إلـى المعنيين عـن إفشال العدو في حروبه الناعمة

خواطر
**الفــرص المتاحــــة*

كتب محمد الآنـسي
رئيس تحرير صحيفة الحارس

بلا شك ندرك اليوم ان العدو يعتمد بشكل كبير على التضليل والتزييف ويخصص أموالا كبيرة لتمويل قنوات ووسائل إعلام ويشتري ولاءات إعلامية بملايين الدولارات وفي سبيل ذلك يخصص لكم هائل من وسائل الإعلام موازنات مالية ومبالغ لتمويل أنشطة تضليلية موجهة للشعوب المستهدفة وأخرى لنقل الذهنيات وتشتيت الجهود؛ كل ذلك يتم وفق دراسات تؤمن بها قوى الاستكبار والاحتلال والإجرام العالمية .
الجدير بالإشارة هنا أن صناع القرار في بلادنا يدركون ذلك جيدا لكن ذلك الإدراك لم يترجم إلى الواقع العملي حتى اليوم ورغم توجيهات قيادة الثورة في أكثر من مناسبة بشأن تفعيل جاد ومنظم للعمل في الجبهة الإعلامية.
لا أظن أن المعنيين في بلادنا يجهلون أن كل المجالات الثقافية والتوعوية والأمنية والاقتصادية تحتاج إلى الإعلام ووسائله وأوعيته وبرامجه وقوالبه كي تصل إلى حيث يجب أن تصل! بالتأكيد لا يجهلون ذلك ؛ لكن المؤكد أكثر أنهم يتجاهلون أن ثمة فرصا ومقومات كبيرة ومتعددة للتصدي للعدوان في حروبه الناعمة معظمها تبدأ بإعادة النظر في الجبهة الإعلامية بشكل عام بطريقة جادة لأن الواقع يشهد بأن استمرار الجمود الحالي سينتج عنه كوارث متعددة أصغرها استمرار نجاح العدو في الاستقطاب ..
نشهد أن ثمة جهودا ونشاطا إعلاميا للعديد من الناشطين ومحاولات شخصية وفردية مبذولة تطمح تحقيق نجاحات مهمة، لكنها محـدودة وليس بإمكانها التصدي لتحالف العدوان وترسانته المضللة الكبيرة .
ألم يأن لصناع القرار في بلادنا أن يدركوا خطورة تجاهل توجيهات قائد الثورة ؟!!
ألم يأن لهم أن يعترفوا بأن الواقع يؤكد والمرحلة تتطلب ضرورة إيجاد عمل مؤسسي منظم يمتلك رؤية وآلية وعزيمة وأساسيات الإنتاج الغائب والاستفادة من الفرص التي ما زالت متاحة لليوم.
وحتى لا ينجح مختصو الوسواس والتبرير بالهروب إلى الظروف وصعوبتها نؤكد أن التغيير يحتاج إلى إرادة سياسية شجاعة للاعتراف بالواقع وتغييره لا أكثر، وثمة إمكانات مبعثرة إعادة النظر فيها وحدها كفيلة بتحقيق النجاح المطلوب.
والله ولي الهداية والتوفيق..

قد يعجبك ايضا