قالوا فقلت في صورة

أشواق مهدي دومان
قلتُ: إنّنا بفعل المدّ المستورد استوردنا حتّى قيم خارجة عن حدود ديننا فاستسهلنا ما المفروض يكون لنا رأي صارم فيه ،وأذكر جارتنا يوم فتحت محل كوافير ووضعت صورة امرأة في كامل زينة ولبس لعروس ،فجاء أحدهم (قبل سبع سنوات تقريبا) وخدش وجه المرأة التي في لوحة المحل الدعائية ، وبصراحة، وعن نفسي : وبغض النظر عمّن الفاعل : لم ألُم الفاعل ولم أستهجن الفعل بل في نفسي وقرارتها : قلت : إن هناك من يشعر بغيرة على الشّباب ، وعن نفسي الصورة عندي كإمرأة عادي بل ربّما قد يعجبني أسلوب ولون وشكل المكياج والتسريحة وتماشيا مع العصر فلست منغلقة حد تحريم أدوات وأساليب التجميل طالما لا تتزين المرأة في حدود خارجة عن بيتها أو بيت أبيها أو بين النساء لكنّ الفتنة هي زينة المرأة أمام من هبّ ودبّ، فهذا أولا :
تسهيل أمر الحجاب والحشمة المطالبة بها المرأة في القرآن والسّنة ، وتشجيع انحلالها عن حجابها أو مواصفات حجابها أمر خطير ، فالمرأة كفطرة تحب الغزل وسماع كلمات الغزل ومنها أنتِ جميلة ،فتأتي البنت المحتشمة وتتمنى أن تبرز جمالها لأجل إشباع فطرة فيها وهي فطرة حبّ الكلام الرقيق وإشعار ولفت الناس لجمالها وهناك مثل يقول : عابب ولا تحسد ،وقد تكون تربية تلك البنت المحتشمة تربية تقليدية يعني بَرقَعَها أهلها من باب العرف والتقليد ولم يفهموها أبعاد حشمتها وكيف يصون الحياء والحشمة جمالها وعرضها،ويزيدها أنوثة ،فالصورة المستوردة: ( أنها ماتتغطى إلا الشّوعة ) فالمحتشمة تدخل في صراع بين أن تتمسك بحشمتها وحينها ستكون مركونة على جنب ، وتشعر بأنّها نشاز فالوصف والغزل لتلك المتفننة في عمل رسمة العين وزجّ الحاجب وتطويل الرموش بالمسكرة ووضع بودرة تبييض …الخ
ومن هنا يبدأ ويدخل الشيطان فتكلّم نفسها قائلة: تقاليدنا خبلاء وأنا أجمل من فلانة وماهيش زعطانة إلى عاملة شعرها بسنمة أجمل مني وأنا شأنافسها واثبت للجميع إني أجمل ، فتبدأ بتصوير عينيها وترسلها أو تضع الصّورة في صفحة الفيس أو أيقونة الواتس أو التلجرام ،و بعدها قد تضع صورة يديها من أجل أن تري العالم يديها الرائعتين ،وشوية تصور صدرها ، وشويه شويه تخلع الحجاب كلّه، وترسل صورها للرّجال ،فقد يعجب بها فلان وعلان ،وباسم :” الله جميل يحب الجمال “، تكون هذه قد دخلت في محاربة الله ومنهج الله، وتكون قد جعلت من نفسها وسيلة انحراف وأداة إغراء ، فيتغزل بها شاب ويشبع فراغ عاطفتها بكلام جميل يتطور لكلام عاطفي يتطور لاستغلال وفاحشة وكلام لا يرضي الله ولا رسوله ولا المؤمنين ، وتنتشر الفاحشة فبنت تجر بنتا وشاب يجر شابا ، وتنتهي وتنهار الأمة أخلاقيا وبعد انهيار الأخلاق الذي تسعى الماسونية إليه لإسقاط الرجال بين أحذي المومسات ، وبعدها تحتل أوطانهم فهم مشغولون بالكأس و الجارية ،،و ” النار تبدأ بمستصغر الشرر”، وهنا يتفسخ المجتمع ونكون بسبب صورة ونشر صور الجميلات والممثلات قد شاركنا في حرب ذواتنا ومجتمعاتنا في حرب أخلاقية انحرافية تحلليّة ونحن لا نشعر ،بمعنى أننا قد شاركنا في حرب تسمى النّاعمة فشاب يجلس فكره عند (تيك إلى مشيت فقد كان لها عيون تهوس ) وثاني يترك صلاته متنقلا بين صفحات ملكات الجمال ، وزعطان وفلتان … وهكذا لأنّنا نسهل ما كان صعبا في أيام آبائنا يوم كانت المرأة محتشمة يراها زوجها ملكة جمال وإن كانت بسيطة الجمال فهو لا يتابع نانسي عجرم التي شُغِف بها كثير من شباب أمّة محمّد غير عارفين ( أن قد فيها 77 عملية تجميل ، ولو عادك ذاكر بنت ترامب كم نزلت فيها منشورات غطّت صفحات الفيس وقد أجرت عمليات تجميل لها يا الله اليوم ) !
واليوم يطلب الشّاب زوجة ولا يهتم كيف أخلاقها وعفتها ونظافتها في بيتها ودينها و….الخ بقدر ما يطلب زوجة تشبه عيونها أليسا وأنفها شيرين وشعرها هندي وانفها كمايكل جاكسون …ويتعامل ويعيش معها كدمية وحياتهم فراغ من عاطفة تحفها الرحمة والمودة التي تكون على مواصفة : ” فاظفر بذات الدين تربت يداك” ؛
ولأنّ مجتمعنا اليمني يحرّم عند الكثير رؤية شرعية (في وجود الأهل ) بين الخطيبين لمجرد القناعة فقد تتعارض مواصفات الخطيبة مع شكلها الحقيقي وحينها يقول الشاب لأمه أو أخته : ” لو تطلع شوعة اتزوجي بها أنتِ “، وكأنّ المرأة مجرد صورة أو دمية في محل شراء فستان زفاف، وقد اختزلوها إلى جسد من دون روح .

قد يعجبك ايضا