مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار يدين العدوان الثلاثي على سوريا

*الأسد يؤكد أن العدوان ترافق مع حملة من التضليل والأكاذيب

الثورة/ وكالات
تواصلت ردود الأفعال والإدانات العربية والدولية المناهضة للعدوان الثلاثي الذي شنته أمريكا وبريطانيا وفرنسا صباح السبت على سوريا واستهدف عددا من المواقع والمراكز العلمية والذي جاء بناءً على ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة.
ووصفت العدوان الثلاثي بالعمل الإجرامي ضد الشعب السوري واعتبرته عدواناً يغذي التهديدات الإرهابية العالمية.
وفشل مجلس الأمن الدولي أمس في تبني مشروع قرار روسي يدين هذا العدوان الذي تم دفع ثمنه من دول الخليج.
وفي هذا السياق أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفد حزب روسيا الموحدة الحاكم في جمهورية روسيا الاتحادية، أن العدوان الثلاثي بالصواريخ على سوريا ترافق مع حملة من التضليل والأكاذيب في مجلس الأمن من قبل نفس دول العدوان ضد سوريا وروسيا ما يثبت مرة أخرى أن البلدين يخوضان معركة واحدة ليس فقط ضد الإرهاب بل أيضا من أجل حماية القانون الدولي القائم على احترام سيادة الدول وإرادة شعوبها.
وفي إطار العلاقات الثنائية لفت الرئيس الأسد إلى ضرورة وضع آليات تنفيذية لتفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين ولا سيما في مجال إعادة إعمار سوريا مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية التعاون البرلماني القائم بين البلدين في المحافل الدولية خاصة وأننا نشهد حاليا إعادة رسم للخريطة السياسية العالمية.
من جانبهم أدان أعضاء الوفد الروسي بشدة العدوان الثلاثي على سوريا الذي يعد انتهاكا واضحا للمواثيق الدولية ويأتي في وقت يسعى فيه السوريون لإعادة الاستقرار والمضي في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب مؤكدين ثبات موقف روسيا الداعم لسوريا في ظل الحرب التي تواجهها.
كما شدد أعضاء الوفد على رغبة الجانب الروسي في ترسيخ التعاون مع سوريا في مجالات الاقتصاد وإعادة الإعمار وعقد اتفاقيات شراكة بين المدن والأقاليم في كلا البلدين.
وفي سياق متصل فشل مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول، في تبني مشروع قرار روسي يدين العدوان الثلاثي (الأمريكي- الفرنسي- البريطاني) على سوريا.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة طارئة بدعوة من موسكو لمناقشة العدوان الثلاثي على سوريا، إن العدوان الغربي على سوريا يعتبر ضربة كبيرة للعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، ويشكل إعاقة لتقدمها إلى الأمام، وأشار نيبينزيا إلى أنه جرى تقديم مشروع قرار بهذا الشأن، على أعضاء المجلس للتصويت عليه في ختام الجلسة.
بدوره شدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، على أن بلاده لن تسمح لأي تدخل خارجي أن يرسم مستقبل سوريا، وقال الجعفري إن سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ادّعوا أنهم قصفوا مراكز إنتاج مواد كيميائية في سوريا، معرجاً بالقول “لماذا لم يتشاركوا في ادعاءاتهم مع خبراء منظمة الأسلحة الكيميائية التي وصلت بعثتها إلى سوريا”.
أما مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، فاعتبرت أن العدوان على سوريا “كان مبرراً ومشروعاً ومتناسباً”، وأضافت أمام جلسة مجلس الأمن إن الرئيس ترامب يقول “إذا استخدمت سوريا الغاز السام مرة أخرى فإن الولايات المتحدة ستكون جاهزة للرد”.
من جانبه ادعى مندوب فرنسا في الأمم المتحدة، إن “الحكومة السورية مسؤولة عن الهجمات الكيميائية”، وأضاف مندوب فرنسا أن “روسيا لم تلتزم بتنفيذ الالتزامات بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا”.
واتخذت الكويت موقفا أكثر تحفظا من شقيقاتها الخليجية، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بحسب بيان رسمي إن الكويت تتابع “التطورات الخطيرة في سوريا والمتمثلة في العمليات العسكرية الأخيرة نتيجة استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا”. وأضاف إن الكويت “تأسف لهذا التصعيد الخطير”.
المغرب: وجوب إيجاد حل سياسي بعيد عن الخيار العسكري
من جانبها، شددت وزارة الخارجية المغربية على وجوب إيجاد حل سياسي للنزاع السوري بعيدا عن الخيارات العسكرية.
وقالت الخارجية المغربية في بيان إن “تجارب الماضي علمتنا أن الخيارات العسكرية، بما فيها الضربات الجوية، سواء المبررة أو المحدودة، لا تعمل إلا على تعقيد الحلول السياسية، وتعميق معاناة الضحايا المدنيين وزيادة تفاقم مشاعرهم تجاه الغرب”.
وأكدت إدانة المغرب “اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية، وخاصة ضد سكان مدنيين أبرياء”، معربة عن الأمل في “أن يتغلب المنطق من أجل إيجاد مخرج للأزمة بما يمكن من الحفاظ على الوحدة الوطنية لهذا البلد، وكرامة سكانه، والمحاربة الفعالة ضد اللاتسامح والتطرف والإرهاب”.
ونبهت إلى أن “التوقيت الذي تم اختياره لهذا التصعيد عشية استحقاقات عربية مهمة، وغياب مشاورات ملائمة معتادة، قد يثير تساؤلات وسوء فهم وامتعاضا لدى الرأي العام.”
فنزويلا: الهجوم عمل إجرامي ضد الشعب السوري
وكان أول المنددين بالقصف الامريكي لسوريا الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” حيث وصف العدوان بالعمل الإجرامي.
وقال مادورو في لقاء بثه التلفزيون الحكومي: نحن نعتبر هذا الهجوم عملا إجراميا ضد الشعب السوري هدفه خلق حالة من الذعر والترهيب وتدمير المراكز العلمية في سوريا.
وأضاف مادورو: إن من يتحمل المسؤولية عن الضربة في سوريا هم كلاب الحرب المستفيدون من نشر الأسلحة واستمرار العمليات العسكرية بغرض جني الربح على حساب القتلى هناك، وقال: أنا أتساءل كم كلف هذا القصف… ومن دفع ثمنه.
الجزائر: ضرورة احترام قواعد القانون الدولي
كما أعربت الجزائر عن أسفها للعدوان الثلاثي مشددة على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي بما فيها القانون الإنساني الدولي.
وأوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر تأسف للتصعيد العسكري على خلفية العدوان الثلاثي مشيراً إلى أن هذا الأمر لن يزيد سوى من تقليص حظوظ التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا.
كما أدان اتحاد أمريكا اللاتينية للصحفيين العدوان الثلاثي على سوريا داعيا إلى العمل المشترك لإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيها .
وأكد في بيان أن هذا العدوان يأتي في الوقت الذي تحاول فيه سوريا استعادة الاستقرار على أراضيها والتحضير لمرحلة إعادة الإعمار والبناء.
أحزاب إسبانية: العدوان يغذي التهديدات الإرهابية العالمية
كما أدانت العديد من الأحزاب الإسبانية العدوان الثلاثي مؤكدة أنه يشكل انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية والقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
وأكد الحزب الشيوعي الإسباني في بيان أن الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا كذبة الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما من أجل شن هذا العدوان الذي يزيد من تفاقم الوضع في كل أرجاء منطقة الشرق الأوسط “ويخلق سيناريو لأزمة لا يمكن التنبؤ بعواقبها ونتائجها”.
من جهته أكد حزب اتحاد الأحزاب الوطنية الإسبانية أن العدوان الثلاثي على سوريا هو عمل أحادي وخرق لجميع قواعد القانون الدولي ضد دولة ذات سيادة تحارب الإرهاب الذي يتم تمويله وحمايته من قبل أولئك الذين يدعمون ويؤيدون هذه الاعتداءات اليوم.
وقال الحزب في بيانه إن تبرير هذا العمل غير القانوني واللاإنساني يصب في مصلحة دول وقوى كالنظام السعودي وغيره تستخدم الذرائع والأكاذيب لتنفيذ مخططاتها في دعم التنظيمات الإرهابية محذرا من التداعيات الكارثية لاستهداف سوريا على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأوروبا.
بدوره أدان حزب اليسار الموحد الإسباني العدوان والتدخلات العسكرية أحادية الجانب ضد سوريا موضحاً أن مثل هذه الاعتداءات تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة أكثر فأكثر وتسبب المعاناة للشعب السوري وتغذي التهديدات الإرهابية العالمية.
وطالب الحزب في بيان له حكومة بلاده بمنع استخدام القواعد العسكرية على الأراضي الإسبانية كمنصة لتنفيذ هجمات مستقبلية ضد سوريا كما دعا إلى احترام الشرعية الدولية ومقرراتها.
نواب وأحزاب تشيكية: مظهر من مظاهر غطرسة الإمبريالية الأمريكية
من جهته أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة توميو أوكامورا أن العدوان يمثل دعماً للمجموعات الإرهابية مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرفضون القبول بحقيقة انتصار سوريا على الإرهابيين المدعومين من قبلهم.
وقال اوكامورا.. إن “هذا العدوان شن من دون إجراء أي تحقيق في المزاعم التي استندت إليها الدول التي قامت به ومن دون تفويض دولي ولهذا فهو فاقد للشرعية”.
بدوره وصف عضو مجلس النواب عن حزب الحرية والديمقراطية المباشرة لوبومير فولني العدوان الثلاثي بأنه “هجوم إرهابي شنه حلف الناتو على سوريا”.
ومن جانبه أدان نائب رئيس مجلس النواب رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي العدوان الثلاثي مؤكدا أنه “يتناقض تماما مع قواعد القانون الدولي”.
ولفت إلى أن العدوان الثلاثي يمثل “جريمة وخرقا للقانون الدولي كونه تم من دون تفويض من مجلس الأمن” محذرا من أن ماجرى يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.
مظاهرات في لوس أنجلوس وواشنطن احتجاجا على العدوان
كما شهدت مدينتا واشنطن ولوس أنجلوس الأمريكيتان مظاهرات احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا.
وذكرت رويترز أن المتظاهرين احتشدوا خارج البيت الأبيض ورددوا هتافات تندد بالعدوان على سوريا.
كما تجمع متظاهرون وسط مدينة لوس انجلوس احتجاجا على العدوان الثلاثي وطالبوا الولايات المتحدة وحلفاءها بالامتناع عن شن مزيد من الاعتداءات وعدم التدخل في شؤون الشرق الأوسط.
ومن المنتظر أن تخرج مزيد من الاحتجاجات ضد العدوان الثلاثي على سوريا في مدن أمريكية أخرى بما فيها نيويورك وغيرها من الولايات.
جنرال بريطاني: سوريا لم تستخدم الكيميائي
إلى ذلك تساءل القائد الأسبق للقوات البريطانية في العراق عن السبب الذي يدفع الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيميائية في ظل تحقيقها للانتصارات.
وفي مداخلة له على قناة سكاي نيوز الناطقة باللغة الإنكليزية أكد الجنرال البريطاني أن سوريا ليست بحاجة لاستخدام هذا النوع من الأسلحة في الزمان والمكان الذي تتحدث عنه التقارير. مشيرا إلى أن هذا ليس كلامه بل كلام الجنرال الأمريكي فوتيل أمام البنتاجون.
كما استشهد على انتصار سوريا بكلام ترامب الأسبوع الماضي عن نيته سحب قواته من الأراضي السورية، مما اضطر المذيعة لقطع الاتصال والإعتذار منه.
هذا وشنت الولايات المتحدة ومعها فرنسا وبريطانيا سلسلة غارات على أهداف في الأراضي السورية تحت ذريعة استخدام واشنطن لأسلحة كيميائية، التي بدورها أكدت زيف الإدعاءات الغربية.

قد يعجبك ايضا