا
وما على الموت في الميناء إيجارُ
* * *
( تهامةُ الله ) .. ثأرُ الله .. إن وقفت
دكَّت .. وإن نزَفت فالدمُّ إيثارُ
ظنوا المجازر إن زادت ستُرعبها
فزاد في أهلها للثأر إصرارُ
إن ( التِّهاميَّ ) سِرٌّ في تصلُّبهِ
وفي تصوُّفهِ في الله .. أسرارُ
قومٌ .. إذا واجهَ الباغين ( حيدرةٌ )
فنِصفهُم ( أشترٌ ) والنِصفُ ( عمارُ )
على قوى الظلم ثاروا واغتلوا حمماً
من ذا يصُدُّ ( التِّهاميين ) إن ثاروا ؟؟
إن أنفقوا أغدقوا .. إن عاهدوا صدقوا
إن جاهدوا أرعدوا الدنيا .. وما خَارُوا
لم ينطق الجود فينا غير لهجتهم
فهم ملوكُ “امعطايا” أينما ساروا
لو لم يكُ البحرُ موجوداً .. لأوجَدَهُ
عطاؤهم .. فهوَ رغم الحرب أنهارُ
نصرُ الملايين معقودٌ على يدهم
فهُم سحابُ الفِدا .. والنصرُ أمطارُ
بِهم إذا مرَّ داعٍ للجهاد .. رأى
بأنهم دون أن يدعو .. قد اختاروا
إذْ أدركوا أنَّ أرضاً لا يُشارك في
تحريرها أهلُها .. حتماً ستنهارُ
لو دافعت عن حماها الأرض ما انشرحت
مالم يكُن في ( التهامِيِّين ) أنصارُ
ما لم يجُد ماجدٌ لله من دمهِ
ويقتفيه صناديدٌ وأحرارُ
* * *
الفِتيةُ السمر هبوا من مضاجعهم
ليعلم الشرُّ أنَّ الحقَّ جبَّارُ
إنَّ ( الحديدةَ ) من بأس الحديد أتَتْ
كما أتَتْ من بُطون الصخر .. أحجارُ
يا من يُفاوض في تسليمها .. عبَثَاً
ترجو .. فسيفُ ( التِّهاميين ) بتَّارُ

قد يعجبك ايضا