الإعلام الوطني صمود ونضال يسحق أباطيل العدوان

الثورة/ أسماء البزاز
طيلة سنوات العدوان الثلاث استطاع الإعلام الوطني أن يشكل علامة فارقة في جبهة المواجهة واضطلع بالتصدي لأكاذيب وزيف الترسانة الإعلامية المهولة لدول تحالف الشر بقيادة السعودية وبالرغم من الاستهداف المتكرر للإعلام الوطني ولمؤسساته وكوادره البشرية إلا أنه استطاع الصمود وإبراز جرائم العدوان وانتصارات الجيش واللجان الشعبية من جهة ورفع معنوياتهم من جهة أخرى وتعزيز صمودهم في كافة الجبهات وشحذ الصمود المجتمعي والشعبي الكبير ودعم رجال الرجال بالمال والقوافل الغذائية.
“الثورة” سلطت الضوء على دور الإعلام الوطني في مواجهة العدوان وحجم تضحياته وخسائره طيلة ثلاثة أعوام .. نتابع:

أمين عام اتحاد الاعلاميين اليمنيين حسن حمود شرف الدين أوضح أن الإعلاميين  اليمنيين استطاعوا تقديم صورة مميزة في الانتقال من مربع الخوف من استهداف تحالف العدوان السعودي الأمريكي للمؤسسات الإعلامية إلى مربع الصمود الأسطوري بعد قيام تحالف العدوان باستهداف المؤسسات الإعلامية استهدافا مباشراً وغير مباشر حيث قصف كثيراً من مقار وسائل الإعلام ومحطات الإرسال الإعلامية واستهدف عشرات الإعلاميين.
مربع المواجهة
ومضى شرف الدين قائلا : كما أن الإعلاميين استطاعوا بجانب الصمود الانتقال إلى مربع المواجهة وضخ المواد الإعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي فضحت أهداف العدوان الحقيقية. فثلاثة أعوام من العدوان ظهر فيها ثلاثة مصطلحات إعلامية جديدة، المصطلح الأول “الإعلام الوطني” والذي يضم كافة وسائل الإعلام الحكومية والحزبية والأهلية وقد استطاع الإعلام الوطني إدارة المعركة الإعلامية وعكسها ضد العدو من خلال توثيق الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي في حق الشعب اليمني، وتوثيق ورصد استهداف قوات تحالف العدوان للمؤسسات الخدمية والأمنية والاقتصادية والتاريخية.
إعلام نوعي
وأضاف: المصطلح الثاني والمعروف بـ “الاعلام الأمني” حيث  اختص هذا الإعلام بالأحداث والوقائع والانتصارات الأمنية لوزارة الداخلية إذ ساهم القائمون على الاعلام الأمني في تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الأمن العام واللجان الشعبية من خلال عرض الاخبار والتقارير والبرامج والأفلام الوثائقية الأمنية التي تبرز إنجازات الجانب الأمني ودوره في كشف الخلايا النائمة والقبض على المجرمين والعملاء.
وقال شرف الدين عن  المصطلح الاعلامي الثالث وهو “الإعلام الحربي” والمتخصص بأخبار جبهات الدفاع وانتصارات الجيش واللجان الشعبية وهذا النوع من الاعلام كان له دور كبير جدا في إضعاف معنويات جنود ومرتزقة العدوان، إضافة إلى أنه استطاع نقل انتصارات المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال وتزويد مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية بمقاطع تلفزيونية نوعية وخاصة من الجبهات.
وأضاف ملخصا: نستطيع القول أن الإعلام اليمني من اليمن كسب المتابع للشأن اليمني سواء في الداخل أو الخارج. كما أنه تميز بالدقة والمصداقية التي يفتقر لها الإعلام الآخر بشكل عام.
خسائر مادية
فيما تحدث خالد حسين قيرمان- مدير عام الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام عن خسائر القطاع الإعلامي الرسمي بالأرقام طيلة ثلاثة أعوام من العدوان، وقال: تسبب العدوان الغاشم على بلادنا في خسائر فادحة تكبدتها وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها بقطاعاتها المختلفة بلغت (56.68.000.000) ريال ، منها على سبيل المثال (40.000.000) ريال الخسائر المادية التي لحقت بديوان عام الوزارة، و(40.793.800.000) ريال خسائر المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث دمر العدوان قناتي سبأ وعدن بشكل كلي وقناتي اليمن والإيمان بشكل جزئي، كما دمر ست إذاعات محلية في المحافظات وثلاثة مراكز إرسال إذاعية بقدرات عالية قد تصل إلى الدول المجاورة.
وأضاف قرمان: كذلك الحال بالنسبة لوكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد بلغت الخسائر في حدود (740.000.000) ريال، حيث نهبت مليشيات العدوان جميع ممتلكات وأثاث وتجهيزات فروع الوكالة في كل من عدن، أبين، تعز، شبوة، مارب، ذمار ومكتب مطار عدن، ودمر العدوان ومليشياته مكاتب الوكالة في كل من صعدة وريمة وعمران ، وتوقفت مطابع الوكالة عن إصدار صحيفة السياسية مما كبدها خسائر تقدر بـ(200.000.000) ريال في السنة.
وتابع أما مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر فإجمالي الخسائر التي لحقت بها في حدود (1.761.000.000) ريال ، وهي أضرار ناجمة عن قصف بعض المباني ونهب الفروع وأخرى ناجمة عن توقف المطابع وانخفاض النشاط التجاري، كذلك تعرضت مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر في تعز لخسائر تقدر بـ(8.500.000.000) ريال، وهي خسائر ناجمة عن نهب مليشيات العدوان مخازن المؤسسة وكذلك المطابع وتدميرها ناهيك عن الخسائر الناجمة عن توقف العمل لأكثر من عامين ونصف.
كما منيت مؤسسة 14 اكتوبر للصحافة والطباعة والنشر في عدن بخسائر تقدر بـ(4.700.000.000) ريال.
في حين بلغت خسائر تهدم مباني وتجهيزات الإذاعات المحلية بمختلف المحافظات (5.272.500.000) ريال.
خسائر بشرية
وإضافة إلى الخسائر المادية لوسائل الإعلام الوطنية الحزبية والأهلية التي لم تحصر بعد، رصد التقرير السنوي الثاني لاتحاد الإعلاميين اليمنيين، ما يزيد عن 133 حالة انتهاك مباشر على الأقل، منها 60 حالة قتل متعمد على الأقل تعرض لها الإعلاميون وهم يزاولون مهامهم في مؤسساتهم أو في منازلهم، أو خلال تغطية جرائم العدوان بحق الشعب اليمني.
ورصد التقرير 4 حالات قرصنة واستنساخ لقنوات فضائية، و14 حالة حجب وإيقاف بث على القمرين الاصطناعيين عربسات ونايلسات، ونحو 12 حالة تدمير لمنشآت إعلامية، إضافة إلى 28 حالة حجب قنوات وسائل إعلام وطني على محرك فيديو “يوتيوب” وإغلاق عشرات الحسابات الشهيرة على موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك “.
ويظهر في الجدول، خارطة الانتهاكات التي تعرضت لها مؤسسات الإعلام الوطني التي استهدفها العدوان خلال ثلاث سنوات من الحرب والحصار.
حرب إمكانات
فرض تحالف العدوان على اليمن حصاراً شاملاً وخانقاً براً وبحراً وجواً، ما أدى إلى أزمة في المشتقات النفطية، فيما قام مرتزقة العدوان بقطع الكهرباء عن محافظات الجمهورية ، وهو ما أثر سلباً على أداء المؤسسات الإعلامية ، وحال دون استمرار الكثير منها.
كما أدى استهداف أبراج الاتصالات في كثير من المديريات والمحافظات إلى تدهور في مستوى أداء شبكة الانترنت، الأمر الذي انعكس سلباً على نشاط الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية.
وقد حالت الأوضاع الأمنية المتردية في معظم محافظات الجمهورية، والتي تفاقمت بفعل العدوان والحصار، دون استمرار أداء المؤسسات الإعلامية، حيث توقفت صحيفة الجمهورية في تعز عن الصدور، وتعرضت مطابعها للنهب والتخريب بشكل كلي، وتوقفت كذلك صحيفة 14 أكتوبر في عدن ، كما توقفت مكاتب فروع المؤسسات الإعلامية الرسمية في عدد كبير من المحافظات، وتعرضت عدد من هذه المكاتب للسطو والنهب من قبل مرتزقة تحالف العدوان والتنظيمات الإرهابية، وبالأخص مكتبي صحيفة الثورة في محافظتي عدن وتعز.
هذا وفاقم الحصار الأوضاع التقنية والفنية للمؤسسات الإعلامية بسبب صعوبة استيراد قطع الغيار اللازمة واستجلاب المهندسين والفنيين المختصين، ما أدى إلى توقف المطابع الكبيرة عن العمل مثل مطبعة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر، ومطبعة وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
أوضاع صعبة
ويعيش الإعلاميون اليمنيون أوضاعاً اقتصادية صعبة جراء العدوان والحصار، فتضاعفت معاناة الموظفين في المؤسسات الإعلامية بفعل توقف صرف المرتبات، بعد نقل حكومة ما يسمى بالشرعية البنك المركزي إلى عدن بدعم من قبل تحالف العدوان، وهو ما أدى إلى توقف صرف رواتب الموظفين الرسميين في أمانة العاصمة وبقية المحافظات .
كما تسبب فرض العدوان الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي في إعاقة السفر من وإلى اليمن، وبقاء الفريق الإعلامي المرافق للوفد الوطني إلى مفاوضات الكويت، عالقاً في مسقط لأكثر من شهرين قبل يمكنه من العودة إلى صنعاء في أكتوبر من العام 2016م.
تعميم وتعتيم
وقد تبين لوزارة الإعلام من خلال شكاوى عدد من الزملاء أن تحالف العدوان عمم قائمة بعدد من الإعلاميين الوطنيين على مطارات دول تحالف العدوان، ما يجعل سفرهم خارج البلاد محفوفاً بالمخاطر.
كما أقدم تحالف العدوان من خلال نفوذ الرياض على القمرين عربسات ونايلسات على مضايقة الفضائيات العربية التي وقفت إلى جانب الشعب اليمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، وقام التحالف بحجب بث قناة «المنار» على القمرين عربسات ونايلسات ، وحجبت بث قناة الميادين على قمرعربسات، وقالت قناة الميادين إن قرار إيقاف بثها على «عربسات» كان بسبب تعاطيها مع الملف اليمني من زاوية إنسانية.

قد يعجبك ايضا