الاهتمام بالسياحة

عبدالوهاب شمهان
كم هو رائع الإهتمام بالسياحة كقطاع حيوي يوجه لخدمة شرائح مختلفة من المجتمع والزوار هذا الاهتمام المنبعث من رجال الصحافة ومن الأدباء والمثقفين ومن العاملين والمستثمرين إنما يؤكد أهمية القطاع وارتباطه بالحياة العامة للسكان وبالكثير من الذين تشكل لهم حركة السياحة مصدرا من مصادر الكسب الحلال وتهيئ لهم المزيد من فرص العمل وكلما نهض هذا القطاع وحظي بالرعاية والعناية والارتقاء بالخدمات وكانت النظافة هي الواجهة واحترام الإنسان هو المدخل لكسب المستهلكين كان الإقبال على خدمات هذا القطاع وكلما زاد الإقبال انتشرت المنشآت وتوسع القطاع وتضاعف استهلاكه من خدمات القطاعات الأخرى ونشطت حركة التجارة ومن ثم يكون العائد من الرسوم والضرائب أكبر ويكون التخفيف من أعباء الدولة أوسع لمساهمة هذا القطاع في تشغيل الكثير من العمالة العاطلة وبذلك تغطي آلاف الأسر احتياجها من السكن والغذاء والدواء لكن القصور في فهم هذا القطاع وما يقدمه للدولة من دخل غير منظور يجعل البعض ينظر إليه كأنه وزر وعبء ..
إن شعوب العالم تقدم لهذا القطاع ما أمكنها من العون والتسهيلات لما تدرك فيه من أهمية اقتصادية بل ويشتد التنافس بينها في دعم الاستثمار وفق أسس تحددها الجهات المعنية بالإشراف والتنظيم والضبط، إنها الحياة والتعايش بين سكان العالم ومن خلالها تتعدد المنافع وتتوسع المصالح وتنتشر الثقافات وتكون مجالا واسعا للترويج عن المنتج السياحي والمنتجات الأخرى، إنها حياة واسعة وسوق كبيرة ولها أنماط لا تتوقف عن الإزدياد بل هي شبكات واسعة ومتنوعة تعتمد على الإنسان في إدارتها وتشغيلها واستهلاك منتجها ومنتج القطاعات الأخرى وهذا ما جعل البلدان والمنظمات الإقليمية والدولية المسؤولة تضع لها حسابات خاصة ودقيقة لاحتساب تأثيرها على الحسابات الوطنية والميزان التجاري وثبات توفر العملات الصعبة وجودة الخدمات وكفاءة العاملين.
هذه هي السياحة التي يتضاعف نشاطها في العالم عشرات المرات لتخدم مجتمعاتها ومن يحسن استغلالها ويكيف خدماتها ويطور أساليب تعامله مع رأس المال المستثمر، إنها أخذ وعطاء وعين جارية يخضر ما حولها ومصدر لا يصيبه قحط إلا بقدر الإهمال واللامبالاة إزاء هذا القطاع المعتمد أيضا على جودة أداء القطاعات الأخرى وسيادة القانون والعدل وعلو النزاهة واضمحلال الفساد والفاسدين ..فالسياحة عمل متواصل وثقافة واسعة وقيم مجتمعية أصيلة وضيافة متأصلة وخدمات واسعة ومتنوعة تتحكم في وجود بعضها وانتشارها عقيدة المجتمع وأهدافه وتقاليده واخلاقياته ولكل مجتمع في العالم شأنه لكن الاهتمام والمنافع والمصالح المتفق عليها تظل هي المطلب الرئيسي للاهتمام بالسياحة كونها تمثل نقطة الإلتقاء بين الحكومات ومنظمي الرحلات والدافع للعناية بالأمن السياحي وخدماته وتطوير قدراته وكفاءة العاملين فيه .
إن الحديث عن السياحة متشعب وشيق ويقود إلى البحث في كل جوانب الحياة الاجتماعية والتنموية نتمنى، لكل مهتم بهذا القطاع وتنظيمه في بلادنا كل النجاح والتوفيق .

قد يعجبك ايضا