العدوان حاول بكل وسائله إيقاف العملية التعليمية لكنه فشل

*مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظه عمران لـ”الثورة”:
*أكثر من 14 تربوياً استشهدوا في غارات وحشية للعدوان السعودي
*حققنا نجاحات بنسبة 80% في معالجة الاختلالات التعليمية
*موظفو القطاع التربوي مستشعرون للمسؤولية الملقاة على عاتقهم ولهم كل التقدير
عمران / عبد الوهاب العشبي
رغم التدمير الممنهج الذي طال مدارس محافظة عمران ومكاتبها التعليمية منذ الوهلة الأولى للعدوان إلاّ ان العملية التعليمية في المحافظة تسير على أحسن وجه فهي متسمة بالصمود والثبات والاستمرارية وتحقق العديد من النجاحات والمكاسب التعليمية غير مكترثة لما يقوم به طيران العدوان من تدمير للمؤسسة التعليمية … (الثورة) التقت بمدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عمران الأستاذ احمد محسن عبدالله الشهاري وكانت الحصيلة التالية:
كيف تقيمون سير العملية التعليمية بمحافظة عمران ؟
– دعوني في البداية أوجه الشكر لصحيفتكم الغراء على اهتمامها بالعملية التعليمية بالمحافظة فنحن راضون كل الرضى باستمرار العملية التعليمية رغم محاولات دول العدوان بكل الوسائل والطرق الإجرامية الرامية لإيقافها وتجهيل مستقبل فلذات أكبادنا ورغم استمرار العدوان والحصار وكل عام وله ظروفه فأنتم تعلمون عدوان ثلاث سنوات وعام رابع جديد ولكن كل ذلك قد فشل أمام صمود وتحدي وثبات القطاع التربوي الذي يمثل جبهة ثانية بكل ما تعنيه الكلمة
كيف تقيمون أداء موظفي الإدارات والأقسام في مكتب التربية وفروعه بالمديريات ؟
– رغم كل الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب وشعبنا اليمني الصامد ورغم انقطاع رواتب الموظفين التي تسببت فيها دول العدوان من خلال مؤامرة نقل البنك المركزي الأمر الذي تسبب في عدم صرف رواتب موظفي الدولة وفي مقدمتهم القطاع التربوي إلا أن ذلك لم يثننا في القيام بواجبنا الوطني التعليمي سواء كان على مستوى المحافظة أو مكاتب التربية في المديريات بكل موظفيها وأقسامها فنحن نواجه أقذر عدوان على مر التأريخ , لم يسبق له مثيل على الإطلاق ورغم ما نواجهه جميعاً من الصعاب والعوائق من كل الجوانب إلا أننا حرصنا ومعي جميع الزملاء في المكتب والمديريات على تعليم فلذات أكبادنا بكل ما نملك من وسائل وطرق تعود بالفائدة على أبنائنا الطلاب والطالبات وتفويت الفرصة على العدوان الغاشم الساعي لتجهيل الشعب اليمني .. كما أحب أن أوضح أن الجميع مستشعر للمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع .
ما مدى علاقتكم وتنسيقكم مع قياده وزارة التربية والسلطة المحلية بالمحافظة ؟
– علاقة تكاملية كل همها الحرص على إنجاح العملية التعليمية فالوزارة والسلطة المحلية هم الدعم والسند لنا في أي نجاح يتحقق فهو نجاح وثبات للجميع ووقوف الوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة إلى جانب مكتب التربية هو العامل المهم وتحقيق النجاح وأؤكد للجميع أنه لو لم يوجد تنسيق مع الوزارة والسلطة المحلية لن يتحقق النجاح فنحن نسير على نهج خطة مرسومة من الوزارة والسلطة المحلية التي تسهل مهامنا وتحد من الصعوبات والعراقيل التي تواجه العملية التعليمية منذ بدء العدوان الذي سعى ولايزال لإفشال وإيقاف العملية التعليمية لكي يوهم الشعوب أنه حقق نصرا يعوضه عما يتلقاه من هزائم على أرض الواقع وفي جميع الجبهات على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية وبفضل التنسيق مع قيادة الوزارة وقيادة السلطة المحلية وبفضل صمود وثبات المعلمين والمعلمات والقيادات التربوية والطلاب والطالبات والإدارات المدرسية أفشلنا كل مخططات دول العدوان ونجحنا نجاحاً منقطع النظير .
هل ما تحقق لكم من نجاحات وإنجازات في العملية التعليمية كان نتاجاً لتنفيذ برنامج معالجة الاختلالات ؟
– بالتأكيد أن برنامج معالجة الاختلالات التي استشرت في كل مفاصل القطاع التربوي نتيجة تراكمات سابقة تحقق فيه الكثير من النجاحات على الرغم من الأخطاء البسيطة إلا انه برنامج مهم وبدأت الوزرة العمل به على مستوى الديوان والمحافظات ونحن في عمران قد حققنا ما يقارب (80 % ) من النجاحات ولولا العدوان وعدم توفر الإمكانيات لأكملنا المرحلة الرابعة والخامسة الهامة والتي تعتبر التقييم والنزول الميداني وكنا حقننا النجاح الذي نطمح أن نصل إلية.
كم عدد المؤسسات التربوية التي استهدفها العدوان في المحافظة ؟
– بلغ عدد المدارس المدمرة كلياً في المحافظة (8) مدارس
وبلغ عدد المدارس المدمرة جزئياً في المحافظة (11) مدرسة و تدمير (3) مكاتب تربية تدميرا كليآ إضافة إلى (71) مدرسه متضررة بسبب النزوح إليها .
لماذا يطلق عليك التربويون في المحافظة بالشهيد الحي ؟
بطبيعة الحال خرجنا وزملائي الذين أبقاهم الله على قيد الحياة من تحت الأنقاض والركام في النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية إثر استهدافنا في تلك الليلة المشؤومة مساء الثلاثاء 18 /8/ 2015 م وبغارتين وحشيتين حيث استشهد من كان حولي من التربويين أثناء مرحلة الإعداد للاختبارات (14 شهيداً وعشرة جرحى ) أرادوا من خلالها إيقاف العملية التعليمية فلم يستطيعوا ولم تكتب لنا الشهادة وأراد الله أن نبقى أحياء لنكمل جميعاً مشوار مسيرة شهدائنا العظام من القادة التربويين الذين استشهدوا ونحن على دربهم سائرون خدمة لوطننا الحبيب وشعبنا اليمني العظيم الصامد، وخدمة لفلذات أكبادنا الطلاب والطالبات ومن الطبيعي أن يقولوا الشهيد الحي ولازلنا نواصل أعمالنا الوظيفية دون توقف حتي يتحقق النصر للوطن .
ما هو دور مكتب التربية تجاه أبناء شهداء العملية التعليمية بالمحافظة ؟
نحن وباستمرار نهتم بأبناء الشهداء من زملائنا التربويين رحمة الله عليهم فهم بمثابة أبنائنا ونحن نقف إلى جانبهم ولن نتركهم ماحيينا ولن نبخل عليهم وبقدر ما تتاح لنا من فرص نحوهم وكذلك قيادة الوزارة والمحافظة.
هل يقوم الإعلام التربوي بدوره المنشود ؟
– أقول بالنسبة للإعلام التربوي يقوم بدوره وأكثر من الدور المناط به فبوجود مدير الإعلام القدير والجدير الأستاذ فيصل العكرمي الذي أستطاع أن ينقل الإعلام التربوي نقلة نوعية متميزة ولن نستطيع أن نفيه حقه يعمل بكل جد وإخلاص وتفان وحب لوطنه وعمله وجعل من الإعلام التربوي سمته المتميزة والتي جعلته في المرتبة الأولى على مستوى المحافظات وهذه ليست شهادتي فقط، بل هي شهادة قيادة المحافظة والوزارة وزملائه مدراء الإعلام في المحافظات كذلك المجتمع الذي يلمس ذلك النجاح وذلك التميز ورغم عدم توفر إمكانيات له إلا أنه يحقق نجاحا وتميزا لا مثيل له
ومن هنا لا يسعنا إلا أن نتوجه له بكل الشكر والتقدير
كيف تم حل مشكلة الكتاب المدرسي لهذا العام ؟
الكتاب المدرسي يشكل لنا معضلة كبيرة نتيجة عدم الطبع بسبب الحصار الجائر الذي رافق العدوان منذ بدايته فشكل عقبة على الوزارة في الطبع وعدم توفر الإمكانات الأمر الذي فرض علينا صعوبات وعوائق ما جعلنا نحافظ على ما هو موجود وعملنا حملة واسعة النطاق للحفاظ على الكتاب المدرسي الموجود واستعادة الكتب السابقة وصرفها للطلاب والحفاظ عليها لأننا في حالة حرب قذرة وإجرامية وفي هذا الخصوص تسعى الدولة وقيادة الوزارة لطباعة الكتب في حال توفر لها الدعم من المنظمات أو غيرها وتم حل مشكلة الكتاب من المسترجع وبنسبة (80 %) وحتى يفرج الله على شعبنا ويحقق النصر الذي بات قريباً جداً .
ماذا قدمت المنظمات الدولية للتعليم في المحافظة ؟
لاوجود لدور المنظمات التي كانت عاملة في اليمن فقد غادرت جميعها باستثناء منظمة اليونيسف التي لها خدمات في عدة مجالات في العملية التعليمية فهي من تبقى من المنظمات والتي تتبنى العديد من المشاريع في العديد من المجالات المختلفة والمتعددة الأثر الذي يوجب أن نوجه لهم الشكر
ما هي العراقيل التي تحول دون تحقيق طموحاتكم ؟
أهم العراقيل هو العدوان الغاشم الذي دمر كل شىء جميل في بلد وشعب لم يوجه لهم الأذى ماعدا ذلك فكل شيء سهل تجاوزه وسوف تتحق كل الطموحات حال الانتصار بإذن لله .
ماذا تقول للمعلمين والمعلمات الصامدين بمدارسهم في خدمة الوطن رغم معاناتهم ؟
أنا عاجز عن الشكر والتقدير للزملاء المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية الذين ضربوا أروع البطولات الأسطورية في الصمود والتحدي والثبات في وجه العدوان واستمرار العملية التعليمية التي راهن على إيقافها العدوان واثبتوا بحق أنهم رجال الوطن وجبهته الثانية التي تدافع عن الوطن بكل بسالةً وشجاعة نادرة من خلال استمرار التعليم وحرصهم على تعليم الطلاب والطالبات واستشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم وكذا تحملهم للأمانة بكل إخلاص وتفان جعلهم محط أنظار العالم كأبطال وأن كلمة الشكر والتقدير أقل ما نقوله أو نقدمه لهم في ظل الأوضاع التي نمر بها جميعا كل المحبة و التقرير والاحترام لهم فهم بحق أبطال الجبهة الثانية وأتمنى أن يفرج الله على الوطن وعلينا وشعبنا بالفرج العاجل وأقول للزملاء مزيدا من الثبات والصمود والتحدي أيها الأبطال في وجه هذا العدوان القذر وأسال الله أن يحفظكم جميعاً ويحفظ الوطن وشعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية.. المجد والخلود والرحمة لشهداء الوطن .

قد يعجبك ايضا